Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رعب وإطلاق نار ورحلة محفوفة بالخطر للخروج من مستشفى ناصر

اعتقال ممرضين وجثث متناثرة في الطريق وطبيب يصف الوضع بأنه "أشبه بيوم القيامة"

موكب للهلال الأحمر ومنظمة الصحة العالمية لإجلاء الجرحى من مستشفى ناصر بخان يونس، في 18 فبراير الحالي (أ ف ب)

ملخص

قال أحد المرضى الفارين من مستشفى ناصر إن أعيرة نارية كانت تُطلق فوق رؤوسهم أثناء المغادرة وإنهم شاهدوا جثثاً قرب مدخل المستشفى

تردد دوي إطلاق النار حول المسعفين والمرضى والنازحين الفلسطينيين خلال ما وصفوه بعملية إخلاء مرعبة وفوضوية تمت ليلاً من مستشفى ناصر في غزة، الأسبوع الماضي، بعد أن اقتحمته القوات الإسرائيلية.
وقال الناجون من هجوم على ثاني أكبر مستشفى في غزة إنهم خاضوا بعد ذلك غمار رحلة محفوفة بالأخطار سيراً على الأقدام تحت جنح الظلام للوصول إلى بر الأمان، ومروراً بالجثث المتناثرة على طول الطريق.
وقال أحد الأطباء إن ممرضاً احتُجز عند نقطة تفتيش إسرائيلية، وجُرِّد من ملابسه واقتيد وهو يصرخ.
وقال الطبيب أحمد المغربي، رئيس قسم الجراحة التجميلية، إن "الدخان كان يخيم في كل مكان والناس يركضون هنا وهناك"، واصفاً الوضع بأنه "أشبه بيوم القيامة". وأضاف المغربي الذي لجأ مع عائلته إلى مأوى بالقرب من المستشفى التي يعمل فيها حالياً، إن القوات الإسرائيلية أمرت الجميع بالإخلاء باستثناء المرضى غير القادرين على المشي والمسعفين الذين يعتنون بهم.

تفاصيل الهجوم

وتكشفت تفاصيل الهجوم العسكري على مستشفى ناصر تدريجاً مع وصول الأشخاص الذين فروا أو تم إجلاؤهم إلى رفح، آخر مكان آمن نسبياً في قطاع غزة على بعد نحو 10 كيلومترات من الحدود مع مصر.
ووصفت إسرائيل الهجوم بأنه عملية دقيقة نفذتها قوات خاصة بهدف انتزاع جثث الرهائن الإسرائيليين. وأضافت أنه لم يكن هناك أي نوع من الإجبار للمرضى والموظفين على المغادرة، وأن جهوداً بُذلت لضمان استمرار المستشفى في العمل.
وأثارت الغارة قلق وكالات الإغاثة، وقالت منظمة الصحة العالمية إن حجم الأضرار "لا يوصف".
ونفذت منظمة الصحة العالمية عمليتي إجلاء من "مستشفى ناصر" منذ الخميس، لكنها قالت، أمس الثلاثاء، إنها تشعر بالقلق تجاه نحو 150 مريضاً ومسعفاً ما زالوا هناك مع استمرار القتال.
وبعد حصار، دخلت القوات الإسرائيلية المستشفى، الخميس الماضي، وقالت إنها اعتقلت مئات المسلحين المختبئين هناك وإن بعضهم كانوا يتظاهرون بأنهم من العاملين بالمستشفى.
ونفت حركة "حماس" استخدام المستشفى ووصفت مزاعم إسرائيل بأنها "أكاذيب". وقالت وزارة الصحة في غزة إن إسرائيل احتجزت 70 موظفاً ومتطوعاً يعملون في المنشأة.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن المستشفى توقف عن العمل، الأسبوع الماضي، بعد الحصار والعملية الإسرائيلية، ولم تعد فيه كهرباء أو مياه جارية، فيما توفر النفايات الطبية والقمامة أرضاً خصبة للأمراض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


طائرات مسيرة و"كلاب شرسة"

وكان "مستشفى ناصر" أكبر مستشفى ما زال يعمل في غزة بعد أكثر من أربعة أشهر من الحرب. وتقول السلطات الصحية في القطاع الذي تديره "حماس" إن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة أدت منذ ذلك الحين إلى مقتل أكثر من 29 ألف فلسطيني.
وقال حكيم سالم حسين بركة، إن قسم العظام في "مستشفى ناصر"، الذي كان يعمل متطوعاً به، أصابه الدمار وإنه رأى بعينيه أحد المرضى وقد مزق انفجار جسده إلى نصفين.
وأضاف بركة "اشتد القصف علينا ووصل لإحدى غرف المرضى وقُتل مريضان، أحدهما مجهول الهوية. وشدة الصاروخ كانت مباشرة وبالتالي انقسم المريض إلى جزأين، جزء كان عندنا بالقسم، والجزء الثاني كان خارج المبنى... كانوا مصابين وزادت الإصابات. قسم العظام تدمر بالكامل. كوادكوبتر (مسيرة) تعدت على غرفة المؤتمرات حيث وجد أطباء في وقت استراحة، وتفاجأوا بأن الكوادكوبتر دخلت عليهم وأطلقت النيران عشوائياً، وأصيب دكتور بشظية في الرأس". وأضاف بركة أن كلاباً "شرسة" وضع الجيش الإسرائيلي كاميرات حول رقابها تجولت في المستشفى.

"معارك معقدة"

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته خاضت "معارك معقدة" قبل دخول مجمع المستشفى وتعرضت لقصف صاروخي من مقاتلين متحصنين داخله. وقالت إن القوات عثرت على كميات كبيرة من الأسلحة والمركبات المرتبطة بهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وقال الكولونيل موشيه تيترو، قائد مديرية التنسيق والارتباط في غزة، في مؤتمر صحافي، "أعطينا الناس فرصة للإخلاء قبل دخولنا المستشفى". ورداً على سؤال عما إذا كان هناك أي إطلاق نار أو قتال داخل المستشفى، قال "لا".
وقالت رسمية سليم أبوجاموس، وهي مريضة كِلى، فرت مع زوجها "عدت مع زوجي وكنت أغسل الكلى... دمروا السور علينا من برا (من الخارج) وغرفة الدكتور. قالوا يلا اطلعوا وأطلقوا النار علينا وقنابل ولقينا صواريخ فوق رؤوسنا من فوق وهدوا المبنى من فوق وطلعنا من المبنى. خضنا زوجي وأنا في مياه المجاري، وحين طلعنا أخذوا زوجي". وأضافت أنه كان من بين الأشخاص الذين اعتقلوا عند نقطة تفتيش عسكرية بعد خروجهم من المستشفى.
وقال الطبيب المغربي إن جناحه الطبي أصيب بنيران إسرائيلية، وإنه يعتقد أن ثلاثة مرضى قتلوا في الغارة.
وأضاف أنه وعائلته غادروا المستشفى مع ثلاثة مرضى وبعض الموظفين، لكن تم إيقاف ممرض القسم.
وقال المغربي إن أولئك الذين نجحوا في عبور نقطة التفتيش قطعوا مسافة طويلة عبر ساحة المعركة حتى يحصلوا على مساعدة. وكان البعض مريضاً أو مصاباً.
وقال براء أحمد أبومصطفى، الذي كان يستخدم عكازين غير متناسبتين، إن أعيرة نارية كانت تُطلق فوق رؤوسهم أثناء المغادرة وإنهم شاهدوا جثثاً قرب مدخل المستشفى. وأضاف أنه رغم إصابته ظل يسير لمدة ساعة في طريق وعر محفوف بالأخطار.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات