Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أنوشكا واردن تعيد كتابة الرغبة الأنثوية بجرأة وفكاهة

الرواية الأولى لـ واردن "اللعنة... أنا مذهلة" التي تكسر جميع قواعد الرواية مليئة بمشاهد جريئة ومثيرة للدهشة بينما تبحث البطلة عن علاقة جديدة تبعث فيها شعوراً جيداً حقيقياً

أنوشكا واردن: "أريد أن أشعر بأنه شيء مفيد وليس كتاب مساعدة ذاتية" (صور بورتريه بعدسة هيلين موراي)

ملخص

كتاب أنوشكا واردن يحتوي على تصورات جريئة لدرجة دفعت كاتبتها في البداية للإحساس بالعار الشديد ولم تقدم على نشرها لمدة عام كامل

بادئ ذي بدء، علينا التعامل مع عنوان الكتاب. رواية أنوشكا واردن الأولى تحمل عنوان "اللعنة... أنا مذهلة" I’m F*cking Amazing. قد تكون قراءتها مسلية أثناء التنقل في مترو الأنفاق، لكن طلبها في متجر الكتب قد يكون محرجاً. بعد ذلك، لدينا المشاهد الجنسية. دعونا نقول إنك لن ترغب في إعارتها لجدتك. تخبرني الكاتبة بنبرة محرجة قليلاً: "في ذهني، أعتقد أنني كتبت الرواية ذات المحتوى الأشد جنسية وشبقاً على الإطلاق... أعلم أنها ليست كذلك، لكن هذا هو شعوري".

هل كتبت واردن بالفعل الرواية ذات المحتوى الأشد جنسية وشبقاً على الإطلاق؟ حسناً... إنها رواية جريئة للغاية. بالتأكيد إنها كذلك مقارنة بالحدود التي تمكنت الروائيات من تجاوزها على مر التاريخ. تحكي الرواية قصة امرأة شابة وهي في عقديها الثالث والرابع، تُغرم بشاب تطلق عليه "الحبيب الجاد رقم ثلاثة". كل الأمور تسير على ما يرام، حتى توقف جسدها عن التجاوب - على حد تعبيرها، إذ يصبح لديها "فرج فيه خلل لا يفرز السوائل" بعد الآن. ما يأتي بعد ذلك هو قصة سعيها لإصلاح الخلل، حيث تتنقل بين الافتتان، والزواج، والإساءة العاطفية، والطلاق، والإجهاض، والخداع، والرغبة، وكثير من التفكير، والمزيد المزيد من المضاجعة. هذا ليس كتاباً لضعاف القلوب، إذ ترد كلمة "فرج" فيه 113 مرة.

لكن الرواية، وهي قصة خيالية تحتوي على بعض العناصر الحقيقية من واردن، تتميز أيضاً بالصراحة والفكاهة، ومليئة باكتشاف الذات. إنها تبدو كمدونة يوميات متحمسة ومتسارعة، حيث تقوم الراوية التي لا تمتلك اسماً بتدوين انطباعاتها حول كل شيء من "لحظات الذروة" وصولاً إلى رائحة مهبلها في أوقات مختلفة من الشهر. أدردش مع المؤلفة قبل أسبوع من إصدار الرواية، وتشعر واردن بالقلق حيال جميع المشاهد الجريئة. تقول السيدة البالغة من العمر 40 سنة الجالسة في مكتب وكيل الدعاية الخاص بها وهي تحاول تغطية وجهها بيديها: "في كل مرة أقرأ المشاهد الجنسية، أشعر بالغثيان حقاً... لا أريد أن يقرأها والدي ولا أن يقرأها أشقائي. أفضل ألا يقرأها أي رجل يعرفني. لكن هذا أمر مثير للسخرية!".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أنجزت واردن الرواية قبل عامين، وكان من المفترض أن تكون مسرحيتها الثالثة. كانت مسرحيتها الأولى "أمي عاهرة" My Mum's a Twat، مأخوذة بشكل فضفاض عن تجربتها الحقيقية مع انضمام والدتها إلى جماعة روحية، وقد قامت ببطولتها الممثلة باتسي فيران على مسرح رويال كورت في لندن عام 2018. أما مسرحيتها الثانية "أبي وضيع" My Dad’s a C*** (نعم، تمتلك واردن موهبة في انتقاء العناوين الصادمة)، فكانت بمثابة رد فعل خيالي ونسوية على مسرحيتها الأولى وفازت بجائزة "بلاتفورم بريزنتس" للكتاب المسرحيين Platform Presents Playwright، وأدتها إيمي لو وود أمام الكاميرا أثناء فترة الإغلاق المصاحب لجائحة كورونا. لكن عندما بدأت واردن بكتابة "اللعنة... أنا مذهلة" وجدت أنها لا تستطيع التوقف. وقبل أن تدرك، كان النص مكوناً من مئات الصفحات. تقول بصراحتها المميزة: "أدركت أنها إذا كانت مسرحية، فستتطلب وقوف امرأة على المسرح لمدة 12 ساعة تتساءل عما إذا كان فرجها رطباً أم لا... فكرت ’ببساطة لا أعتقد أن الناس يريدون شيئاً كهذا‘".

وتتمتع الكاتبة بطاقة مثيرة وغير منظمة في شخصها تتناسب والزخم الحيوي في كتاباتها. يوجد على الطاولة التي تفصل بيننا دفتر ملاحظاتها الذي يحتوي على قوائم مهام مكتوبة بسرعة تشمل تذكيرات من "لا تنسي نشر الغسيل" إلى "شراء قناع وجه ضوئي من علامة دكتور غروس عندما يتوافر لدي المال لذلك". تقول مبتسمة: "أكتب ملاحظات بشكل جنوني لأن ذاكرتي ضعيفة، وهو أمر يحررني من نواح عدة".

عندما أرسلت واردن المسودة الأولى من "اللعنة... أنا مذهلة" إلى إحدى العاملات في قطاع النشر للحصول على تعليق مهني، قالت لها: "لا أعتقد أن أحداً يريد هذا". تتابع واردن بتنهيدة وهي تسترجع الذكرى: "أنا متأكدة أنها لم تقصد ذلك بالطريقة التي قالتها، لكنني شعرت بخجل شديد. أبقيت الرواية في الدرج لمدة عام لأنها لم تتفاعل بشكل جيد مع بعض المشاهد".

وأثار مقطع معين متعلق بالإجهاض رد فعل سلبياً جداً. تقول واردن: "لأن أحداً غيري لم يقرأ الرواية رحت أفكر ’يا إلهي، أشعر بأنني وحش. ما هذا الذي كتبته؟‘" في ذلك الوقت، كانت واردن قد انتهت للتو من قراءة رواية "الأراضي الرطبة" Wetlands الأكثر مبيعاً للكاتبة شارلوت روش الصادرة عام 2008، وهي رواية شديدة التصوير لدرجة أنها تسببت في إغماء بعض الناس عند قراءتها (وهي تتضمن مشهداً يصف بشكل شامل تفاصيل البواسير لدى إحدى النساء). في نهاية المطاف، تحلّت بشجاعة كافية لعرض الرواية على شخص آخر، وكانت استجابة ناشرها الذكر أكثر دفئاً. تقول: "قرأها وقال ’أريد ابنتي البالغة من العمر 14 سنة أن تقرأ هذه الرواية الآن‘. لم تتمكن من ذلك بسبب التصنيف الرقابي للرواية، لكن رد فعله جعلني أشعر أنني لم أكتب شيئاً مقززاً أو غريباً".

هناك مفارقة حزينة وواضحة في حقيقة أنهم جعلوا واردن تشعر بالاشمئزاز أو الغرابة بسبب ما كتبته - إذ إن الرواية مصممة لمنع النساء والفتيات من الشعور بالحرج بسبب الأسئلة التي يطرحنها حول أجسادهن وعلاقاتهن. تقول: "أريد أن تكون الرواية مفيدة ولكن ليست ككتب المساعدة الذاتية"، موضحة أن هناك كثيراً من الأشياء التي شعرت بالارتباك حيالها لما كانت صغيرة وأنها تحاول حلها في القصة.

تقول ضاحكة: "عندما كنت أنا وصديقاتي في سن المراهقة، كان الجنس اليدوي يعني ببساطة قيام شخص ما بدفع أصابعه في مهبلك... أتساءل عما إذا كانت الأجيال الشابة تميل أكثر إلى القول ’أوه، لا، نحن نتجه مباشرة إلى البظر الآن‘، لكننا لم نعرف ذلك عندما كنت مراهقة، لأن وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن موجودة ولا حتى الإنترنت بشكل فعال". كذلك كانت لديها أسئلة حول مدى شيوع النشوة الجنسية الناتجة من الإيلاج (ليست شائعة جداً) وما إذا كان من المقبول استخدام فرشاة الأسنان الكهربائية للاستمناء. تضيف: "يتلخص الأمر برمته في فكرة ’هل أنا غريبة الأطوار وهل هناك شيء ما لا يؤدي وظيفته كما يجب؟‘".

كذلك تستكشف "اللعنة... أنا مذهلة" الجنس في العلاقات طويلة الأمد، حيث تسعى البطلة للحصول على علاج طبيعي لمهبلها عندما يبدأ انجذابها نحو شريكها بالضعف. تقول واردن: "في أوائل العشرينات من عمري، كنت مهووسة إلى حد ما بمعرفة كيف يمضي شركاء في علاقة طويلة الأمد أوقاتهم معاً... كنت أسأل ’هل ما زلتما تمارسان الجنس معاً؟ وكم مرة؟ ودائماً ما بدا أن الجنس لم يعد شيئاً مهماً بعد مرور خمس أو ست سنوات". إنها تريد في الرواية معرفة ما إذا كان هذا الانخفاض في النشاط الجنسي أمراً لا مفر منه، وما الذي يمكن القيام به حيال ذلك؟

وتعتقد واردن أنها كانت جاهلة في كل هذه الأمور أكثر من معظم النساء نظراً لنشأتها في بلدة صغيرة في ديفون، حيث "لم تكن لديها إمكانية الوصول" إلى مناقشة مفتوحة وتقدمية. إنها الأصغر في عائلة كبيرة مكونة من سبعة إخوة وأخوات، وقد غادرت والدتها الأسرة عندما كانت واردن صغيرة لتنضم إلى طائفة روحية (الموضوع الذي تتناوله مسرحيتها الأولى).

وتعتبر واردن كونها كاتبة روائية "مهنتها الثالثة". بدأت مسيرتها المهنية كممثلة، قبل أن تنتقل إلى "وظيفة مناسبة" في مجال العلاقات العامة في مسرح رويال كورت. ثم بدأت في الكتابة لما صارت في الثلاثينيات من عمرها. وتقول: "أعتقد أن الكتابة جاءت من خلال تفاعلي بسبب وجودي في مبنى مسرح رويال كورت... لأنني لم أكن أهتم بالكتابة من قبل". من المؤكد أنها أصيبت بالعدوى، فقد كتبت بالفعل كتابها الثاني وهي الآن تحضر فيلماً.

وعلى رغم كون الرواية عملاً خيالياً، إلا أن "اللعنة... أنا مذهلة" تتشابه بشكل كبير مع حياة واردن الحقيقية. عمل كل من واردن وبطلتها في شركة علمية، وابتعدت أماهما عن العائلة. تحب كلتاهما التسوق وتدوين الملاحظات بكثرة. وتتحدث كلتاهما بطريقة معدية وغير خاضعة للرقابة. تقول واردن: "إذا اضطررت إلى وضع الكتاب أمامي في غرفة تحقيق وطلب مني رسم دوائر حول [الأجزاء التي تمثل سيرة ذاتية وفصلها عن تلك الخيالية]، فسيكون ذلك أمراً صعباً بدرجة مستحيلة".

في حين أن "اللعنة... أنا مذهلة" تبدو وكأنها يوميات، إلا أنه لم يسبق لـ واردن أن كتبت يومياتها. تقول: "أنا لا أدون مشاعري أبداً... أتساءل عما إذا كان هذا هو السبب في أنني أقوم بالكتابة بلا توقف، نظراً لكوني بدأت وأنا في الثلاثينيات من عمري. ربما كل شيء آخذ بالانفجار ببساطة".

وتأتي إحدى الإشادات الموجودة على غلاف الكتاب من ديبرا فرانسيس وايت، التي تشارك في تقديم مدونة "النسوية المذنبة" The Guilty Feminist الصوتية، وهو أمر مناسب للغاية نظراً لأن المدونة تتمحور بشكل ساخر حول تناقضات النسوية الحديثة. الرواية مليئة بالاعترافات، مثل الغضب من رغبة الرجل في تقاسم الفاتورة، وجمل مثل: "لقد قرأت الكثير عن أماكن في العالم حيث لا تمتلك النساء إمكانية الوصول إلى عمليات الإجهاض المجانية، مما أثار استيائي حقاً. على كل حال، لم أقم بشيء حيال ذلك".

تنتهي رواية "اللعنة... أنا مذهلة" بمشهد مؤلم ومشوق للغاية، وتقول واردن إنها "مستميتة" لكتابة جزء تكملة. موضحة: "أرغب في ذلك، لكن لا طائل من قضاء عام كامل في كتابة جزء ثان عندما لا نعرف حتى ما إذا كان الناس سيحبون الجزء الأول"، على رغم أن الرواية اختيرت بالفعل لتحويلها إلى مسلسل تلفزيوني وتتولى واردن كتابة السيناريو. تضيف ضاحكة: "أراهن أن الرجال الذين يكتبون مادة مماثلة لما كانوا سيشعرون بما أحس به. علي التخلص من شعور الحاجة إلى الاعتذار أو الإحساس بالحرج حيال ذلك". في نهاية المطاف، الحديث عن الرغبة الجنسية للمرأة بانفتاح ومن دون شعور بالحرج هو عمل مستمر. تختم واردن بالقول: "آمل بأنني بعد 6 أشهر سأجد طريقة لعدم الشعور بالغثيان عندما أفكر في جميع الكلمات الفاحشة التي كتبتها!".

صدرت رواية "اللعنة... أنا مذهلة" لـ أنوشكا واردن عن دار ترابيز في 21 مارس وتباع النسخة الواحدة بسعر 20 جنيهاً استرلينياً

© The Independent

المزيد من كتب