Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رسالة الصواريخ على قصر الرئاسة في لبنان

مطلب إبعاد "حزب الله" 8 كيلومترات يعني عملياً أن وظيفة سلاحه فقدت مبررها

وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في بيروت (أ ف ب)

 

ملخص

ينشط آموس هوكشتاين على خط تهدئة الجبهة بين لبنان وإسرائيل

ينشط الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين على خط تهدئة الجبهة بين لبنان وإسرائيل وفق خطة من ثلاث مراحل. المرحلة الأولى تشمل انسحاب مسلحي "حزب الله" إلى ثمانية كيلومترات عن الحدود، والمرحلة الثانية زيادة انتشار قوات الأمم المتحدة والجيش اللبناني في المنطقة، ما يمهّد في المرحلة الثالثة لعودة السكان إلى منازلهم في شمال إسرائيل وجنوب لبنان.

وعلى سبيل تشجيع لبنان على هذه الصفقة، يتعهّد هوكشتاين باستئناف محادثات ترسيم الحدود البرية، وبهدية تتمثل بحوافز اقتصادية تقدمها الولايات المتحدة للدولة المتعثرة. ومن الصعب التصديق أن هوكشتاين مقتنع بكل جوارحه باحتمال استجابة "حزب الله" لمراحل هذه الخطة، ولكن يبدو أن الأميركيين يريدون القول "أدينا قسطنا للعلى".

ومسعى هوكشتاين يأتي بعدما استقبل لبنان عدداً من وزراء الخارجية الأوروبيين آخرهما البريطاني دايفيد كاميرون والفرنسي ستيفان سيجورنيه. وفي وقت يسعى العالم إلى إبعاد كأس التصعيد عن لبنان، جاء موقف "حزب الله" على لسان وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب الذي رفض ما اعتبره "أنصاف حلول".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في سبتمبر (أيلول) 2007، قال الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله إن المشهد جنوب نهر الليطاني (جنوب) سيكون مشابهاً لما هو عليه شمال الليطاني، وإن الحزب سيتمتع بحرية التحرك ذاتها التي حصل عليها في شمال الليطاني. هذه قراءة "حزب الله" للقرار الأممي 1701 الذي ينص على إبعاد مسلحي الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني. وجاء على لسان مسؤولين في الحزب ضمن بحث صادر عن معهد "كارنيغي"، في يناير (كانون الثاني) 2007، أن القرار الأممي لا يعرقل المقاومة ولا يحد من الحاجة إليها. "حزب الله" يحاول شراء الوقت عندما يربط البحث بأي مقترحات للوضع في جنوب لبنان بوقف شامل لإطلاق النار في غزة، في حين تتصرف إسرائيل بمنطق أن الوضع في الجنوب منفصل تماماً عما سيحصل في غزة. ومطلب إبعاد "حزب الله" ثمانية كيلومترات يعني عملياً أن وظيفة سلاحه فقدت مبررها، وسقطت الثلاثية التي فرضها على كل الحكومات اللبنانية والقائمة على "جيش وشعب ومقاومة". هذه الثلاثية وصفها لاحقاً الرئيس اللبناني الأسبق ميشال سليمان بـ"الثلاثية الخشبية"، وطالب بدلاً منها بـ"ثلاثية ذهبية هي الأرض والشعب والقيم المشتركة وليس شيئاً آخر". وقبل أن تنتهي ولايته عام 2014، وفي مناسبة عيد الجيش اللبناني، انتقد الرئيس سليمان "ازدواجية السلاح الشرعي وغير الشرعي". وردّ "حزب الله" لم يتأخر، وفي الليلة ذاتها سقطت ثلاثة صواريخ بالقرب من محيط القصر الجمهوري. وفي صباح اليوم التالي، اعتبرت إحدى الصحف المؤيدة للحزب أن خطاب سليمان "حرب إلغاء على المقاومة" وخاطبته بالقول "آن الأوان لأن تغادر منصبك. ارحل".

في أكثر من مناسبة بدا الاقتراب من الوظيفة الإقليمية لسلاح "حزب الله" مميتاً، ففي 27 ديسمبر (كانون الأول) 2013، اغتيل وزير المالية الأسبق والدبلوماسي المرموق محمد شطح، وقيل إن الاغتيال حصل على خلفية حملة "حياد لبنان" عن صراعات المنطقة التي كان يعمل عليها شطح ويحاول حشد مواقف محلية ودولية دعماً لها. وفي عام 1993، وبعد اعتداء إسرائيلي استهدف محطات التغذية الكهربائية في مناطق عدة من لبنان، حاول رئيس الحكومة آنذاك رفيق الحريري إرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب، ما سبّب له إشكالات كبيرة مع النظام السوري و"حزب الله". في ضوء هذه الوقائع تبدو خطة هوكشتاين محفوفة بتجارب الماضي المريرة.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل