Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجالية الهندية في الخارج الأكبر عالميا وكنزها الاستراتيجي

قاربت التحويلات الدولية إلى موطن رأسهم 113 مليار دولار مما جعل نيودلهي الدولة الرائدة في استقبال أموال المغتربين

نسبة لا يستهان بها من المديرين التنفيذيين الهنود يقودون كبرى الشركات عالمياً (أ ف ب)

ملخص

تعد الجالية الهندية هي الأكبر في العالم، فبحسب الأمم المتحدة يبلغ عددهم 18 مليوناً، بينما يبلغ الرقم 31 مليوناً وفقاً لإحصاء الحكومة الهندية المحدثة

تعد الجالية الهندية العاملة في خارج القطر من أكبر الجاليات على مستوى العالم، تمثل قوة بشرية هائلة، كما تسعى الإدارة الهندية إلى توظيف ذلك ودعم رؤيتها دولياً كأحد أكبر اللاعبين الدوليين على الساحة العالمية.

كما ويدير أكثر من 30 مديراً تنفيذياً من أصول هندية ثروات تتجاوز الناتج المحلي للهند.

وتنبه رئيس الوزراء ناريندرا مودي منذ امتلاك زمام السلطة في بلاده لأهمية تلك الجالية، فعملت حكومته على إعادة الوصل بين الهنود من الأجيال المختلفة مع بلدهم الأم، بل وصفهم بسفراء للهند خارج الحدود وكنزها الاستراتيجي، داعياً إلى كسب أدمغتهم والمساهمة في لعب دور مؤثر في تنمية وطنهم، فهناك نسبة لا يستهان بها من المديرين التنفيذيين الهنود الذين يقودون في الوقت الحالي كبرى الشركات عالمياً، الذي أسهم بشكل أو بآخر في تعزيز صورة نيودلهي عالمياً خصوصاً في مجال التقنية.

الجالية الأكبر

تعد الجالية الهندية هي الأكبر في العالم، فبحسب الأمم المتحدة يبلغ عددهم 18 مليوناً، بينما يبلغ الرقم 31 مليوناً وفقاً لإحصاء الحكومة الهندية المحدثة. إذ ذكر التقرير الـ15 للجنة وزارة الشؤون الخارجية، المقدم إلى البرلمان الهندي عام 2022 أن الشتات أو الجالية الهندية تضم أكثر من 18 مليون شخص من أصل هندي (person of origin  ) PIO و13 مليون هندي غير مقيم    Non-resident Indians NRIs، أي المواطنين الهنود الذين يعيشون في الخارج، مما يجعله أكبر مجتمع خارجي على مستوى العالم.

تستوطن غالبية هذه الجالية بشكل رئيس في دول الخليج العربي والولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة. وتضاعفت أعدادهم خلال السنوات الـ20 الماضية، مما حول هؤلاء المهاجرين إلى قوة اقتصادية كبرى. ففي عام 2022 قاربت التحويلات الدولية إلى موطن رأسهم الـ113 مليار دولار، مما جعل الهند الدولة الرائدة في العالم في استقبال الأموال والسلع التي يرسلها المهاجرون إلى وطنهم.

كما ويسهم الهنود بنسبة 13 في المئة من التحويلات المالية العالمية، وتبلغ التحويلات المالية التي يرسلها الهنود إلى بلدهم حوالى 3.2 في المئة من إجمالي التحويلات المالية الهندية.

ومنذ وصوله إلى السلطة عام 2014، سعى مودي إلى إقامة علاقات وثيقة مع الهنود المهاجرين، الذين وصفهم بـ"سفراء الهند". وتشير بعض التحليلات إلى أن تدفق الجالية الهندية إلى الخارج أدى إلى تحويل نظرة العالم تجاه الهند بشكل إيجابي.

كنز الهند الاستراتيجي

الرؤية الجديدة للهند منذ تولي رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أولت المهاجرين الهنود وذوي الأصول الهندية في الخارج أهمية كبرى. وبالنسبة إلى مودي تعد الجالية الهندية "كنزاً"، كما أنه نظر للقوة الفكرية للهند خارج الحدود باعتبارها "كسب أدمغة" لا "هجرة أدمغة". ولتحقيق هذا الهدف قام مودي خلال فترة ولايته الأولى بجولة سريعة حول العالم، حين زار الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا وسنغافورة وإسرائيل، ونظم اجتماعات لجذب وتحفيز الجالية الهندية في الخارج، لإعادة التواصل مع جذورهم الهندية ولعب دور حاسم في تنمية البلاد.

ويمكن وصف السياسة الهندية بحسب محللين بأنها تحاكي نهج السياسة الصينية مع مغتربيها، إذ لعب المغتربون الصينيون دوراً أساسياً في التسعينيات في التحول الاقتصادي في الصين من خلال الاستثمار في البلدات الريفية وشبه الحضرية على أساس الثقة وفهم الثقافة والتواصل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما يرغب رئيس الوزراء مودي أيضاً بتحويل الجاليات الهندية إلى "قيمة استراتيجية"، ويتوقع منهم أن يلعبوا دوراً ميسراً في عولمة التجارة والصادرات الهندية من خلال شبكتهم العالمية، وجلب الاستثمار عبر عديد من المدن الصغيرة في البلاد. ومن الخطوات التي اتخذتها الحكومة الهندية دعماً لهذا الاتجاه بأن جلبت حكومة مودي دمج PIO ذوي أصل هندي والمواطنين الهنود في الخارج OIC)  Overseas Citizenship of India).

المواطنة الهندية في الخارج، الذي كان مطلباً طويل الأمد للمجتمع الهندي بما يمكن المواطنين من ذوي الأصول الهندية من التواصل مع البلد الأم.

كما ويرى القادة وصناع القرار السياسي أن ذاك الاهتمام بالجالية الهندية خارج الحدود يشبه إلى حد كبير جاليات الشتات المهمة الأخرى في الغرب، فربط أواصر الجاليات الهندية يمكن أبناءها وذوي الأصول الهندية أن يكونوا أصولاً استراتيجية وأداة للقوة الناعمة، إذ يمكنهم الضغط لصالح الهنود ومصالح الدولة ومواقفها في البلدان التي يعيشون بها.

صدارة تقنية

عدد لا يستهان به من القادة الهنود في مجال التقنية عالمياً، الرئيس التنفيذي لموقع "يوتيوب" نيل موهان، إلى الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل" ساندر بيتشاي، إلى لاكسمان ناراسيمهان من "ستاربكس"، على رأس إدارة أصول لشركات تضاهي الناتج المحلي الإجمالي الحالي للهند. ووفقاً للتقارير، يدير الآن نحو 30 من الرؤساء التنفيذيين من أصل هندي أعمالاً عالمية تبلغ قيمتها تريليون دولار، نصف هذه الشركات تنتمي إلى قطاع تكنولوجيا المعلومات،  وخمس شركات لكل من الرعاية الصحية والصناعية.

ومن الملاحظ هيمنة الهنود على عالم التقنية وبشكل خاص في وادي السليكون، مما كان سبباً في تعزيز صورة الهند باعتبارها قوة تكنولوجية ومصدراً للموارد البشرية الجيدة. فإلى جانب الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل"، هناك ساتيا ناديلا، المدير التنفيذي لشركة "مايكروسوفت"، وفينود خوسلا، أحد مؤسسي شركة "صن ميكروسيستمز"، وسانجاي ميهروترا الذي يحوز حالياً منصب الرئيس التنفيذي لشركة "ماكرون" للتقنية، وشانتانو ناراين الرئيس التنفيذي لشركة "أدوبي".

صعود الهنود في الرئاسة التنفيذية لعدد كبير من الشركات التقنية يدعم رغبة الهند في أن تكون أحد أهم مراكز التقنية عالمياً، وأسهم في اتخاذ عدد من شركات التكنولوجيا الكبرى قراراً بنقل عملياتهم إلى الهند مثل "آبل" وغيرها.

التنافسية الهندية

توجد أسباب عدة للصعود الملحوظ للهنود أو من ذوي الأصول الهندية في مناصب الإدارة التنفيذية في كبرى الشركات العالمية، ومن هذه الأسباب النشأة في بيئة شديدة التنافسية والطموح العالي، إذ يمثل العيش في الهند تحديات كبيرة لمواطنيه، بدءاً من الالتحاق بركب التعليم وحتى الحصول على الوظائف اللائقة ولا ينجح بها إلا المثابرون. كما أن الإحصاءات الخاصة بعدد الأشخاص الذين يتنافسون على مقعد في مؤسسات التقنية الهندية والبيئة التنافسية، تجعلهم مؤهلين للالتحاق بالشركات الكبرى والعمل على النجاح بها.

كما أن تعرض كثير من مواطني الهند لانتكاسات غير عادية تسرع من تعلمهم الشخصي مثل التنقل في ظروف فوضوية، وعدم كفاية الخصوصية والمساحة للدراسة في المنزل، وسوء المرافق الرياضية والمكتبات، هذه الأمور تمثل تحديات يعمل من يواجهها في الغالب على تخطيها وتمنحه دافعاً للنجاح. والقدرة على العمل الجاد مع التكيف والإبداع، إذ تعرض المديرون الهنود لمواقف غير منظمة في وقت مبكر من حياتهم، وهذا يساعدهم في تعلم مهارات خاصة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير