Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقتل مسؤول استخبارات إيراني في غارة إسرائيلية على دمشق

الضربات أودت بحياة نائبه و3 عناصر على صلة باستهداف قوات واشنطن بالمنطقة وإصابة جنود أميركيين بهجوم على قاعدة في العراق

ملخص

كشف بيان الحرس الثوري عن أسماء القادة العسكريين الإيرانيين الذين قتلوا في الغارة الإسرائيلية على دمشق بينهم مخطط الهجمات على القوات الأميركية بالمنطقة 

قتل مساعد في استخبارات "قوات قدس" الإيرانية ونائبه وثلاثة عناصر أخرى، اليوم السبت، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إيرانية، في ضربة إسرائيلية دمرت مبنى بكامله في العاصمة السورية دمشق.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان إن "خمسة مستشارين عسكريين لطهران وعدداً من عناصر القوات السورية" قتلوا في العاصمة السورية، متهماً إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم.

وأفادت وكالة "مهر" الإيرانية بدورها أن الضربة الإسرائيلية أودت بحياة "مسؤول استخبارات الحرس الثوري في سوريا ونائبه وثلاثة عناصر آخرين من الحرس".

وكشف بيان الحرس الثوري عن أسماء القادة العسكريين الإيرانيين الذين قتلوا في الغارة وهم كل من حجة الله أميدوار وعلي آقازاه وحسين محمدي وسعيد كريمي، أما الخامس فأعلنت وفاته لاحقاً متأثراً بإصابته من دون ذكر اسمه.

وذكر موقع "نور نيوز" المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني أن اثنين من القادة العسكريين الذين قتلوا في الهجوم يتوليان مهام مسؤوليات كبيرة في قوات "القدس". وهم كل من صادق أميد زادة الذي تولى مهام المسؤول الذي قتل (مساعد الاستخبارات في قوات القدس)، ونائبه الحاج غلام.

في العراق، نقل مسؤول أميركي عن تقارير أولية أن جنوداً أميركيين أصيبوا بجروح طفيفة، وأن أحد أفراد قوات الأمن العراقية أصيب بجروح خطرة في هجوم على قاعدة عين الأسد الجوية العراقية، اليوم السبت.

وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته أن التقارير الأولية تشير أيضاً إلى أن القاعدة تعرضت للقصف بصواريخ باليستية، وربما بأنواع أخرى من الصواريخ، مشيراً إلى أن التقييم ما زال مستمراً.

وأعلنت مصادر أمنية عراقية ومسؤول عسكري أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية أن نحو 10 صواريخ أطلقت اليوم السبت في غرب العراق على قاعدة عسكرية ينتشر فيها جنود أميركيون وقوات من التحالف الدولي المناهض للتنظيمات المتشددة.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نشرت تقريراً في الأول من يونيو (حزيران) العام الماضي استند إلى وثائق أمنية مسربة في الولايات المتحدة الأميركية، ذكر أن النظام الإيراني يدرب ميليشيات سورية لشن هجمات ضد القوات الأميركية الموجودة في سوريا، وذكر التقرير اسم صادق أميد زادة الذي قتل في الغارة التي نفذتها إسرائيل اليوم. وطبقاً لهذا التقرير يعمل النظام الإيراني وحلفاؤه على تدريب ميليشيات سورية لاستخدام عبوات ناسفة واستهداف القوات الأميركية. وأكد التقرير أن المسؤولين في "قوات قدس" يشاركون في التخطيط وتقديم استشارات عملية لتنفيذ مثل هذه الهجمات.

محور المقاومة

أسفرت الضربة عن مقتل 10 أشخاص بينهم الإيرانيون، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقد استهدفت حي المزة غرب دمشق، حيث تقع مقار أمنية وعسكرية سورية عدة، وأخرى لقيادات فلسطينية وسفارات ومنظمات أممية.

وتعد تلك الضربة آخر عمليات الاستهداف التي اتهمت إسرائيل بتنفيذها خلال الأسابيع الماضية ضد قياديين في ما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده إيران وتنضوي فيه فصائل فلسطينية بينها حركة "حماس" وأخرى عراقية ويمنية إضافة إلى "حزب الله" اللبناني.

وتتزامن تلك الضربات مع الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) التي تزداد الخشية من اتساع رقعتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على الضربة.

وفي منطقة المزة أفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية بانهيار المبنى المستهدف بالكامل. ونقل مشاهدته لسيارات إطفاء وإسعاف وفرق الهلال الأحمر السوري في المكان الذي طوقته القوى الأمنية بصورة كاملة.

دوي انفجار

وقال أحد سكان المنطقة طالباً عدم ذكر اسمه، "سمعت صوت الانفجار بصورة واضحة في منطقة المزة، وشاهدت سحابة دخان كبيرة مصادفة عندما كنت على السطح بعد دقائق سمعت أصوات سيارات إسعاف". وأفاد المرصد السوري بدوره بأن "الضربة طاولت مبنى يتبع الحرس الثوري الإيراني في منطقة معروفة بأنها أمنية بامتياز ويقطن فيها مسؤولون إيرانيون وفلسطينيون".

وكان المرصد قد أفاد بداية عن مقتل ستة أشخاص قبل أن يشير لاحقاً إلى انتشال مزيد من الجثث من تحت الأنقاض، ما رفع الحصيلة إلى 10 قتلى هم الإيرانيون وآخرون من المقاتلين الموالين لطهران من جنسيات أخرى ضمنهم سوري.

وأورد الإعلام الرسمي السوري مقتل عدد من المستشارين الإيرانيين في الضربة، قبل أن تعلن وزارة الدفاع السورية "مقتل وإصابة عدد من المدنيين" من دون تحديد عددهم في "عدوان جوي" إسرائيلي من اتجاه الجولان السوري المحتل.

استهداف متكرر

وفي 25 ديسمبر (كانون الأول) قتل القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي في ضربة إسرائيلية قرب دمشق. وموسوي أبرز قيادي في فيلق القدس، الوحدة الموكلة العمليات الخارجية في الحرس الثوري، يقتل خارج إيران، بعد اللواء قاسم سليماني، قائد القوة آنذاك الذي قتل في غارة أميركية في العراق في الثالث من يناير (كانون الثاني) 2020.

وأعلنت إيران مراراً خلال السنوات الماضية مقتل أفراد من قواتها في سوريا، حيث تؤكد أنهم يوجدون في مهام "استشارية".

وتعد إيران حليفاً أساساً لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وقدمت خلال النزاع المستمر في بلاده منذ 13 عاماً، دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لدمشق.

وشنت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوية في سوريا طاولت بصورة رئيسة أهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، وأيضاً مواقع للجيش السوري.

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفه بأنه محاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

السابع من أكتوبر

ومنذ اندلاع الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة "حماس"، استهدفت إسرائيل مراراً الأراضي السورية، وطاول القصف مرات عدة مطاري دمشق وحلب الدوليين، وأيضاً مواقع تابعة لـ"حزب الله".

وتزداد الخشية من توسع الحرب في المنطقة، خصوصاً إلى جبهة لبنان، حيث قتل نائب رئيس مكتب حركة "حماس" صالح العاروري في ضربة جوية اتهمت إسرائيل بتنفيذها في الثاني من يناير بالضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله".

ومنذ بدء حرب غزة تشهد المنطقة الحدودية جنوب لبنان تبادلاً للقصف بين "حزب الله" وإسرائيل. وتزامناً، يشن الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران هجمات في البحر الأحمر ضد سفن تجارية مرتبطة بإسرائيل، وتتبنى فصائل عراقية تدعمها طهران هجمات ضد قواعد تضم قوات أميركية في سوريا والعراق. كما أطلقت مجموعات موالية لإيران بضع مرات قذائف من جنوب سوريا باتجاه الجولان المحتلة.

المزيد من الشرق الأوسط