Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"المطبخ المركزي" في غزة... غاب الطهاة فحل الجوع بالصائمين

المنظمة الإغاثية علقت عملها في القطاع بعد قصف إسرائيلي قتل 7 من طاقمها الأجنبي

"المطبخ المركزي" أول منظمة إغاثية دخلت قطاع غزة في الحرب وأكثرها نشاطاً في الوقت الحالي (اندبندنت عربية)

ملخص

يعد "المطبخ المركزي العالمي" أول منظمة إغاثية دخلت قطاع غزة في الحرب وأكثرها نشاطاً في الوقت الحالي. إذ فعلت شبكة من المطاعم المحلية كما شحنت أطناناً من الطعام، وكذلك دشنت عشرات مطابخ الطوارئ لإنقاذ أشخاص يقفون على حافة المجاعة.

بعد أذان العصر توجه الجد عصام برفقة أحفاده إلى فرع "المطبخ العالمي المركزي" في محافظة رفح أقصى جنوب قطاع غزة. وصل مبكراً ليتصدر الصفوف قبل أن يتكدس الصائمون بانتظار وجبة طعام ساخنة ومجانية.

وجد الجد عصام نفسه وحيدا في الطابور. ظل ينتظر حتى اقترب موعد الإفطار، ولم يتبق لأذان المغرب سوى دقائق معدودة. حينها فقط أدرك الامر، فهو منقطع عن الأخبار بعد نزوحه إلى خيمة تفتقد لأبسط مقومات الحياة.

لا يعرف عصام البالغ من العمر 75 عاما، أن "المطبخ المركزي العالمي" علق نشاطه في غزة بشكل موقت، وأن الطهاة الدوليين الذين يعملون فيه غادروا القطاع عبر معبر رفح، وذلك احتجاجاً على حادثة قتل سبعة من موظفي المنظمة الأجانب.

 


وجرت الحادثة التي ضجت العالم، في محافظة دير البلح وسط قطاع غزة، عندما نسق سبعة من العاملين الأجانب في "المطبخ المركزي العالمي" مع الجيش الإسرائيلي بالتحرك ليلاً في قافلة من ثلاث سيارات تحمل شعارات واضحة للمنظمة.

سارت القافلة في محافظة دير البلح، وهي منطقة لا تشهد قتالاً وتصنفها إسرائيل بالمأوى، ثم توجهت للبحر لاستلام مساعدات غذائية قدرها 100 طن وصلت عبر الممر البحري القبرصي، ونقلها العاملون الأجانب إلى مستودع "المطبخ المركزي العالمي".

بعد تفريغ حمولة شاحنات الغذاء، غادرت القافلة، لكن في الطريق تعرضت السيارات الثلاث للقصف جواً، وتسببت الصواريخ التي أطلقت من مسيرات إسرائيلية بإحداث فتحة في سقف سيارة دفع رباعي تابعة للمنظمة، وعلى الفور ارتقى العاملون السبعة.

 

 

قتلى "المطبخ المركزي" انضموا إلى 200 عامل إغاثي سقطوا في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفقاً لمؤسسة "قاعدة بيانات عمال الإغاثة" التي تمولها الولايات المتحدة، وتعنى بتسجيل حوادث العنف الكبرى ضد موظفي الإغاثة.

على خلفية هذه الحادثة، علق "المطبخ المركزي العالمي" جميع أنشطته في قطاع غزة، وكان لهذا القرار أثر كارثي على السكان الذين يعانون من الجوع، وبصعوبة يستطيع معظمهم توفير الطعام.

يقدم "المطبخ المركزي" نحو 250 ألف وجبة طعام جاهزة يستفيد منها النازحون في مختلف مناطق قطاع غزة سواء شماله أو جنوبه، وبسبب تعليق عمله حرمت عشرات آلاف الأسر من طعام الإفطار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يعد "المطبخ المركزي" أول منظمة إغاثية دخلت قطاع غزة في الحرب وأكثرها نشاطاً في الوقت الحالي، إذ فعلت شبكة من المطاعم المحلية كما شحنت أطناناً من الطعام، وكذلك دشنت عشرات مطابخ الطوارئ لإنقاذ السكان الذين يقفون على حافة المجاعة.

كثيرون تضرروا من توقف عمل "المطبخ المركزي"، ومن بينهم خالد بركات الذي يقول "كنت أتسلم وجبات طعام متنوعة بشكل يومي من فريق المطبخ، لقد تميز عملهم بأنهم حافظوا على كرامتنا أثناء توزيع الغذاء".

ويضيف بركات "فقدت طعاماً متنوعاً ويضم سعرات حرارية عالية، وبه قيم غذائية لا نجدها في القطاع، الأهم من ذلك أنني لن أجد ما آكله بعد توقف المطبخ المركزي العالمي عن العمل ومثلي الآلاف من الجائعين".

خالد عاطل من العمل منذ بدء الحرب، ولشراء وجبة طعام واحدة يومياً لفرد واحد يحتاج إلى نحو 70 دولاراً، وهذا مبلغ لن يستطيع توفيره لأسرته المكونة من خمسة أفراد.

ويستطرد في حديثه "حرفياً لم أتناول الطعام منذ أيام، لقد كنت معتمداً على المطبخ المركزي العالمي، وأعتقد أن تعليق عملهم يعني المزيد من الجوع لسكان غزة، وأن صراعاً سينشب بين الناس حول الغذاء".

 


كان لدى "المطبخ المركزي العالمي" 68 مطبخاً في جميع أنحاء القطاع، وبها أصناف مختلفة من الطعام ومعدات الطبخ، وتوفر الموارد اللازمة لإطعام الأطفال والنساء وكبار السن كل بحسب حاجته الغذائية، ومنذ بدء الحرب وزع 45 مليون وجبة للنازحين.

قدمت المنظمة الإنسانية لسكان غزة الرز والمعكرونة والدقيق والبقوليات والخضروات المعلبة، وكذلك البروتينات والفاصولياء والجزر والتونة المعلبة والحمص، إضافة إلى الذرة المعلبة والزيت والملح والتمر وأصناف أخرى.

يقول جون رئيس بعثة "المطبخ المركزي" في غزة إن "الناس في شمال القطاع وجنوبه يعانون ويحتاجون حقاً إلى هذا الغذاء، لذلك يتعين على الحكومة الإسرائيلية التوقف عن تقييد المساعدات الإنسانية وقتل المدنيين وعمال الإغاثة واستخدام الغذاء سلاحاً".

بحسب جون "ستواصل المنظمة عملها في غزة وهي تتعهد بذلك، فالوضع في القطاع هو الأكثر خطورة على الإطلاق في تاريخها. الغذاء مسألة حياة أو موت، وفي غزة يموت المزيد من الناس وبخاصة الأطفال من الجوع".

 


في تبرير لحادثة استهداف طاقم "المطبخ المركزي" قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "إنه قصف غير مقصود من قبل قواتنا، هذا يحدث في أوقات الحرب، ونحن نفحص ذلك بشكل كامل ونجري اتصالات مع الحكومات المعنية وسنفعل كل شيء كي لا يتكرر هذا أبداً".

وفقاً لتقديرات مراقبين فإن استهداف طاقم المنظمة الإغاثية أمر غير مقصود، إذ تحاول إسرائيل أن تروج لدول العالم بأن هذه المنظمة أفضل حل بديل لـ "أونروا" لخدمة النازحين.

ويلمح الناطق باسم الجيش دانيال هاغاري لذلك بالقول "نعمل دائماً مع فريق المطبخ العالمي وبشكل وثيق نفضله كحل لخدمة المدنيين، نحاول مساعدتهم في إنجاز مهمتهم في غزة وتسهيل ما يحتاجون إليه".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير