Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قراءة في النتائج الصادمة للانتخابات الباكستانية ومستقبل عمران خان

أكدت شعبية زعيم "حزب الإنصاف" لكنها لا تكفي لإخراجه من مأزق المواجهة مع المؤسسة العسكرية

يستعد حزب الرابطة الإسلامية لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة برئاسة شهباز شريف (ا ف ب).

ملخص

يجب على عمران خان أن يفكر كيف سيخرج حزبه من حالة المواجهة مع المؤسسة العسكرية القوية حتى يجد لنفسه ولحزبه طريقاً إلى المستقبل.

تنفس الباكستانيون الصعداء بعد ظهور نتائج أكثر الانتخابات إثارة للجدل في باكستان، التي اتسمت بفوز عمران خان الذي يقبع في السجن منذ أشهر ويواجه قضايا عدة في المعركة السياسية على المؤسسة العسكرية، فيما يأمل المراقبون أن تضع الانتخابات حداً للوقت العصيب والتناحرات السياسية خارج البرلمان التي كانت تشهدها البلاد منذ أكثر من عامين.

وأظهرت النتائج الأولية المعلنة على شاشات القنوات الإخبارية اكتساح المرشحين المستقلين المدعومين من قبل حزب عمران خان المقاعد في إقليم خيبر بختون وبنجاب، إلا أن هذا التفوق تراجع بنسبة كبيرة في النتائج النهائية التي أعلن عنها بعد توقف مريب في عملية فرز الأصوات. وعلى رغم ادعاء حزب الإنصاف أن النتائج النهائية تم التلاعب بها لصالح حزب الرابطة الإسلامية ولأجل استبعاد عمران خان من المشهد السياسي فإن هذه النتائج كانت "صادمة" لكثير من الناس.

ما النتائج "غير المتوقعة"؟

الانتخابات عادة ما تحمل كثيراً من المفاجآت للناخبين ولم تكن الانتخابات البرلمانية الأخيرة في باكستان استثناء من هذه الناحية. المفاجأة الأولى هي أن حزب الرابطة الإسلامية الذي قبل دعم المؤسسة العسكرية للعودة إلى الحكم بعد أن خسر الانتخابات الماضية (2018) بدا يائساً بصورة كبيرة من نتائج الانتخابات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حزب الرابطة الإسلامية وزعيمه نواز شريف كان يأمل الحصول على غالبية ساحقة في الانتخابات لكنهم لم يفوزوا سوى بـ70 مقعداً من أصل 266 مقعداً برلمانياً فيما حصل حزب الإنصاف على 90 مقعداً، مما يعني أن حلم حزب الرابطة في تشكيل الحكومة دون الحاجة إلى عقد التحالفات لن يتحقق، كما أن الحزب ليس راضياً بعدد المقاعد الإقليمية التي حصل عليها في بنجاب.

يعتبر إقليم بنجاب حصناً لحزب الرابطة الإسلامية منذ عقود لا سيما المناطق الوسطية والمدن التجارية، إذ يتمتع نواز شريف بشعبية كبيرة وسط أصحاب الأعمال التجارية الصغيرة والوسطى وله جذور عميقة في هذه المناطق ترسخت أثناء الحكم المتوالي للحزب في الإقليم، لكن الانتخابات الأخيرة كانت "صادمة" لقادتها الكبار ووزرائها السابقين الذين خسروا مقاعدهم أمام مرشحي حزب الإنصاف من المدن التي كانت تعتبر معقلا لحزب الرابطة.

 أداء جيد على رغم التضييقات

المفاجأة الأخرى تمثلت بالأداء الجيد لحزب الإنصاف على رغم غياب عمران خان من المشهد، إذ لم يتوقع من الحزب حصوله على عدد كبير من المقاعد، ليس لأن شعبيته تراجعت بل لأن القيادة العليا في المؤسسة العسكرية كانت تتمنى هزيمته بعد أن هاجم أنصار عمران خان المنشآت العسكرية عقب اعتقاله في التاسع من مايو (أيار) 2023. 

وانعكست هذه الأماني في تعامل السلطات مع حزب الإنصاف واستخدام جميع الوسائل لضمان عدم نجاحهم في الانتخابات، وكان أبرز خطوة في هذا السياق هو حرمانه من رمزه الانتخابي بموجب قرار من المحكمة العليا، كما أن المرشحين المستقلين المدعومين من قبل الحزب واجهوا تضييقات واعتقالات وهجمات مستهدفة واستخداماً مفرطاً للقوة من قبل السلطات.

 

وعلى رغم هذه التضييقات التي واجهت حزب الإنصاف، فإن عدد الأصوات التي حازها مرشحو الحزب يظهر أن الإرادة الشعبية أبطلت مخططات المؤسسة العسكرية التي استخدمت جميع الوسائل لصد أنصار عمران خان عن الترشح والتصويت، وأن عمران خان لا يزال يتمتع بشعبية واسعة على رغم كل المحاولات لاستبعاده من الساحة السياسية.

وتظهر النتائج الانتخابية أن حزب الإنصاف حاز  90 مقعداً تقريباً بينما حصل حزب الرابطة الإسلامية على 71 مقعداً وحزب الشعب على 54 مقعداً في البرلمان، كما أن حزب الإنصاف اكتسح إقليم خيبربختون خوا بالكامل حيث سيشكل الحزب حكومة إقليمية للمرة الثالثة على التوالي، بينما تناصف حزب الإنصاف وحزب الرابطة إقليم بنجاب وتمكنت الأخيرة من تشكيل حكومتها هناك وتعيين مريم نواز ابنة رئيس الوزراء السابق نواز شريف في رئاسة حكومة الإقليم.

المنشقون عن عمران خان

المفاجأة الأخيرة التي أتت بها هذه الانتخابات كانت لقيادات حزب الإنصاف الذين قرروا الانشقاق عن الحزب وتشكيل تكتلات سياسية جديدة، إذ خسر كل من جهانغير ترين، رئيس حزب الاستقرار وأحد المقربين السابقين لعمران خان، وبرويز خاتاك، وزير الدفاع في حكومة عمران خان، المقاعد البرلمانية التي ترشحا لها، ومن ثم لن يكون لأحزابهما الجديدة دور في تشكيل الحكومات.

هل يعني ذلك أن كل شيء على ما يرام لحزب الإنصاف وزعيمه عمران خان؟ بالطبع لا لأن عمران خان لا يزال يواجه قضايا عدة، وقد حكم عليه بالسجن لـ30 عاماً، بينما يشتكي حزبه من التلاعب بالنتائج الانتخابية على 100 مقعد برلماني تقريباً حتى لا يتمكن الحزب من تشكيل الحكومة. وتشير القرائن إلى أن أعضاء حزبه في البرلمان سيضطرون للجلوس على مقاعد المعارضة لأن حزب الشعب وحزب الرابطة الإسلامية اتفقا على تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة شهباز شريف، لذا يجب على عمران خان أن يفكر كيف سيخرج حزبه من حالة المواجهة مع المؤسسة العسكرية القوية حتى يجد لنفسه ولحزبه طريقاً إلى المستقبل.

نقلاً عن اندبندنت اوردو

المزيد من تقارير