Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمم المتحدة تعلن حاجتها لـ4.1 مليار دولار لتوفير مساعدات للسودانيين

المسيرات تهيمن على معارك الخرطوم وأصداء محاولة الانقلاب تتفاعل و"الدعم السريع" تتحدث عن تحركات بالنيل الأبيض

نازحون سودانيون جراء الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان (أ ف ب)

ملخص

بلغ عدد النازحين السودانيين في الداخل أكثر من 11 مليون نازح موزعين في 67 مدينة، وفق إحصاءات رسمية للحكومة السودانية

أعلنت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء أن طرفي النزاع السوداني اتفقا على عقد اجتماع، على الأرجح في سويسرا، لبحث مسألة إيصال المساعدات الإنسانية.

وقالت الأمم المتحدة إنها بحاجة إلى 4.1 مليار دولار في 2024 لتوفير مساعدة إنسانية للسكان في السودان وللاجئين منهم في الدول المجاورة. وقال منسق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث في بيان "لقد حرمت عشرة أشهر من النزاع السكان في السودان من كل شيء تقريباً، الأمن والمأوى وسبل العيش".

وأضاف غريفيث للصحافيين إنه أجرى اتصالات مع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وخصمه قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو في شأن تنظيم اجتماع بين ممثلين عن الطرفين المتحاربين في السودان لبحث إيصال المساعدات، مضيفاً أن "كلاً منهما قال نعم وأعرب عن سعادته بالحضور".

وفيما لا تزال أصداء المحاولة الانقلابية تشغل الساحة السودانية، ويستمر انقطاع الاتصالات وشبكة الإنترنت في معظم ولايات البلاد، وصف مراقبون الأحداث بأنها تحول نوعي جديد دخلت فيه خدمة الاتصالات ساحة الحرب بعد تعطيل قوات "الدعم السريع" مقسمات الشركات العاملة في مناطق سيطرتها بالخرطوم لتمرير بعض شروطها لدى الحكومة المركزية، فيما تعمل الأخيرة على تغيير نظام تغذية شبكة الاتصالات للولايات ونقل التحكم فيها إلى بورتسودان.

وقال مرصد "نت بلوكس" المعني بمتابعة خدمة الإنترنت إن مشغلي الإنترنت الثلاثة الرئيسين في السودان خرجوا عن الخدمة اليوم الأربعاء ما أدى إلى انقطاع الاتصالات عن ملايين عالقين في مناطق الصراع أو يفرون بحثاً عن ملاذ آمن.

ويمكن أن يؤدي توقف الشبكات أيضاً لتجميد المحافظ الإلكترونية التي يعتمد عليها كثيرون في ظل نقص واسع النطاق للنقود.

وتحذر وكالات الإغاثة من انتشار الجوع في السودان ومن ظروف شبيهة بالمجاعة في بعض المناطق نتيجة القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية منذ أبريل (نيسان) الماضي.

وخرجت اثنتان من الشبكات من الخدمة منذ يوم الجمعة الماضي، وعزت مصادر في قطاع الاتصالات ووكالة الأنباء الحكومية الموالية للجيش ذلك إلى إغلاق قوات "الدعم السريع" الشبكات التابعة لشركتي "أم تي أن سودان" و"سوداني".

وقال مرصد "نت بلوكس" إن "زين سودان" خرجت أيضاً من الخدمة.

ونفى مصدر من قوات "الدعم السريع" مسؤوليتها، ولم توجه الشركات علانية اتهاماً لأي جهة.


نداء لتلبية الاحتياجات

ووجهت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء نداء لجمع 4.1 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين الذين يئنون تحت وطأة الحرب في السودان، وكذلك أولئك الذين فروا إلى دول مجاورة.

وتقول الأمم المتحدة إن نصف سكان السودان، أي نحو 25 مليون شخص، يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية والحماية، في حين فر أكثر من 1.5 مليون إلى جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.

ودعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في نداء مشترك مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين اليوم الأربعاء إلى تمويل بقيمة 2.7 مليار دولار لتقديم مساعدات إنسانية إلى 14.7 مليون شخص.

وطلبت المفوضية 1.4 مليار دولار لدعم ما يقرب من 2.7 مليون في خمس دول مجاورة للسودان في إطار النداء.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث إن "10 أشهر من الصراع سلبت شعب السودان كل شيء تقريباً، سلامتهم ومنازلهم وأقواتهم. لكن نداء العام الماضي لم يجمع حتى نصف التمويل المطلوب، وهذا العام يجب علينا أن نفعل شيئاً أفضل بشعور متزايد بضرورة الإسراع في ذلك".

مواجهات وتصعيد

ميدانياً، حافظت وتيرة المعارك والمواجهات بين الجيش وقوات "الدعم السريع" على سمتها التصعيدية في المحاور الملتهبة حول المقار العسكرية الرئيسة للجيش في محيط القيادة العامة وسط الخرطوم وقاعدتي الكدرو ووادي سيدنا العسكريتين شمال أم درمان وسلاحي المدرعات جنوب الخرطوم والإشارة الخرطوم بحري.

وقصفت قوات "الدعم السريع" من مواقعها شرق وجنوب الخرطوم، محيط القيادة العامة وسط الخرطوم وسلاح الإشارة جنوب بحري، ورد الجيش بالمثل من قاعدة وادي سيدنا العسكرية شمال أم درمان بقصف نقاط تمركز قوات الدعم السريع، في مناطق الحلفايا والكدرو شمال الخرطوم بحري ووسط مدينة أم درمان..

كما قصفت مسيرات مدفعية الجيش من القيادة العامة وسط الخرطوم، مناطق انتشار قوات الدعم شرق العاصمة.

هيمنة المسيرات

وأوضحت مصادر ميدانية، أن، أمس، شهد تكثيفاً كبيراً لهجمات الطائرات المسيرة التي استهدفت ملاحقة وتدمير منصات مدفعية ووكل عربة، بل حتى على مستوى الجماعات والأفراد وأي متحرك لقوات العدو.

وأشارت المصادر، إلى أن قوات العمل الخاص بالمنطقة العسكرية أم درمان أحكمت حصارها على مباني الإذاعة والتلفزيون وتمكنت من تدمير عدد من المركبات القتالية للعدو مع خسائر بشرية ومادية في صفوف العدو، فضلاً عن تخلصها من عدد من القناصين بعدد من أسطح البنايات.

 ولفتت المصادر، إلى أن فرق الجيش المتقدمة من قاعدة كرري على وشك أن تلتحم مع قوات سلاح المهندسين ولم تعد تفصل بينهما سوى بضع مئات من الأمتار، سيتم بعد ذلك تأمين شارع الأربعين وإغلاق كل مدينة أم درمان، ثم الذهاب لتأمين الأطراف الغربية من المدينة.

تناوش إعلامي

وكانت صفحات الجيش الرسمية والموالية على الإنترنت بثت مقاطع احتفالية يتعانق فيها الجنود عند تلاقي فرقتين في منطقة أم بدة غرب أم درمان.

في المقابل، بثت قوات "الدعم السريع" مقاطع فيديو على موقعها بمنصة (إكس)، تؤكد فيها استمرار وجودها في محيط سلاح المهندسين والأحياء المجاورة له، كما نشرت مقاطع مصورة لوجودها في منطقة نعيمة بولاية النيل الأبيض واستعدادها للتحرك نحو مدينة كوستي كبرى مدن الولاية.

ونشرت أيضاً مقاطع مصورة لما وصفته بعملية استيلائها على إنزال جوي يحتوي على إمداد بالذخائر من الجيش، كان موجهاً إلى الفرقة 22 في مدينة بابنوسة بغرب كردفان، لكنه ضل الطريق إلى مناطقها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في ولاية الجزيرة أوضحت المصادر أن فرق العمل الخاص في مناطق غرب مدينة ودمدني، نفذت كميناً استولت فيه على عدد من العربات القتالية للعدو بكامل عتادها.

وأوضحت مصادر أهلية، أن قوات "الدعم السريع" اجتاحت مدينة طابت جنوب الحصاحيصا واستولت على أموال وعربة لمستشفى ونهبت ممتلكات مرافقي المرضى، كما قامت باعتقال عشرات المواطنين في قرية ود الترابي شمال الولاية بحجة دعمهم للجيش.

تحذيرات من الفاشر

في دارفور، حذرت حركة تحرير السودان قيادة مصطفى تمبور الموجودة ضمن قيادة الفرقة السادسة مشاة للجيش بمدينة الفاشر المحتقنة، قوات "الدعم السريع" من مغبة تكرار محاولة من أن المدينة تعتبر خطاً أحمراً.

على صعيد آخر، دعا رئيس حركة العدل والمساواة ووزير المالية والاقتصاد الاتحادي جبريل إبراهيم إلى مواجهة الاعتداء الذي يتعرض له السودان بكل قوة وحسم، وأن حركته ستكون في مقدمة تحرير ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة.

"سلاح الاتصالات"

في الأثناء لا تزال خدمة الاتصالات وشبكة الإنترنت مقطوعة في معظم ولايات السودان رغم العودة الجزئية لشبكة واحدة في مدينة الفاشر.

وأوضح متخصصون أن التحكم بالشبكات المركزية قد يتم من بعد أو عبر محولاتها المحلية الموجودة في مناطق سيطرة "الدعم السريع" بالخرطوم، مبيناً أنها قامت بالفعل بفصل الكهرباء عن الأجهزة والسيرفرات، كوسيلة ضغط على الحكومة لإعادة الخدمة إلى ولايات إقليم دارفور، إذ يبدو أن الجيش كان قد ضغط على إدارة الشبكات لقطع الخدمة من المناطق التي انسحب منها.

وحذر مراقبون طرفي القتال بعدم استخدام الخدمات العامة كسلاح الحرب كونه يعمق بشدة معاناة المواطنين المتفاقمة، مشيراً إلى بدء عودة خدمة بعض الشركات جزئياً بعدد من الولايات ومدن دارفور، بينما يتوقع عودة خدمة شركات أخرى عقب صيانة بعض الأعطال.

وأفادت مصادر رسمية، أن عودة خدمة الشبكتين المتوقفتين تقترب من نهايتها فور الفراغ من تغيير نظام تغذية الشبكة للولايات عبر الكابل البحري في بورتسودان وفق معالجات هندسية، تفادياً لتكرار تعطيل المقسمات الرئيسة بالخرطوم.

إحصاءات حكومية

من جانبها، أعلنت الحكومة السودانية إحصائية رسمية بعدد النازحين داخلياً جراء الحرب في تسع ولايات بلغ أكثر من 11 مليون نازح موزعون في 67 مدينة، ويشكل النازحون من ولايات الخرطوم، الجزيرة ودارفور نسبة 90 في المئة من إجمالي النازحين بسبب الحرب.

وأوضح وزير الثقافة والإعلام جراهام عبدالقادر، في تصريحات صحافية، أن أكثر النازحين تضرراً وفقاً لدراسة مفوضية العون الإنساني، هم شريحتا النساء والأطفال حيث بلغ عدد النساء النازحات 4 ملايين امرأة، بينما بلغ عدد الأطفال النازحين 3 ملايين طفل.

وأضاف أن اللجنة العليا للطوارئ الإنسانية، أكدت ضرورة سلامة وصول المساعدات الإنسانية عبر الإجراءات التي تضمن سيادة البلاد، مشيراً إلى تكوين لجنة متخصصة لمتابعة دخول الإغاثة والمعونات عبر المداخل المحددة بوجود الشركاء الآخرين.

نداء أميركي

دولياً، دعت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس، المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده للمساعدة في نداء تمويل الدعم الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة تجاه السودان، قائلة، "لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي يائسين".

ولفتت توماس، في تصريحات على حساب السفارة الأميركية بمنصة "إكس"، إلى معاناة 18 مليون شخص في السودان من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي في الوقت الراهن، بينما يزداد الوضع سوءاً بسبب محدودية إمكانية الحصول على الإمدادات الضرورية لإنقاذ الأرواح.

60 هجوماً

في السياق، أعلنت الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان (أوتشا)، في بيان، التحقق من أكثر من 60 هجوماً على مرافق الرعاية الصحية خلال حرب الراهنة. وأشارت إلى أن السودان يمثل الآن أكبر أزمة نزوح داخلي على مستوى العالم، حيث يمثل السودانيون 13 في المئة من إجمالي النازحين على مستوى العالم.

وأضاف البيان، أن إمكانية وصول المساعدات الإنسانية معرضة للخطر في مناطق النزاع، بينما تؤدي الهجمات على المرافق الصحية إلى تعطيل الخدمات الحيوية وتفاقم التحديات الصحية التي تواجه النساء الحوامل والمرضعات.

وأكد أن نظام الرعاية الصحية في السودان، المتأثر بالأساس منذ سنوات من الصراع والأزمة الاقتصادية، يعاني انخفاضاً في تغطية الخدمات الأساسية، بينما فاقم النزاع الحالي نقاط ضعف النظام الصحي مع الدمار الهائل في البنية التحتية الصحية، مما يجعل البلاد عرضة لتفشي الأمراض.

انقلاب مزعوم

إثر أنباء كثيفة راجت عن إحباط محاولة انقلابية داخل الجيش، واعتقال عدد من القادة الميدانيين يتبعون لمنطقة وادي سيدنا العسكرية بأم درمان نفى مساعد القائد العام المشرف على قطاع أم درمان العسكري، الفريق ياسر العطا، تلك الأنباء مؤكداً أن مختلف القوات النظامية بمنطقة أم درمان العسكرية في أعلى مستويات التنسيق، وتعمل بقوة خلف القيادة على قلب رجل واحد لتحقيق النصر ولا حديث لها خلاف الانتصار.

ونشرت وسائل إعلام سودانية، أمس، خبراً لاعتقال الاستخبارات العسكرية التابع للجيش لعدد من الضباط بالمنطقة العسكرية أم درمان بتهمة التدبير لانقلاب عسكري الاعتقالات استهدفت الاعتقالات ضباطاً في إدارة العمليات الحربية.

وأشار العطا في حديثه لوفد الإسناد الشعبي، أن الجيش السوداني كيان قوي سيحقق النصر ويلبي أشواق ورغبات شعبه، وأن الترتيب يجري لما بعد اكتمال الانتصار في العاصمة، والانتقال إلى خارجها حتى أم دافوق في دارفور.

مخاوف التصدع

على الرغم من النفي الرسمي للجيش، لكن محللين ومراقبين أمنيين، لا يستبعدون احتمال وجود نوايا للتغيير داخل الجيش، ويرجحون صحة اعتقال عدد من الضباط الميدانيين في أم درمان نتيجة تبرمهم وإظهار سخطهم العلني وتشكيكهم في فاعلية منهج قيادة الجيش في إدارة المعارك، مما اعتبر مخالفة للقواعد العسكرية.

من جانبه، لم يستبعد الباحث الأمني ضو البيت دسوقي وجود نوايا أو خطط انقلابية بحكم وجود تيارات متباينة داخل الجيش، معتبراً أن ظهور خلافات أو أي تصدعات داخل المؤسسة العسكرية في هذا الوقت ستكون لها عواقبها الخطيرة على وحدة الجيش، وستترتب عليها مضاعفات ميدانية كبيرة.

ويرى دسوقي أن الاحتجاج والتذمر الذي يرجح أن بعض القيادات الميدانية جهرت به، قد يكون مرتبطاً بتفاصيل الأداء والمشكلات العسكرية مثل نقص الإمدادات وفاعلية الخطط القتالية، بخاصة مع استمرار حصار عدة مناطق عسكرية بواسطة قوات "الدعم السريع" لما يقارب الـ10 أشهر منذ بدء الحرب.

وأشار الباحث، إلى أن هناك عدداً من الضباط ذوي الميول الإسلامية ظلوا يطالبون بـ"فك اللجام" أي إطلاق يد الجيش في التصعيد واستخدام القوة القصوى لاستعجال الحسم العسكري، بحيث لم يعد سراً حديثهم عن أن الخسائر الكبيرة للجيش في عدة ولايات كان يمكن تفاديها لو كانت يده مطلقة، خاصة بعد كارثة سقوط مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة الذي لم تظهر نتائج التحقيق في شأن ملابسات انسحاب الجيش منها حتى اليوم.

ولا يستبعد دسوقي أن تكون المفاوضات السرية الأخيرة التي تمت بين نائب القائد العام للجيش الفريق شمس الدين كباشي وبين قائد ثاني قوات "الدعم السريع" عبدالرحيم دقلو، في مدينة المنامة عاصمة مملكة البحرين من دون علمهم عززت غضب كثيرين من الضباط الإسلاميين في وقت يرون أن الجيش بدأ فيه التقدم ودحر العدو داخل أم درمان.

المزيد من متابعات