Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحرب الإسرائيلية أمام نقطة تحول وقد تخرج عن السيطرة

إن السبيل الوحيد لإدخال المساعدات الإنسانية بطريقة آمنة هو وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الحرب

أشخاص يتجمعون حول حطام سيارة استخدمتها المنظمة الخيرية "المطبخ المركزي العالمي"، ومقرها الولايات المتحدة، بعد تعرضها لقصف إسرائيلي (أ ف ب/ غيتي)

ملخص

الولايات المتحدة لم تعد تثق بسلوك إسرائيل في غزة ولمنع التصعيد في المنطقة لا بد من التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار

يشكل مقتل سبعة عمال إغاثة دوليين من منظمة "المطبخ المركزي العالمي" تذكيراً مأسوياً بأن الحرب بين إسرائيل و"حماس" طالت أكثر من اللازم.

وحان الآن وقت إنهائها من طريق اتفاق شامل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن وعودة سكان غزة النازحين إلى مدنهم وقراهم وفتح معبر بري يسمح بتدفق المساعدات الإنسانية من دون أي عوائق. ويجب أن يتبع هذه الخطوة وضع خطط لإعادة تأهيل غزة، إضافة إلى خطة مدروسة بعناية لإنشاء دولة فلسطينية وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.

بلغ الاستياء من سلوك بنيامين نتنياهو ووضعه المطالب السافرة لحكومته المتطرفة فوق كل اعتبار - بالتوازي مع تضحيته بالعلاقة مع أكبر حلفائه، الولايات المتحدة، والعالم أجمع - نقطة اللاعودة أخيراً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتتصاعد حدة التوتر بصورة متزايدة بسبب سلوك إسرائيل في الحرب، ويبدو أن الولايات المتحدة بخاصة، قد نفد صبرها أخيراً. وجاءت هذه الوفيات لتسجل تجاوزاً جديداً للخطوط الحمر وللحدود المقبولة.

ما أثبتته طبيعة الهجوم على قافلة المساعدات، وحجمه، بعد التنسيق الدقيق لمساره الذي تبعه استهداف ثلاث سيارات مختلفة على امتداد 2.5 كيلومتر، فيما حاول عمال الإغاثة عبثاً الفرار من مركبة إلى أخرى، هو أن الحرب يجب أن تنتهي.

وتكشف هذه الحادثة الأخيرة عن أن جيش الدفاع الإسرائيلي ليس حذراً بما فيه الكفاية في تصرفاته. وتبين أن القادة الميدانيين لا يحترمون قواعد الاشتباك كما يجب.

وقتل أكثر من 200 عامل في المجال الإنساني خلال الأشهر الستة الماضية وفقاً لبيانات الأمم المتحدة. وكان جلهم من الفلسطينيين الذين أفردت لهم تغطية صحافية أقل بكثير من تلك المخصصة للوفيات المأسوية التي وقعت هذا الأسبوع، ومن ضمنها ثلاثة عمال إغاثة بريطانيين.

عند بداية الحرب، تعاطف العالم مع إسرائيل بعد الهجمات المريعة التي تعرضت لها ومذبحة السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وخطف مدنيين أبرياء من بينهم أطفال بعمر سبعة أشهر ومسنون بعمر الـ86.

لكن مع الوقت، ومع ارتفاع حصيلة الضحايا - أكثر من 32 ألف قتيل، و75 ألف جريح وأكثر من 17 ألف طفل إما أصبح يتيماً أو انفصل عن أهله - وبعد نزوح معظم سكان غزة أكثر من مرة، يتساءل المجتمع الدولي متى سينتهي هذا الكابوس؟

ومثلت الأولوية بالنسبة لنتنياهو في إحكام قبضته على السلطة وعلاقته بحكومته اليمينية المتطرفة والمتعصبة، وليس واجبه في رعاية مواطنيه ومراعاة الدبلوماسية الدولية. تعلم الغالبية العظمى من الإسرائيليين أن تعرض العلاقة مع الولايات المتحدة للخطر يعني المخاطرة بفقدان إسرائيل الدعم من العالم أجمع وبتهديد الأمن الإسرائيلي. يكبر الشعور بين الإسرائيليين أنه كلما طال بقاء نتنياهو في منصبه، يزداد الخطر الذي تواجهه بلادهم.

إن سكان غزة وإسرائيل رهائن مشيئة حكوماتهما اللتين تمتلكان أهدافاً غير واقعية لا تخدم حاجات مواطنيهما. والحل الوحيد هو إنهاء الحرب وشق المسار لإقامة دولتين وإحلال السلام في المنطقة.

وأعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يواف غالانت عن إنشاء "غرفة عمليات" جديدة لتحسين التنسيق في مجال إيصال المساعدات وتنفيذ النشاطات العسكرية - لكن من غير المحتمل أن تغير هذه الخطوة صورة إدارة الحرب.

وفي ظل التصعيد على جبهات أخرى، والهجمات التي تتعرض لها إسرائيل من "حزب الله" والحوثيين والجماعات الشيعية التي تعمل في سوريا والعراق، كما استهداف إسرائيل لكبار القياديين الإيرانيين بصورة مباشرة، يبقى من الضروري جداً حل الوضع في غزة بلا تأخير.

خفت حدة القصف على غزة مقارنة ببداية الحرب، وسحب جنود الاحتياط ويجري الحديث عن سبل حماية مناطق حدودية أخرى، ويجب أن يحدث ذلك عبر الوساطة ووجود دولي فعلي وليس عبر الوسائل العسكرية.

وتشن إسرائيل هجمات محددة أكثر وتوجه رسالة واضحة بأنها ستحمل طهران المسؤولية المباشرة عن أي هجوم يقوم به وكلاؤها. والمثال الأوضح على ذلك هجومها الأخير على الحرس الثوري الإيراني في دمشق. إن خطر خروج التصعيد عن السيطرة موجود.

ومثلت علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل بعض الصعوبة بالنسبة إلى جو بايدن، ولا شك أنها بلغت مرحلة حرجة جداً. تملك واشنطن قدرة تأثير كبيرة على إسرائيل وحان وقت استغلالها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وفي المقابل، على قطر أن تستخدم تأثيرها في "حماس". وتبذل قطر ومصر والولايات المتحدة أقصى جهودها منذ ستة أشهر بغية التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وتبادل للأسرى، ويجب إبرام هذه الصفقة الآن. تدعو المفاوضات التي جرت بوساطة قطرية ومصرية إلى بعض التفاؤل الحذر فيما وصلت مسودة اتفاق وقف إطلاق النار إلى أيدي "حماس" الآن، ولديها أيام عدة لتدرسها.

وتتصاعد المعارضة لنتنياهو من اليمين واليسار داخل إسرائيل، وذلك يشمل حكومته كذلك، وتكبر حركة الاحتجاجات، فيما توشك هذه الحرب أن تتم شهرها السادس، يقول إسرائيليون كثر إنهم مستعدون لدفع أي "ثمن" مقابل تحرير من يزال على قيد الحياة من الأسرى وإنهاء الحرب. ومن جانبها، تمارس قطر مزيداً من الضغوط على "حماس" لكي تقبل بالاتفاق.

وأوضحت الولايات المتحدة موقفها بأنها ما عادت تثق بسلوك إسرائيل في غزة. والسبيل الوحيد لإدخال المساعدات الإنسانية بأمان هو إبرام اتفاق فوري لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب. أي طريقة أخرى لن يكتب لها النجاح.

الكاتبة زميلة مساعدة في برنامج الأمن الدولي في مركز بحوث "تشاتام هاوس" وخبيرة في الدبلوماسية والشرق الأوسط

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل