Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الدروع البشرية"... آخر وسائل حرب الحوثي ضد اليمنيين

أكثر من 1202 معتقل بسجون الميليشيات موزعين على 59 مكان احتجاز في 12 محافظة

اتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين باستخدام المعتقلين دروعاً بشرية (أ.ف.ب)

ارتفاعٌ ملحوظٌ في حالات سقوط ضحايا معتقلين في السجون والمعتقلات الحوثية جراء استخدامهم دروعاً بشرية، يقابله تزايد مخاوف أهالي وذوي المعتقلين من استمرار ذلك الأمر، مثلما حدث أخيراً في كلية المجتمع بمحافظة ذمار (شمالي اليمن).

وقبل أيام، تحدّث الناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام، عن "سقوط أكثر من 50 قتيلاً و100 جريح"، وهي معلومات نفتها تقارير حقوقية أفادت بسقوط أكثر من العدد المعلن، وتحدّثت عن قيام الحوثيين بجمع المختطفين من تعز وإب والضالع وذمار وريمة والبيضاء إلى ذلك السجن، الذي أعاد إلى الأذهان المجزرة المروعة التي راح ضحيتها 25 قتيلاً من المعتقلين، بينهم الصحفيان عبد الله قابل ويوسف العيزري وعشرات الجرحى، في الـ21 من مايو (أيار) 2015.

فيما عُرف حينها بـ"مجزرة هران"، عندما استهدف طيران التحالف مبنى حكومياً يستخدمه الحوثيون معتقلاً في المدينة ذاتها، واتهمت الحكومة اليمنية حينها الحوثيين باستخدام المعتقلين دروعاً بشرية، كما تعيد إلى الأذهان مجزرة الشرطة العسكرية.

ووصف المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، جريمة كلية المجتمع بـ"المأساة" ودعا، في بيان مشترك مع منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، ونشره على موقعه، إلى "إجراء تحقيق في قصف المعتقل" الذي كان يضم نحو 170 سجيناً.

وقال غريفيث، "إن مأساة اليوم تذكّرنا بأن اليمن لا يستطيع الانتظار، وأن الطريقة الوحيدة لإنهاء القتل والبؤس في اليمن هي إنهاء النزاع".

وأعرب عن أمله أن يبدأ "التحالف التحقيق في هذا الحادث"، ومؤكداً "ضرورة أن تسود المساءلة".

أما منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، فوصفت الحادث بـ"المروع"، وقالت غراندي إن حجم الخسائر "مذهل"، ودعت الشركاء في المجال الإنساني إلى "المسارعة بالإمدادات الجراحية والطبية إلى مستشفيي ذمار العام ومعبر".

هدف عسكري
وإثر الحادثة أكد التحالف العربي أن لديه أدلة تثبت أن الموقع الذي قصفه في ذمار "هدف عسكري"، وليس سجناً يستخدمه الحوثيون.

وأوضح في بيان، أن الموقع المستهدف "هدف مشروع"، مشدداً على أن التحالف "اتخذ جميع الإجراءات لتحييد المدنيين في أثناء استهداف الموقع المذكور، وأن الهدف الذي استهدف يبعد نحو 10 كيلومترات عن ذمار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المتحدث باسم التحالف تركي المالكي، إنهم "قاموا بتدمير موقع عسكري للميليشيا الحوثية بذمار جنوبي صنعاء، وهو عبارة عن مخازن للطائرات دون طيار وصواريخ دفاع جوي معادية".

وأضاف، "عملية الاستهداف تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية"، وأنه اتخذت جميع "الإجراءات الوقائية لحماية المدنيين".

أمَّا الحوثيون المتهمون من قبل قطاع واسع في اليمن باستخدام الأسرى والمختطفين دروعاً بشرية حمّلوا التحالف المسؤولية الكاملة إزاء هذا الاستهداف، وما سينتج عنه.

في حين أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها، وقالت إن أكثر من 100 شخص قتلوا في غارة شنها التحالف العسكري على مركز اعتقال تابع للمتمردين الحوثيين في ذمار جنوب العاصمة صنعاء.

وقال بيان لرابطة أمهات المختطفين قسريا "إن المتابعين مجزرة ذمار قالوا إن هناك تباطؤا من قبل ميليشيا الحوثي في إنقاذ ضحايا القصف، يشبه ما فعلت في ‎مذبحة هران ومعسكر الشرطة العسكرية، حيث كانت تستثمر الأمر إعلامياً وحقوقياً، وتتعمد إهمال الضحايا، بل والإجهاز على بعضهم كما فعلت في صنعاء حين أطلقت النار على بعض الناجين من قصف سجن الشرطة العسكرية".

اتهام بالتواطؤ
وحمل ناشطون وحقوقيون يمنيون الصليب الأحمر الذي لم يقدم أي إدانة أو تبرير حتى اللحظة المسؤولية الكاملة، وأشاروا الى وجود "تنسيق كبير وواضح بين الحوثيين والصليب الأحمر في حوادث استهداف المقرات والمعسكرات التي تمتلئ بالمختطفين".

واستدل النشطاء بحادثة زيارة قامت بها لجنة الصليب الأحمر للمختطفين التي وزعت لهم فرشاً وأغطية قبل قصفه بوقت قصير، ولم تقم بزيارة سجون أخرى في العاصمة.

أرقام مهولة
وكانت الرابطة الدولية للسلام وحقوق الإنسان أطلقت تقريراً لها "تحدّث عن استخدام الحوثيين المعتقلين دروعاً بشرية".

وخلال ندوة عقدتها الرابطة في الأمم المتحدة في جينيف، قدمت تقريراً وثَّق قيام مسلحي الحوثي باستخدام أكثر من 1202 معتقل يمني دروعاً بشرية في سجون الحوثي موزعين على 59 مكان احتجاز في 12 محافظة يمنية، بينها معسكرات ومدارس ومنشآت سكنية ونوادٍ رياضية، تسيطر عليها جماعة الحوثي، وحوَّلوها إلى ثكنات عسكرية، ما أدى إلى مقتل 77 معتقلاً، وإصابة 257 آخرين. فيما لا يزال 71 معتقلاً منهم في عداد المفقودين.

وأكدت أن 591 معتقلاً ممن استخدمتهم الميليشيا دروعاً بشرية هم من النشطاء الإعلاميين والحقوقيين والسياسيين الذين ينتمي معظمهم إلى حزب الإصلاح، إضافة إلى 130 من النخب والمثقفين، و181 عسكريّاً يؤيدون الشرعية، و8 أطفال.

سقوط قادة
وكانت مصادر إعلامية متطابقة تحدثت عن سقوط قيادات حوثية خلال قصف كلية المجتمع بذمار.

وتحدثت المصادر عن استهداف التحالف قيادات حوثية كانت موجودة داخل الكلية نتج عنه مقتل عدد كبير من القادة الميدانيين للحوثي، أو ما يسمون بـ"المشرفين الحوثيين".

قوبل ذلك بنفي حوثي، وعللت وسائل إعلامية مقتلهم بأنه "حدث خلال المعارك التي تخوضها الجماعة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي