Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الممثلة باتريسيا كلاركسون تتحدث عن حقوق المتحولين وتصديها لواينستين

الممثلة الأميركية المرشحة لنيل جائزة "الأوسكار" ونجمة "أشياء حادة" تحاور "اندبندنت" حول فيلمها الجديد المؤثر، والدور الذي يشكل تحدياً كبيراً بالنسبة إليها وسبب خطورة كلمة "تسامح"

"قلت: هذا هو مكاني. من الضروري أن أكون سحاقية ألمانية مدمنة على الهيرويين!" (مارتن دي بوير)

ملخص

تحدثت "اندبندنت" مع الممثلة الأميركية باتريسيا كلاركسون عن مسيرتها الفنية وفيلمها الجديد "مونيكا"

"أنا فتاة جامحة" كما تقول لي باتريسيا كلاركسون قبل أن تُطلق ضحكة مجلجلة وعميقة تبدو كأنها مغمسة بالخمر ومشبعة بالنكهات. "يمكنك أن تعرّف ’جامحة‘ في خيالك- تفضل". قبل أن ترميني بهذا التحدي، كنت أحاول أن أفهمها قليلاً. وكيف وصل الحال بـ"سيدة لطيفة وذات ميول جنسية مغايرة من الجنوب" بحسب تعبيرها إلى عيش الحياة بهذا الشكل غير التقليدي. وتقول "لم أتزوج يوماً ولا رُزقت بالأطفال - لم تشكل الأعراف جزءاً من حياتي أبداً. لطالما عشت على الحافة، خارج الحدود المألوفة".

لا شك أنكم ستتعرفون إلى وجه كلاركسون فور رؤيته حتى لو لم تذكروا اسمها مباشرة. فالممثلة السينمائية والتلفزيونية البارعة وغزيرة الإنتاج ذات الـ63 سنة تظهر تألقها منذ أكثر من ثلاثة عقود- بدور والدة إيما ستون ذات الموقف الإيجابي بشكل صاعق من الجنس في فيلم الكوميديا للمراهقين "إيزي أي" Easy A وبدور الصديقة الحميمة لجوليان مور من الضواحي، في فيلم "بعيد من الجنة" Far from Heaven لتود هاينز، وبدور كبيرة العائلة المخيفة في مسلسل آيمي آدامز القصير "أشياء حادة" Sharp Objects. كما ظهرت بأدوار في "الميل الأخضر" The Green Mile، و"دوغفيل" Dogville و"ستة أقدام تحت الأرض" Six Feet Under و"لارس والفتاة الحقيقية" Lars and the Real Girl وغالباً ما أضفت إلى أدوارها ذكاء حاداً وشهوانياً- لا عجب في أنها واعدت فرايجر كراين على امتداد أربع حلقات من مسلسله الكوميدي الذي سُمي باسمه.

وهي ترى نفسها "متقلبة المزاج بشكل كبير" سواء على شاشة أم في الحياة الواقعية: "هذه روحي منذ الصغر. وأنا ممتنة لأنني وجدت متنفساً لهاً- في التمثيل. وظفتها جيداً والآن أسكن في شقة جميلة جداً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشعرت بالارتياح لأنها قالت ذلك قبلي. أتواصل عبر الفيديو مع كلاركسون الجالسة داخل منزلها الشاسع في نيويورك، وسط إضاءة ذهبية ساطعة. يحيط بها عدد هائل من مصابيح الجدران، إضافة إلى رفوف مليئة بالكتب وكنبات وثيرة. كأنه مشهد يُنتظر وضعه على غلاف مجلة [التصميم الداخلي] "ملخص معماري" Architectural Digest وهو بصراحة أفضل دعاية يمكن للمرء تصورها لما يمكن أن يحققه الإنجاز الإبداعي وعدم وجود أشخاص تعيلونهم.

نجتمع للحديث عن فيلم كلاركسون الجديد، "مونيكا" Monica. ومونيكا هي أخصائية تدليك تؤدي دورها ترايس ليزيت من مسلسل "شفاف" Transparent، يصلها خبر بأن والدتها يوجينيا التي تؤدي دورها كلاركسون، على وشك أن تقضي بسرطان الدماغ. هناك قطيعة بين الاثنتين منذ سنوات، منذ اللحظة التي أعلنت فيها مونيكا عن تحولها الجنسي. لكن الآن، ومع فقدان يوجينيا وظائفها الحيوية، تعود مونيكا إلى منزل العائلة بصفتها مقدمة الرعاية الجديدة لأمها. وبين لحظات الحضور والغياب الذهني التي تعيشها يوجينيا، تطور السيدتان علاقة مبهمة ورقيقة أشبه بعلاقة الأم بابنتها. إنه فيلم مذهل: بارع ومؤثر، ويقوم على أداءين عظيمين.

وتقول كلاركسون إنها قبلت بالفيلم ليس لأن الدور شكل تحدياً لها وحسب - إذ تقضي يوجينيا معظم الفيلم طريحة الفراش وغير قادرة على التواصل شفهياً، وهذا ما يسلب من كلاركسون جزءاً كبيراً من قدرتها على الكلام والحركة - لكن أيضاً لأنها أدركت بأن الفيلم الذي يتناول حياة المتحولين جنسياً ويُسند الدور الرئيس فيه لمتحول جنسي، هو فيلم "مهم".

وتضيف "هذا أمر غير مألوف ويجب ألا يكون كذلك، وهذا ما يزعجني. لا يجب أن يكون هذا الموضوع محور نقاش". استمر العمل على مشروع فيلم مونيكا قرابة عشر سنوات، وقبلت ليزيت بدورها منذ عام 2017 لكن تمويله فشل عدة مرات. تتنهد كلاركسون وتقول "كان من الصعب إيجاد التمويل وإيجاد الموزع. تخطينا عتبة الكويرية في السينما لكننا لم نتخط عتبة التحول الجنسي كلياً بعد وهذا أمر مؤسف وخاطئ".

كما يُطرح فيلم مونيكا في ظل مناخ من العنف المتزايد ضد المتحولين جنسياً و"جدال" لا ينتهي على ما يبدو حول مواضيع الجندر والمراحيض والرعاية الصحية التي تشمل المتحولين جنسياً. أقول لكلاركسون بأنني لا أذكر أن وجود المتحولين جنسياً استقطب هذا القدر من النقد اللاذع سوى في الآونة الأخيرة. لاحظت كلاركسون نفسها هذا التغيير في النبرة. وتقول "أصبح الموضوع مسألة سياسية وهو ليس كذلك- بل هو إنساني. أتعرف كيف يجاهر الناس برغبتهم بالحرية؟ إن التحول الجنسي متعلق بالحرية. فهو يعني أن تقضي حياتك كما أنت وليس كما يريد أن يراك الآخرون. إن الموضوع بغاية البساطة. ليس فيه جدال بالنسبة إلي".

وهي تعتقد بأن الناس "يتحسنون من ناحية القبول"، مضيفةً أنها استخدمت عبارة قبول عن قصد- لأنها لا تحبذ كلمة تسامح. بل تعتبر أنها "كلمة خطرة أحياناً. لا أعتقد بأن أي أحد ’يتسامح‘ مع كوني سيدة مغايرة الجنس. بل يحبونني ويتقبلونني". وتنفجر بالضحك مجدداً.

وُلدت كلاركسون وترعرت في نيو أورلينز، لأب سياسي وأم عملت في التعليم. وتتحدر من خلفية ليبرالية ومثقفة- مع أنها أكثر تقليدية مقارنة بعالم الفن الذي اختارت الانتماء إليه في النهاية. وصفها الكاتب المسرحي ريتشارد غرينبرغ، الذي كان أحد زملائها في كلية المسرح في يال، بأنها مجموعة متناقضات "كانت أكثر الفتيات نبلاً وتأديباً- لكنها كانت برية لا يقيدها شيء".

هذا ما جعل منها غريبة بعض الشيء عن المألوف بعدما تخرجت وبدأت بالبحث عن عمل في السينما. وتذكر "لم أكن يوماً شخصية ساذجة بريئة لذلك بدأت بالمعاناة". كانت بداياتها مبهرة- لعبت أول أدوارها كزوجة كيفن كوستنر في فيلم "الممنوع لمسهم" The Untouchables عام 1987 قبل أن تمثل مع كلينت إيستوود في "البركة الميتة" The Dead Pool عام 1988- لكن بعد ذلك، مرت عليها سنوات من العمل في المسرح لقاء أجور زهيدة وفي أفلام تلفزيونية سيئة يحمل أحدها عنوان "عاشت حياة مزدوجة" She Led Two Lives.

ولم تنَل الشهرة الحقيقية والاعتراف بموهبتها سوى في فترة متأخرة نسبياً: كان عمرها 37 سنة عندما وقع عليها الاختيار لأداء دور في "فن راقي" High Art لليزا شولودينكو (1998)، وهو فيلم درامي مستقل عن مصورة (آلي شيدي) ومُلهمتها الشابة (رادا ميتشل)، وحبيبتها متقلبة المزاج التي تظل تحت تأثير المخدرات (كلاركسون). وتعود بالذاكرة فتقول "قلت: هذا هو مكاني. من الضروري أن أكون سحاقية ألمانية مدمنة على الهيرويين!". حصد الفيلم ترشيحاً لجائزة الروح المستقلة ووضعها على الساحة بعد طول انتظار. "فجأة أخذت أعيش الحياة التي أردتها وحلمت بها في يال، حيث أؤدي هذه الأدوار السينمائية المتطلبة والرائعة إلى جانب العمل في المسرح".

وفي تلك المرحلة، اصطدمت مع هارفي واينستين، قطب الأفلام سيئ السمعة الذي أدين بتهم الاعتداء الجنسي وكان عندها أكثر رجال هوليوود نفوذاً. وكلاركسون، التي ظهرت العام الماضي في فيلم "قالتْ" she said بدور محررة صحيفة "نيويورك تايمز" التي وُكل إليها كتابة المقالات الفاضحة الأولى عن واينستين، تعرضت شخصياً لغضب الرجل في ما تعلق بمهرجانات الجوائز. واشتهر واينستين بتركيزه على حملات الجوائز السينمائية والفوز بجوائز "الأوسكار" وأصر عام 2003 على ترشيح كلاركسون (بشكل خاطئ) ضمن فئة الممثلة المساعدة عن أدائها المحزن إلى جانب بيتر دينكلاج في فيلم "عميل المحطة" The Station Agent الذي وزعته شركة واينستين، ميراماكس للأفلام. كانت كلاركسون قد دخلت معترك الترشيحات ذلك العام أيضاً عن دورها في فيلم مستقل منافس قامت ببطولته كايتي هولمز، واسمه "مقتطفات من أبريل" Pieces of April. وكان قبول كلاركسون بمخططات واينستين يعني أنها ستنافس نفسها - وقد تخسر الترشيحين.

وتقول "كنت أؤدي دور البطولة في ’عميل المحطة‘، انتهى النقاش. لم أكن مستعدة للقيام بـ’تصرف أحمق كما يفعل هارفي" عبر التقليل من أهميتي أو من أهمية الفيلم. بل ناشدت الجميع أن يروني في الفئات المناسبة- في دور البطولة في فيلم ’عميل المحطة‘ والدور الثانوي في ’مقتطفات من أبريل‘. كان التصرف الصحيح. تشبثت بموقفي مقابل قوى جبارة. علمني ذلك باكراً أنني قادرة على القيام بالتصرف الصحيح ومجابهة قوة عظمى والوقوف ضدها".

بعد موقفها الثابت، نالت كلاركسون ترشيحاً لـ"الأوسكار" عن أفضل ممثلة ثانوية لفيلم ’مقتطفات أبريل‘. أقول لها إنها تحلت بلا شك بدرجة من الشجاعة الداخلية كي تواجه واينستين عندها- إذ كان الرجل قادراً على إنهاء مهنة أي أحد في لحظة لو شاء ذلك. "لكنه لم يقدر على ذلك معي" كما قالت بقناعة "تشبثت بموقفي. وسأقوم بالأمر نفسه مجدداً".

وتتحلى كلاركسون بشجاعة أنيقة وثابتة. كما أنها مشتتة الذهن قليلاً. أنا واثق أثناء حديثنا بوجود شخص آخر في الغرفة معها - فهي دائماً تختلس النظر إلى الطرف وتبدو كأنها تشير إلى وجود غير مرئي يستحوذ على انتباهها. تبين أنني على حق... نوعاً ما. في مارس (آذار) المقبل، من المزمع أن تمثل كلاركسون دور البطولة إلى جانب براين كوكس في المسرحية الكلاسيكية "رحلة يوم طويل حتى الليل" Long Day’s Journey into Night ليوجين أونيل ومدتها أربع ساعات، على خشبة مسرح ويندهام في لندن وهي الآن مستغرقة في السيناريو- فهو يستحوذ على كل تفكيرها لدرجة أنها تبقي نسخة منه قربها في كل الأوقات، وليس الآن باستثناء.

تضحك وتقول "أواظب على النظر إليها. إنها مهمة هائلة بل جلل. أتعلم، أديت دور بلانش دوبوا وتطلب مني جهداً كبيراً" ماذا إذاً عن ماري تايرون لأونيل؟ تلك المدمنة التي تتعالج من إدمانها على المورفين والتي تقع في صلب جماعة مختلة في كونيكتيكت؟ تئن وتقول "آه، سوف يتطلب مني كل الجهد".

ويعتبر الدور من أصعب الأدوار في المسرح وقد وضعت كلاركسون لنفسها جدول عمل طموح: أن تحفظ دورها للفصل الأول بحلول عطلة عيد الميلاد وأن تحفظ الفصل الثاني بحلول نهاية العام والثالث بحلول موعد سفرها إلى لندن في نهاية يناير (كانون الثاني) لبدء التدريبات. وهي تجد العملية شاقة ومخيفة.

وتقول وهي تضغط على صدرها بيديها "في المسرحية درجة كبيرة من الحميمية والتجربة الشخصية. لا تتعرى ماري تايرون أبداً لكنها عارية في كل الأحوال، هل فهمتني؟". أجيبها بأنه لا بد من المزعج أن تعرف بأنها التزمت بانتزاع كل هذا من داخلها- كل يوم- لمدة ثلاثة أشهر. فتقول "هي مخاطرة بالنفس. آمل بألا يبدو ذلك غطرسة، لكنها فعلاً كذلك! قد تكون أصعب الرحلات الشاقة في مساري كممثلة لكنني مستعدة لها".

هذه امرأة عاشت ومثلت دائماً خارج حدود المألوف والمريح فلا شك إذاً بأنها مستعدة.

يعرض فيلم "مونيكا" في الصالات البريطانية منذ 15 ديسمبر

وتُعرض مسرحية "رحلة يوم طويل حتى الليل" على خشبة مسرح ويندهام في لندن من 19 مارس حتى 8 يونيو

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من فنون