Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رغم الضغوط القوية... لا رد من إسرائيل و"حماس" على اقتراح الهدنة

نتنياهو يقول إن تل أبيب تستعد لسيناريوهات في مناطق أخرى غير غزة ومسؤول بالحركة يؤكد الحاجة إلى تهدئة لتحديد مصير الرهائن

ملخص

لا تزال أطراف الوساطة الأميركية المصرية القطرية تنتظر ردود إسرائيل و"حماس" على اتفاق هدنة مقترح في الحرب الدائرة بين الطرفين منذ أكثر من ستة أشهر.

على رغم تحديد مهلة 48 ساعة، لم تكن حركة "حماس" وإسرائيل قد قدمت الخميس أي رد على اقتراح هدنة عرضه الوسطاء الأحد، فيما يخضع الطرفان لضغوط كبيرة من دون أن يبدو أي منهما مستعداً للمبادرة بالانسحاب من المفاوضات.

في الأثناء، بلغ عدد القتلى في غزة منذ اندلاع الحرب 33634، وأصيب 76214 آخرون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في القطاع اليوم الجمعة.

وينص المقترح الذي عرضه في القاهرة الوسطاء الأميركي والمصري والقطري بداية، على هدنة من ستة أسابيع وعلى إطلاق سراح 42 رهينة إسرائيلية في مقابل إطلاق سراح 800 إلى 900 فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، ودخول 400 إلى 500 شاحنة من المساعدات الغذائية يومياً وعودة النازحين من شمال غزة إلى بلداتهم، بحسب مصدر من "حماس".

وتطالب "حماس" بوقف نهائي لإطلاق النار وسحب إسرائيل قواتها من كل أنحاء قطاع غزة والسماح بعودة النازحين وزيادة تدفق المساعدات في وقت تقول الأمم المتحدة إن جميع السكان وعددهم نحو 2.4 مليون شخص يتضورون جوعاً.

 

إعلانات متناقضة

ومنذ الأحد تتوالى الإعلانات غير الرسمية المتناقضة في غالب الأحيان. ويرى حسني عبيدي من مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسطي في جنيف "المفاوضون وصلوا إلى طريق مسدود. لكن أياً من الأطراف لم يعلن انسحابه بعد".

واتهم متحدث حكومي إسرائيلي الخميس "حماس" بـ"إدارة ظهرها" لمقترح التهدئة. وقال المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ديفيد منسر، "ثمة عرض معقول جداً على الطاولة و(حماس) تواصل إدارة ظهرها له". وانتقد في الوقت ذاته "الضغوط الدولية على إسرائيل"، معتبراً أنها تؤدي إلى "مساعدة (حماس) وإبعادها" عن المفاوضات.

وتطالب "حماس" بوقف نهائي لإطلاق النار وهو أمر يرفضه في هذه المرحلة نتنياهو المصمم على "القضاء" على آخر مجموعات "حماس" المحتشدة برأيه في رفح في أقصى جنوب القطاع، حيث لجأ 1.5 مليون فلسطيني هرباً من الحرب.

ويرى محللون أن الطرفين مضطران إلى التوصل إلى نتيجة على رغم انعدام الثقة بينهما. فأنظار العالم شاخصة إليهما والسكان في الجانبين منهكون.

تحديد مصير الرهائن

من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" باسم نعيم أن هدنة في غزة ضرورية لتحديد أماكن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع وتحديد مصيرهم، مؤكداً أن الإفراج عنهم هو جزء من مفاوضات وقف إطلاق النار وليس كلها.

 

وقال باسم نعيم في بيان "جزء من المفاوضات هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ليكون لدينا ما يكفي من الوقت والأمان لجمع بيانات نهائية وأكثر دقة عن الأسرى الإسرائيليين"، مشيراً إلى أنهم في أماكن مختلفة ومع مجموعات مختلفة "وبعضهم تحت الأنقاض قتلوا مع شعبنا ونتفاوض للحصول على معدات ثقيلة لهذا الغرض".

وأكد نعيم أن المباحثات هي "مفاوضات وقف إطلاق النار وليست مفاوضات صفقة الأسرى، صفقة الأسرى هي أحد البنود التي سيتم التفاوض عليها". وندد بعدم إيلاء أهمية لـ"آلاف الأبرياء الفلسطينيين الذين اختطفتهم إسرائيل بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023"، مشيراً إلى أن من بينهم 3 آلاف من غزة وحدها.

بدوره، أكد القيادي في الحركة طاهر النونو أن ما عرض على "حماس" حتى الآن "لا يلبي مطالبنا"، مشيراً إلى أن إسرائيل تريد وقفاً موقتاً لإطلاق النار والإبقاء على قواتها في قطاع غزة.

"هدنة تكتيكية"

مع مقتل أكثر من 260 عسكرياً وإصابة المئات والتعب الذي يصيب الجنود الذين يجب استبدالهم بصورة متواصلة، قد تصب هدنة تكتيكية أقله في مصلحة القوات الإسرائيلية، على ما يرى محللون.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى دانيال بايمان من كلية الخدمة الخارجية في جامعة جورجتاون أن الانسحاب المعلن الأحد لكل القوات الإسرائيلية باستثناء لواء واحد في وسط غزة، يدفع إلى الظن أن إسرائيل تريح جنودها قبل الهجوم المعلن على رفح.

وتعاني الدولة العبرية عزلة متنامية على الصعيد الدبلوماسي بسبب العدد المرتفع جداً للقتلى المدنيين جراء حملتها العسكرية في قطاع غزة، مع سقوط 33545 قتيلاً غالبيتهم من النساء والأطفال وفق وزارة لصحة التابعة لحركة "حماس"، والأزمة الإنسانية الناجمة عن ذلك.

وقد تحسن الهدنة علاقة تل أبيب مع حليفتها الرئيسة الولايات المتحدة المستاءة جداً "من فشلها في إقناعها" بتغيير استراتيجيتها على ما يرى حسني عبيدي.

 

وفيما تعكف واشنطن منذ البداية على تجنب تصعيد إضافي للوضع في لبنان وسوريا وإيران، قد تؤدي الضربات التي نسبت إلى إسرائيل ودمرت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، إلى "نسف" هذه الاستراتيجية على ما يقول هذا المحلل.

وقد ضاق الرئيس الأميركي ذرعاً وهدد بربط أي دعم لإسرائيل بضبط النفس عسكرياً وتحسين الظروف الإنسانية في قطاع غزة.

كذلك، تواجه حكومة نتنياهو خصوصاً غضب عائلات الرهائن التي تطالب بعودة 129 منهم لا يزالون محتجزين في غزة من أصل 250 خطفوا خلال هجوم حركة "حماس" غير المسبوق داخل الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، الذي أدى إلى مقتل 1170 إسرائيلياً غالبيتهم من المدنيين وفق تعداد استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

سيناريوهات في مناطق غير غزة

وقال نتنياهو الخميس إن إسرائيل تواصل حربها في قطاع غزة لكنها تستعد أيضاً لسيناريوهات في مناطق أخرى.

وأضاف نتنياهو في تعليقات نشرها مكتبه بعد زيارة قام بها لقاعدة جوية في جنوب إسرائيل "من يؤذينا سنؤذيه، مستعدون للوفاء بالمتطلبات الأمنية لدولة إسرائيل دفاعاً وهجوماً".

وتتهيأ إسرائيل لهجوم إيراني محتمل رداً على قتل جنرال كبير وستة ضباط إيرانيين في غارة جوية على القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل (نيسان). ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم لكن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قال الأربعاء إن إسرائيل "يتعين أن تعاقب وستعاقب" على الهجوم.

 

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إنه لم يطلب من المدنيين القيام بأي استعدادات خاصة، وأضاف أن إسرائيل "على استعداد عال لمجموعة من السيناريوهات".

وأدلى نتنياهو بتعليقاته في الوقت الذي بدأت فيه قوات وطائرات إسرائيلية عملية في وسط غزة الليلة الماضية قال الجيش إنها تهدف إلى تدمير البنية التحتية للفصائل الفلسطينية المسلحة.

مباحثات سعودية - أميركية

من جانبه، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الخميس، خلال اتصال هاتفي، مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، التطورات في قطاع غزة ومحيطها، وأهمية إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، أن الأمير فيصل بن فرحان استعرض خلال الاتصال المستجدات على الساحة الإقليمية، وسبل خفض التصعيد في المنطقة، إضافة إلى بحث الملفات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تطورات غزة ومحيطها، وأهمية إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

منظمات تدعو إلى وقف نقل الأسلحة لإسرائيل والجماعات المسلحة

أعلنت أكثر من 250 منظمة إنسانية وحقوقية الخميس أنها ضمت صوتها إلى رسالة مفتوحة تدعو إلى وقف "فوري" لكل عمليات نقل الأسلحة "إلى إسرائيل والجماعات الفلسطينية المسلحة".

وقالت المنظمات "ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وندعو كل الدول إلى وقف نقل الأسلحة التي يمكن استخدامها لارتكاب انتهاكات للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان".

وجاء في الرسالة المفتوحة أنه "يجب على مجلس الأمن الدولي أن يفي بمسؤوليته في الحفاظ على السلام العالمي والأمن من خلال اعتماد تدابير لوقف نقل الأسلحة إلى حكومة إسرائيل والجماعات الفلسطينية المسلحة".

وأطلقت 16 منظمة هذه الرسالة المفتوحة في يناير (كانون الثاني) الماضي وباتت تحمل الآن أكثر من 250 توقيعاً بينها توقيع منظمة العفو الدولية ومنظمة "سيف ذي تشيلدرن" و"أوكسفام" ومنظمة "أطباء العالم" و"كاريتاس الدولية" وعدد من المنظمات غير الحكومية.

وكتبت المنظمات "إن القصف والحصار من جانب إسرائيل يحرمان السكان المدنيين من الضروريات لبقائهم على قيد الحياة ويجعل غزة غير صالحة للسكن"، متحدثة عن "أزمة إنسانية ذات خطورة وحجم غير مسبوقين".

وتابعت الرسالة أن "احتجاز رهائن والهجمات العشوائية" من جانب الجماعات الفلسطينية المسلحة "تشكل انتهاكات للقانون الإنساني الدولي ويجب أن تتوقف فوراً"، مذكرة بعدد قتلى هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر 2023 وبإطلاق صواريخ على سكان إسرائيل واحتجاز نحو 130 رهينة في غزة.

وقال مجلس الأمن الدولي الخميس إنه أخذ علماً بتعهد إسرائيل فتح منافذ إضافية لدخول مساعدات إنسانية إلى غزة، داعياً إياها إلى فعل "المزيد" في ظل الأوضاع الكارثية في القطاع الفلسطيني المحاصر.

المزيد من متابعات