Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تونس "العتيقة" تتآكل أمام التوسع التجاري

تنتشر فيها المحال والمطاعم والمقاهي وتتمدد على حساب المواقع والمعالم التاريخية

يوجد في تونس العتيقة ما يزيد على 700 معلم أثري باتت مهددة بسبب الأنشطة التجارية (اندبندنت عربية)

ملخص

التوسع التجاري يهدد المدينة العتيقة في تونس

يثير التوسع التجاري بالمدينة العتيقة في تونس والتفريط في بعض المواقع التاريخية أو إهمالها، مخاوف المتخصصين في التراث، كما أثار غضب رئيس الجمهورية قيس سعيد بعد زيارته الأخيرة لعدد من المنشآت الثقافية والمكتبات بالمدينة العتيقة.

وأكد سعيد أنه لا مجال للتفريط في هذه المنشآت التي يجب أن تبقى للدولة التونسية وحدها لأن تاريخ تونس ومعالمها الأثرية ليسا بضاعة قابلة للبيع".

واعتبر الرئيس أنه لا مستقبل لأي شعب من دون ثقافة وطنية، وهي قطاع من قطاعات السيادة يجب أن تجد المكانة في مستوى الاعتمادات التي يجب أن ترصد لها، وحمل بلدية العاصمة و جمعية صيانة مدينة تونس مسؤولية صيانة المعالم التاريخية للمدينة العتيقة.

المدينة العربية

تعدّ مدينة تونس العتيقة أول مدينة عربية إسلامية في منطقة المغرب العربي، وتعتبر الآن مركزاً عالمياً للتراث، إذ تأسست في القرن السابع الميلادي، تحديداً عام 698 في المنطقة الواقعة في محيط جامع الزيتونة ثاني أقدم جامع تونسي الذي بُني في أوائل العهد الإسلامي في شمال أفريقيا.

 

 

وكانت المدينة في القرن التاسع محاطة بالأسوار التي لم تعُد موجودة الآن، إلا أن المكان مليء بالأزقة والأسواق والجوامع، ويوجد فيها ما يزيد على 700 معلم أثري تعود في تاريخها للحقبة الموحدية والحفصية الممتدة من القرن الـ12 إلى القرن الـ 16 الذي كانت فيه تونس مركزاً مزدهراً للتجارة والثقافة، واستحقت بذلك اعتبارها موقعاً أثرياً عالمياً بحسب تصنيف "يونيسكو" عام 1979.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولمعرفة كيفية الحفاظ على المدينة العربية كما يحلو للتونسيين تسميتها، تقول مديرة جمعية صيانة مدينة تونس سلاف عويديدي إن الجمعية التابعة لبلدية تونس تقوم بدراسات فنية وتطرح الأفكار والمقترحات قبل أن تبدأ الإنجاز، وطالبت ولاية تونس بالتشدد في إسناد الرخص عند تحويل بعض المواقع إلى محال تجارية أو مقاهٍ.

واعتبرت أنه خلال الأعوام الأخيرة أي بعد أحداث يناير (كانون الثاني) 2011 عرفت المدينة العتيقة حالاً من الانفلات وزحفاً كبيراً للمحال التجارية التي شوهت بعض الشوارع ذات الطابع المعماري والتاريخي، مشيرة إلى أن آليات الردع غير متوافرة للبلدية، ودعت إلى ضرورة تطبيق القانون في حق المخالفين.

مواقع سياحية جاذبة

من جهتها، قالت عضو جمعية صيانة مدينة تونس سعيدة بورقيبة إن الحفاظ على الطابع المعماري الأصلي للمدينة العتيقة وصيانته يتطلبان إرادة سياسية وموازنة خاصة ليست هينة لتفادي إهمال بعض المواقع العامة أو التفريط فيها من أجل تحويلها إلى دكاكين أو مقاهٍ من دون الاهتمام بجمالية الموقع أو أهميته التاريخية، لافتة إلى أن "هذا لا يمنع أن بعض المحال نجحت في المحافظة على هذا الموروث، بل ثمنته وجعلت منه مواقع سياحية جاذبة". 

من جانبها ترى المتخصصة في المعهد الوطني للتراث عواطف بحرون أن هناك تهديدات تواجه الخصوصية الحضارية وجمال المدينة العتيقة، منها توسع الدكاكين التجارية التي لا تحافظ على جمال المكان بعرض السلع الصينية الرخيصة والمقلدة، لافتة إلى أن الحركة التجارية مطلوبة، خصوصاً أنها منطقة جاذبة للسياح، لكنها شددت على أنه يجب "أن يكون هذا التوسع التجاري للمقاهي والمطاعم والمحال التجارية وفق رقابة السلطات الرسمية لتبقى المدينة شاهداً على تاريخ تونس، وهي أمانة يجب تسليمها إلى كل الأجيال من دون تحريفها أو تشويهها".

وتزخر مدينة تونس العتيقة بالمعالم الأثرية التي تروي تاريخ البلاد عبر القرون ومن أبرزها القصبة وهي مركز الحكم ومستقلة ومفصولة عن المدينة بسور، وتُعتبر أقدم ثكنة عسكرية، وكذلك الأسواق التي بُني معظمها في القرن الثامن، وبعضها مسقوف والبعض الآخر مكشوف ومنها "العطارين" و"الأقمشة" و"الشواشية"، إلى جانب أسواق "البركة" و"الذهب و"النحاسين".

والبيوت والقصور من المعالم التي ما زال بعضها مأهولاً ويعود بناؤها لقرون ماضية عدة، ومنها المساكن المتميزة التي كانت محمية ومغلقة على أصحابها من الأثرياء والنخبة، وأخرى أصبحت تابعة لجمعيات المنازل العامة ومفتوحة للزوار والسياح ومنها "دار حسين" و"دار لصرم" و"دار رمضان باي" وغيرها.

ومن أشهر المساجد في المدينة العتيقة مسجد القصبة ومسجد يوسف داي ومسجد الزيتونة الذي بُني في القرن الثامن وأُعيد بناؤه في القرن التاسع، وهو من أهمها بحيث يُعد الحجر الأساس لواحدة من أهم الجامعات الإسلامية التي تخرجت فيها نخبة من العلماء في بدايات القرن الـ 20.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات