Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تيليغرام" يراهن على "الحياد" ليبلغ مليار مستخدم في 2025

بافيل دوروف يدرس إدراج شركته في أسواق المال عندما تصل إلى الربحية  

"تيليغرام" يستقطب 900 ألف مستخدم منذ تأسيسه قبل 10 سنوات (غيتي)

ملخص

يزداد انتشار "تيليغرام" عالمياً إلى حدود يتوقع فيها مالكه أن يزيد عدد مستخدميه العام المقبل على مليار شخص. ينطوي التطبيق على مزايا كثيرة جاذبة للمشتركين، كما يشكل فرصة جيدة للاستثمار بالنسبة إلى الأفراد والشركات. ولكن في الوقت ذاته يشكل وجهة الراغبين في نشر ثقافة التطرف ومخالفة القوانين. مما يدفع القائمين عليه بين فترة وأخرى، إلى حظر حسابات إرهابية، ووأد دعوات كراهية تنتشر فيه.     

توقع مؤسس "تيليغرام" بافيل دوروف، أن يتجاوز عدد المستخدمين النشطين شهرياً للتطبيق حاجز مليار مستخدم خلال عام، في ظل انتشاره "كالنار في الهشيم"، على حد وصفه خلال مقابلة أجراها أخيراً مع الصحافي الأميركي تاكر كارلسون.

أسس دوروف شركة "تيليغرام" في مدينة دبي بدولة الإمارات، بعد أن غادر وطنه روسيا عام 2014. تقدر "فوربس" ثروته اليوم بنحو 15.5 مليار دولار. ويشترك في منصته حالياً 900 مليون مستخدم، صعوداً من نصف مليار في 2021.

كلمة السر في نجاح "تيليغرام" كما يقول الملياردير الروسي، هو أنه "محايد ولا يسعى إلى أن يكون لاعباً في الوضع الجيوسياسي". ولكن برأي مختصين، ثمة عوامل نهضت بالمنصة، وهي في الوقت ذاته تلفها بانتقادات وتساؤلات مختلفة.  

معادلة التشفير الجذابة

في حديث مع "اندبندنت عربية"، يقول رئيس مركز الأمن الرقمي والذكاء الاصطناعي في جامعة شرق لندن الدكتور أمير النمرات، إن السبب الرئيس في الانتشار الكبير والمتسارع لـ"تيليغرام" يعود لمعادلة التشفير التي يستخدمها، وتمنح المستخدمين مستويات عالية من الخصوصية والسرية مقارنة بتطبيقات مماثلة كـ"واتساب".

ويلفت الدكتور النمرات، إلى أن "تيليغرام" رفض المطالبات بإتاحة بيانات مستخدميه أمام الجهات الأمنية في الدول التي ينتشر فيها. وهذا دفع بكثير من المشتركين في منصات منافسة إلى التحول إليه. ولكن هذا لا يعني أن التطبيق يرفض التعاون مع الجهات الرسمية في شأن أي تحقيقات عندما يتعلق الأمر بقضايا مرتبطة بالإرهاب أو الجرائم.

يشير الخبير الرقمي، إلى أن تطبيق "تيليغرام" رفض منح حكومات الدول وأجهزتها الرسمية  المختصة، بوابة دائمة على بيانات المستخدمين. وقرر التعامل مع كل مطلب لتلك الجهات وفق ما تقتضيه الحاجة إلى رصد المجرمين والمخالفين للقوانين، ولكن من دون أن تتأثر خصوصية بقية المشتركين. وهو سيف ذو حدين أمام توسع وانتشار الشركة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

خطر الإجرام والإرهاب

ثمة دول حول العالم، مثل المملكة المتحدة، باتت تطالب منصات التواصل ومواقع الإنترنت باستخدام تشفير خاص للرسائل المتبادلة بين المستخدمين يتيح رصد أية مخالفات وتجاوزات للقوانين المحلية. بعضها تكيف مع المطلب، وبعضها الآخر يعيش سجالاً مستمراً مع الجهات الرقابية في تلك الدول مهدداً بمغادرة أسواقها إن اقتضت الحاجة.

بعد الهجوم الإرهابي الذي قتل وأصاب نحو 300 شخص في موسكو خلال مارس (آذار) الماضي، طالب المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، مؤسس "تيليغرام" بتشديد الرقابة على محتوى التطبيق، قائلا إن "رقعة استخدامه من الإرهابيين اتسعت كثيراً". فجاء رد دوروف بإحباط عشرات الآلاف من الدعوات الإرهابية، وحظر آلاف الحسابات الداعية إلى الإرهاب في روسيا. كما أعلن أن مستخدمي "تيليغرام" في روسيا وبيلاروس وأوكرانيا، سيستطيعون اعتباراً من أبريل 2024 تحديد الرسائل الموجهة إليهم.

