Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النوايا الإسرائيلية لضرب فصائل موالية لإيران في سوريا

إثبات الولاء لواشنطن أو جر الولايات المتحدة لحرب غزة لا سيما وأنها استهدفت معاقل "حزب الله" و"الحرس الثوري" و"الحشد الشعبي"

الغارة الإسرائيلية استهدفت مزارع في محيط منطقة السيدة زينب بسوريا (أ ف ب)

ملخص

صدفة أم انتقام... هل ردت إسرائيل على مصرع جنود القوات الأميركية؟

أسفرت ثلاثة صواريخ إسرائيلية استهدفت مركزاً يتبع لفصائل موالية لإيران في ريف العاصمة السورية، بمنطقة السيدة زينب أمس الإثنين عن مصرع سبعة أشخاص، وذكرت وسائل إعلام سورية عن وجود مستشارين إيرانيين بينهم.

وجاء في بيان لـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى كون الغارة استهدفت مزارع في محيط منطقة السيدة زينب، وهي من أكثر المعاقل الرئيسة لفصائل تضم "حزب الله" اللبناني و"الحرس الثوري" الإيراني إضافة إلى "الحشد الشعبي" العراقي، وتتخذها مقرات لها منذ اندلاع الحرب في سوريا إلى اليوم.

أثناء ذلك دارت معلومات متضاربة عن هوية القتلى بالهجوم، ففي الوقت الذي ذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء "أن الموقع المستهدف مركزاً استشارياً عسكرياً إيرانياً في سوريا"، نفى بالمقابل السفير الإيراني لدى سوريا حسين أكبري، استهداف القصف الإسرائيلي الأخير لأي مركز استشاري إيراني بالقرب من دمشق أو سقوط قتلى إيرانيين، في حين ذكرت بيانات من العاصمة السورية عن تصدي الدفاعات الجوية لصواريخ قادمة من الجولان المحتل.

العدوان كان كفيلاً بأن يُبقي مشهد الهجمات الجوية المتوالية على دمشق حاضراً في أذهان السوريين، ولا سيما الهجوم الأخير على بناء في حي المزة السكني وسط العاصمة في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري والذي أدى بالنتيجة إلى تصفية رئيس الاستخبارات في "فيلق القدس"، وسبقه اغتيال كبير المستشارين الإيرانيين في سوريا، رضى موسوي مع بداية العام الجاري.

مواقع استراتيجية

الهجوم الإسرائيلي الجديد يعتبره سوريون جاء بعد معلومات استخبارية وقواعد بيانات لاستهداف الشخصيات الإيرانية، وإثر تسعة أيام من هجوم المزة القاسي، لكن في الوقت ذاته ذهب بعض المهتمين لاعتباره "انتقاماً" لمصرع ثلاثة جنود أميركيين، وإصابة ما لا يقل عن 20 من أفراد الخدمة بالجيش الأميركي سقطوا إثر هجوم بطائرة مسيرة ليلاً على موقع قرب الحدود الأردنية- السورية، وهي المرة الأولى التي يسقط بها جنود للجيش الأميركي في الشرق الأوسط منذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ويرى مراقبون عن كثب لمجريات الأحداث على الساحة السورية أنه وإبان النزاع المسلح الدائر منذ أكثر من عقد من الزمن قد تحولت سوريا إلى حلبة صراع تتنازع على تراب البلاد أطراف دولية لكسب مناطق نفوذ، أو تصفية حسابات إقليمية.

وبات من الواضح الانخراط الإيراني الذي يعد أحد الأطراف الفاعلة من حيث مساندة السلطة لتحقيق انتصار أمام المعارضة التي تحولت إلى معارضة مسلحة بأعقاب عام 2013 عبر إرسال مستشارين عسكريين وقادة وفصائل مسلحة ودعم لوجستي، وبالتالي احتفظت بمكانة هامة ومواقع استراتيجية تراها تل أبيب غاية في الخطورة في الجنوب السوري، وهي القريبة من حدودها الشمالية.

في الوقت ذاته، تتوجس أميركا من اتساع النفوذ الإيراني الذي يمتد بسرعة على الحدود العراقية- السورية، وانتشار قوات وفصائل موالية لطهران في الريف الشرقي لدير الزور شرق سوريا مما دفع أميركا لتدريب فصائل محلية بغية دمجها مع فصائل ما يطلق عليها "جيش سوريا الحرة" المعارض، وإجراء تدريبات بقواعد عسكرية هدفها قطع الطريق البري بين سوريا والعراق وإيران.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في غضون ذلك، يتجه الميدان السوري إلى الاشتعال أكثر بشكل غير مسبوق مع اندلاع حرب غزة قبل أشهر حيث زادت الهجمات والعمليات القتالية بين فصائل تابعة لطهران في مواجهة القوات الأميركية في شرق سوريا، مع هجمات تل أبيب الجوية، وتركيزها على قصف مقرات إيرانية، أو مواقع مدنية أبرزها مطارا حلب ودمشق الدولي.

في ذات الوقت، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" تعرض قواتها إلى 151 هجوماً في كل من العراق وسوريا منذ أكتوبر، وأكثر تلك الهجمات دارت على الأراضي السورية، بينما فصائل "المقاومة العراقية" في سوريا تتبنى معظم الهجمات "دعماً لقطاع غزة" بحسب بياناتها.

ويرجح متابعون للمشهد السياسي في دمشق عن اتجاه الأحداث لاتساع حلقة الصراع، فالضربة التي تكبدتها الولايات المتحدة من قبل "المقاومة العراقية، والتي تبنت عملية الهجمات بالطائرات المسيرة قد ترفع معدل العمليات إلى نسبة أعلى من المتوقع، وهذا ما دفع إيران لنفي صلتها بالهجوم على القوات الأميركية سريعاً، وفق بيان لوزارة الخارجية.

خطط أمنية

وبحسب معلومات مؤكدة أشار خبراء إلى تغيير طهران من استراتيجيتها الأمنية بعد أكبر اختراق لها في 20 يناير الجاري عبر قصف بناء المزة.

وذكرت مصادر مطلعة عن تغيير في خطط الأجهزة الأمنية والعسكرية الإيرانية لخططها ولمواقع وجودها، وسط إجراء تدابير حماية ووقاية لا سيما ما يخص وسائل الاتصال، علاوة عن زيادة العمليات الاستخباراتية للكشف عن عملاء، وعمليات تجسس باتت مؤكدة منها سقوط شخصيات هامة ذات نفوذ وبشكل متتالي كانت هذه الشخصيات تعمل حتى في الحرب من دون أن تتأذى.

ويربط الخبراء المعنيون بالشأن الإيراني بين القصف الإسرائيلي الأخير والهجوم على الموقع الأميركي، وهذا يعطي مؤشراً إلى زيادة تصعيد في المنطقة.

ويسترعي الانتباه في الوقت ذاته رغبة تل أبيب بزج طهران وواشنطن وجهاً لوجهة بالصراع العسكري، والهجوم على القاعدة الأميركية رصاصة بداية لحرب في طريقها للاشتعال ما لم تخمدها الدبلوماسية سريعاً.

في غضون ذلك، وإن كان قصف تل أبيب في ظاهره انتقاماً إلى جنود القوة الأميركية من بوابة التحالف الاستراتيجي التاريخي بين الدولتين لكن الأمر يأخذ الصراع إلى مطارح أوسع هي توسيع المعركة من جهة لتشتيت الأنظار عما يحدث في غزة وللخسائر الميدانية على الأرض وعدم تحقيق أي انتصار لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولهذا من المرجح زيادة وتيرة القصف والهجمات في محاولة لتحقيق انتصارات حتى في الساحات التي تعد خطرة من وجهة نظر الإسرائيليين.

ومن جهة ثانية، تعمد إسرائيل إلى إرغام واشنطن على الغوص بمستنقع الدم في الشرق الأوسط، بخاصة بعدما سحبت حاملة الطائرات من البحر المتوسط، وتململ الرأي العام الأميركي والأوروبي الواضح من طول أمد الحرب، واستخدام السلاح في قصف المدنيين.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير