Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

2023 كان الأعلى حرارة على الإطلاق... سجلات المناخ تنهار كأحجار دومينو

علماء يحذرون من أن هذا الرقم القياسي قد لا يصمد طويلاً مع توقعات بأن تتجاوز 2024 سابقاتها

حريق غابات مشتعل في أغوانغا في ولاية كاليفورنيا الأميركية في أكتوبر 2023، وقد زادت نسبة الانبعاثات الناجمة عن حرائق الغابات حول العالم بنحو 30 في المئة مقارنة بعام 2022 (أ ب)

ملخص

قد لا تكون هذه النتائج مفاجئة، لكنها مع ذلك تشكل صدمة على المستوى العالمي

قد لا تكون هذه النتائج مفاجئة، لكنها مع ذلك تشكل صدمة على المستوى العالمي، فقد تأكد أن العام الماضي 2023، كان الأكثر سخونة على الإطلاق في سجلات المناخ، متجاوزاً درجات الحرارة السابقة "بهامش كبير".

خدمة مراقبة تغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي "كوبرنيكوس" Copernicus، أوضحت أنه ولأول مرة في التاريخ، شهد كل يوم على مدار العام الماضي درجات حرارة أعلى بمقدار درجة مئوية واحدة على نطاق عالمي من متوسط درجات الحرارة المسجلة في مناخ فترة ما قبل الثورة الصناعية [أواخر القرن الـ19 قبل أن يكون للأنشطة الصناعية تأثير كبير في المناخ].

وتظهر السجلات أنه في نحو نصف عدد أيام عام 2023، تجاوزت درجات الحرارة الحد الذي وضعه "اتفاق باريس" Paris Agreement العالمي - لتفادي العواقب الأكثر ضرراً لأزمة تغير المناخ على الكوكب - وهو 1.5 مئوية (2.7 فهرنهايت). وكانت تلك هي الحال بالنسبة إلى ما يزيد بقليل عن 20 في المئة من أيام العام 2016، الذي كان يعد حينها الأكثر سخونة على الإطلاق.

وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، كسر حاجز آخر، فقد سجلت درجات الحرارة العالمية في يومين من ذلك الشهر، ارتفاعاً تجاوز درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة، وذلك للمرة الأولى، متجاوزة الحد الأقصى المستهدف للاحترار الذي حدده "اتفاق باريس".

النتائج التي ظهرت لا تعني بالضرورة فشل "اتفاق باريس" الذي يستند إلى تقييم التغيرات في درجات الحرارة على مدى 20 عاماً. إلا أن مركز "كوبرنيكوس" نبه إلى أن هذه القفزة في درجات الحرارة تشكل "سابقة خطرة مثيرة للقلق".

ويعتبر محللو الخدمة الأوروبية لمراقبة تغير المناخ أن الطبيعة الاستثنائية لعام 2023 كانت "حتمية" نتيجة استمرار ظاهرتي الاحتباس الحراري و"النينيو" El Niño، وهي ظاهرة طبيعية متكررة تؤثر في درجات الحرارة وأنماط الطقس [تتميز بارتفاع درجة حرارة المياه السطحية في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي. يمكن أن يؤدي هذا الاحترار إلى تعطيل أنماط الطقس النموذجية، مما يؤدي إلى تأثيرات مختلفة مثل زيادة هطول الأمطار في بعض المناطق والجفاف في مناطق أخرى]. وقد برز تأثيرها في ربيع عام 2023، واضطلعت بدور في الاحترار القياسي لكوكب الأرض، لكنها "لم تكن العامل الوحيد الذي يفسر الزيادة كلها في درجات حرارة سطح المحيطات على نطاق عالمي".

إلى ذلك، شهد العام الماضي "عوامل إضافية لم تكن متوقعة، بعضها لا يزال خاضعاً للتدقيق العلمي المستمر".

وبناءً على مجمل معطيات عام 2023 هذه، يتوقع المتخصصون الآن أن تكون السنة 2024 أكثر سخونة من العام الماضي، بحيث تشير التوقعات إلى أن السنة الجديدة قد تنتهي بمتوسط درجات حرارة تزيد على 1.5 درجة مئوية فوق خط الأساس قبل الثورة الصناعية.

ومن المتوقع أن تبلغ مجموعات علمية أخرى - بما فيها "بيركلي إيرث" Berkeley Earth (وهي منظمة تعنى بتحليل بيانات درجات حرارة الأرض وتحديد المخاوف الرئيسة المتعلقة بالاحتباس الحراري) و"مكتب الأرصاد الجوية" البريطاني Meteorological Office - عن أن عام 2023 كان فعلاً العام الأكثر سخونة.

ويرى كارلو بونتيمبو مدير خدمة "كوبرنيكوس" لمراقبة تغير المناخ، أن "الظواهر المناخية المتطرفة التي شهدها العالم خلال الأشهر القليلة الأخيرة، كانت بمثابة دليل دامغ على ابتعاد دول العالم بصورة كبيرة في الوقت الراهن، عن المناخ الذي تطورت فيه حضارتنا في البداية".

وأشار بونتيمبو إلى أنه قد "تكون لذلك عواقب وخيمة على أهداف ’اتفاق باريس‘ وعلى جميع المساعي الإنسانية في هذا المجال".

أما نائبة مدير الخدمة الأوروبية لمراقبة تغير المناخ سامانثا بورغيس، فرجحت من جهتها أن تكون درجات الحرارة في العام الماضي قد تجاوزت تلك التي كانت عليه في أي فترة خلال الأعوام الـ100 ألف الماضية في الأقل. ووصفت عام 2023 بأنه "كان عاماً استثنائياً، تداعت فيه السجلات المناخية كأحجار الدومينو".

وتخوفت بورغيس من أن تكون لذلك "عواقب وخيمة على ’اتفاق باريس‘ وعلى جميع الجهود البشرية المبذولة لمواجهة أزمة المناخ".

التحليل الذي أجرته خدمة "كوبرنيكوس" توصل إلى الخلاصات الآتية:

• بلغ متوسط درجات الحرارة العالمية في عام 2023 ما معدله 14.98 درجة مئوية، أي أعلى بنحو 0.17 درجة مئوية عن تلك المسجلة في عام 2016، مما جعل العام الماضي أكثر احتراراً "بهامش كبير".

• كان شهرا يوليو (تموز) وأغسطس (آب) من عام 2023 أكثر شهرين سخونة على الإطلاق.

• كانت درجات حرارة المحيطات العالمية "مرتفعة بشكل مستمر وغير عادي" في الفترة الممتدة من شهر أبريل (نيسان) إلى ديسمبر (كانون الأول)، مما تسبب في موجات حرارة قياسية في البحار في مختلف أنحاء العالم، بما فيها أجزاء من البحر الأبيض المتوسط، وخليج المكسيك، والمحيط الهندي، وشمال المحيط الأطلسي.

• كان عام 2023 "مختلفاً" بصورة واضحة بالنسبة إلى الجليد البحري في القطب الجنوبي، بحيث وصل إلى أدنى مستوياته على الإطلاق خلال ثمانية أشهر.

في المقابل، لخص تقرير خدمة "كوبرنيكوس" أسوأ الظواهر المناخية المتطرفة التي شهدها عام 2023 وأسبابها، التي عزاها في الدرجة الأولى إلى الارتفاع المستمر في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، الناتجة من حرق الوقود الأحفوري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتبين للباحثين أن تركيز غازي ثاني أكسيد الكربون والميثان في الغلاف الجوي، بلغت مستويات قياسية في عام 2023.

العام الأكثر سخونة على الإطلاق تسبب في سلسلة من الأحداث المتطرفة في مختلف أنحاء الكوكب، فقد ارتفعت الانبعاثات الحرارية الناجمة عن حرائق الغابات في عام 2023 بنسبة 30 في المئة عن عام 2022، ويعود ذلك بحد كبير إلى مئات الحرائق التي اندلعت في جميع أنحاء كندا. وانعكست حرائق الغابات بشدة على مناطق جنوب أوروبا، وأميركا الجنوبية، وأستراليا، وهاواي.

في المقابل تعرضت مناطق أخرى من العالم لجفاف شديد، وكانت المكسيك والأرجنتين وحوض الأمازون وغرب أفريقيا من المناطق الأكثر تضرراً. واجتاحت موجات شديدة من الحر جنوب أوروبا وشمال أفريقيا وأجزاء من أميركا الشمالية وقارة آسيا.

توازياً مع ذلك، سجل فصل الخريف هبوب سلسلة من العواصف الهائلة، التي رافقتها فيضانات غزيرة. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، ألحقت "العاصفة دانيال" Storm Daniel دماراً بمدينة درنة في ليبيا، فيما تسببت العاصفتان "بابيت" Babet و"كيران" Ciaran بأضرار كبيرة في شمال أوروبا وغربها في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وفي ما يتعلق أخيراً بحصيلة الأرواح البشرية التي حصدتها الفيضانات وحرائق الغابات والأعاصير والعواصف والانهيارات الأرضية على مستوى العالم في عام 2023، فقد قاربت - بحسب تحليل أجرته Save the Children "منظمة إنقاذ الطفولة"، 12 ألف شخص، أي أكثر بنحو الثلث عن الرقم الذي سجله عام 2022.

© The Independent

المزيد من بيئة