Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حين يكشف الملك أوجاعه... درس تشارلز "الأقوى"

المسؤولية المجتمعية والحاجة إلى الدعم وراء مكاشفة المشاهير بحالتهم الصحية الخطرة ونجوم هوليوود باتوا قدوة في مجابهة الأمراض العضال

اعتبر تصرفه بعد إعلان إصابته بالسرطان تقدمياً للغاية ويتمتع بحس مجتمعي عال (أ ف ب)

ملخص

لا يزال أثر إعلان الملك تشارلز الثالث لتفاصيل وضعه الصحي محل جدل... فكيف يرى الجمهور طريقة تعامل المشاهير مع سجلهم الطبي؟

يبدو أن زمن اجتهاد المشاهير لإخفاء أمراضهم ونقاط ضعفهم باعتبار أنها تضاهي الأسرار الحربية قد ولى، فقبل عقود كان رجال السياسة والفن ونجوم المجتمع يفضلون إظهار الصورة المثالية كأشخاص أقوياء يتمتعون باللياقة البدنية والسلطة والقدرة على أداء أعمالهم في أفضل صورة، خشية انصراف الفرص والترقيات والتعاقدات، وفي محاولة للحفاظ على نظرات الإعجاب الدائمة التي تجعلهم راسخين في مناصبهم وتدر عليهم أيضاً مزيداً من العروض، وتغلق الأبواب أمام طرح بدائل يستحوذون على أماكنهم، حيث كان الحديث عن المرض في أضيق الحدود، وفي حال وصل الوضع إلى مستوى لا ينفع معه طرق التستر.

لكن في السنوات الأخيرة أصبح كثير من المشاهير في مختلف المجالات يكسرون تلك القاعدة ولا يتعاملون بنمطية مع تسريبات حالاتهم الصحية، حتى إن كثيراً منهم بادروا بالإعلان عن أدق تفاصيل تقاريرهم الطبية برغبة كاملة منهم في الإفصاح ومن دون الخضوع لأي ضغوط، وأغلب رسائلهم كانت تتعلق باقتناعهم أن الانفتاح في هذا الصدد قد يسهم في زيادة مساحة التوعية الصحية وفي إنقاذ حيوات آخرين، وأيضاً في إعلاء قيمة المشاركة الوجدانية حينما يعلمون أن المعاناة تطال الجميع، وأنه ينبغي تعلم طرق جديدة للوصول إلى مرحلة التعافي وتخطي الطريق الصعب.

قد يكون الملك تشارلز الثالث "75 سنة" إحدى الحالات النادرة في العائلة الملكية البريطانية الذي تحمل المسؤولية واتخذ قراراً شجاعاً بالإفصاح عن تفاصيل إصابته بتضخم البروستات، وكان همه هو حث من هم في مثل عمره أو أصغر قليلاً على أن يسارعوا بإجراء الفحوص للتخلص من المتاعب وإنقاذ أنفسهم، وبعدها أيضاً لم يخف إصابته بالسرطان بل ذكرت البيانات الرسمية أن الملك ينظر إلى الأمر بتفاؤل ويثق في فريقه الطبي.

في المقابل نجد أن كثيراً من الأجيال السابقة في الأسرة نفسها كانوا أكثر تحفظاً، ولا يعلنون سوى القشور عن حالهم الصحية مهما كانت دقيقة، حتى إن تفاصيل المرض الأخير لوالدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية لم يكشف إلا بعد وفاتها.

الملك القدوة

بينما أثبت تصرف الابن عن شعور جاد بالمسؤولية وبيقينه أن هناك بعض الأمور ينبغي ألا يتم التشبث بها في ما يتعلق بالتقاليد الملكية الصارمة، وهي أمور طالما كان مؤمناً بها منذ أن كان ولياً للعهد، ومثل تشارلز هناك مشاهير وسياسيون كثر شكلت إصاباتهم بالأمراض العضال والمزمنة مرحلة فارقة لهم وبالنسبة إلى المتأثرين بهم أيضاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اللافت أنه على النقيض تماماً من الحفاوة التي استقبل بها موقف ملك بريطانيا وطريقة تعاطيه بشفافية مع ما يمر به واعتباره قدوة إيجابية للرجال، يأتي موقف كايت ميدلتون "42 سنة" أميرة ويلز التي اختارت الطريقة القديمة في التعامل مع وعكتها الصحية الغامضة، حيث خضعت لجراحة في البطن لم تتم تسميتها، مع التشديد على أنها ستغيب عن المهام الرسمية لمدة شهر ونصف الشهر في الأقل، وسط تساؤل عن طبيعة العملية التي تستدعي فترة نقاهة طويلة مثل هذه. لكن قصر باكنغهام يحيط حالتها بالسرية التامة.

في الوقت نفسه كان قرار سارة فيرغسون "64 سنة" دوقة يورك أن تعلن ببساطة عن تفاصيل مرضها، حيث اكتشفت، أخيراً، إصابتها بمرض سرطان الجلد في أثناء رحلة علاجها من سرطان الثدي، فيما يبقى موقف الملك محل تقدير كبير وبمثابة تحول ملحوظ في العائلة البريطانية وتجسيداً حقيقياً لأفكاره التي طالما نادى بها لتحديث النظام الملكي، كما يشكل نداء مسموعاً بضرورة التعامل مع الإصابات المرضية بواقعية والبحث عن العلاج من دون خجل.

أثر أنجلينا جولي

المؤكد أن المشاهير يؤثرون بشدة في توجهات معجبيهم وربما من هذا المنطلق يقدم كثير منهم في مجالاتهم المتعددة على مشاركة أحزانه مع الجماهير، بخاصة إذا كان هناك أثر إيجابي لتلك المشاركة، فحتى الآن لا تزال تجرى الدراسات حول تداعيات القرار الاستثنائي الذي اتخذته أنجلينا جولي قبل 11 عاماً وجعلها سفيرة مفضلة للمتابعين في مجال الصحة مثلما كانت سفيرة ومبعوثة لمفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة لمدة 20 عاماً قبل أن تستقيل قبل أكثر من عامين.

فالنجمة العالمية التي أعلنت بكل شجاعة عن استئصالها للثديين في جراحة استباقية بعد أن كشفت الفحوصات الجينية عن احتمال إصابتها بمرض سرطان الثدي لأسباب وراثية، إذ توفيت والدتها بالمرض وهي في منتصف الخمسينيات من عمرها، صدمت أنجلينا جولي العالم حينها ولكنها أثرت إيجاباً في عشرات الملايين وربما أكثر، لتعود عام 2015 وتجري جراحة لاستئصال مبيضيها وقنوات "فالوب" بعد أن تبين مجدداً احتمالية تعرضهما للسرطان بنسبة 50 في المئة، فقد اختارت التخلي عن أعضاء حساسة بجسدها مقابل أن تعيش حياة بلا قلق وأن تتخلص من هاجس الإصابة، وكانت وقتها قد علقت بالقول، "أردت أن تكون قصتي مصدر إلهام لغيري من النساء في محاربة المرض القاتل".

 

 

واللافت أنه خلال عام واحد فقط شجعت أنجلينا جولي النساء على الاهتمام بصحتهن وإجراء فحوص مبكرة، وذلك وفقاً لدراسة شارك بها علماء من أكثر من 20 مركزاً طبياً في بريطانيا، ونشرت في دورية أبحاث سرطان الثدي العلمية تحت عنوان "تأثير أنجلينا جولي"، حيث أجرت 4847 امرأة الكشف المبكر عقب أشهر من الخبر المدوي الذي كشفته نجمة هوليوود التي كانت تعيش حياة عاطفية واجتماعية مزدهرة، كزوجة وأم وفنانة ناجحة، وبذلك مثلت إلهاماً حقيقياً فقد كان عدد النساء اللاتي أجرين الفحوصات قبل عام واحد من انتشار قصتها 1981 امرأة فقط.

أيضاً عقب فترة قصيرة من كشف النبأ أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "يوغوف" أن 50 في المئة من الأميركيين مستعدون لاستئصال أجزاء من أجسامهم إذا أثبتت الفحوصات أن هذا الإجراء قد يحميهم مستقبلاً من الأمراض الخطرة، وهو تحول كبير في التفكير حدث بشكل سريع للغاية بفضل شعبية أنجلينا جولي.

وفي عام 2017 أجريت دراسة أخرى أكدت أيضاً أن الاختبار الجيني الرائد الذي خضعت له جولي أصبحت كثيرات من النساء يخضعن له بهدف التشخيص المبكر وأملاً في إنقاذ حيواتهن، وكل هذا بسبب موقف أنجلينا جولي النموذجي، وعلق حينها تشو آدم تشن الأستاذ المشارك في الدراسة لـ"دويتشه فيله" بالقول "الاستخدام الملائم لاختبارات الجينات سيؤدي إلى الحد والوقاية من السرطان، من ثم من الوفيات المترتبة عن المرض".

مواجهة المفاهيم الخطأ

وإن كانت أنجلينا جولي لم تترد في القيام بهذا الإجراء الطبي الذي يعتبره البعض قاسياً بناء على نصيحة الأطباء لتتجنب متاعب وهواجس مستقبلية، فإن الفنانة اللبنانية إليسا التي أصيبت بسرطان الثدي قبل نحو ست سنوات كشفت، أخيراً، في فيملها الوثائقي "It"s Ok" عبر "نتفليكس" أنها رفضت إجراء الجراحة وخضعت في المقابل لعلاجات قوية أفقدتها القدرة على الإنجاب، وكانت إليسا قد فاجأت الجمهور في صيف 2018 بطرح كليب بعنوان "إلى كل اللي بيحبوني" وثقت خلاله رحلة اكتشافها الإصابة بالمرض ثم خطوات العلاج الذي تضمن إلى جانب الدواء الدعم المعنوي الكبير من أصدقائها والمقربين منها.

من يومها وهي ضلع أساس في حملات التوعية بالمرض وتشجع المتابعين لها على إجراء الفحوص المبكرة التي تسهم في الشفاء والنجاة، وكثيرات من معجباتها سردن في خانة التعليقات قصصاً عن تأثيرها عليهن، وعبرن عن امتنانهن لقوتها في استعراض ما مرت به، ولفتن إلى أنهن تأثرن إيجاباً بطريقة تعاملها مع تلك الأزمة الطاحنة، بخاصة أن إليسا قالت أخيراً في الوثائقي الذي يسرد جوانب خفية كثيرة من حياتها، إنها أصبحت أكثر أنوثة بعد المرض، ولم تشعر أبداً بأنها فقدت شيئاً، كما أنها تمارس الأمومة مع من حولها بعواطف جياشة، وهي شهادة أكدتها والدتها أيضاً.

 

 

كذلك لا تترك الممثلة زينة مكي فرصة إلا وتتحدث عن مرضها النادر الذي أصيبت به في مراهقتها ولا يزال يؤثر عليها حتى اليوم، وهو مرض "الجنف" الذي يسبب انحناءات قوية في العمود الفقري، وباتت زينة مكي مرجعية أساسية لدى المتابعين في ما يتعلق بالتعامل مع هذا المرض، حيث يطلبون منها دوماً أن تساعدهم في الوصول إلى أطباء يساعدونهم في التشخيص السليم، بخاصة أنها تتابع حالتها منذ سنوات مع عديدين منهم، وأجرت جراحة دقيقة للغاية للتمكن من التحرك بشكل سليم.

وإذا كان المؤثر المشهور، سواء كان فناناً أو سياسياً أو نجم مجتمع، يفيد الجمهور بأن يجعل من المكاشفة بالمرض أمراً يسيراً ولا يدعو إلى الخجل أو الخوف أو الضعف، بل ويكون حلقة أساسية في سلسلة التبرعات للمؤسسات التي تقدم الرعاية الصحية لمن يحتاجون إليها، فهو في المقابل يحصل على الدعم أيضاً ويصبح أكثر قوة في مواجهة الساخرين والمتنمرين، وهذا السيناريو ينطبق تماماً على حال المغني والملحن المصري رامي جمال، الذي كشف قبل نحو خمس سنوات عن إصابته بمرض البهاق، حيث لفت إلى أنه كان قد قرر الاعتزال والاختفاء عن الأعين تماماً بسبب النظرات التي كان يتلقاها من الناس بخاصة من يتعاملون معه على أنه مصاب بمرض معد ويخشون من مصافحته ولمس يده. وأكد أنه قرر رفض العيش بتلك الطريقة، ولكنه تراجع أمام الحب الذي منحه المتابعون له من خلال تعليقاتهم التي شجعته على الاستمرار ومقاومة حاله النفسية السيئة بتقديم أعمال فنية جيدة، وبعدها بات أكثر تقبلاً لوضعه ويظهر إعلامياً من دون إخفاء بشرته بالميكاج، موجهاً رسائل إيجابية متوالية للحالات الشبيهة، ومنوها بضرورة التخلص من المفاهيم الخطأ المتعلقة بمرضه.

دعم متبادل

لكن عالمياً يصبح التأثير أكبر وأكبر، فقد تمكنت نساء كثيرات من احتراف مجالات مثل الموضة والأزياء وصناعة الجمال بعد أن اقتحمت عارضة الأزياء المصابة بالبهاق ويني هارلو منصات العروض، فبسببها بات هناك عارضات بدينات وأخريات من "متلازمة داون" وكذلك من يعانين من مشكلات الحركة، فالعارضة الكندية عاشت طفولة قاسية بعد أن أصيبت بالمرض وهي دون الخامسة من عمرها، وجاهدت في سنوات دراستها للرد على المتنمرين الذين كانوا يشبهونها بالحمار الوحشي، والآن أصحبت وجهاً لكثير من العلامات التجارية ولا تحاول أبداً إخفاء مدى انتشار المرض على جلدها، وقد صرحت قبل سنوات لـ"سي أن أن" برسالة ملهمة لكل من لديه ظروف يعتقد أنها معيقة، حيث قالت إنها على رغم كل ما عانته لكنها تعرف كيف تشعر بالامتنان. وتابعت "تعلمت أن أحب نفسي بغض النظر عما يقال عني، وهذا أعطاني الشجاعة للوقوف أمام أي شخص وأي عقبة في حياتي".

على ما يبدو فإن المشاركة تمثل جانباً مهماً في حياة المؤثرين، ولها جانب إيجابي للغاية يبدو واضحاً مثلاً في حال النجمة الكندية سيلين ديون "55 سنة"، التي أصيبت بحال عصبية نادرة لا علاج جذرياً لها تسمى "متلازمة الشخص المتيبس"، حيث تتعرض لتشنج عضلي يسبب لها صعوبات في الحركة والمشي وحتى في استخدام أحبالها الصوتية، وبعد عامين من الأخبار الحزينة فوجئ بها الجمهور في حفل جوائز "غرامي" الذي أقيم مطلع فبراير (شباط) الجاري، وقد بدت بصحة جيدة على رغم أنها كانت لا تزال تعاني، ولكنها خاضت رحلة إعادة التأهيل بمزيد من الصبر والأمل بحسب تصريحاتها، كما صوَّرت وثائقياً بعنوان "أنا سيلين ديون" يدور حول الفترة القاسية للغاية التي عاشتها بدءاً من التشخيص وصولاً إلى التعايش. وأكدت في حملتها الترويجية للعمل الذي يبث عبر منصة "أمازون برايم"، أنها على رغم حزنها لتوقفها خلال تلك الفترة عن إقامة الحفلات الغنائية، لكنها كانت حريصة على توثيق تفاصيل مرضها. وتابعت "أحاول رفع مستوى الوعي حول هذه الحال غير المعروفة لمساعدة الآخرين الذين يشاركونني هذا التشخيص"، حيث إن هذا المرض يصيب واحداً من كل مليون شخص.

مسؤولية تجاه الجماهير

حظيت أيضاً الفنانة ذات الشعبية الكاسحة بدعم هائل من الجمهور من طريق الرسائل التي لم تتوقف، وكذلك بالدعم العائلي من شقيقتها وأبنائها، حيث يلازمونها كظلها ويساعدونها على التحرك، إضافة إلى فريق كبير من الأطباء المتخصصين، وهي أمور أثرت إيجاباً في تحسن حالها، ويحسب للجانب الأكبر من المشاهير أنهم قرروا من تلقاء أنفسهم اتخاذ خطوة المجاهرة بأمراضهم التي تصنف في بعض الأحيان على أنها خطرة، بخاصة أنه جرت العادة أن النجوم على وجه التحديد يفضلون التغطية على مثل تلك الحالات ولا يرضخون لطلبات الإفصاح عن حالاتهم إلا إذا حدث تسريب معلوماتي حول وضعهم الصحي فوقتها يضطرون للتوضيح.

لكن في وقت يزداد الشعور بالمسؤولية المجتمعية ناحية الجماهير، ارتفعت حالات المكاشفة من هذا النوع، فقبل عامين استغلت الممثلة المخضرمة جين فوندا خضوعها للعلاج بعد اكتشاف إصابتها بسرطان الغدد الليمفاوية حينما كانت تبلغ من العمر 84 سنة، لتلقي الضوء على الوضع المؤسف من وجهة نظرها للتأمين الصحي في الولايات المتحدة الأميركية، لافتة إلى أنها محظوظة لأنها تمكنت من الوصول لأفضل الأطباء، ولكن هناك مواطنين حالهم أصعب بكثير. وتابعت "على كل أسرة في أميركا تقريباً أن تتعامل مع السرطان في وقت من الأوقات، وكثير منهم لا يحصلون على الرعاية الصحية الجيدة التي أتلقاها وهذا ليس أمراً مقبولاً".

 

 

وقد أثنى المتابعون على شعورها بمعاناة غيرها، وطالبوا بمزيد من خطط الحماية الاجتماعية والصحية التي ينبغي أن تطاول الجميع على السواء، كذلك شكلت تجربة ليدي غاغا إلهاماً لكثيرين بعد أن كشفت عن معاناتها من مرض الذهان العقلي جراء الصدمات المتوالية التي منيت بها وبينها تعرضها للاغتصاب في مرحلة المراهقة. وأوضحت في تصريحات لـ"CNN" إنها استغرقت سنوات طويلة للتعافي والتعايش، وأصبحت تضع على عاتقها المشاركة في التوعية وحث متابعيها على اللجوء للمساعدة النفسية والاهتمام بصحتهم العقلية، حيث تسهم بالتمويل والدعاية لمؤسسات عديدة من هذا النوع.

ومثلها كثيرون أيضاً بينهم جاستن بيبر وبيلا حديد وأديلن، والأخيرة أيضاً أسهمت بالتوعية بمضاعفات مرض عرق النسا أو التهاب العصب الوركي بعد أن تحدثت عن الآلام المبرحة التي تصيبها جراء الوقوف على المسرح من دون أن تخجل من الكشف عن انهيارها في الكواليس بسبب مشكلات العظام، وفي حين كشفت سيلينا غوميز عن تفاصيل معاناتها النفسية ومشكلات صحتها العقلية وانخرطت أيضاً في تمويل مؤسسات تقدم المساعدة لمن لديهم مشكلات شبيهة، لكنها أيضاً كانت بالنسبة إلى الجمهور سفيرة لمرض الذئبة الحمراء، حيث أسهمت من خلال نشر تجربتها في منح الأمل في الرعاية لكثيرين ممن يعانون هذا المرض المناعي الذي يؤثر في معظم أجهزة الجسد بما فيها المفاصل والكلى.

وقد خضعت نجمة الغناء البارزة لعملية زرع كلى بعد تضرر كليتيها بسبب المرض، وكاشفت جمهورها بجميع مراحل رحلتها العلاجية، حيث ستظل دوماً تتناول أدوية هذا المرض المزمن مدى الحياة، التي تؤثر عليها سلباً وتسبب لها زيادة الوزن، ولكنها سعيدة بأنها تتعامل معه بصورة جيدة ولا تهتم كثيراً إذا ما اكتسبت بعض الكيلوغرامات، وفي المقابل رأى كثيرون ممن لديهم حالات شبيهة أن هناك طرقاً كثيرة للعلاج وأبواباً مختلفة للتعايش بعد أن كانوا يظنون أنه لا أمل في تحسن وضعهم، وذلك وفقاً لتعليقات متنوعة وصلتها.

نجوم كثر أيضاً قرروا مواجهة مرض الذئبة الحمراء، أحد أشهر أمراض المناعة الذاتية، بشجاعة وحكوا تجربتهم بكل قسوتها وكيف تغلبوا على أصعب الظروف، وبينهم روان بن حسين وتوني براكستون ونيك كانون، كذلك هناك قائمة طويلة لفنانين سردوا تجربتهم مع مرض "التصلب اللويحي" ولعل أبرزهم كريستينا أبلجيت، التي كشفت عن معاناتها، أخيراً، من المرض الذي عرفت إصابتها به بالمصادفة، وعلى رغم تدهور حالها سريعاً حيث باتت تستعمل عكازاً للمشي وأيضاً أصيبت بزيادة كبيرة في الوزن كعرض جانبي للعلاج المكثف، لكنها تحرص من وقت آخر على الظهور في الحفلات الفنية وإعطاء لمحة لجمهورها عن كيفية التعامل مع المرض. ومن بين المصابين به أيضاً كل من حنان رضا وسلمى بلير ومروة الأطرش، وجميعهن شكلن نماذج وقدوة للمتابعين في كيفية تخطي أزماتهن الصحية، كما كانوا سباقين في التوعية والتشجيع على التحلي بالإيجابية خلال رحلة العلاج مهما بدا الأمر صعباً.

المزيد من تحقيقات ومطولات