ملخص
"إيران المكان الوحيد حيث لم تخلق فيه طالبان مشكلات أمنية"
في تقرير لوكالة "إيسنا" للأنباء، قالت إن سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان أكد، في حديث مع الطلاب في العاصمة طهران، 17 يناير (كانون الثاني) الجاري، أن "قوة التفاهم" التي يتمتع بها نظامنا هي "أحد الإنجازات العظيمة للثورة الإسلامية"، مضيفاً أنه بما أن إيران تمكّنت من التوصل إلى "نقطة مشتركة" مع حركة "حماس"، فإن التعامل مع حركة "طالبان" ممكن. وقال أحمديان إن النظام الإيراني لديه علاقة واسعة النطاق مع مجموعات "محور المقاومة" في المنطقة.
ويأتي حديث سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في وقت معظم هذه الجماعات إما إرهابية خاضعة لعقوبات الأمم المتحدة ودول العالم، أو على الأقل تُعرف في المنطقة بـ "الجماعات المتمردة". وتحدث أحمديان بفخر عن دعم طهران لحركة "حماس"، وقال إن "الثورة الإسلامية ومن خلال أسلوب التعاطف وقوة التفسير، تمكّنت من التوصل إلى نقطة مشتركة مع حماس، على رغم أنها جماعة سنية. وهذا النهج معمول به أيضاً في ما يتعلق بكيفية التعامل مع حكومة طالبان".
وأتى تصريح أحمديان في وقت استطاعت حركة "طالبان"، في عامين وخمسة أشهر من حكمها بأفغانستان، منذ أغسطس (آب) 2021، من خلال تفسيرها المتشدد والمتطرف للإسلام، وكذلك قمع المعارضين والأقليات القومية والدينية والنساء، أن تجاري النظام الإيراني في سياساتها القمعية. وبالطبع، فإن هذا يشكل جانب التشابه بين "طالبان" والنظام الإيراني، بينما في الجانب الآخر، تعارض "طالبان" بشدة المذهب الشيعي الذي يشكل أساس النظام الجمهوري الإسلامي في إيران.
وفي هذه الفترة، مارست "طالبان" ضغوطاً شديدة على الشيعة ونعتتهم في أكثر من مناسبة بالروافض والمرتدين، كما أن حركة "طالبان" منعت تدريس الفقه الشيعي في الجامعات والمدارس الأفغانية وفرضت قيوداً صارمة على الأنشطة السياسية والدينية لبعض الجماعات الشيعية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال علي أكبر أحمديان إن حركة "طالبان"، وبسبب "طريقة التعامل" التي يتبعها النظام الإيراني معها، فإن "إيران المكان الوحيد حيث لم تخلق فيه طالبان مشكلات أمنية".
في السياق نفسه، أعلن تنظيم "داعش" - فرع خراسان، والذي يقال إن مقره في أفغانستان، مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي الأخير الذي استهدف ذكرى مقتل قاسم سليماني في مدينة كرمان حيث خلّف نحو 91 قتيلاً وعشرات الجرحى. كما أعلن النظام الإيراني في الأيام القليلة الماضية، أن أحد الانتحاريين في هذا الحادث الدموي تدرّب مع قادة لتنظيم "داعش" في مدينة بدخشان الأفغانية. وتظهر هذه القضايا أن وجود "طالبان" في أفغانستان قد يتيح الفرصة لمعظم الجماعات الإرهابية المتمركزة هناك، وهي مجموعات تشكل خطراً على النظام الإيراني، لزيادة نشاطاتها.
وكما هو معلوم، فإن النظام الإيراني، ومن اليوم الأول، رحّب بسيطرة "طالبان" على الحكم في أفغانستان. والآن، يعتبر سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سيطرة الحركة على السلطة في أفغانستان وكذلك الحملات التي تشنها "حماس" و"حزب الله" اللبناني والجماعات المتشددة الأخرى في المنطقة، دليلاً على "اتساع ثقافة المقاومة في المنطقة"، ورأى أحمديان أن هذا انتصار للنظام الإيراني.