Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصواريخ الباليستية الإيرانية والبرنامج الفضائي (2)

تأتى خطورتها من كثافة انتشارها مع الجماعات والميليشيات المسلحة كما أنها قليلة الكلفة لذا تستثمر فيها طهران لتهديد البنى التحتية

نسخ طبق الأصل من الصواريخ الباليستية الإيرانية معروضة في الهواء الطلق بمتحف الدفاع المقدس في طهران (أ ف ب)

ملخص

برنامج الصواريخ الإيراني أقل القضايا المطروحة على رغم أنه الأكثر إلحاحاً... ماذا نعرف عنه؟

تحتل منظومة الصواريخ الباليستية أهمية في وضع إيران الدفاعي، وفي حين تنتشر الصواريخ الباليستية في المنطقة بفعل الميليشيات المسلحة فإن إيران تتباهى على الجانب الآخر بإطلاق أقمار اصطناعية إلى الفضاء، فهل ثمة رابط بين الصواريخ الباليستية وتسارع وتيرة تطوير برنامج الفضاء الإيراني؟

تعتمد إيران أسلوب الحروب الهجينة القائم على استخدام القدرات العسكرية التقليدية وغير التقليدية، وتدخل الصواريخ الباليستية ضمن القدرات غير التقليدية، وتعد مكوناً مهماً في العقيدة العسكرية الإيرانية منذ الحرب العراقية، وتعتمد عليها بشكل رئيس حينما فشلت في الحصول على صواريخ "سكود" من الاتحاد السوفياتى أثناء الحرب، وذلك لتعويض ضعف القدرات الجوية التي تهالكت بعد قطع إمدادات الصيانة وقطع الغيار عنها حينما عادى النظام الإيراني الوليد الغرب.

دقة وفتك وموثوقية

ووفقاً لتقرير "تقييم التهديدات العالمية" (2023) الذي يصدر من مدير الاستخبارات الوطنية سنوياً خلال جلسات الاستماع العامة للجان الإشراف على لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي ومجلس النواب، ويرصد تقييم مجتمع الاستخبارات للتهديدات الحالية للأمن القومي الأميركي، بما في ذلك التهديدات السيبرانية والتكنولوجية والإرهاب وأسلحة الدمار الشامل والجريمة وقضايا البيئة والموارد الطبيعية والقضايا الاقتصادية، فإن إيران تملك ترسانة من الصواريخ الباليستية الأكبر والأكثر تنوعاً في الشرق الأوسط، ولا تزال برامج الصواريخ الباليستية الإيرانية تشكل تهديداً للدول في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد التقرير أن إيران طورت دقة وفتك وموثوقية صواريخها، فضلاً عن عمل النظام الإيراني على إطلاق مركبات الإطلاق الفضائية SLVs))، بما في ذلك صواريخ "سيمرغ"، مما يختصر الجدول الزمني إلى تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات، إذ تستخدم مركبات الإطلاق الفضائية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات تقنيات مماثلة.

وتأتى خطورة الصواريخ الباليستية من كثافة انتشارها مع الجماعات والميليشيات المسلحة، كما أنها قليلة الكلفة ولذا تستثمر إيران في تلك المنظومة التي تهدد البنى التحتية.

وفي حين طورت إيران كثيراً من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى فإن هناك تخوفاً من تطويرها صواريخ باليستية عابرة للقارات قد تصل إلى أوروبا والولايات المتحدة، كما تمتلك مجموعة من الصواريخ الدقيقة والقصيرة والمتوسطة المدى التي تعمل بالوقود الصلب يصل مداها إلى 1000 كيلومتر وربما إلى 1400 كيلومتر.

كما طورت إيران الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل ولديها عائلة صواريخ "فاتح-110" الأصلية الإيرانية التي تعمل بالوقود الصلب وتتمتع بالدقة اللازمة لتدمير الأهداف العسكرية وأهداف البنية التحتية الحيوية، واستخدمت في هجومها ضد القوات الأميركية المتمركزة في قاعدة "عين الأسد" الجوية في العراق، يناير (كانون الثاني) 2020، صواريخ "ذو الفقار".

خطر عابر للقارات

وفي ما يتعلق بدور المجتمع الدولي فعندما جاءت إدارة الرئيس جو بايدن أعلنت أنها ستقوم بإجراء اتفاق مع طهران أشمل من الاتفاق النووي لعام 2015 يتناول منظومة الصواريخ الباليستية، لكن حتى الاتفاق الأساس فشل إحياؤه ولم يعد هناك تصور لإمكان اتفاق جديد يتناول الصواريخ الباليستية، وكذلك فإن القرار (2231) بتاريخ الـ 20 من يوليو (تموز) 2015 هو القرار الوحيد الحالي في مجلس الأمن حيال إيران، ويدعو إلى عدم تطوير أو اختبار الصواريخ الباليستية المصممة لتكون قادرة على حمل سلاح نووي لمدة تصل إلى ثمانية أعوام من تاريخ توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة JCPOA))، ويعتبر بعضهم داخل الولايات المتحدة أن صياغة القرار جاءت أقل تقييداً بكثير من تلك الخاصة بالقرار رقم (1929) الذي يحظر بوضوح قيام إيران بتطوير الصواريخ الباليستية، كما أن الاتفاق النووى ذاته مع الغرب لم يكن يحوي ما يتعلق بقيود على برنامج الصواريخ الباليستية.

 

 

والمشكلة المرتبطة بالصواريخ الباليستية هي أن إيران لديها برنامج فضاء، لذا فقد تطور هذا البرنامج لتطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات، إذ إن برنامج الفضاء الإيراني الذي يتضمن إطلاق عدد من الأقمار الاصطناعية الصغيرة الخام في مدار أرضي منخفض باستخدام الصواريخ الحاملة "سفير" و "قاصد" و"سيمرغ"، يثبت طموحات طهران المتزايدة على رغم أنه منذ عام 2016 فشل صاروخ "سيمرغ" في وضع قمر اصطناعي في مداره خلال أربع محاولات إطلاق.

لكن من حين لآخر تثار التخوفات الغربية من محاولة إيران الحصول على صواريخ باليستية عابرة للقارات وأنظمة متوسطة المدى يتراوح مداها بين 3 آلاف و5500 كيلومتر، وحتى لو لم تقم إيران بتطوير صواريخ عابرة للقارات فإن وجود برنامج فضائي يوفر للمهندسين خبرة مهمة في تطوير صواريخ معززة، ومعرفة يمكن استخدامها في تطوير صواريخ طويلة المدى.

وربما في إطار فشل إحياء الاتفاق النووي يجب العمل في مسار آخر مرتبط بمنظومة الصواريخ الباليستية، ولضمان عدم تطوير صواريخ طويلة المدى على واشنطن أن تسعى إلى وضع قيود على الأنشطة المتعلقة بالفضاء، والمطالبة بشفافية البرنامج للتحقق من الامتثال، والتركيز على فرض قيود على الصواريخ التي يمكن استخدامها بسهولة لحمل رؤوس نووية، وفي الواقع فإن برنامج الصواريخ الإيراني أقل القضايا المطروحة على رغم أنه الأكثر إلحاحاً.

المزيد من تحلیل