Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شبان الحي الأرمني بالقدس القديمة يواجهون صفقة عقارية تهدد وجودهم

يتناوب السكان منذ أسابيع على المرابطة ليلاً نهاراً في الأرض المعنية بالاتفاق

جانب من قطعة الأرض موضوع الصفقة العقارية المشبوهة في القدس القديمة، كما بدت في 13 ديسمبر الحالي (أ ف ب)

ملخص

تقدم بطريرك القدس للأرمن نورهان مانوجيان بشكوى إلى القضاء للحصول على إلغاء الصفقة

نصب شبان شجرة عيد الميلاد على أرض موقف سيارات في الحي الأرمني في القدس القديمة ليؤكدوا ملكية الفلسطينيين المسيحيين الأرمن للأرض، في مواجهة صفقة عقارية يصفونها بالمشبوهة، ويخشون أن تقضي على الحي.
ففي عام 2021 أُبرم اتفاق بين بطريركية الأرمن في القدس وشركة "زانا غاردنز" المحدودة التي يقف وراءها رجل الأعمال الأسترالي داني روثمان الذي يحمل أيضاً الجنسية الإسرائيلية.

وينص الاتفاق على بناء فندق فخم على قطعة أرض تملكها الكنيسة، وفق ما يفيد المحامي الإسرائيلي الخبير في شؤون القدس، دانيال سيدمان.
ويقول محامي مجتمع حي الأرمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن "هناك اتفاقاً موقعاً بين البطريرك وبعض المطورين الإسرائيليين، والظروف مشبوهة وشرعية هذا الاتفاق موضع شك كبير"، مشيراً إلى أن "سكان الحي لم يستشاروا في الصفقة". ويضيف سيدمان أن "هذه ليست صفقة عقارية واضحة، وأظن بشدة أن المستوطنين في القدس الشرقية يقفون وراءها، وهناك بعض الأدلة بهذا الصدد".
ويقع الحي الأرمني في البلدة القديمة من القدس الشرقية في الناحية الجنوبية الغربية من المدينة، وهو واحد من الأحياء الأربعة الأساس، ويقع على أعلى تلة في المدينة ويتوسط باب الخليل وباب النبي داوود من أبواب المدينة الثمانية، ويعيش في الحي نحو 2000 أرمني.
ويشعر الأرمن بأن من شأن هذا الاتفاق أن يفقدهم 25 في المئة من مساحة أرض تعود للكنيسة الأرمنية أُجرت بموجب الاتفاق لمدة 99 عاماً.

وتعادل هذه المساحة 11500 متر مربع، وتتضمن موقف سيارات وقاعة ندوات البطريركية إضافة إلى مبنى قديم فيه خمسة مساكن ومطعم ومتجر، بحسب حركة "أنقذوا الحي الأرمني".
ومنذ أسابيع يتناوب سكان الحي على المرابطة ليلاً نهاراً في الأرض المعنية بالاتفاق، وأعلنت البطريركية الأرمنية الخميس أن "أكثر من 30 شخصاً ملثمين" اعتدوا وجرحوا أعضاء من الكنيسة الأرمنية تجمعوا في المكان المثير للجدل. واتهمت البطريركية روثمان بتدبير هذا الهجوم، بعد أن تقدم بطريرك القدس للأرمن نورهان مانوجيان بشكوى إلى القضاء للحصول على إلغاء الصفقة.

البطريرك ينفي العلم بالصفقة

وتؤكد بطريركية الأرمن في القدس أن البطريرك مانوجيان أرسل رسالة إلى محامي شركة "زانا غاردنز" في الـ 26 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لإبلاغها رسمياً بإلغاء الاتفاق.
ونفى البطريرك أن يكون علم بالصفقة ويتهم مسؤول العقارات الأب باريت يريتزيان المخول بالتوقيع عنه بالقيام بذلك من دون علمه، ولذلك جُرد يريتزيان من كهنوته.
ويقول الفلسطينيون إن البلدة القديمة في القدس الشرقية تخضع لعمليات تهويد متسارعة في أحيائها الإسلامية والمسيحية، وتعلن جمعيات استيطانية مثل جمعية "عطيرت كوهانيم" أنها تعمل على جعل المدينة يهودية، وتسعى جمعيات دينية متطرفة إلى الاستحواذ على بيوت يسكنها فلسطينيون بطرق شتى.
ويقول سيدمان إن "كل شيء سيتقرر في المحاكم التي ستحتاج إلى بعض الوقت، ولن يتم حل المشكلة قريباً".
ولم يرد محامي المستثمر داني روثمان، آفي سفيتسكي، على الفور على أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية حول الموضوع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


حركة لإنقاذ الوجود

وقال سيتراك باليان (27 سنة) وهو أحد مؤسسي حركة "أنقذوا الحي الأرمني"، إن الحركة التي تأسست في شهر يوليو (تموز) الماضي تسعى إلى "الدفع نحو إلغاء الصفقة وإنقاذ أرضنا ووجودنا"، مضيفاً "بحسب الدستور الداخلي للبطريركية فعلى البطريرك قبل أن يعقد أي صفقة عقارية أن يستشير ويحصل على موافقة أكثر من 25 أسقفاً، لكن الأساقفة كتبوا في الـ 21 من أكتوبر (تشرين الأول) أن غالبيتهم لم يعرفوا عن الصفقة".
وتابع، "بعد أن أرسل البطريرك رسالة للمستثمرين بإلغاء الصفقة قامت الشركة المطورة في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) باستخدام تكتيكات التخويف فأحضرت جرافات ومسلحين وكلاباً إلى المكان."
وذكر باليان أنها "هدمت السور الداخلي لكن الشبان الأرمن نجحوا بالتصدي لهم بأجسادهم".
وأكد التاجر كيغام باليان من جهته "نحن نخوض معركة سلمية ولسنا خائفين"، مضيفاً "لقد كنا هنا منذ 700 عام وهذا جزء من هويتنا"، مشيراً إلى أن حركة "أنقذوا الحي الأرمني" تتلقى دعماً من المغتربين الذين يقدمون المساعدة القانونية والتغطية الإعلامية.

صفقات مشبوهة

وعبّر رؤساء الكنائس في القدس الشهر الماضي في بيان عن قلقهم "العميق مما يجري في الحي الأرمني" بعد الإعلان عن إلغاء عقد ملوث.
وقالوا إن البطريركية الأرمنية في القدس تتعرض "لأكبر تهديد وجودي في تاريخها، ويمتد هذا التهديد الوجودي الإقليمي بصورة كاملة إلى جميع الطوائف المسيحية في القدس"، وهذه ليست المرة الأولى التي تكون فيها أملاك مسيحية جزءاً من صفقات، فمنذ عام 1991 وحتى الآن تنصل ثلاثة بطاركة أرثوذوكس من صفقات بيع مشبوهة لأملاك البطريركية في القدس القديمة ملقين اللوم على مساعديهم.
وخسرت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية أخيراً بعد أكثر من 17 سنة من المداولات القضائية ثلاثة عقارات هي فندق إمبريال وبيت المعظمية وفندق البتراء عند مدخل باب الخليل لمصلحة مستوطني جمعية "عطيرت كوهانيم"، وهي جمعية إسرائيلية استيطانية تعمل على خلق غالبية يهودية في البلدة القديمة والأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية.
وألقت البطريركية باللوم على محام قالت إنه محتال أساء استغلال صلاحياته "لسرقة البطريركية".
وقبلها خسرت البطريركية الأرثوذكسية في المحكمة العليا عام 1994 نُزل مار يوحنا قرب كنيسة القيامة وفيه نحو 164 غرفة، وقد تحول إلى مدرسة دينية وكنيس وسكن لعدد من العائلات اليهودية.
ومع زيادة وتيرة الاستيطان في القدس وأعمال التخريب والاعتداءات على مسيحيين، رفعت الكنائس صوتها في الـ 14 من أبريل (نيسان) 2022 ضد المتطرفين اليهود الذين يستوطنون الحي المسيحي في القدس، واعتبرت أنهم "يهددون توازناً طائفياً هشاً فيها"، مؤكدة أن الطابع المسيحي للمدينة المقدسة مهدد.
واحتلت إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية في حرب عام 1967، وأعلنت ضم القدس في خطوة تعتبرها الأمم المتحدة غير قانونية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير