Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الدعم السريع" تجتاح مدنا جديدة غرب "الجزيرة" ومعارك في القطينة

الأمم المتحدة: حرب السودان أدت إلى نزوح 7.1 مليون شخص

سودانيون نازحون من ولاية الجزيرة بعد اجتياحها من قوات الدعم السريع (رويترز)

ملخص

في ولاية سنار المكتظة بنازحي الجزيرة يسود القلق بين السودانيين إثر إشاعات عن تقدم قوات "الدعم السريع" من جهة الجنوب، وبدأ التجار في نقل بضائعهم من الأسواق إلى أماكن أخرى.

بعد بسط سيطرتها على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان، واصلت قوات "الدعم السريع" تمددها وانتشارها في غرب الولاية باجتياحها عدداً من المدن والقرى على رأسها مدينتا الحصاحيصا وفداسي، وذلك بعد أن كانت قد دخلت مجتاحة مدناً وقرى بالجهة الشرقية، بينما تعيش مناطق ومدن عدة في ولايات السودان المختلفة حالة من القلق والخوف والترقب، إثر إشاعات راجت بكثافة عن تقدم قوات "الدعم السريع" صوب بلدات في ولايات النيل الأبيض وسنار والبطانة.

نزوح أكثر من 7 ملايين شخص

من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة الخميس، أن الحرب التي اندلعت في أبريل (نيسان) الماضي، في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أدت إلى نزوح 7.1 مليون شخص، واصفةً إياها بـ"أكبر أزمة نزوح في العالم".
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المعارك الأخيرة وسط البلاد أرغمت 300 ألف شخص على الفرار و"هذه العمليات الجديدة ترفع عدد النازحين إلى 7.1 مليوناً"، بينهم 1.5 مليون لجأوا إلى البلدان المجاورة.واجتاحت قوات "الدعم السريع"، أمس الأربعاء مدينة الحصاحيصا على الضفة الغربية للنيل الأزرق واستولت على رئاسة شرطة المحلية، وبحسب لجان مقاومة المدينة، نهبت المنازل وبعض المحال التجارية، بعد أن دخلت المدينة من دون أي اشتباكات لانسحاب قوات الجيش والشرطة منها، وتوغلت في حي المايقوما وبعض الأحياء الطرفية، بجانب دخولها مقر محالج القطن التابعة لمشروع الجزيرة، وسط إطلاق جنود "الدعم السريع" الرصاص احتفالاً وإرهاباً للمواطنين داخل الأحياء.

ود مدني تئن

في الأثناء تتفاقم الأوضاع الإنسانية داخل مدينة ود مدني بشكل واسع، حيث ما زالت تعيش حالة من الشلل والفزع، في ظل انقطاع لخدمات المياه والكهرباء وإغلاق الأسواق وانعدام الخبز، بعد سرقة كل مخازن المواد التموينية والمصانع في المدينة، بجانب التفلتات الأمنية والنهب والسلب.

وكشف عدد من الفارين أن هناك غياباً تاماً لأي مظاهر للقانون، بينما تستمر موجات النزوح الكبيرة في ظل انعدام المواصلات ووسائل الحركة والارتفاع الجنوني لأسعار الوقود، إذ بلغ سعر غالون البنزين 100 ألف جنيه سوداني، ما يعادل 100 دولار أميركي حال الحصول عليه، ما دفع الفارين إلى مغادرة المدينة سيراً على الأقدام لساعات ومسافات طويلة أملاً في الوصول إلى أقرب قرية أو منطقة في طريقهم إلى ولاية سنار.

وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد كشفت عن فرار ما لا يقل عن 300 ألف شخص من منازلهم خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب الاشتباكات بين قوات الجيش، وقوات "الدعم السريع" في المدينة.

توتر كوستي وسنار

إثر الاشتباكات في محيط بلدة القطينة بالنيل الأبيض والأنباء عن استيلاء قوات "الدعم السريع" على لواء الجيش هناك، سادت مدينة الدويم المجاورة حالة من الهلع وأفرغ السوق من البضائع، وغادر عدد من الأسر المدينة نحو القرى المجاورة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى وقع التوتر في مدينة كوستي وتواتر الأنباء عن سقوط بلدة القطينة، أصدرت اللجنة الأمنية لمحلية كوستي بياناً ناشدت فيه المواطنين البقاء بمنازلهم وعدم مغادرتها، مؤكدة استقرار الأوضاع بالمدينة.

في ولاية سنار يسود القلق المدينة المكتظة بنازحي الجزيرة، إثر إشاعات عن تقدم قوات "الدعم السريع" من جهة الجنوب، وبدأ التجار في نقل بضائعهم من الأسواق لأماكن أخرى، مع تململ لحركة النزوح من المدينة.

قصف بالخرطوم

على صعيد جبهة القتال في العاصمة السودانية تجددت الاشتباكات وتبادل القصف المدفعي بين الجيش وقوات "الدعم السريع" بوتيرة أقل مما كنت عليه خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث قصف الجيش تمركزات "الدعم السريع" في أحياء شرق الخرطوم.

كما شن الطيران الحربي غارات جوية على مواقع قوات "الدعم السريع" في محيط القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم.

وشهدت مناطق شمال أم درمان والخرطوم بحري قصفاً مدفعياً متبادلاً بين الجانبين.

وأفاد شهود عيان، باستمرار القصف المدفعي المتبادل شمال أم درمان والخرطوم بحري، واستهداف قواعد الجيش العسكرية بالمدفعية لنقاط تجمعات "الدعم السريع" في منطقة شمال الثورات بأم درمان، إلى جانب وقوع اشتباكات متقطعة في أحياء المدينة القديمة وأنحاء متفرقة من جنوب محلية أم بدة غرب أم درمان.

بيان "الحركة الإسلامية"

رداً على بيان للأمين العام لـ"الحركة الإسلامية"، علي كرتي، اتهم ياسر عرمان القيادي في تحالف قوى إعلان "الحرية والتغيير"، كرتي بأنه ينادي بإطالة أمد الحرب متجاهلاً الأوضاع الإنسانية الكارثية للمرضى والنازحين واللاجئين، و"بدا متعطشاً للحرب متفادياً أي إشارة للسلام ومتكئاً على عصاة القوات المسلحة التي كسرها".

وكان الأمين العام لـ"الحركة الإسلامية"، قد بعث رسالة صوتية إلى قيادة الجيش قائلاً، "لن يكسر إرادتنا فقدان معركة، فدماؤنا وأرواحنا نذرناها لله، دفاعاً عن الأرض والعرض"، مطالباً التعجيل بتسليح المستنفرين وحسن قيادتهم، لترتفع رايات النصر في سارية السودان.

تبرير الانسحاب

على نحو نادر أصدر اللواء الركن أحمد الطيب، قائد الفرقة الأولى مشاة المنسحبة من مدينة ود مدني، بياناً كشف فيه أن الانسحاب تم بعد كشف مخطط شرير لإشعال نزاع عرقي في المنطقة، يتم تنفيذه بواسطة ميليشيات متطرفة تتبع للأمين العام لـ"الحركة الإسلامية" علي كرتي، مما جعل الانسحاب ضرورياً للحفاظ على وحدة المجتمع وضمان استقرار المنطقة.

وأشار القائد المقال إلى أن قراره بالانسحاب يعكس التزامه الدائم بحماية المدنيين والتصدي لأي تهديد يشكل خطراً على استقرار المنطقة، منوهاً بأن هناك "أوامر كاذبة وعمليات تضليل مكثفة وراؤها عناصر تابعة للاستخبارات وبعض الإسلاميين لضرب العلاقة بين المدنيين والقوات العسكرية".

ترتيبات سياسية

سياسياً أعلنت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، برئاسة رئيس الوزراء السابق، عبدالله حمدوك، الشروع الفوري في الاتصال بقيادة الجيش و"الدعم السريع" والجلوس معهما لضمان اتخاذ حزمة من الترتيبات العاجلة لحماية المدنيين، والوفاء بتعهداتهم في عدم التعرض للمدنيين في مناطق سيطرتهما.

وأكدت "تقدم" تواصلها مع المجتمعين الإقليمي والدولي لدعم جهود الاستجابة للكارثة الإنسانية وجهود الحل السلمي التفاوضي، مشيرة إلى تقدمها بدعوة لعقد جلسات عاجلة لمجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن لمتابعة التطورات السياسية في البلاد، وتوفير آليات لحماية المدن وإيصال المعونات العاجلة من قبل المؤسسات الدولية بما يشمل إنشاء معسكرات للنزوح الداخلي بحماية دولية مع آليات فعالة لحماية المدنيين وفتح الممرات الإنسانية بإشراف دولي.

وشدد بيان للتنسيقية، في ختام اجتماعاتها بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على ضرورة توفير ممرات آمنة، وإيصال المساعدات والعودة العاجلة للتفاوض عبر منبر جدة، والاستجابة لمقترح قمة "إيغاد" الطارئة بعقد لقاء مباشر بين القائد العام للجيش وقائد قوات "الدعم السريع"، لوقف غير مشروط لإطلاق النار ومعالجة الكارثة الإنسانية وبدء المسار السياسي بما يفضي لتوافق يطوي صفحة الحروب.

انهيار اقتصادي

اقتصادياً أوضح الأكاديمي والمحلل الاقتصادي، مصطفى التوم، أن سقوط ود مدني، بعد تحولها لمركز مالي وثقل اقتصادي لصادرات البلاد منذ اندلاع الحرب، سيفاقم من حجم الأضرار والخسائر التي تكبدها الاقتصاد الوطني.

وحذر التوم، من أن توقف عجلة الإنتاج والتصنيع الغذائي الذي كان متركزاً في الخرطوم وانتقل مع الحركة التجارية إلى ود مدني سيلقي بظلاله السالبة على عديد من مناطق الإنتاج الأخرى، بخاصة بعد الدمار والتخريب الذي لحق بالبنية التحتية والقطاع المصرفي بالولاية، ما أنعكس على حجم إيرادات وموارد الدولة وكذلك في ندرة السلع الغذائية وتضاعف أسعارها نتيجة انخفاض قيمة العملة المحلية وتفتت سلاسل الإمداد.

قلق بريطاني

دولياً أعربت المملكة المتحدة، عن قلقها من تصاعد أعمال العنف أخيراً في السودان وبخاصة في ولاية الجزيرة، مشددة على ضرورة بدء عملية سلام شاملة بقيادة مدنية، للتوصل إلى حل سلمي.

ودان بيان للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية، أعمال قوات "الدعم السريع" العدوانية والاعتقالات التعسفية للمدنيين، بخاصة مع تقدمها نحو ود مدني، الحيوية والملاذ الآمن للنازحين والنقطة المحورية لإيصال المساعدات الإنسانية.

ودعت المملكة المتحدة، الأطراف المعنية إلى تنفيذ التزاماتها بموجب القانون الدولي، في ما يتعلق بحماية المدنيين، لا سيما بعد التطورات المثيرة للقلق وتجدد القتال في مدينة الفاشر بدارفور.

من جهتها، عبرت جمهورية ألمانيا الاتحادية عن قلقها إزاء التقارير الواردة من ولاية الجزيرة، بعد الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات "الدعم السريع".

وحض المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، دينيس كوميتات، قوات "الدعم السريع" على الامتناع عن ممارسة العنف ضد المدنيين.

الكونغرس يدعو

في الولايات المتحدة الأميركية، طرحت قيادات ديمقراطية وجمهورية في مجلسي الشيوخ والنواب مشروع قرار في الكونغرس يدعو إدارة بايدن إلى تعيين مبعوث خاص في السودان بشكل طارئ.

يطالب المشروع بتطوير استراتيجية شاملة لفرض عقوبات على طرفي القتال والأطراف التي تزودهم أو تسهل تزويدهم بالسلاح والمواد، واتخاذ خطوات لتسهيل التحقيقات الدولية المرتبطة بالفظاعات لدعم المحاسبة.

المزيد من متابعات