Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مجموعة السبع... اجتماعات حائرة بين الصراعات والعقوبات

محادثات وزراء الخارجية تتناول الحرب الروسية - الأوكرانية والتطورات في غزة وتلاحق إيران وضبط الملاحة في البحر الأحمر الأحمر

وزراء خارجية مجموعة السبع الصناعية الكبرى يبحثون فرض عقوبات على إيران (أ ف ب)

ملخص

يستبق اجتماع القادة الذي يعقد الأحد المقبل محادثات وزراء خارجية دول المجموعة في جزيرة كابري الإيطالية التي بدأت أمس الأربعاء، إذ ناقش الوزراء أزمة الشرق الأوسط، كما سيحولون التركيز إلى أوكرانيا في وقت لاحق عندما ينضم لهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ووزير الخارجية الأوكراني

ينتظر أن يبحث قادة دول السبع الصناعية الكبرى الأحد المقبل أربعة ملفات ساخة ومؤثرة في منطقة الشرق الأوسط والنظام العالمي، وهي الحرب الروسية - الأوكرانية وتداعيات الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وكذلك الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران على إسرائيل أخيراً والملاحة البحرية في البحر الأحمر الأحمر.

وسيطر استمرار تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران وحربا غزة وأوكرانيا على جدول أعمال اجتماعات وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وكندا واليابان.

ويستبق اجتماع القادة الذي يعقد الأحد المقبل محادثات وزراء خارجية دول المجموعة في جزيرة كابري الإيطالية التي بدأت أمس الأربعاء، إذ ناقش الوزراء أزمة الشرق الأوسط، كما سيحولون التركيز إلى أوكرانيا في وقت لاحق عندما ينضم لهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ووزير الخارجية الأوكراني.

وفي اجتماع وزاري أمس ندد مسؤولو مالية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بهجوم إيران على إسرائيل، وتعهدوا بمواصلة العمل عبر "كل السبل الممكنة" لتسخير الأصول السيادية الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا.

تنسيق وثيق

وجاء في بيان مشترك صدر بعد اجتماع لوزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لدول المجموعة أنهم "يتعهدون بالتنسيق الوثيق لأي إجراء مستقبلي لتقويض قدرة إيران على الحصول على الأسلحة أو إنتاجها أو نقلها لدعم الأنشطة الإقليمية المزعزعة للاستقرار"، كما عبروا عن القلق إزاء الأزمة في غزة، ودعوا إلى تحقيق استقرار في المنطقة بشكل عام.

وحذر وزراء خارجية مجموعة السبع اليوم الخميس من أن أوكرانيا تواجه خطر الهزيمة أمام روسيا ما لم تحصل على مزيد من الدفاعات الجوية، ومن ناحيتها حثت كييف على تغيير الاستراتيجية الغربية تجاه الحرب.

فبعد مرور أكثر من عامين على الحرب الروسية في أوكرانيا تواجه كييف نقصاً في الذخيرة، إذ يعرقل الجمهوريون في الكونغرس التمويل الحيوي من الولايات المتحدة منذ أشهر عدة، ولم يقدم الاتحاد الأوروبي ما يكفي من الذخائر في الوقت المحدد.

وعلى رغم أن أزمتي الشرق الأوسط وأوكرانيا ستطغيان على اجتماعات مجموعة السبع التي ستختتم غداً الجمعة، سيبحث الوزراء أيضاً سبل تعزيز العلاقات مع أفريقيا، ويناقشون الاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ ويجرون مناقشات حول قضايا تشمل الأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي.

وأصدرت المجموعة بياناً نوهت فيه بالأخطار الجيوسياسية الكبيرة الناجمة عن الحرب الروسية في أوكرانيا والوضع في الشرق الأوسط الذي يمكن أن يؤثر في التجارة وسلاسل التوريد وأسعار السلع، وعبروا عن "القلق إزاء الأزمة في غزة"، مؤكدين ضمان التنسيق الوثيق لأي إجراء مستقبلي للحد من قدرة إيران على الحصول على الأسلحة أو إنتاجها أو نقلها.

وتسعى إيطاليا، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة السبع، إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وتخفيف التوتر في الشرق الأوسط، لكن إسرائيل فيما يبدو على وشك الرد على هجمات إيران مطلع الأسبوع على رغم الدعوات الغربية إلى ضبط النفس.

تحرك إيطالي

وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجموعة السبع، أن الوزراء وعلى رأسهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيبحثون "الوضع في الشرق الأوسط وما حدث بين إيران وإسرائيل والوضع في غزة وفي البحر الأحمر"، إذ يستهدف المتمردون الحوثيون في اليمن سفن شحن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل.