والربط بين "تيليغرام" والإرهاب تجدد بعد هجوم قاعة "كروكوس" للحفلات في موسكو، ولكنه يعود لنحو ثماني سنوات. عندما تناولت تقارير إعلامية وأمنية عدة، العلاقة بين مسلحي تنظيم "داعش" والتطبيق الذي يوفر لهم درجة عالية من السرية لا توجد في منصات أخرى يمكن من خلالها نشر المحتوى المتطرف والرسائل الإرهابية.

قبل هجوم "كروكوس" بسنوات، اعتمد الإرهابيون على "تيليغرام" في تنفيذ عمليات إرهابية عدة، مثل العملية التي نفذت داخل باريس عام 2015، وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى. كذلك تفجير ملهى ليلي بإسطنبول في 2017. وفي العام ذاته، كان أداة بيد منفذي هجوم سان بطرسبرغ بروسيا، وحادثة الواحات الإرهابية في مصر.

 

 

ميزات عدة للمستخدمين       

إضافة إلى سرية المحادثات، يرى الباحث في تكنولوجيا المعلومات بمعهد (SRKIT) للتقنية فيكرام بارمر، أن نجاح "تيليغرام" يعتمد بشكل كبير على تنوع الميزات "الفيتشرات" المتاحة فيه. فهذا جعله جذاباً لشرائح كبيرة في كل مجتمع يعتمد أفراده على وسائل التواصل، سواء بغرض الاتصال أم الترفيه أم نشر المحتوى الإلكتروني.

ولفت بارمر في مقالة مختصة نشرها موقع المعهد، إلى 10 ميزات في تطبيق "تيليغرام" جعلته مفضلاً على غيره من المنصات المشابهة. أولها السعة اللامحدودة لتخزين البيانات بالنسبة إلى المستخدمين، ثم السماح لهم بتبادل الصور ومقاطع الفيديو وفق أحجامها الحقيقية، أو تصغيرها (ضغطها) من أجل إرسال أسرع وأسهل في التواصل. 

يتيح "تيليغرام" للمستخدمين إرسال كل أنواع الملفات. كما يمكنهم من التواصل عبر قنوات مختلفة بالصوت والصورة والكلمة. ويفتح أبواباً عدة أمامهم لتحقيق عوائد مالية. ناهيك عن سرعة احتوائه لتقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة، وتوظيفها في تعزيز التفاعلية بين التطبيق والمشتركين من جهة، وبين المشتركين أنفسهم من جهة ثانية.  

خطط إدراج الشركة

وفق تقرير لصحيفة "فيننشال تايمز" نشر في الـ11 من مارس (آذار) الماضي، وصف دوروف بـ"مارك زوكربيرغ روسيا" عندما أسس منصة "VK" للتواصل الاجتماعي في عام 2007. كانت واسعة الانتشار على المستوى المحلي، ولكنه اضطر إلى بيع أسهمه فيها بعد سنوات، لأنه "رفض مشاركة بيانات المستخدمين مع وكالة الأمن الروسية".

نقلت الصحيفة عن مقربين من دوروف أنه يخطط إلى إدراج "تيليغرام" في السوق الأميركية عندما تصل إلى مرحلة الربحية العام المقبل. لكنه رفض حسم الأمر، وقال "إنه يدرس خططاً مختلفة للتعامل مع شركته مالياً عندما تكون الظروف مواتية".

جمعت "تيليغرام" منذ عام 2021 نحو ملياري دولار أميركي عبر السندات. ويمكن لمشتري هذه السندات تحويلها لأسهم في الشركة بخصم يتراوح بين 10 و20 في المئة على سعر السهم، عندما يتم طرحها للاكتتاب العام في أية سوق كان قبل 2026.

يقول المحلل الاقتصادي أحمد مصطفى إن طرح "تيليغرام" للاكتتاب العام يحتاج إلى دراسة وتمعن في التوقيت وظروف السوق التي يمكن أن تدرج فيها. فهناك تشبع حالياً لناحية أسهم مواقع التواصل، والدليل أن شركة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، "تروث سوشيال"، شهدت إقبالاً عالياً عند الطرح الأولي ثم أخذت أسهمها في الانهيار.

وأوضح مصطفى في حديث مع "اندبندنت عربية"، أن السوق الأفضل لطرح أولي والأكثر جاذبية للشركات هي "وول ستريت" في نيويورك. لكنه يعتقد أن مؤسس "تيليغرام" ربما يفاجئ المستثمرين بخيار غير متوقع، ويطرحها مثلاً في بورصة دبي تفاديا لأي تعقيدات سياسية مستقبلاً. كما نوه إلى التطبيق يقترب حالياً من مليار مستخدم، وهذا قد يغري تسويقياً ويجعل أسهم الشركة في حال طرحها جذابة للاستثمار، ولكن ربما لا يستمر ذلك طويلاً في ظل تزاحم سوق التكنولوجيا وخصوصاً مواقع التواصل، على حد تعبيره.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات