Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ملايين من كبار السن معزولون بسبب افتقارهم إلى مهارات الإنترنت

تقرير جديد يحذر من عدم لحاق الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة بركب التطور التكنولوجي مع انتقال مزيد من الخدمات العامة إلى الإنترنت

الإقصاء الرقمي "يعزل" كبار السن عن الدعم الذي يحتاجون إليه للمحافظة على صحتهم الجسدية والنفسية (غيتي)

ملخص

ملايين الأشخاص من كبار السن يواجهون خطر العزلة والتخلف عن ركب التطور التكنولوجي بسبب افتقارهم إلى مهارات استخدام الإنترنت ومن هنا الدعوة إلى إبقاء الخدمات متاحة بأنماط غير رقمية

أطلقت مؤسسة "آيج يو كيه" Age UK في تقرير جديد صرخة تحذيرية من أخطار إقصاء أكثر من 4.5 مليون شخص ممن تجاوزوا عمر 65 سنة وباتوا غير قادرين على إكمال العمليات والمهمات الأساسية باستخدام الإنترنت، مؤكدة أن الملايين منهم سيواجهون خطر العزلة الاجتماعية في ظل تسارع رقمنة الخدمات الأساسية - بما في ذلك الرعاية الصحية والخدمات المصرفية والخدمات العامة.

وكشف التقرير بعنوان "غير متصلين ومهمشين" Offline and Overlooked عن أن 4.7 مليون شخص فوق عمر 65 سنة [في المملكة المتحدة] لا يعرفون كيف ينفذون ما يُعتبر المهمات الثمانية الرئيسة لاستخدام الإنترنت والمتمثلة في القدرة على تشغيل الأجهز، وإدخال بيانات تسجيل الدخول واستخدام الإعدادات وأدوات التحكم وفتح التطبيقات والاتصال بشبكة الـ"واي فاي" وفتح متصفحات الإنترنت وحفظ كلمات المرور بصورة آمنة وتغيير كلمات المرور عند الطلب.

وقالت المؤسسة إنه على رغم زيادة عدد كبار السن الذين أصبحوا يستخدمون الإنترنت خلال الأعوام الأخيرة، هناك نحو واحد من كل ستة - أي ما يعادل 2.3 مليون شخص من كبار السن – ليست لديهم أدنى فكرة عن طريقة استعمال الإنترنت على الإطلاق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودعت المؤسسة جميع الأحزاب السياسية – قبيل انعقاد الانتخابات العامة المتوقعة هذا العام - إلى التزام توفير الخدمات العامة بطريقة تقليدية بعيدة من الرقمنة من أجل تسهيل الاستفادة منها، على أن تكون بأسعار معقولة وفي متناول الجميع.

وأطلقت المؤسسة بالفعل عريضة تدعو إلى توفير الخدمات المرقمنة بطريقة غير الإنترنت، وبلغ عدد الموقعين على العريضة 50 ألفاً.

وصرحت كارولين أبراهامز، مديرة المؤسسة الخيرية، في تعليقها على التقرير الجديد، قائلة: "يبدو أن عدداً من مقدمي الخدمات العامة والخاصة عازمون على رقمنة خدماتهم، ولكن كما يُظهر تقريرنا الجديد، فإنهم بذلك يحرمون واحداً من كل ثلاثة من كبار السن من الاستفادة من هذه الخدمات".

وأضافت: "في الواقع، الحقيقة المزعجة هي أن ملايين الأشخاص من جميع الأعمار، بخاصة كبار السن، لا يعرفون طريقة استخدام الإنترنت، وغير بارعين فيه، ويريدون أن ينفذوا المعاملات بطرق أكثر تقليدية بعيداً من الرقمنة."

وذكرت: "يجب على الحكومة أن تتدخل وتقدم ضمانات تجعل الجميع قادرين على الاستفادة من الخدمات العامة واستخدامها من دون الاتصال بالإنترنت - سواء عبر الهاتف أو الخطابات أو وجهاً لوجه بحسب الاقتضاء - بدلاً من إجبار الجميع على استعمال الوسائل الرقمية التي يواجه كثير منا صعوبة في تعلمها ولا يعرف كيف يستفيد منها، ناهيك عن أن بعضنا غير قادر على استخدام الإنترنت بتاتاً".

وأشارت إلى أن الإقصاء الرقمي "يعزل" كبار السن عن الدعم الذي يحتاجون إليه للمحافظة على صحتهم الجسدية والنفسية ومواصلة "الاعتماد على أنفسهم من دون الحاجة لمساعدة أحد".

وقالت: "يشعر المواطنون كبار السن الذين لم يتدربوا على استخدام الإنترنت بالغضب والإحباط عندما تتحول الخدمات الأساسية مثل مواعيد الأطباء وتطبيقات ذوي الاحتياجات الخاصة إلى خدمات رقمية على الإنترنت. وبحسب تقريرنا الجديد، يتولد لديهم شعور بالإهمال والعجز، ويمكن أن يتسبب ذلك في عواقب وخيمة تعزلهم عن الدعم الذي يحتاجون إليه للحفاظ على صحتهم وقدرتهم على ممارسة الحياة اليومية بصورة مستقلة."

وأكدت: "تدعم مؤسسة آيج يو كيه الخيرية كل من يرغب من كبار السن في تعلم طريقة استخدام الإنترنت وتوفر لهم البرامج الرقمية المتميزة التي تديرها فروع الجمعية المحلية، لكن الحقيقة هي أنه لأسباب عدة، ليس الجميع قادرين أو حتى راغبين في استعمال الإنترنت – لا سيما للمهمات المعقدة. وهذه هي الحقيقة التي لن تتغير".

وأكملت "لذا، يجب على صانعي السياسات أن يتخلوا عن حلم تحويل عالمنا إلى عالم رقمي متكامل. وعليهم النظر إلى الأمور بصورة واقعية أكثر وتقديم ضمانات تمكن كبار السن من مواصلة الاستفادة من الخدمات التي يحق لهم الحصول عليها – سواء كانوا يعرفون كيف يستعملون الإنترنت أو لا".

وقال متحدث رسمي باسم الحكومة: "إن القدرة على الاتصال بالإنترنت والتصفح في العالم الرقمي بثقة أمر مهم بغض النظر عن عمرك. وتقدم الحكومة برنامجاً تدريبياً مجانياً لكل شخص لديه مهارات رقمية محدودة لضمان عدم تخلفه عن الركب في العصر الرقمي. كما أننا نعتبر المهارات الرقمية الأساسية مساوية في أهميتها للغة الإنجليزية والرياضيات في نظام تعليم الكبار".

وأضاف: "يجب أن تتوافر جميع الخدمات الحكومية المركزية الجديدة من خلال طرق أخرى بخلاف الإنترنت مثل الاتصال عبر الهاتف أو الاجتماعات وجهاً لوجه أو عبر الخطابات المكتوبة".

© The Independent

المزيد من علوم