وقبيل محادثات دول مجموعة السبع في جزيرة كابري، قال تاياني "يجب فرض عقوبات على كل من يقدم طائرات مسيرة وأسلحة وصواريخ لمن يهاجمون إسرائيل، وكذلك لمن يهاجمون السفن في البحر الأحمر".

 

 

وأكد وزير الخارجية الإيطالي لنظرائه من دول المجموعة في بداية اجتماعهم "لا أحد يملك حق الاعتقاد في إمكان محو إسرائيل على وجه الأرض، لكن هذا لا يعني أننا لا نريد السلام"، لافتاً إلى أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وافقوا بالإجماع على فرض عقوبات اقتصادية جديدة على من سلحوا أعداء إسرائيل ومن هاجموا سفناً في البحر الأحمر.

وأشار تاياني إلى أن مسألة العقوبات على إيران ستجري معالجتها بينما يبحث الغرب عن سبل لمعاقبة طهران على هجومها الصاروخي على إسرائيل، لكنه كرر تأكيد الدعوات الغربية إلى إسرائيل لضبط النفس، مضيفاً أنه "من شأن أي شكل من أشكال الانتقام أن يعرض للخطر التوازنات الهشة والحساسة بالفعل".

اهتمام ألماني

قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إنه يتعين على مجموعة السبع الرد على الهجوم الإيراني على إسرائيل، مؤكدة مناقشة هذه التدابير مع نظرائها في اجتماع في إيطاليا.

وصرحت أنالينا بيربوك لصحافيين في جزيرة كابري "نناقش أيضاً مزيداً من الإجراءات هنا في مجموعة السبع، لأنه بالطبع ينبغي أن يكون هناك رد على هذه الحادثة غير المسبوقة"، لكن "يجب ألا يكون هناك مزيد من التصعيد في المنطقة، من شأنه أن يكون قاتلاً للناس"، وفق بيربوك.

وذكرت ألمانيا أمس الأربعاء أن وزراء مجموعة السبع سيناقشون كيفية توفير مزيد من الدفاعات الجوية لأوكرانيا في الوقت الذي تواجه فيه كييف ضغوطاً متزايدة من الهجمات الجوية الروسية المتواصلة على شبكة الطاقة لديها.

عقوبات بريطانية

أظهرت إفادة رسمية أن بريطانيا فرضت عقوبات اليوم الخميس على كيانات عسكرية إيرانية تشمل هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة والقوة البحرية الخاصة بالحرس الثوري.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الإثنين الماضي إن دول مجموعة السبع تعمل على حزمة من الإجراءات المنسقة ضد إيران

وجاء في الإفادة أن العقوبات البريطانية تستهدف 13 كياناً أو فرداً في المجمل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون مجموعة السبع أمس الأربعاء إلى تبني "عقوبات منسقة" ضد إيران، متهماً طهران بالوقوف "وراء كثير من النشاطات الخبيثة في هذه المنطقة" التي تشهد توتراً بسبب الهجوم غير المسبوق الذي شنته "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأضاف كاميرون أن دول مجموعة السبع يجب أن توجه "رسالة واضحة لا لبس فيها" إلى إيران، لافتاً إلى أن إسرائيل "تخطط للرد" بسبب هجوم طهران عليها.

وحول الحرب الروسية - الأوكرانية شدد الوزير البريطاني في بيان لدى وصوله إلى إيطاليا على أن كييف "تملك دعمنا الكامل حتى تنتصر وتحقق سلاماً عادلاً"، وقال "من المهم أن نتفق على المضي قدماً في استغلال الأصول الروسية الخاضعة لعقوبات لدعم أوكرانيا، وضمان دفع روسيا ثمن الدمار الذي أحدثته".

ضغوط أميركية

ويأمل الأميركيون أن تمارس الدول الأوروبية ضغوطاً على بكين لتقليص دعمها العسكري لروسيا، في وقت تحرز القوات الروسية باعتراف واشنطن نفسها مكاسب على الأرض في أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر "ما لاحظناه في الأشهر الأخيرة هو نقل مواد من الصين إلى روسيا، تستخدمها موسكو لإعادة بناء صناعتها الأساسية وإنتاج أسلحة ينتهي بها الأمر في ساحة المعركة في أوكرانيا، وهذا يثير قلقنا بشكل كبير"، مشيراً إلى أن هذا الموضوع سيطرح على طاولة مجموعة السبع.

وصباح اليوم الخميس، شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على "ضرورة" زيادة الدعم لأوكرانيا، غداة استهدافها بضربات روسية أسفرت عن مقتل 18 شخصاً.

ويرتبط تقديم مساعدات أميركية إضافية لأوكرانيا بموافقة الكونغرس على حزمة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار مجمدة منذ أشهر، وسيصوت عليها السبت المقبل.

واتهمت واشنطن في السابق بكين بتزويد موسكو بأسلحة لحربها في أوكرانيا من دون أن يكون لها دليل على ذلك، ولكن تزداد إدانات الولايات المتحدة لدعم الصين لروسيا والتفافها على العقوبات، ويأتي هذا الضغط الأميركي فيما يتوقع أن يزور بلينكن الصين قريباً، في موعد لم يعلن رسمياً بعد.

وزادت الولايات المتحدة من تحذيراتها لبكين، وتطرق الرئيس الأميركي جو بايدن على سبيل المثال إلى مسألة دعم الصين العسكري لروسيا خلال محادثة مع نظيره الصيني جرت أخيراً.

وقال مسؤول أميركي بارز طلب عدم الكشف عن اسمه نهاية الأسبوع الماضي إن الصين تساعد روسيا في تنفيذ "أكبر توسع عسكري لها منذ الحقبة السوفياتية، وبوتيرة أعلى مما كنا نعتقد أنه ممكن" عند بداية الحرب في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

ولفتت واشنطن إلى مشتريات موسكو الضخمة لمكونات إلكترونية وأدوات ومتفجرات صينية كأمثلة على دعم بكين للصناعة العسكرية الروسية، وتتهم واشنطن "كيانات صينية وروسية بالعمل معاً على إنتاج مسيرات" على الأراضي الروسية.

وتشير واشنطن إلى معلومات متوفرة لدى إدارة بايدن مفادها بأنه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2023، "جاء أكثر من 70 في المئة من واردات روسيا من الأدوات من الصين"، وهو ما سمح للروس، بحسب قولها، بزيادة إنتاجهم من الصواريخ البالستية.

وتزود الصين أيضاً روسيا، وفقاً لواشنطن، بمحركات للمسيرات وأنظمة دفع لصواريخ كروز، إضافة إلى مادة النيتروسيليلوز التي تستخدمها روسيا لصنع ذخائر مدفعية.

 

 

وقالت الولايات المتحدة أول من أمس إنها تخطط لفرض عقوبات جديدة على برنامج طهران للصواريخ والطائرات المسيرة في الأيام المقبلة، وتوقعت أن يحذو حلفاؤها حذوها.

توسيع النطاق

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأربعاء أن من "واجب" الاتحاد الأوروبي توسيع نطاق العقوبات التي تستهدف إيران بعد الهجوم الذي شنته على إسرائيل، وقال في بروكسل قبيل اجتماع قمة لقادة دول التكتل الأوروبي "نؤيد فرض عقوبات يمكن أن تستهدف أيضاً كل من يساعد في صنع الصواريخ والطائرات المسيرة التي استخدمت خلال هجوم ليل السبت الماضي"، مؤكداً أنه دعا إلى ذلك خلال القمة الافتراضية لمجموعة السبع التي ستعقد الأحد المقبل.

وفي السياق ذاته، وصف مسؤول ياباني مناقشات مجموعة السبع في شأن إيران بأنها "كانت معقدة بعض الشيء"، لكنها لم تصل بعد إلى نتيجة في شأن العقوبات التي يتعين فرضها على طهران.

الاتحاد الأوروبي

قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي دعي أيضاً إلى جزيرة كابري لصحافيين اليوم الخميس "سيتعين علينا مراجعة نظام" العقوبات "من أجل توسيعه وجعله أكثر كفاءة".

وأوضح بوريل أنه منذ يوليو (تموز) 2023 فرضت قيود على صادرات الشركات الأوروبية إلى إيران من "المكونات التي تسمح بإنتاج هذا النوع من الأسلحة"، وأضاف "لذلك سنشددها"، واعتبر أن "المهم تطبيق قرارها"، ودعا أيضاً إسرائيل إلى ضبط النفس قائلاً إن المنطقة "على حافة" حرب.

من جهتها قالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، ذراع الاتحاد الأوروبي التنفيذية، إن الهجوم الإيراني أظهر "عصبة جديدة من المستبدين" الذين يعملون على تفكيك النظام العالمي ودفع الديمقراطيات إلى نقطة الانهيار.

وقرر قادة الاتحاد الأوروبي أمس الأربعاء فرض عقوبات جديدة تستهدف شركات تنتج طائرات مسيرة وصواريخ، على خلفية الهجوم الذي شنته إيران نهاية الأسبوع الماضي وألحق أضراراً طفيفة بعد اعتراض غالبية المقذوفات.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير