Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حمام الدم" في مستشفى الشفاء لا تسعفه المساعدات

يعمل به عدد قليل من الأطباء والممرضات و70 متطوعاً ويوجد فيه 900 جريح

ملخص

هذه حال مستشفى الشفاء الذي كان أكبر مستشفيات قطاع غزة وأهمها.

من عربة كارو يجرها حصان حمل ثلاثة مواطنين جريحاً لا يزال ينزف ونقلوه إلى قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة، أي في الشق الشمالي من القطاع، وأنزلوه على سرير مرضى حوله عدد كبير من النازحين الذين وجدوا في مباني المرفق الصحي مأوى لهم من جديد.

وما إن غادر المواطنون الثلاثة قسم الطوارئ وهموا بالخروج من المجمع الطبي حتى أغارت الطائرات الإسرائيلية على مبنى الجراحات التخصصي، وهو أحد مرافق مستشفى الشفاء ويقع داخل أسوار حرم المجمع الصحي، وأودى القصف العنيف بحياتهم.

احتار الأطباء في مستشفى الشفاء إذا كانوا سيتعاملون مع الجريح الذي وصل لتوه ولا يزال ينزف، أو الركض نحو ساحة المجمع الطبي لفحص الأشخاص الذين قذفهم القصف بعيداً، إذا كانوا ما زالوا على قيد الحياة أم فقدوا أرواحهم.

وبعد تفكير لثوان واصل الفريق الطبي عمله في تطبيب الجريح، إذ اتفقوا على ترك مهمة نقل المصابين لتقع على عاتق ومسؤولية النازحين الذين يحتمون داخل مباني المؤسسة الصحية.

ما جرى سابقاً

يعيش مستشفى الشفاء واقعاً صعباً للغاية بعد أن اقتحم الجيش الإسرائيلي مبانيه، وأجبروا جميع المرضى والمصابين والجرحى وحتى النازحين على إخلائه من أجل تفتيشه، إذ كانت القيادة العسكرية في تل أبيب تجزم أن تحته مركز القيادة الرئيس لعمليات حركة "حماس" في قطاع غزة.

وعلى أثر اقتحامه خلف فيه الجنود الإسرائيليون خراباً ودماراً بالغين، بحسب ما أكدته منظمة الصحة العالمية، وتسببت العملية العسكرية في مستشفى الشفاء والقصف في محيطه إلى خروجه من الخدمة لفترة طويلة، إضافة إلى إتلاف غالبية الأجهزة الطبية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما أجلت منظمة الصحة العالمية معظم العاملين الصحيين من المستشفى ونقلتهم باتجاه المرافق الصحية جنوب القطاع، فلم يتبق فيه سوى عدد قليل جداً من الأطباء وعدد أقل من الممرضات إلى جانب 70 متطوعاً، بحسب ما ذكرته المنظمة الأممية.

وبعد أن أنهى الجيش الإسرائيلي عمليته في حرم المجمع الطبي وانسحب منه عاد النازحون للاحتماء في مبانيه، وحاول الأطباء إعادة تشغيله لكنهم استطاعوا فقط افتتاح مركزين للرعاية الصحية في أزقة المستشفى لتلبية الحاجات الصحية الأولية فقط.

كوادر قليلة وقافلة متواضعة

ويقول المدير العام للمستشفيات في غزة محمد زقوت إنه "لا يمكن أن يظل مستشفى الشفاء متوقفاً عن العمل في ظل الحرب وبقاء أكثر من 700 ألف نسمة في الشق الشمالي للقطاع، لذلك نواصل تقديم خدمات العلاج فيه بصعوبة بالغة".

ومن دون أي معدات طبية ولا أدوية ومستلزمات ومستهلكات صحية يعمل الأطباء في مستشفى الشفاء، وظلوا هكذا حتى تمكنت منظمة الصحة العالمية قبل يومين من التنسيق لقافلة إمدادات علاجية للدخول إلى المجمع الطبي.

وشملت القافلة أدوية ومعدات جراحية وأدوات جراحة العظام ومواد تخدير وعقاقير، ويضيف زقوت "بالفعل تسلمنا هذه المستلزمات المهمة لكنها قليلة جداً، ولم تسعف المستشفى الذي يعمل حالياً بالحد الأقل من الأدنى من الطاقة التشغيلية".

ويوضح زقوت أن القافلة تكفي لأيام قليلة قد لا تتجاوز الأسبوعين، وهي لا تتناسب مع حجم الإصابات التي تصل تباعاً إلى مستشفى الشفاء الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه تحول إلى حمام دم وبات يحتاج إلى إعادة تأهيل.

ووفقاً لوزارة الصحة في غزة فإن مستشفى الشفاء يوجد فيه نحو 900 جريح، جميعهم يحتاجون إلى خدمات الطوارئ العاجلة غير المتاحة في الوقت الحالي.

ويؤكد زقوت أن كل دقيقة تشهد وصول جرحى جدد إلى مستشفى الشفاء، نظراً إلى توحش هجمات الجيش الإسرائيلي على منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة، ولافتاً إلى أن المصابين يعانون جروحاً بالغة ويحتاجون إلى جراحات معقدة، وعلى رغم ذلك يتلقون العلاج البدائي على الأرض.

حمام دم

وبحسب زقوت فإن كثرة عدد الإصابات التي تصل تباعاً إلى مستشفى الشفاء وفي ظل نقص وسائل تخفيف الألم ومحدوديتها، فقد تحول المرفق الصحي بالفعل إلى حمام دم، إذ يجد الزائر الدم على الأرض وفي الأسرّة وعلى الحوائط.

وقبل العملية العسكرية في مستشفى الشفاء كان المرفق الصحي أكثر المؤسسات الطبية أهمية وأكبرها، لكنه بات يحتاج إلى أن يدخل غرفة الإنعاش ليتعافى.

كذلك أكدت منظمة الصحة العالمية أنها جاهزة لتأهيل 20 غرفة جراحية فيه على نحو عاجل، وإمداده بمزيد من المستلزمات الطبية والصحية.

لكن زقوت يرى أن هذه الخطوة المهمة ليست كافية، ويوضح قائلاً "إذا احتاج أحد المرضى صورة أشعة فهذا أمر غير متوافر، وإذا  لزم أحد الجرحى وحدة دم فإن ذلك أيضاً غير متوافر، وفي حال رغب الأطباء في فحص عينة فإن هذه مهمة مستحيلة، فمختبر التحاليل متوقف وكل شيء هنا معطل".

وما يقدمه مستشفى الشفاء مجرد خدمات بدائية فقط، وما يحتاج إليه بحسب مدير المستشفيات "عدد كبير من الأطباء وأجهزة أشعة ومختبر تحليل وغرف عمليات جراحية ومواد تخدير كافية وقوافل ضخمة من الأدوية والمستلزمات والمستهلكات الطبية والصحية، فضلاً عن إعادة ترميم مبانيه"، وحتى إذا حدث ذلك فيعتقد زقوت أن مستشفى الشفاء قد لا يتعافى بسبب استمرار الحرب.

المزيد من متابعات