ملخص
بوساطة من المستشار أولاف شولتز، اتفق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في ميونيخ على مواصلة مفاوضات السلام بين بلديهما.
أشادت ألمانيا اليوم الأربعاء بـ"الخطوات الشجاعة" التي اتخذتها أرمينيا وأذربيجان مع بدء البلدين الجارين الواقعين في القوقاز محادثات سلام في برلين في إطار مسعى جديد لتسوية نزاع مستمر منذ عقود.
ويبني الحوار الذي يشارك فيه وزيرا الخارجية الأرميني أرارات ميروزيان والأذربيجاني جيهون بيراموف على لقاء مباشر مفاجئ بين زعيمي البلدين على هامش مؤتمر "ميونيخ" للأمن في وقت سابق هذا الشهر.
شجاعة ترك الماضي
وأعلنت مستضيفة المحادثات وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن "ما نراه الآن خطوات شجاعة من البلدين لترك الماضي والعمل نحو سلام دائم لشعبيهما".
وخاطبت الوزيرين قائلة، "نريدكما أن تتمكنا من المضي في المسار نحو سلام دائم"، وذلك لدى افتتاحها اجتماعاً يستمر يومين بعد أن قاما بجولة قصيرة في حدائق فيلا بورسيغ، قصر الضيافة التابع لوزارة الخارجية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبوساطة من المستشار أولاف شولتز، اتفق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في ميونيخ على مواصلة مفاوضات السلام بين بلديهما.
وتعهد الزعيمان بتسوية الخلافات "من خلال سبل سلمية فقط، ومن دون اللجوء إلى القوة"، وفق المتحدث باسم شولتز.
التوتر
وأذن اجتماع ميونيخ بخفض كبير في التوتر بعد اشتعال الوضع مجدداً على الحدود عندما تبادل الطرفان اتهامات بإطلاق النار، وذكرت يريفان أن المناوشات أدت إلى مقتل أربعة من جنودها.
وخاض البلدان حربين في التسعينيات وعام 2020 للسيطرة على جيب ناغورنو قره باغ الذي استعادته قوات باكو في سبتمبر (أيلول) 2023، واضعة بذلك حداً لحكم انفصالي أرميني للجيب استمر ثلاثة عقود.
وبقي منسوب التوتر مرتفعاً منذ استعادة باكو السيطرة على ناغورنو قره باغ في عملية تسببت بفرار جماعي لغالبية سكان الجيب الأرمن وعددهم أكثر من 100000 إلى أرمينيا.
جسر بري
وتخشى يريفان من أن تتمكن أذربيجان التي شجعها نجاحها في قره باغ من غزو أراضٍ أرمينية بهدف إقامة جسر بري يؤدي إلى جيب ناختشيفان الأذربيجاني.
وقال علييف الذي أعيد انتخابه، هذا الشهر، في خطاب تنصيبه إن أرمينيا، وليس أذربيجان، هي التي لديها مطالبات إقليمية معلقة.
وحذر باشينيان بعد اشتباك أوقع قتلى على طول حدود البلدين في وقت سابق من فبراير (شباط) الجاري من أن باكو تستعد لـ"حرب شاملة" مع خصمها التاريخي.
وزارت بيربوك البلدين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 لحث الخصمين اللدودين على إحياء الحوار.
وكان باشينيان وعلييف قالا، في وقت سابق، إن التوقيع على اتفاق سلام كان ممكناً بحلول نهاية العام الماضي، لكن محادثات سلام بوساطة دولية فشلت في تحقيق انفراجة.
لا لشيطنة باكو
ورفض علييف حضور جولة محادثات سلام في إسبانيا في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وقام الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بدور قيادي في التوسط بمفاوضات تطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا.
أما روسيا، القوة الإقليمية التقليدية المنتظمة في حربها في أوكرانيا، فإن نفوذها يتضاءل في القوقاز.
واتهم علييف قادة الاتحاد الأوروبي وفرنسا بشيطنة بلده، مؤكداً أن "ليست لدى باكو خطط لمهاجمة أرمينيا".
وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قال، الشهر الماضي، إن "أي انتهاك لسيادة أراضي أرمينيا سيكون غير مقبول وله عواقب وخيمة على علاقاتنا مع أذربيجان".
وخلال اجتماعه مع وفد اقتصادي ألماني في باكو، اليوم، ندد علييف بتصريحات بوريل ووصفها بأنها "تهديد خفي تجاه أذربيجان".
محادثات سلام
وقال إن بلاده ليست لديها أية خطط لمهاجمة أرمينيا وهي ملتزمة محادثات السلام، كما انتقد نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، معتبراً أن "هذا تلميح من ماكرون"، وأضاف أن "هذا جزء من سياسة شيطنة أذربيجان".
ومنذ العملية الأذربيجانية في ناغورنو قره باغ في سبتمبر 2023، اتهمت باكو باريس وماكرون شخصياً مراراً بالانحياز إلى يريفان ومحاولة إثارة النزاعات في القوقاز من خلال تسليح الجيش الأرميني.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي أعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية إنها طردت دبلوماسيين فرنسيين اثنين بسبب أفعال قالت إنها "تتعارض مع وضعهما الدبلوماسي".
وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي عن "خطر التصعيد" بين أرمينيا وأذربيجان.