Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

باكستان وإيران تتفقان على "خفض التصعيد" بعد الضربات الجوية المتبادلة

قالت إسلام آباد إن البلدين اتفقا "على ضرورة تعزيز التعاون على مستوى العمل والتنسيق الوثيق في شأن مكافحة الإرهاب"

ملخص

أكد مسؤول أمني باكستاني أن الجيش في حالة تأهب قصوى وسيواجه أي "مغامرة غير محسوبة" من الجانب الإيراني بقوة.

أعلنت باكستان اليوم الجمعة أنها اتفقت مع إيران على "تهدئة" التوترات، بعد قصف متبادل على أهداف لمتشددين في أراضي البلدين هذا الأسبوع.

وجاء في بيان باكستاني في شأن مكالمة أجراها وزيرا خارجية البلدين، أن المسؤولين "اتفقا على ضرورة تعزيز التعاون على مستوى العمل والتنسيق الوثيق في شأن مكافحة الإرهاب وجوانب أخرى ذات اهتمام مشترك".

وقال مكتب رئيس الوزراء الباكستاني إن "باكستان وإيران ستتمكنان معاً من التغلب على التوتر المحدود عبر الحوار والدبلوماسية". وأضاف، "باكستان سترحب وسترد بالمثل على كل الإجراءات الإيجابية التي يتخذها الجانب الإيراني".

وكان وزير الإعلام الباكستاني مرتضى سولانجي قال إن رئيس حكومة تصريف الأعمال أنوار الحق كاكار دعا كبار القادة المدنيين والعسكريين للمشاركة في اجتماع، اليوم الجمعة، لإجراء مراجعة للأمن القومي في ظل التوتر مع إيران.

وشنت باكستان ضربات على انفصاليين داخل إيران، أمس الخميس، بعد يومين من إعلان طهران أنها قصفت قواعد لجماعة أخرى داخل الأراضي الباكستانية.

صواريخ وطائرات مسيرة

وقالت باكستان إنها استخدمت صواريخ وطائرات مسيرة لمهاجمة مسلحين انفصاليين من البلوش داخل إيران أمس الخميس بعد يومين من إعلان طهران أنها هاجمت قواعد لجماعة أخرى داخل الأراضي الباكستانية.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن صواريخ عدة أصابت قرية في إقليم سيستان وبلوشستان المتاخم لباكستان، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن تسعة منهم أربعة أطفال.

وشهدت العلاقات بين باكستان وإيران توتراً في الماضي لكن الضربات هي أكبر عملية توغل عبر الحدود في السنوات القليلة الماضية.

وتزيد الضربات العسكرية المتبادلة بين البلدين المخاوف في شأن عدم الاستقرار في المنطقة واتساع نطاق الحرب التي بدأت بين إسرائيل وحركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

لكن يبدو أن الجانبين أشارا إلى رغبة في احتواء الموقف. فقد قالت وزارة الخارجية الإيرانية الخميس إنها ملتزمة علاقات حسن الجوار مع باكستان، لكنها دعتها إلى منع إقامة "قواعد إرهابية" على أراضيها.

وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان مشابه "الهدف الوحيد من تحرك اليوم كان السعي إلى تحقيق أمن باكستان ومصالحها الوطنية، وهو أمر بالغ الأهمية ولا يمكن المساس به".

وأضافت أن "عدداً من الإرهابيين قتلوا خلال العملية المستندة إلى معلومات استخباراتية". ووصفت العملية بأنها "سلسلة من الضربات العسكرية المنسقة للغاية والموجهة بشكل محدد ضد مخابئ الإرهابيين".

وقال مسؤول أمني باكستاني كبير لـ"رويترز" إن الجيش في حالة تأهب قصوى وسيواجه أي "مغامرة غير محسوبة" من الجانب الإيراني بقوة.

ونددت طهران بشدة بالهجمات قائلة إن مدنيين قتلوا، واستدعت القائم بالأعمال الباكستاني وهو أكبر دبلوماسيي إسلام آباد داخل إيران، ليقدم تفسيراً.

وقال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي للتلفزيون الرسمي "المعلومات التي تلقيناها تشير إلى أن أربعة أطفال وثلاث نساء ورجلين، وهم مواطنون أجانب، قتلوا في الانفجار الذي وقع في قرية".

"ضربات دقيقة"

وفي باكستان، ذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الخميس أن رئيس الوزراء الموقت أنوار الحق كاكار سيقطع زيارته للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

وورد في بيان للجيش الباكستاني "نفذت الضربات الدقيقة باستخدام طائرات مسيرة فتاكة وصواريخ وذخائر متسكعة وأسلحة تطلق من مسافات بعيدة". وذكر أن الأهداف كانت قواعد تستخدمها جبهة "تحرير بلوشستان" وجيش "تحرير بلوشستان" المرتبط بها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلنت إيران الثلاثاء أنها استهدفت قواعد تقول إنها تابعة لـ"جيش العدل" داخل باكستان. وتنتمي كل المجموعات المستهدفة إلى البلوش، لكن من غير الواضح إذا كانت هناك صلات لـ"جيش العدل" بالمجموعتين الأخريين.

إلا أن باكستان قالت إن مدنيين أصيبوا وإن طفلين قتلا، محذرة من أنه ستكون هناك عواقب تتحمل طهران المسؤولية عنها.

وسحبت إسلام آباد سفيرها من إيران الأربعاء احتجاجاً على ما قالت إنه "انتهاك صارخ" لسيادتها.

مخاوف من التصعيد

استعرضت إيران عضلاتها في المنطقة قبل توغلها عبر الحدود في باكستان.

وشنت طهران ضربات على سوريا ضد ما قالت إنها مواقع لتنظيم "داعش"، وفي العراق ضد ما قالت إنه "مركز تجسس إسرائيلي". وسحبت بغداد أيضاً سفيرها من طهران.

وتستهدف جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران الملاحة في البحر الأحمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، قائلة إن ذلك يأتي تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.

وبدا أن البلدين يعملان على تحسين العلاقات، إذ التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مع كاكار في دافوس هذا الأسبوع.

دوافع "غامضة"

وحذر محللون من أن الوضع قد يخرج عن السيطرة.

وقال إسفنديار مير الخبير البارز في أمن منطقة جنوب آسيا بالمعهد الأميركي للسلام إن دوافع إيران لمهاجمة باكستان لا تزال غامضة، لكن يمكن أن تتصاعد الأمور في ضوء التصرفات الإيرانية في المنطقة.

وأضاف "ما سيقلق طهران هو أن باكستان تجاوزت خطاً بضربها داخل الأراضي الإيرانية، وهو خط حرصت حتى الولايات المتحدة وإسرائيل على عدم تجاوزه".

ودعت وزارة الخارجية الروسية الخميس إيران وباكستان إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وحل خلافاتهما عبر الدبلوماسية.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بعد التحدث مع نظيريه من البلدين إن الطرفين لا يريدان تصعيد التوتر.

وتعمل الجماعتان المسلحتان المستهدفتان في منطقة تشمل إقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان وإقليم سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران. وتشهد المنطقتان اضطرابات، وتعانيان الفقر إلى حد كبير على رغم أنهما تزخران بالمعادن.

وتشن جبهة "تحرير بلوشستان"، التي استهدفتها إسلام آباد داخل إيران، تمرداً مسلحاً ضد الدولة الباكستانية. واستهدفت في إطار ذلك التمرد مواطنين صينيين واستثمارات صينية في بلوشستان.

أما "جيش العدل" الذي استهدفته إيران فهو أيضاً جماعة عرقية مسلحة، ذات ميول إسلامية سنية تعتبرها إيران ذات الأغلبية الشيعية تهديداً لها.

ونفذت جماعة "جيش العدل" هجمات في إيران ضد قوات الحرس الثوري.

المزيد من متابعات