Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تبحث هدنة محتملة في غزة على ضوء "محادثات باريس"

مخاوف متنامية من مجاعة في القطاع وسط الحصار والقصف وسكان المخيمات: الموت أشرف

ملخص

يكثف الوسطاء جهودهم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، على أمل درء هجوم إسرائيلي على مدينة رفح في غزة، حيث يعيش أكثر من مليون نازح على الطرف الجنوبي من القطاع

قال تساحي هنجبي مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن مجلس الوزراء الحربي سيتلقى، اليوم السبت إفادة من المفاوضين الذين أجروا محادثات في باريس مع وسطاء في شأن هدنة محتملة في غزة.

وأضاف للقناة 12 التلفزيونية، أن المفاوضين يرون أن اجتماعهم أمس الجمعة مع الوسطاء القطريين والمصريين والأميركيين يستدعي عقد اجتماع لمجلس الوزراء الحربي مساء اليوم.
واعتبر هنجبي أن الإفادة المزمعة "تظهر شعورهم (المفاوضون الإسرائيليون) بأنهم لم يعودوا بأياد خاوية". ومضى يقول "اللهجة التي أسمعها في الساعات الماضية تظهر أن من الممكن إحراز تقدم".
ولم يقدم المزيد من التفاصيل لكنه ألمح إلى احتمال إحراز تقدم قبل شهر رمضان الذي كان في حروب سابقة مشجعاً في جهود وقف إطلاق النار.

مجاعة في القطاع

وواصل الجيش الإسرائيلي اليوم السبت، قصف قطاع غزة حيث تتزايد المخاوف من المجاعة بسبب نقص المساعدات الإنسانية الحيوية بعد أكثر من أربعة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس".

وأدت الحرب إلى نزوح مئات آلاف الفلسطينيين ودفعت حوالي 2,2 مليون شخص، هم الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة، إلى حافة المجاعة. وكتبت وكالة الـ"أونروا" على منصة "إكس"، "لم يعد بإمكاننا أن نغض الطرف عن هذه المأساة الإنسانية".

ويخضع إدخال المساعدات إلى غزة لموافقة إسرائيل، ويصل الدعم الإنساني الشحيح إلى القطاع بشكل رئيس عبر معبر رفح مع مصر، لكن نقله إلى الشمال أصبح محفوفاً بالمخاطر بسبب الدمار والقتال.

ويزداد الغضب في مخيم جباليا للاجئين، حيث شارك العشرات الجمعة في تحرك عفوي احتجاجاً على ظروفهم المعيشية. وحمل طفل لافتة مكتوباً عليها، "لم نمت من الغارات الجوية ولكننا نموت من الجوع".

وفي المخيم، قال أحمد عاطف صافي، "نحن في حرب مجاعة".

بدورها، قالت إحدى ساكنات المخيم، "لا يوجد طحين ولا زيت ولا ماء شراب، الموت أحسن وأشرف".

في جباليا أيضاً انتظر أطفال وهم يحملون حاويات بلاستيكية وأواني طهو بالية للحصول على القليل من الطعام إذا توافر. واضطر السكان في شمال قطاع غزة إلى تناول بقايا الذرة الفاسدة وأعلاف الحيوانات غير الصالحة للاستهلاك البشري وحتى أوراق الشجر لسد جوعهم.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن رضيعاً عمره شهران يدعى محمود فتوح توفي بسبب "سوء التغذية".

وحذرت منظمة إنقاذ الطفولة (سايف ذا تشلدرن) الخيرية من أن "من المتوقع أن يتزايد خطر المجاعة طالما استمرت حكومة إسرائيل في عرقلة دخول المساعدات إلى غزة"، وكذلك الوصول إلى المياه والخدمات الصحية وغيرها.

تحت الحصار

من جانبه، ندد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أمس الجمعة بـ"الحصار المفروض على غزة" من جانب إسرائيل، والذي يمكن أن "يمثل استخداماً للمجاعة وسيلة في الحرب" وهو ما يشكل "جريمة حرب".

ويتزايد القلق يوماً بعد آخر في رفح حيث يتكدس ما لا يقل عن 1,4 مليون شخص، نزح معظمهم من القتال، في حين يلوح شبح عملية برية واسعة النطاق يعد لها الجيش الإسرائيلي.

قبل الفجر، أودى القصف الإسرائيلي بما لا يقل عن 103 فلسطينيين، حسبما ذكرت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" التي باتت تعلن يومياً عن مقتل حوالى 100 شخص في غزة جراء أكبر هجوم في تاريخ إسرائيل.

وأعلن الجيش اليوم السبت، أن جنوده قتلوا "عشرات الإرهابيين" وعثروا على أسلحة ودمروا فتحة نفق في خان يونس التي تحولت إلى ساحة خراب.

وأعلنت المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن وقوع أكثر من 70 غارة خلال الساعات الـ24 الأخيرة في دير البلح (شمال) وخان يونس ورفح ومدينة غزة وجباليا.

وقال حسن حمد قشطة بعد قصف دمر مبنى في رفح، "كنت في الدار حين سمعت انفجاراً قوياً، نزلت فوجدت السواد يلف كل ما حولي، قتلى وإسعاف، لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة كله، نحن مستهدفون في كل مكان".

ويبدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه على مواصلة الحرب حتى القضاء على "حماس"، وطرح مساء الخميس الماضي، على مجلس الوزراء الأمني المصغر خطة تنص خصوصاً على الحفاظ على "السيطرة الأمنية" في القطاع الذي حكمته إسرائيل بين عامي 1967 و2005.

كما تنص على أن يتولى إدارة شؤون القطاع المدنية مسؤولون فلسطينيون لا علاقة لهم بـ"حماس".

ولقيت الخطة رفضاً من "حماس" والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وأثارت انتقادات أيضاً من الولايات المتحدة، الحليف الرئيس لإسرائيل، التي أكد وزير خارجيتها أنتوني بلينكن مجدداً معارضة بلاده لأي "إعادة احتلال إسرائيلي" لغزة.

باريس مجدداً

في محاولة لكسر الجمود الدبلوماسي، تجري مفاوضات جديدة منذ أمس الجمعة في باريس لمحاولة التوصل إلى هدنة يرافقها إطلاق سراح رهائن وأسرى، فيما يواصل أهالي الرهائن مطالبة الحكومة ببذل كل ما في وسعها من أجل إعادة ذويهم.

وقال مصدر غربي مطلع لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "المناقشات استمرت" اليوم السبت، من دون إعطاء تفاصيل عن فحواها.

ووصل رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع إلى العاصمة الفرنسية أمس الجمعة برفقة وفد تفاوض. وسبق أن التقى برنيع نظيريه الأميركي والمصري ورئيس الوزراء القطري في باريس في نهاية شهر يناير (كانون الثاني).

وبحسب مصدر في "حماس"، تنص الخطة على وقف القتال ستة أسابيع وإطلاق سراح ما بين 200 و300 أسير فلسطيني مقابل 35 إلى 40 رهينة تحتجزهم "حماس".

نحو وقف النار

وفي أكثر المساعي جدية على ما يبدو منذ أسابيع لوقف القتال في قطاع غزة الذي دمرته الحرب وإطلاق سراح رهائن إسرائيليين، بدأت محادثات تستهدف إقرار هدنة أمس الجمعة في باريس.

وقال مصدر مطلع على المحادثات إن مفاوضات وقف إطلاق النار بدأت باجتماع رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (موساد) على انفراد مع كل من قطر ومصر والولايات المتحدة.

وأضاف المصدر "هناك علامات جديدة تبعث على التفاؤل بإمكان المضي قدماً نحو بدء مفاوضات جادة"، وفق ما نقلته وكالة "رويترز". 

وقال مسؤول من حركة "حماس" إن الحركة اختتمت محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة، وإنها تنتظر الآن لترى ما سيعود به الوسطاء من محادثات مطلع الأسبوع مع إسرائيل.

وأضاف "لا لم نقدم ورقة أخرى، فقط ناقشناهم (المصريين) في ورقتنا وننتظر عودتهم من باريس".

ويكثف الوسطاء جهودهم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، على أمل درء هجوم إسرائيلي على مدينة رفح في غزة، حيث يعيش أكثر من مليون نازح على الطرف الجنوبي من القطاع.

وتقول إسرائيل إنها ستهاجم المدينة في حالة عدم التوصل إلى اتفاق هدنة قريباً. ودعت واشنطن حليفتها الوثيقة إسرائيل إلى عدم القيام بذلك، محذرة من وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين إذا أقدمت على شن هجوم على رفح.

خطوط عريضة

وفي أحدث جولة من المحادثات المماثلة التي عقدت في باريس في بداية فبراير (شباط)، جرى التوصل إلى الخطوط العريضة لأول وقف طويل لإطلاق النار في الحرب وافقت عليه إسرائيل والولايات المتحدة. وردت "حماس" باقتراح مقابل رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووصفه بأنه "مخادع".

وتقول الحركة، التي يعتقد أنها لا تزال تحتجز أكثر من 100 رهينة وقعوا في قبضتها في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل والذي عجل بالحرب، إنها لن تطلق سراحهم إلا ضمن هدنة تنتهي بانسحاب إسرائيلي من غزة. وتقول إسرائيل إنها لن تنسحب حتى تقضي على "حماس".

وفي وقت متأخر من مساء الخميس، قدم نتنياهو لمجلس الوزراء الأمني ​​​​خطة رسمية لغزة بمجرد توقف القتال. وأكد أن إسرائيل تتوقع الحفاظ على سيطرتها الأمنية على القطاع بعد تدمير "حماس"، ولا ترى أيضاً أي دور للسلطة الفلسطينية المتمركزة في الضفة الغربية.

وتفضل واشنطن أن يكون للسلطة الفلسطينية دور بعد إصلاحها.

وقال مسؤولان فلسطينيان مطلعان على المفاوضات إن الحركة لم تغير موقفها في أحدث مسعى للتوصل إلى اتفاق، وما زالت تطالب بهدنة تنتهي بانسحاب إسرائيلي.

وقال القيادي في "حماس"، أسامة حمدان، خلال مؤتمر صحافي في بيروت الجمعة "مواقف الاحتلال وردوده على الوسطاء سلبية وتضع عراقيل كثيرة أمام التوصل لاتفاق، ونتنياهو يماطل ويراوغ ويهدف إلى تعطيل التوصل لاتفاق، ولا يهمه الإفراج عن الأسرى (...)، بل هي ورقة يستخدمها لتحقيق أهدافه".

عشرات القتلى

ميدانياً، قتل أكثر من 100 فلسطيني، ليل الجمعة – السبت، في ضربات إسرائيلية في قطاع غزة، وقالت وزارة الصحة، صباح السبت، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية خلفت ما لا يقل عن 103 قتلى خلال الليل، وأن هناك عدداً من القتلى ما زالوا تحت الأنقاض.

وأفيد بأن غارات إسرائيلية استهدفت بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة إن غارة جوية استهدفت مبنى سكنياً في دير البلح بوسط غزة مع دخول الليل، مما أدى إلى مقتل 22 فلسطينياً في الأقل.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن من بين القتلى عدداً كبيراً من أفراد أسرة الفنان الكوميدي محمود أبو زعيتر الذي يتابعه 1.2 مليون على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولم يصدر تعليق حتى الآن من إسرائيل التي تقول إنها تبذل قصارى جهدها لتقليل الضرر في صفوف المدنيين بينما تقاتل المسلحين في المناطق الحضرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل عشرات المسلحين واستولى على أسلحة في أنحاء من غزة منذ الخميس.

بناء المستوطنات "لا يتسق" مع القانون الدولي

من جانبها، قالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة إن توسع إسرائيل في المستوطنات بالضفة الغربية لا يتسق مع القانون الدولي، وذلك في إشارة إلى العودة لسياسة أميركية كانت راسخة لعقود قبل أن تتخلى عنها الإدارة السابقة بقيادة دونالد ترمب.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحافي في أثناء زيارة إلى الأرجنتين، إن الولايات المتحدة تشعر "بخيبة أمل" من إعلان إسرائيل عزمها بناء وحدات سكنية جديدة في الضفة الغربية، موضحاً أنها تضر بمساعي التوصل إلى سلام دائم.

وأضاف بلينكن "إنها لا تتسق أيضاً مع القانون الدولي. تحافظ إدارتنا على معارضة صارمة للتوسع في المستوطنات، وفي رأينا أن هذا يؤدي فقط إلى تقويض أمن إسرائيل ولا يعززه".

وتعترض إدارة بايدن على توسيع المستوطنات وتقول إنه يضر بمساعي السلام الدائم، لكن تصريح بلينكن الجمعة هو المناسبة الأولى التي يقول فيها مسؤول أميركي إنها تتعارض مع القانون الدولي.

وفرضت الإدارة الأميركية في الآونة الأخيرة عقوبات على أربعة إسرائيليين متهمين بالضلوع في أعمال عنف شنها مستوطنون. وتعتبر معظم الدول المستوطنات، التي تفصل تجمعات فلسطينية عن بعضها بعضاً بكثير من المناطق، انتهاكاً للقانون الدولي.

ويقول الفلسطينيون والمجتمع الدولي إن نقل مدنيين من أي دولة إلى أراض محتلة غير قانوني بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وقرارات مجلس الأمن الدولي.

ولم يتحقق تقدم يذكر في سبيل قيام دولة فلسطينية منذ توقيع اتفاقيات أوسلو في أوائل التسعينيات. ومن بين العقبات التي تعترض سبيل ذلك توسيع المستوطنات الإسرائيلية.

لولا يصر على اتهام إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية"

أصر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الجمعة على اتهام إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في حق الفلسطينيين في غزة، بعدما أثار في الآونة الأخيرة أزمة دبلوماسية بسبب مقارنته الهجوم الإسرائيلي ضد حركة "حماس" في القطاع الفلسطيني بـ"المحرقة اليهودية".

وقال لولا خلال فعالية في ريو دي جانيرو إن "ما تفعله دولة إسرائيل ليس حرباً، إنها إبادة جماعية، لأنها تقتل نساءً وأطفالاً".

وكانت إسرائيل أعلنت الإثنين أن لولا "شخص غير مرغوب فيه" بعد إدلائه بتصريحات مماثلة. وهذا أول رد فعل للزعيم البرازيلي منذ الجدل الذي أثاره تشبيهه الهجوم الإسرائيلي على غزة بالمحرقة.

وقد تمسك لولا بموقفه، مشدداً مراراً على مصطلح "الإبادة الجماعية".

وقال لولا "هذه إبادة جماعية. ثمة آلاف من الأطفال القتلى، وآلاف من المفقودين. ليس الجنود هم الذين يموتون، بل نساء وأطفال في المستشفى. إذا لم تكن هذه إبادة جماعية، فأنا لا أعرف ما هي الإبادة الجماعية".

المزيد من متابعات