Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حين تغدو الموسيقى الفلسطينية أفقا للقضية

فنانون رفعوا شعار الجيتار أقوى الأسلحة في مدينة البنادق

بدت حركة موسيقية كبيرة في غزة تأخذ حيزاً في وجه الحرب والحصار (مواقع التواصل)

ملخص

الموسيقى باتت شكل من أشكال المقاومة لها بعد دولي مع العلم أن التضامن لم تعرفه فلسطين فقط اليوم بل ظل صامداً لسنوات طويلة جداً.

مقاومة فلسطينية من نوع خاص تتخذ من الفن عموداً من الأعمدة التي ينبني ويشيد عليها الفعل التحرري، ذلك أنها تتخذ بعداً وجودياً أصيلاً. ففي لحظات الحروب وأثناء القصف وسقوط الناس لا يقف الفنان صامتاً في وجه العدو على أساس أنه فنان لا يحق له التدخل في الشؤون العسكرية والمضاربات السياسية، بقدر ما يجد نفسه منخرطاً في أفق المقاومة عبر الفن، هذا الأخير له دور كبير وفعال في مجريات الحروب لكونه يبقى وثيقة تاريخية شاهدة على فظاعة الاستبداد والقتل.

ولعل الأعمال الفنية الكبيرة من روايات وأفلام ولوحات وأغان هي في الأساس تعبيرات جسدية قادرة على المقاومة من خلال الإبداع والابتكار. ونظراً إلى الحمولة الأيديولوجية المؤثرة للفن تحاول الأنظمة الفاشية استبعاد الفن من حياة الناس، من خلال تدمير المآثر التاريخية وإيقاف العروض المسرحية وقصف صالات السينما وتعذيب الكتاب والمبدعين والزج بهم في السجن.

الفن والمقاومة

ومن بين أنواع الفنون المختلفة يقف الشعر كأحد أبرز أسلحة المقاومة تأثيراً في تاريخ الحروب العربية، إذ على رغم هشاشته وتسجيل تراجع على مستوى القراءة، فإن قدرته على القبض على روح العصر تبدو واضحة المعالم والرؤى.

ويمتلك الشعر خاصية سحرية تدفعه إلى تأمل اللحظة والتعبير عن يومياتها بطريقة مكثفة ومختصرة وذكية، إذ يستحيل الحديث عن تاريخ المقاومة العربية بمعزل عن الشعر ودوره القوي في تعرية واقع الاحتلال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبما أن الشاعر القلب النابض للمجتمع والكائن الخفي المطارد للظلال واللحظات والمشاعر والجمال، فلم يكن منه بد، إلا أن يواجه فظاعة هذا الواقع المضطرب من خلال كتابة الأشعار. ولنا في تجربة تاريخ المقاومة الفلسطينية خير مثال على ذلك عبر نماذج شعرية متميزة ورائدة في الشعر العربي الحديث منه والمعاصر، لكن إلى جانب الشعر، تمتلك الموسيقى ميزة كبيرة بسبب ذيوعها وانتشارها في وقت وجيز.

وعلى رغم أن كثيراً من الأشعار الفلسطينية تحولت في ما بعد إلى أغان، تبقى الموسيقى المحرك الخفي لهذه الأشعار ومنتهاها.

ومنذ أصبحت مدينة غزة تعيش حالا من القهر والقتل والتنكيل جراء إجراءات إسرائيلية بدت حركة موسيقية كبيرة تأخذ حيزاً في وجه الحرب والحصار، وتحاول عبرها الأجيال الجديدة الانخراط في ساحة المعارك عبر المقاومة بالعزف.

ولم تتوقف الحركة الموسيقية على رغم حرب إسرائيل على القطاع، بحيث نجد كثيراً من الفنانين الفلسطينيين المنخرطين في يوميات المدينة، كما نعثر على آلاف الفنانين العالميين المتضامنين مع فلسطين كما هي الحال مع مجموعة "موسيقيون من أجل فلسطين" التي تعمل حالياً على التنديد بما يرتكب في حق سكان غزة.

وإذا عدنا إلى تاريخ هذا التضامن سنكتشف أن هناك فنانين غربيين تم إقصاؤهم من المشهد الموسيقي والتضييق عليهم فنياً فقط لأنهم عملوا على مساندة فلسطين في تحررها، لكن مع ذلك هناك فنانون أعطتهم القضية الفلسطينية بعداً كونياً، بعدما جعلت أغانيهم أكثر أصالة والتصاقاً بمآسي الشعوب المنكوبة ومآسيها.

المقاومة السلمية

وما يفعله الموسيقيون اليوم في غزة ينبغي فهمه على أسس أنه درس في الموسيقى الأصيلة التي تقف في وجه الحروب والويلات، بل هي شكل من المقاومة السلمية التي تقف مثل الحواجز أمام الدبابات الإسرائيلية.

وحين نسمع موسيقى شادي زقطان وسناء موسى وربى شمشوم وفرقة "ضربة شمس" يستيقظ فيها الجرح الفلسطيني، بوصفه نجمنا الوحيد صوب عالم عربي متحرر.

تحاول هذه الوجوه الشابة عبر أغانيها ملامسة الجرح الفلسطيني والقبض عليه داخل أغنية. وتأخذ أغانيهم اتجاهات عدة، بين الأغنية التراثية التي تحاول استعادة ماض معتق في جرار الزمن، وواقع متحول ينضح بالمفاجآت، وموسيقى معاصرة تحاول تجريب الأشكال والإيقاعات ومزجها بكلام فلسطيني آسر.

فعلى رغم البعد الوطني في أعمال زقطان وموسى فإن الشكل الموسيقي يفرض نفسه على الأغنية، إذ دائماً هناك تجريب موسيقي أصيل وبحث دائم عن عذوبة الكلمة داخل واقع متصدع. ومع سناء موسى يبدو الكلام الغنائي أهم من الجوانب الأخرى، بينما يصبح الشكل الموسيقي عند شادي زقطان وجوان صفدي علامة وجود عن نوع من الابتكار في أغانيهم.

يقول شادي زقطان "عليك أن تخلق منبرك بنفسك. معي جيتار في مدينة بنادق! عليك أن تكون عنيداً وألا تستسلم، لأن الاستسلام لن يمنحك شيئاً في هذه المدينة. وجدت الإنترنت، فتحت (باراً) أعزف فيه أنا وأشباهي الموسيقيون العند، الذين لا يعرفون فعل شيء آخر. هذه مدينة لا تزال تبحث عن استقلالها، تبحث عن مكانها. إذاً الجميع يبحثون مثلها، وهذا ما توفره هذه المدينة الصغيرة جداً".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة