Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو يناور واشنطن في مسألة القبول بالدولة الفلسطينية

خطة اليوم التالي للحرب ما زالت رهينة الصراعات الداخلية للحكومة ورئيس "الموساد" السابق يعتبر أن القوة وحدها ستأتي بكارثة

اتهمت عائلات الرهائن الإسرائيليين نتنياهو بالكذب والخداع (أ ف ب)

ملخص

يبحث عن وسيلة للتهرب من عائلات الأسرى وذويهم وداعميهم الذين أقاموا خيام اعتصام أمام بيته

بعد أقل من أسبوع على تراجع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن موقفه الرافض لمشاركة السلطة الفلسطينية في أي حل مستقبلي لغزة، عاد وتراجع مرة أخرى في أقل من 24 ساعة عن تصريحاته الرافضة إقامة دولة فلسطينية في محادثة مع الرئيس الأميركي جون بايدن، بعد انقطاع في العلاقة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع عندما قطع بايدن مكالمته معه لرفضه تحويل أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينية.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن المحادثة بين نتنياهو وبايدن كانت جيدة واستمرت 40 دقيقة، استعرض خلالها رئيس الحكومة الإجراءات الإسرائيلية في مختلف الجبهات وأكد التزام تل أبيب تحقيق أهداف الحرب بما فيها عودة المختطفين.

وناقش الاثنان الجهود المبذولة لتحرير الأسرى والانتقال إلى عملية أكثر تركيزاً للجيش الإسرائيلي في غزة من شأنها أن تسمح بزيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع.

حصار عائلات الأسرى

نتنياهو لم يعقب على تفاصيل هذه المحادثة، ففي وقت ناقش الإسرائيليون الضغوط الأميركية على إسرائيل وما سماه بعضهم خضوع نتنياهو لمطالب بايدن، كان رئيس الحكومة يبحث عن وسيلة للتهرب من عائلات الأسرى وذويهم وداعميهم الذين أقاموا خيام اعتصام أمام بيته، وأعلنوا عدم مغادرتها قبل التوصل إلى صفقة تبادل، فيما أعلن آخرون إضراباً مفتوحاً عن الطعام.

وفي شعاراتهم الاحتجاجية وتصريحاتهم اتهموا نتنياهو بالكذب والخداع، وقالت كرنيت كتسير، شقيقة الأسير في غزة إلعاد كتسير، إن نتنياهو الذي التقاهم في ديوانه ووعدهم ببذل جهود مكثفة للإفراج عن ذويهم غير صادق ويكذب عليهم، مضيفة أنه "التقينا مسؤولين في دول عدة في محاولة لتجنيدهم لحملتنا الدولية من أجل الضغط على الجهات المسؤولة لتنفيذ صفقة أسرى، وكان رد الجميع أن العقبة الكبيرة هي إسرائيل، تحديداً نتنياهو الذي يرفض كل اقتراح يقدم له".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأردفت أن "نتنياهو قال إنه وضع هدفين أمامه هما القضاء على حركة ’حماس‘ وإعادة الأسرى، لكننا نرى أنه يعمل لتنفيذ الهدف الأول فقط. وهو مسؤول عن كل خطر يتعرض له الأسرى، ومسؤول عن كل أسير يعود لإسرائيل في نعش، والحكومة برئاسته أهملتنا في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وتواصل إهمالنا اليوم".

الرئيس السابق للموساد تامير بارودو اعتبر أن "الحرب على الإرهاب هي حرب بعيدة المدى ولا يمكن لإسرائيل حسمها في فترة زمنية قصيرة، وعليه إذا عملنا وفق منطق الداعين إلى استمرار الحرب حتى القضاء على ’حماس‘ فلن يأتي اليوم الذي يفرج فيه عن الأسرى الإسرائيليين، وما يجب على تل أبيب أن تقلق في شأنه هو تصحيح هذا العمل الفظيع، فإذا قرر نتنياهو تسليم المختطفين واستقبالهم في النعوش، فليقل ذلك بصوت عالٍ للجمهور".

وبحسب قوله، فإن "إسرائيل تخطئ في فهم أسباب الهدنة الأولى التي تم خلالها إطلاق سراح عشرات المختطفين. والسبب لم يكن بالضرورة ضغط حماس. لقد كان بعيداً جداً من الضغط، وحتى اليوم نحن بعيدون من اتخاذ قرار. وإذا قرر نتنياهو التخلي عن المختطفين والتسبب في مقتلهم جميعاً فليقل ذلك بصورة علنية".

وفي ما يتعلق بمسألة اليوم التالي، قال باردو إن "رئيس الحكومة ادعى أن إسرائيل ليست بحاجة إلى استراتيجية للحرب، ولا إلى أن تقرر ما سيحدث في اليوم التالي. من يدير دولة بهذه الطريقة فإن مصيرها في النهاية سيكون محكوماً بالفشل. حاجتنا السياسية هي غزة منزوعة السلاح وأن يتمكن الفلسطينيون من السيطرة على القطاع وعدم تهديد دولة إسرائيل بإطلاق النار أو تسلل الإرهابيين. وللوصول إلى ذلك نحتاج إلى مزيج من تحركات القوة وتحرك السياسة. والتحرك الوحيد الذي يريده نتنياهو الآن هو التحرك بالقوة. ومثل هذا التحرك من دون سياسة سيجلب إلى البلاد كارثة لن تتمكن من التعافي منها".

خطر على إسرائيل

في ذروة هذا النقاش والاحتجاج وبعد الكشف عن تفاصيل المحادثة بين الرئيسين وتراجع نتنياهو عن رفضه إقامة الدولة الفلسطينية، تعالت الأصوات الداعية إلى بلورة خطة فورية لليوم الذي يلي حرب غزة بما يتناسب والموقف الأميركي، مع ضمان أمن الإسرائيليين في الجنوب وغلاف غزة، وعدم عودة إنعاش تسلح حركة "حماس" في غزة وتهديدها لإسرائيل، على أن تكون صفقة الأسرى على رأس الأولويات.

ويقول باردو، "نتنياهو وأعضاء حزبه التزموا الصمت، لكن سياسيين مقربين من رئيس الحكومة أكدوا أن لا مناص لإسرائيل إلا الموافقة على ما تعرضه الولايات المتحدة حول غزة ومستقبلها، والتعامل تماماً كما هو عليه الوضع في الشمال، حيث يرفض الجيش الخوض في حرب مع ’حزب الله‘ بانتظار الجهود الأميركية للتوصل إلى تسوية دبلوماسية، على رغم أن الوضع في الشمال لا يقل خطورة بالنسبة إلى أمن الحدود والسكان".

واعتبرت المتخصصة في الشؤون السياسية والأمنية المحامية طال شنايدر، تراجع نتنياهو عن رفضه إقامة الدولة الفلسطينية خطوة تعود أولاً وأخيراً لمصلحة إسرائيل، موضحة أن "الولايات المتحدة باتت في حال يأس من رئيس حكومتنا، وهناك 18 نائباً من الديمقراطيين يطالبون بالإعلان الفوري عن خطوات سياسية تجاه الحرب في غزة ووقف فوري للقتال، كما دعوا الرئيس إلى وقف جميع المساعدات التي تقدم لإسرائيل، وهذا الموقف يدفعنا إلى العمل واتخاذ جميع الخطوات التي تضمن الحفاظ على علاقة جيدة مع واشنطن، وبذلك الحفاظ على مصالحنا، فمنذ السابع من أكتوبر حصلت إسرائيل، في الأقل، على 200 طائرة وسبع سفن مع معدات قتالية، إضافة إلى الجيب وسيارات الإسعاف وأسلحة، ولم يسبق أن قدم دعم كهذا، وفي المقابل نخوض حرباً في الشمال وحرباً في الجنوب، وقد نحتاج إلى دعم إضافي من واشنطن، وأي تعنت من جانب رئيس الحكومة سيفقدنا هذا الدعم، وبذلك نفقد عنصراً مركزياً ومهماً لضمان أمننا والحفاظ عليه".

قصف شرعي

في الجبهة الشمالية، وفي وقت كان يبحث "الكابينت" في جلسة تقييم تداعيات عملية الاغتيال في دمشق اليوم السبت، حيث قتل وجرح عناصر من "الحرس الثوري" الإيراني، دخلت معظم بلدات الشمال والجليل في حال طوارئ حرب بعد تسلل أكثر من 13 طائرة مسيّرة في أوقات متقاربة.

إزاء تزامن هذه التطورات في الجبهة الشمالية، زاد تمسك السكان بموقفهم الرافض للعودة إلى بيوتهم من دون ضمان أمنهم وأمن الحدود، وبحسب رئيس الموساد السابق تامير باردو، "على إسرائيل أن تعلن أنها تعتبر لبنان دولة واحدة، وأن أي حرب ضد ’حزب الله‘ ستكون ضد لبنان. فإذا أطلق الحزب صاروخاً مضاداً للدبابات على فندق في المطلة فإن استهداف فندق في زحلة مسألة مشروعة".

أما مدينة حيفا التي تشكل أهم البلدات استراتيجياً لوجود المصانع الكيماوية فيها، فتعرضت مساء أمس الجمعة لرشقة صواريخ أصابت المنطقة المعروفة باسم "البلدة التحتا"، القريبة من الميناء والمصانع الكيماوية.

وكانت رئيسة بلدية حيفا عينات كاليش حذرت من خطورة الوضع في حال نشوب حرب مع "حزب الله" بسبب وجود مصفاة تكرير النفط ومصانع كيماوية في خليج حيفا، مؤكدة أنه "إذا ما اندلعت الحرب فنحن غير مستعدين، ونحن لا نتحدث هنا عن مقتل 1400 شخص وإنما الآلاف، وأعتقد بأن القيادة تدرك أن استهدافاً صاروخياً لخليج حيفا هو حدث كبير جداً وخطر".

وأشارت كاليش إلى عدم الاستعداد الكافي لقصف خطر في حيفا، فـ"حتى البنى التحتية غير جاهزة، أما في ما يتعلق بالمواد الخطرة فالأمر مقلق جداً، ولست متأكدة من أن هناك إدراكاً لدى متخذي القرار والمسؤولين حول كيفية البدء بمواجهة وضع كهذا".

المزيد من تقارير