ملخص
أسف غروسي أخيراً لتقييد إيران تعاونها "بصورة غير مسبوقة" مع الوكالة
أعلنت الحكومة الإيرانية أنها دعت مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي لزيارة طهران في مايو (أيار) المقبل، بعد أن وجه لها انتقادات في شأن برنامجها النووي.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، أمس الأربعاء، "قمنا بدعوة غروسي لإلقاء كلمة في المؤتمر الدولي للطاقة النووية" الذي سيعقد بين السادس والثامن من مايو في إيران.
وأعرب غروسي، أخيراً، عن استعداده لزيارة إيران فيما تواجه الوكالة الدولية للطاقة الذرية صعوبات لمراقبة البرنامج النووي الإيراني الذي لا يزال يواصل تطوره مع نفي طهران نيتها حيازة قنبلة نووية.
وخلال زيارته الأخيرة في مارس (آذار) 2023، التقى غروسي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورحب بـ"المناقشات البناءة" التي أجراها مع السلطات الإيرانية.
لكن في يناير (كانون الثاني) الماضي، أعرب عن أسفه لقيام إيران بتقييد تعاونها "بصورة غير مسبوقة" مع الوكالة التي باتت كأنها "رهينة" لدى طهران.
قلق أميركي
والتقى غروسي، الأربعاء، في فيينا، المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران أبرام بيلي.
وقال بيلي لغروسي، إن واشنطن "لا تزال تشعر بقلق عميق إزاء توسيع إيران المستمر لبرنامجها النووي، الذي يتم تنفيذه من دون أهداف مدنية موثوقة، وخصوصاً استمرار إنتاجها لليورانيوم المخصب"، بحسب ما أفاد الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر خلال مؤتمر صحافي في واشنطن.
وتخضع طهران لعقوبات أميركية صارمة منذ عام 2018، عندما انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أحادياً من الاتفاق النووي التاريخي الذي خفف العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية لمنعها من تطوير قنبلة نووية.
وردت إيران ببدء التراجع تدريجاً عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق، ثم بطأت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب إلى 60 في المئة في العام الماضي، عقب بدء مفاوضات غير رسمية هدفت إلى خفض التوترات بينهما. لكن إيران ما لبثت أن سرعته في نهاية عام 2023.
وفي مطلع فبراير (شباط) الحالي، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي وضع أسس مفاعل جديد في أصفهان (وسط)، بعد أيام من الإعلان عن بناء مجمع لمحطات الطاقة النووية في الجنوب.
تسليم مطلوب
من جهة أخرى، سلمت تشيكيا، أمس الأربعاء، إلى الولايات المتحدة مواطناً جورجياً مطلوباً لصلته بمحاولة اغتيال الصحافية الإيرانية المعارضة مسيح علي نجاد في نيويورك.
وتقول وزارة العدل الأميركية إن بولاد عمروف ساعد في تنظيم محاولة اغتيال مسيح علي نجاد في منزلها في نيويورك عام 2022. كما أن عمروف متهم مع رأفت أميروف بتجنيد المواطن الأميركي خالد مهدييف وإرسال 30 ألف دولار إليه مقابل قتل الصحافية.
واحتجزت الشرطة التشيكية عمروف في يناير (كانون الثاني) 2023 بموجب مذكرة اعتقال دولية ورفضت المحكمة الدستورية في وقت لاحق التماساً قدمه بهدف عدم تسليمه إلى الولايات المتحدة.
وقالت وزارة العدل التشيكية إنه تم تسليم عمروف، الأربعاء، للسلطات الأميركية في مطار "فاتسلاف هافيل" في براغ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوقف مهدييف قرب منزل علي نجاد في يوليو (تموز) 2022 وبحوزته بندقية هجومية من طراز "أي كيه 47"، قبل أن يتم توقيف أميروف واحتجازه في الولايات المتحدة أيضاً.
ووجهت إلى المشتبه بهم الثلاثة تهم القتل المأجور والتآمر وغسل الأموال، وتصل عقوبة التهم مجتمعة إلى السجن 40 سنة.
وسبق أن اتُهمت إيران بتدبير مؤامرات أخرى استهدفت مسيح علي نجاد. ففي يوليو 2021، اتُهم أربعة عناصر حكوميين إيرانيين ومقيم في الولايات المتحدة بمحاولة خطفها وإعادتها إلى إيران.
وغادرت علي نجاد بلادها في عام 2009، وهي معروفة بإطلاق حركة تشجع النساء الإيرانيات على الاحتجاج ضد إلزامية وضع الحجاب.
ديون سريلانكا
من ناحية أخرى، أعلنت سريلانكا التي تعاني من نقص في العملات الأجنبية، الأربعاء، أنها صدرت شاياً بقيمة 20 مليون دولار إلى إيران لتسديد جزء من ديونها النفطية البالغة 251 مليون دولار، مشيرةً إلى أن وزير خارجية طهران الذي يزورها حالياً أبدى "رضاه" عن الصفقة.
وقال مكتب رئيس الوزراء السريلانكي دينيش غوناواردينا في بيان بعد إجرائه محادثات مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، "حتى الآن تم تصدير شاي بقيمة 20 مليون دولار إلى إيران بموجب اتفاق المقايضة التجاري".
وتم الاتفاق على صفقة الشاي مقابل النفط بين البلدين في ديسمبر (كانون الأول) 2021، لكن تأخر تصدير الشاي بسبب الأزمة الاقتصادية التي عصفت بكولومبو وأجبرت الرئيس آنذاك غوتابايا راجاباكسا على التنحي في يوليو 2022.
ويسمح اتفاق المقايضة لإيران التي ترزح تحت عقوبات غربية بتجنب استخدام العملات الصعبة لدفع ثمن واردات الشاي.
وكان مسؤولون سريلانكيون قالوا في وقت سابق إن مقايضة الشاي بالنفط لا تشكل انتهاكاً للعقوبات الأميركية على إيران، لأن الشاي مادة غذائية ولم تكن هناك حاجة للتعامل مع البنوك الإيرانية المدرجة على القوائم السوداء.
وتخلفت سريلانكا عن سداد ديونها الخارجية البالغة 46 مليار دولار في أبريل (نيسان) 2022 وحصلت على خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي بقيمة 2.9 مليار دولار أوائل العام الماضي.
وشكّل الشاي السيلاني المعروف باسم الجزيرة خلال الحقبة الاستعمارية، نحو نصف استهلاك إيران في عام 2016، قبل أن يسجل تراجعاً في السنوات الأخيرة.