Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا فشلت الدبلوماسية الغربية في لبنان؟

الفرنسيون أخفقوا في لبنان في الملف الرئاسي والرهان سيعود على الأميركيين

على رغم مساعيها الحثيثة إلا أن الدبلوماسية الغربية في لبنان عجزت عن الدفع باتجاه انتخاب رئيس أو خفض التصعيد جنوباً (اندبندنت عربية)

بعد مرور أكثر من عام ونصف العام على انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، لا يزال مجلس النواب اللبناني عاجزاً عن انتخاب رئيس ينهي الفراغ القاتل ويضع البلاد على سكة الانتظام الدستوري والمؤسساتي مجدداً، فيما البلد غارق في أزمة اقتصادية غير مسبوقة في تاريخه.

وعلى رغم المساعي الخارجية الحثيثة التي تقودها ما باتت تعرف بـ "اللجنة الخماسية"، وتضم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، اصطدمت كل محاولات إنجاز الاستحقاق الانتخابي حتى الآن بالانقسام الداخلي الحاد بين "حزب الله" وحلفائه من جهة، المتمسكين بترشيح زعيم "تيار المردة" سليمان فرنجية، والقوى النيابية الأخرى من معارضة ومستقلين وغيرهم من جهة أخرى، والذين يريدون رئيساً من خارج فلك الحزب.

وعلى صعيد آخر يشهد لبنان منذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 جبهة مشتعلة جنوباً مع تبادل إطلاق النار المستمر والمتصاعد بين "حزب الله" وإسرائيل، مما يهدد بجر البلد والمنطقة إلى حرب أوسع.

وحتى اليوم عجزت كل الوفود الغربية التي حطت رحالها في بيروت عن التوصل إلى اتفاق تهدئة يبعد "حزب الله" المدعوم من إيران من الحدود ويوقف القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان، ليعود النازحون في الجانبين لمناطقهم.

وفي هذا السياق يقول الصحافي والمحلل السياسي نبيل بو منصف إن "الدبلوماسية الأوروبية لم تكن ناجحة في لبنان، سواء في ملف الأزمة الرئاسية أو في ملف الوضع المتفجر جنوباً والمنذر بالاقتراب من خطر حرب شاملة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويوضح في حديث إلى "اندبندنت عربية"، "رئاسياً كان هناك ضياع وغياب لأولوية ثابتة لدى الأوروبيين اسمها النظام اللبناني وإنقاذ هذا النظام من الاسترهان الإقليمي، وكل دولة كانت لديها حسابات مختلفة، واللاعب الأساس في هذا الملف، وهم الفرنسيون، أخفقوا إخفاقاً مدوياً، فهم لم يقوموا بدور الوساطة النزيهة والمتجردة بل كانوا وسيطاً منحازاً لمرشح فريق الممانعة (حزب الله)، ولم ينجحوا حتى الساعة بالدفع قدماً في خيار المرشح الثالث غير المحسوب على أحد".

وبالتالي سيعود الرهان، بحسب بو منصف، "على الأميركيين بالكامل رغم أن لبنان كان في آخر سلم أولوياتهم قبل أن تنفجر الأوضاع جنوباً، والورقة الأخيرة ستكون بيدهم عندما يصل الملف للتعامل مع إيران، ليحسموا الأمر بتسوية أو صدام".

أما ميدانياً في الجنوب فيقول بو منصف، "لم نر أية مؤثرات مهمة لأي دور أوروبي أو غربي في لجم التصعيد، فلا الأطراف الأوروبية التي تتواصل مع إيران، مثل فرنسا، نجحت بالضغط عليها بالمقدار الكافي لمنع ’حزب الله‘ من توريط لبنان في حرب مع إسرائيل، ولم ينجحوا أيضاً في منع إسرائيل من استفزاز ’حزب الله‘ إلى درجات خطرة في المواجهة الحدودية".

واعتبر المحلل السياسي أن معالم فشل الدبلوماسية الأوروبية في لبنان أمر خطر، لأن "لبنان كان يجب أن يبقى في مربع التأثير الأوروبي نظراً لتركيبته وتكوينه، وخلاف ذلك سيترك أثراً كبيراً إذ سيكون فريسة للتوظيف الإقليمي في وجه أميركا والغرب عموماً".

Listen to "لماذا فشلت الدبلوماسية الأوروبية في لبنان؟" on Spreaker.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي