Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سلمان رشدي يروي في "السكين" الأفكار التي راودته لحظة الطعن

"كان الأمر بمثابة عودة بالزمن إلى الوراء. شبح قاتل خرج من الماضي" روى المؤلف في كتابه "السكين: تأملات بعد محاولة القتل"

سلمان رشدي، في الصورة في أكتوبر 2023، أجرى أول مقابلة تلفزيونية له منذ تعرضه للهجوم وكاد أن يقتل في عام 2022 (أ ف ب عبر غيتي)

ملخص

يتحدث سلمان رشدي عن لحظات الرعب التي عاشها وهو يتعرض للطعن المبرح بالسكين، وعن انتصار قوة الحب على قوى الشر.

كشف سير سلمان رشدي عن لحظات الرعب التي عاشها "فيما كان غارقاً بالدماء" بعد تعرضه لهجوم مسعور على المسرح كاد أن يودي بحياته منذ ما يقارب العامين.

وقال الكاتب البريطاني-الهندي، 76 سنة، إنه تعرض للطعن "13 أو 14 مرة" في أغسطس (آب) 2022 حين كان يهم بإلقاء كلمة عن حرية التعبير لدى مشاركته في مؤتمر في معهد شوتاكوا، شمال غربي ولاية نيويورك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي مذكراتٍ صريحة، تذكر سلمان "ذلك الشكل القاتل قادماً نحوي بسرعة كبيرة" وكان أشبه "بشبحٍ قاتل خرج من الماضي" وتسبب بمكوثه في المستشفى لمدة ستة أسابيع وإلحاق ضرر بيده وفقدانه الرؤية في إحدى عينيه.

وكتب: "شعرت بأنه ضربني بقوة في الجانب الأيمن من فكي. وتذكرت انني ظننت أنه كسره وبأن أسناني كلها ستسقط. اعتقدت لوهلة أنني تعرضت للضرب من قبل شخص سدد لي لكمة قوية وحقيقية".

وفي كتابه الجديد، وصف سير سلمان "كيف بدأ الدم يتدفق من عنقي. وفيما كنت أهوي، شعرت بسائل يضرج قميصي. كان هنالك جرح بالغ بالسكين في يدي اليسرى، أدى إلى قطع جميع الأوتار ومعظم الأعصاب. كما تعرضت لجرحين عميقين على الأقل في عنقي، شطب على الجانب وجرح آخر على اليمين وجرح إضافي على وجهي من جهة اليمين ايضاً".

وتابع قائلاً: "أتذكر أنني سقطت أرضاً وشاهدت بركة من دمائي تسيل حولي وتتدفق من جسمي. قلت في نفسي إنها كمية كبيرة من الدماء واعتقدت بأنني أموت".

كما وصف الكاتب "الضربة الأكثر قسوة" التي تعرض لها، سكيناً في العين.

وروى رشدي قائلاً: "كان جرحاً عميقاً وبليغاً. اخترق نصل السكين العصب البصري، مما يعني انعدام أي إمكانية لإنقاذ البصر. فقدت الرؤية بالكامل. كان يطعنني بوحشية وقوة، يطعن ويغرز السكين التي كانت تنهال علي كما لو كانت لها حياة خاصة بها، وكنت أسقط إلى الخلف بعيداً منه أثناء مهاجمته لي وارتطمت كتفي اليسرى بالأرض بقوة أثناء سقوطي".

واتهم هادي مطر، وهو شاب يبلغ 24 سنة من العمر ومقيم في نيوجرسي بشن الهجوم الذي أتى بعد ما يقرب ثلاثة عقود من قيام الزعيم الروحي الإيراني آية الله الخميني بإصدار فتوى بقتل رشدي عام 1989 بعد صدور رواية "آيات شيطانية".

ويحاول كتاب "السكين: تأملات بعد محاولة القتل" Knife: Meditations After an Attempted Murder سرد تفاصيل الثواني الـ27 العنيفة التي عاشها أثناء حادثة الطعن.

وألحق الهجوم ضرراً بكبد سلمان رشدي ويديه وأدى إلى قطع الأوتار البصرية في عينه اليمني التي تُركت "وكأنها تتدلى من وجهي وتستقر على وجنتي كبيضةٍ مسلوقة، وأصيبت بالعمى".

وقال إنه في وقتٍ يعتبر نفسه محظوظاً لأنه تجنب الإصابة بضررٍ دماغي، بيد أن فقدانه لعينه "يحزنه ويغضبه كل يوم".

كما تطرق الكاتب إلى ضرورة توخي الحذر الشديد عند نزول الدرج أو اجتياز الطريق أو أداء مهمة بسيطة كسكب المياه في كوب.

وفي بوحٍ مذهل، اعترف سير سلمان بأن حلماً راوده بشأن الهجوم قبل أيامٍ من تعرضه لمحاولة القتل. وفي الحلم رأى نفسه يتخبط حول كولوسيوم روماني وهو يحاول بشكلٍ جنوني الإفلات من رجل يلاحقه وهو يشهر رمحاً في وجهه. ووصف الحلم بأنه كان حقيقياً لدرجة أن زوجته الشاعرة رايتشل إليزا غريفيث أيقظته وطمأنته بأنه ما زال آمناً في سريره.

وكتب رشدي في المذكرات: "رأيت الحضور يصرخ ويتوق لرؤية الدماء. وكنت أتدحرج على الأرض محاولاً الإفلات من اندفاع المصارع نحوي. ارتجفت من ذلك الحلم وقلت لإليزا بأنني لا أريد الموت. ومن ثم تستيقظ بعد برهة وتقول في نفسك أنه مجرد حلم وبأنك لن تسمح لحلمٍ بأن يسيطر على حياتك ويتحكم بها. وعندئذٍ فكرت في نفسي "سأذهب، هذا عملي. 1500 شخص ابتاعوا التذاكر. لا يمكنني التغيب عن الحضور لأنني رأيت حلماً سيئاً وحسب".

اعتُقل مطر من دون إمكان الإفراج عنه بكفالة منذ وقوع الهجوم وسبق أن قال للمسؤولين "لا أحبه (رشدي) ولا اعتقد أنه شخص صالح. فهو شخص هاجم الإسلام، وهاجم معتقداتهم وأنظمتهم العقائدية".

وتم تأجيل محاكمة مطر التي كان من المزمع أن تبدأ في يناير (كانون الثاني) بعد أن صرح محاموه أنهم بحاجة إلى مراجعة مذكرات المؤلف لأنها قد تحتوي على أدلة إضافية.

وفي مذكرات "السكين"، يخاطب سير رشدي المعتدي عليه مطر قائلاً: "لقد تقاربت حياتنا لبرهة ومن ثم انفصلنا. فأنا تحسنت حياتي منذ ذلك اليوم لكن حياتك أنت تدهورت. أقدمتَ على مقامرة سيئة فيما خرجت أنا محظوظاً".

ووصف الكاتب مذكراته بأنها "قصة حب" بقدر ما هي رواية هجوم مرعب. وقال: "حصل تصادم بين قوتين هنا. أحدهما كانت قوة العنف والتعصب الأعمى والأخرى كانت قوة الحب. وبالطبع تجسدت قوة الحب في شخص زوجتي إليزا". وأضاف قائلاً: "في نهاية المطاف، تجلت طريقة فهمي لما حصل في أن قوة الحب تفوقت على قوى الحقد والشر".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار