Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ينأى الطبوبي بـ"اتحاد الشغل التونسي" عن "الإخوان"؟

ساند المعارضة عبير موسي ورفض دعم بقية الموقوفين الإسلاميين في تونس

تراجعت نبرة الطبوبي ونقابته منذ أشهر إثر تحركات للسلطة في تونس ضده (أ ف ب)

ملخص

رفض الطبوبيالاستجابة لطلب من خمسة موقوفين من النشطاء السياسيين من أجل الدفاع عنهم في تطور يشي بمحاولة من الاتحاد للنأي بنفسه عن الإخوان.

دافع الأمين العام لاتحاد الشغل في تونس نور الدين الطبوبي عن زعيمة الحزب الدستوري الحر التي تقبع في السجن منذ أشهر، واصفاً إياها بـ"السجينة السياسية"، موضحاً أن نقابته سحبت دعوى قضائية كانت قد حركتها ضدها في وقت سابق.

في المقابل، رفض الطبوبي الذي تراجع الزخم الشعبي حول نقابته التي كان لها ثقل وازن في البلاد الاستجابة لطلب من خمسة موقوفين من النشطاء السياسيين الآخرين فيهم من هو معروف بقربه من حركة "النهضة"، الذراع السياسية لتنظيم "الإخوان المسلمين"، من أجل الدفاع عنهم في تطور يشي بمحاولة من الاتحاد للنأي بنفسه عن الحركة.

وتراجعت نبرة الطبوبي ونقابته منذ أشهر إثر تحركات للسلطة في تونس ضده بعد رفض مبادرة كان دفع بها "اتحاد الشغل" من أجل إجراء حوار وطني بين الرئيس قيس سعيد ومعارضيه.

اختلاف بين الطرفين

وكان عدد من النشطاء السياسيين الموقوفين منذ فبراير (شباط) الماضي، من بينهم جوهر بن مبارك ورضا بلحاج، وهما قياديان بجبهة الخلاص الوطني، وهي واجهة حركة "النهضة"، وجهوا رسالة إلى الأطراف التونسية الحائزة جائزة "نوبل" للسلام، ومن بينها "الاتحاد"، وطالبوهم من خلالها إلى "رفع الصوت عالياً ضد الظلم والاضطهاد الذي يتعرض إليه التونسيون".

لكن الطبوبي رفض ذلك قائلاً في كلمة له مساء السبت الماضي إن "الاتحاد العام التونسي للشغل لا يتدخل في القضاء (...)، نحن لدينا ثقة في القضاء للفرز بين من هو متهم حقيقة، ومن هو غير ذلك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى مراقبون تونسيون أن الاتحاد من خلال هذا الرفض يحاول الفصل بين قضيتين مختلفتين، وأيضاً النأي بنفسه عن حركة "النهضة الإسلامية" التي يواجه معظم قياداتها السجن، فيما يتم غلق مقرها المركزي بالعاصمة.

وكثيراً ما تبنت عبير موسي، وهي محامية وقيادية بارزة في نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي مواقف متشددة تجاه حركة "النهضة الإسلامية" وجماعة "الإخوان" عموماً، وشنت في البرلمان المنحل سلسلة من التحركات قادت في النهاية إلى تحرك الرئيس قيس سعيد ضد الحركة.

وقالت الباحثة السياسية حذامي محجوب إن "الاتحاد العام التونسي للشغل في وضعية لا تقل ضعفاً عن بقية الأحزاب والمنظمات في ظل النظام الحالي الذي اتضحت معالمه بعد 25 يوليو (تموز) 2021، والذي يريد أن يرسي ما أطلق عليه الديمقراطية المباشرة القائمة على النظام القاعدي التي لا مكان فيها للأحزاب، ولا أي جسم وسيط بما في ذلك الاتحاد".

واستدركت محجوب بالقول في حديث إلى "اندبندنت عربية"، "لكن الاتحاد حاول التموقع بعد هذا التاريخ، وأعتقد أنه يمكن أن يواصل لعب دور سياسي كما كان من قبل، فهو ساند المسار وسارع بطلب حوار وطني لامتصاص الأزمة السياسية التي اندلعت منذ حل البرلمان والقضاء على الهيئات الدستورية واستهداف الأحزاب والحريات، إلا أن هذا الحوار الذي طالب به (الاتحاد) تحت رعاية رئيس الجمهورية بقي مطلباً غير مسموع، نظراً إلى التغيير النظام السياسي والدستور واستهداف قيادات الأحزاب". وشددت على أن "اعتبار عبير موسي سجينة سياسية يأتي في إطار إدراك الاتحاد أنها مهما اختلف معها فلا يمكن أن تكون داخل أجندات خارجية إخوانية أو غيرها".

لا رغبة في الصدام مع السلطة

يتزامن حديث الأمين العام لاتحاد الشغل في تونس مع حالة جمود نشاط نقابي في البلاد منذ سيطرة الرئيس قيس سعيد على معظم الصلاحيات في الـ25 من يوليو (تموز) 2021 وقيادته البلاد لإصلاحات سياسية ودستورية شاملة.

وتتصدر قوى المعارضة جبهة الخلاص الوطني التي تتألف من حركة "النهضة الإسلامية" وأحزاب أخرى مقربة منها، والحزب الدستوري الحر بقيادة موسي التي وقع توقيفها إثر محاولتها التقدم بطعن في قرار رئاسي يتعلق بدعوة الناخبين إلى صناديق الاقتراع.

 

 

وذكر الطبوبي بأن الاتحاد التزم بالحكمة والرصانة طوال الفترة الماضية، لافتاً إلى أنه راعى مصالح البلاد، ودعا إلى توفير الأرضية الملائمة لما وصفه بـ"إنقاذ البلاد" وذلك في ما بدا وكأنه رسالة واضحة إلى السلطة بقيادة الرئيس سعيد.

وقال الباحث السياسي نزار الجليدي إن "كلمة نور الدين الطبوبي في ملف عبير موسي يعود بالنظر إلى طبيعة الملفات، ما تورطت فيه جبهة الخلاص هي ملفات معقدة وفيها مس بالأمن القومي، وهي ملفات حارقة". وأضاف "قد يكون ملف عبير موسي مشخصناً وله صبغة شبه سياسية والاتحاد ليس في منزلة للاصطدام مع الرئيس قيس سعيد الذي لم يدخل في معركة مع (الاتحاد)، بل فقط وجه له رسالة مفادها ضرورة عدم الخلط بين الفعل النقابي بالفعل السياسي".

وفي ظل غياب قنوات حوار مباشرة بين سعيد و"الاتحاد" من غير الواضح ما إذا سيقود ذلك إلى انضمام النقابة التي كانت تمثل رقماً صعباً في المعادلة السياسية في البلاد إلى قوى المعارضة، سواء بشقها الإسلامي، أو غيره.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير