الشرطة تتدخل لفض مشاجرات بين مناهضي حكومة هونغ كونغ ومؤيدين للصين

الاضطرابات المستمرة منذ شهور في هونغ كونغ والتي شهدت اشتباكات بين المحتجين ورجال الشرطة في كثير من الأحيان، تحوّلت السبت 14 سبتمبر (أيلول) إلى مشاجرات بين متظاهرين مؤيدين للصين وآخرين مناهضين لتدخّلها في شؤون المدينة، ما استدعى تدخّل الشرطة بالهراوات لفضّ الخلافات بين الطرفين.

ففي أحد مراكز التسوّق، ردّد متظاهرون مؤيدون للصين هتافات من بينها "ادعم الشرطة" و"يا أيتها الصين... صبي الزيت"، وذلك في تعديل لأحد هتافات المحتجين المناهضين لحكومة المدينة المقرّبة من بكين حتى يصبح بمعنى "حافظي على قوتك". وهتفت امرأة في وجه أحد المارة قائلةً "هونغ كونغ هي الصين"، فردّ عليها أحدهم بوابل من الكلام البذيء في واقعة غلب عليها الهجوم اللفظي لا البدني.

وفيما سجّلت العشرات من ممثلي وسائل الإعلام والمارة مشاجرات بهواتفهم المحمولة، امتدّت الاشتباكات في منطقة كولون باي إلى الشوارع واحتجزت الشرطة عدداً من الأشخاص.

ووسط ترداد الحشود هتاف "حرروا هونغ كونغ"، قالت محتجة تدعى ماندي وتبلغ من العمر 26 سنة "نريد مواصلة الخروج لمطالبة الحكومة بالردّ على مطالبنا الخمسة حتى لا تعتقد أننا قبلنا بسحب (مشروع قانون التسليم)".

وكانت الاحتجاجات في المدينة انطلقت، في يونيو (حزيران) الماضي، بسبب مشروع قانون تسليم المجرمين إلى القضاء الصيني، قبل أن يتم سحبه بسبب مخاوف من أن تعمل بكين على إضعاف الحريات المدنية. وتشمل مطالب المحتجين الرئيسة الكفّ عن استخدام كلمة "شغب" لوصف التجمّعات، وإطلاق سراح جميع المحتجين المحتجزين، وفتح تحقيق مستقل في سلوك الشرطة الذي يعتبرونه وحشياً، ومنح أبناء المستعمرة البريطانية السابقة الحقّ في اختيار قادتهم.

مطالبة ترمب بإدراج قضية هونغ كونغ في مفاوضاته مع الصين

إلى ذلك، دعا الناشط في الحركة المطالبة بالديمقراطية في هونغ كونغ جوشوا وونغ، الجمعة، الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إدراج بند عن حقوق الإنسان في محادثاته التجارية مع الصين، وذلك في اليوم الأول من زيارة إلى الولايات المتحدة تهدف إلى حشد الدعم للحركة، في حين يعتزم النشطاء تنظيم اعتصامات في مراكز التسوق ومسيرات للطلاب، السبت، بعد ليلة شكلوا فيها سلاسل بشرية على التلال.

وقال وونغ، لوكالة الصحافة الفرنسية، "من المهم إدراج بند حول حقوق الإنسان في المفاوضات التجارية ووضع احتجاجات هونغ كونغ على جدول أعمال هذه المفاوضات، خصوصاً عندما يكون هناك مركز دولي مهدد بقوانين الطوارئ".

واعتبر الطالب، البالغ من العمر 22 سنة، أنه "إذا لم تكن لدى الصين النية لحماية الحرية الاقتصادية لهونغ كونغ، فإن ذلك سيؤثر في الاقتصاد العالمي بكامله".

ودعا وونغ الكونغرس الأميركي إلى إصدار قانون يتعلّق بـ"حقوق الإنسان والديمقراطية في هونغ كونغ".

وقد يسيء قانون كهذا إلى العلاقات التجارية المميزة بين هونغ كونغ والولايات المتحدة، بفرضه تدابير رقابية على السلطات المحلية للتثبت من احترامها القانون الأساسي والحريات الفريدة، في ظل وجود أكثر من 1200 شركة أميركية في المدينة.

وتخوض الولايات المتحدة والصين، منذ العام الماضي، حرباً تجارية، تجلت في فرض كل من الدولتين رسوماً جمركية على تبادلات تجارية تُقدر قيمتها الإجمالية بمليارات الدولارات.

وأعلن البلدان الأربعاء وقفاً للتصعيد بينهما، في وقت يرتقب عقد محادثات بينهما في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في واشنطن.

لكن إدارة ترمب استبعدت، حتى الآن، إدراج ملف هونغ كونغ في هذه المفاوضات. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، الأربعاء، إن هذا الملف متروك "لوزارة الخارجية وليس لوزارة التجارة".