ملخص
ثمة مجموعة نادرة من الكلاب تستطيع تمييز أسماء مئات من الدمى التي يمتلكها أصحابها. ويعتبر ذلك المرة الأولى لرصد تلك القدرة خارج الجنس البشري، ويجمع العلماء معلومات عنها.
تمتلك بعض الكلاب "موهبة" فريدة من نوعها، إذ تتمتع بالمقدرة على تعلم أسماء مئات الدمى المختلفة، ويعتقد الباحثون أنهم تقدموا خطوة إضافية في معرفة السبب وراء هذه الموهبة.
يشار إلى تلك الحيوانات الأليفة النادرة جداً بمسمّى الكلاب "الموهوبة بمعرفة الكلمات" Gifted Word Learners، حيث يظهر بعضها موهبة تلقائية في التقاط أسماء ما يصل إلى أكثر من 125 شيئاً مختلفاً.
وكذلك ذكر باحثون أنها المرة الأولى التي توثّق فيها القدرة على معرفة تسميات الأشياء من قِبَل أنواع حية غير بشرية.
حينما يخبرنا أحد مالكي الكلاب بأنه يظن بأن حيوانه الأليف يعرف أسماء الدمى، فإننا نعطيهم تعليمات حول كيفية تدريب كلابهم بأنفسهم، ونطلب منهم أن يرسلوا لنا فيديوهات للتجارب التي يجرونها. الدكتورة كلاوديا فوغازا
وبحسب البروفيسور آدام ميكلوسي، رئيس قسم علم سلوك الحيوان في جامعة "إيوتفوس لوراند" في العاصمة المجرية بودابست، فإنه "بالنظر إلى ندرة الكلاب الموهوبة بمعرفة الكلمات، فإننا لا نعلم عن خلفياتها إلا النزر اليسير من خلال حالات فردية".
وأضاف، "تساعدنا تلك العينة الكبيرة نسبياً من الكلاب المسجلة في هذه الدراسة، على تحديد الخصائص المشتركة بين الكلاب جميعها، وتعتبر خطوة إضافية في مساعينا لفهم مقدراتهم الفريدة".
وفي البداية، اكتشف الفريق تلك المقدرة النادرة في بعض الكلاب عبر دراسة سابقة وجدت أن هذه الحيوانات تستطيع تعلم أسماء الأشياء بسرعة بالغة، وتكون في الغالب أسماء دمى الكلاب.
وأراد الباحثون تكوين فهم أكبر حول هذه الميزة الفريدة كي يتمكنوا من إطلاق حملة على مستوى العالم لإدخال مزيد من الكلاب في الدراسة.
وبعد بحث استمر خمس سنوات، عثر الفريق على 41 كلباً [لديها تلك القدرة] من تسع بلدان مختلفة، بما فيها المملكة المتحدة.
وكذلك ذكر الباحثون أنفسهم إن أكثر من نصف تلك الكلاب تأتي من سلالات بوردر كولي Border collies، فيما جاءت قلة منها من سلالات غير عاملة، على غرار بوميرانية Pomeranian، وبكينيغيز Pekingese، وشيه تزو Shih Tzu، وكورجي Corgi، وبودل Poodle، إضافة إلى بعض السلالات المختلطة.
بدا من المفاجئ أن معظم ملاك الكلاب أفادوا بأنهم لم يعمدوا إلى تعليم كلابهم أسماء الدمى عمداً، لكن كلابهم أبدت مقدرة تلقائية على التقاط أسماء الدمى خلال جلسات لعب غير منظمة. شاني درور، طالبة دكتوراه في جامعة إيوتفوس لوراند
وفي سياق متصل، ذكرت الدكتورة كلاوديا فوغازا، وهي باحثة في جامعة إيوتفوس لوراند، أن البحث من "المشاريع العلمية المستندة إلى مشاركة المواطنين".
وأضافت، "كلما أخبرنا أحد مالكي الكلاب بأنه يظن أن كلبه يعرف أسماء الدمى، كنا نعطيهم تعليمات حول كيفية تدريب تلك الحيوانات الأليفة بأنفسهم، ونطلب منهم أن يرسلوا لنا فيديوهات للتجارب التي يجرونها".
وعلى نحوٍ مماثل، سُئل مالكو الكلاب حول التجربة الحياتية لحيواناتهم، وخبرتهم هم أنفسهم في تربيها وتدريبها، وكذلك الحال بالنسبة إلى العملية التي استطاع الكلب من خلالها تعلم أسماء الدمى التي يتعامل معها.
وبحسب الباحثين في الدراسة، فإن "الغالبية العظمى" من مالكي الكلاب المشاركين لم يكن لديهم أي خلفية احترافية في تدريب تلك الحيوانات.
وأضافوا أيضاً أن مستوى خبرة المالكين في التعامل مع الكلاب وتدريبها لم يكن له تأثير في مقدرة تلك الحيوانات الأليفة على انتقاء اللعبة الصحيحة حينما يسمعون اسمها.
وفي ذلك الصدد، ذكرت طالبة الدكتوراه في جامعة "إيوتفوس لوراند"، شاني درور، أنه "بدا من المفاجئ أن معظم ملاك الكلاب أفادوا بأنهم لم يعمدوا إلى تعليم كلابهم أسماء الدمى عمداً، لكن كلابهم أبدت مقدرة تلقائية على التقاط أسماء الدمى خلال جلسات لعب غير منظمة".
وأضافت، "في دراساتنا السابقة، أظهرنا أن الكلاب الموهوبة بمعرفة الكلمات تستطيع تعلّم أسماء أشياء جديدة بسرعة فائقة. وبالتالي، لم يكن من المفاجئ أنه حينما أجرينا التجربة مع الكلاب، بلغ عدد أسماء الدمى التي استطاعت تلك الحيوانات معرفتها وصل في المتوسط إلى 29 اسماً. ولكن، حينما نشرنا النتائج، أفاد أكثر من نصف مالكي الكلاب بأن حيواناتهم استطاعت بالفعل تعلم ما يزيد على 100 مفردة من أسماء الدمى".
واستكمالاً، يعد هذ البحث، المنشور في مجلة Scientific Reports [التقارير العلمية]، جزءاً من مشروع يعرف باسم Genius Dog Challenge [تحدي الكلب العبقري]. ويحث العلماء مالكي الكلاب الذين يعتقدون أن حيواناتهم تعرف أسماء دمى عدة، على التواصل معهم عبر الموقع الإلكتروني للمشروع geniusdogchallenge.com.