Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صحافيو غزة... شهود الحرب وضحاياها

قتل ما لا يقل عن 64 من العاملين في وسائل الإعلام منذ هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر

صحافيون يعملون في أحد شوارع رفح بجنوب قطاع غزة (أ ف ب)

ملخص

منظمة "مراسلون بلا حدود" شجبت عجز إسرائيل عن حماية الصحافيين العاملين على الأرض، الذين ليس لديهم ملاذ آمن.

يدفع الصحافيون ثمناً باهظاً لتغطية الحرب بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة، التي سقط خلالها عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوفهم.

لكن الناجين منهم يواجهون خطر الموت في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل للقطاع، فضلاً عن الصعوبات في الاتصالات والقلق على أسرهم، ونقص المستلزمات الأساسية للبقاء من غذاء وماء.

وقالت الصحافية الغزية هند الخضري لوكالة الصحافة الفرنسية "عملنا هو توثيق الحرب لنطلع العالم على ما يحدث".

لكنهم يعرفون أن لذلك كلفة باهظة. فيوم الجمعة الماضي، سقط مصور "الجزيرة" سامر أبودقة قتيلاً أثناء تغطيته القصف في جنوب قطاع غزة.

وقالت منظمة "مراسلون بلا حدود"، إن عدد الصحافيين الذين قتلوا في حرب غزة خلال هذه الفترة القصيرة يفوق عدد القتلى في أي نزاع شهده العالم منذ 30 عاماً في الأقل.

وتفيد لجنة حماية الصحافيين، أن ما لا يقل عن 64 من العاملين في وسائل الإعلام، بمن فيهم صحافيون ومصورون ومصورو فيديو وفنيون وسائقون، ومعظمهم في غزة، قتلوا منذ هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال المصور الصحافي الفلسطيني معتز عزايزة، إن كل يوم هو "مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا".

فقد قتل البعض منهم في القصف وهم في منازلهم مع عائلاتهم. وقتل آخرون أثناء أداء عملهم.

وقتل ثلاثة صحافيين بقصف في لبنان حيث يحدث تبادل يومي للقصف بين إسرائيل و"حزب الله"، كما قتل أربعة صحافيين إسرائيليين خلال هجوم "حماس" على كيبوتس يعيشون فيه.

وبحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أحدث الأرقام الإسرائيلية الرسمية، قتل نحو 1140 شخصاً في جنوب إسرائيل بهجوم حركة "حماس" غالبيتهم في اليوم الأول منه. وقد احتجز نحو 250 رهينة واقتيدوا إلى غزة.

تعهدت إسرائيل القضاء على "حماس"، وشنت حملة قصف مدمر على القطاع أسفرت عن مقتل 19453 شخصاً، وفقاً لوزارة الصحة التي تديرها "حماس".

الإرغام على الهرب

قالت الخضري "تركت قطعة من قلبي" بعد أن أرغمت مثل نحو 1.9 مليون من سكان غزة على الفرار إلى جنوب القطاع.

توجهت في البداية إلى مستشفى الشفاء الذي لجأ إليه آلاف آخرون، ومن ثم إلى رفح عند الحدود الجنوبية المغلقة مع مصر، لكنها لم تتوقف قط عن توثيق "أهوال" الحرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مدير منظمة "مراسلون بلا حدود" في الشرق الأوسط، جوناثان داغر، إن ما يحدث في غزة هو "خنق للصحافة".

وحتى قبل اندلاع الحرب، واجه الصحافيون فترات عصيبة بغزة في ظل حكم حركة "حماس" التي سيطرت على القطاع عام 2007.

وقال عادل الزعنون مراسل وكالة الصحافة الفرنسية منذ نحو 30 عاماً، "في ظل حماس، تغير العمل الصحافي بشكل كبير عما كان عليه الوضع مع السلطة الفلسطينية".

وأضاف "لا تعترض حماس عادة على تغطية العمليات العسكرية الإسرائيلية، لكنها منعت تماماً أي تغطية لأنشطتها العسكرية، بما في ذلك المواقع العسكرية والأسلحة والأنفاق".

"حماس" التي تعدها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل منظمة "إرهابية"، "حظرت أيضاً أي تغطية لأي مظهر من مظاهر الفساد في حكومتها"، كما أن "قواتها الأمنية لا تتغاضى عن أي انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي".

منذ بدء القتال، قام رامي أبو جاموس، الصحافي والمنسق لدى كثير من وسائل الإعلام الفرنسية، بتوثيق الحياة في غزة في ما يسميه بأنه أمر "واجب".

وبين فيديوهات الجثث ومناشدات الجرحى، ينشر لقطات يلعب فيها مع ابنته ليخطف منها ابتسامة.

فقدان الأهل والأحبة

مع أكثر من 17 مليون متابع يلتقط المصور الصحافي عزايزة أيضاً في صوره محنة النازحين، فضلاً عن شعوره هو نفسه "باليأس".

فهو من خلال دوره كشاهد ومشارك، قام بسحب جثث من تحت الأنقاض أو نقل أطفالاً جرحى إلى المستشفى.

وجميع الصحافيين الذين أجرت معهم وكالة الصحافة الفرنسية مقابلات، بمن فيهم اثنان يعملان لديها، دفنوا أحد أحبتهم أو قريباً لهم أو صديقاً منذ بداية الحرب.

في بعض الأحيان تقع المأساة في أثناء أدائهم عملهم. مدير مكتب "الجزيرة" في غزة وائل الدحدوح علم أثناء بث مباشر أمام الكاميرا بمقتل زوجته وطفليه في غارة إسرائيلية.

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية "خوفي الأكبر لم يكن أن أؤدي وظيفتي أبداً، بل إن أفقد أسرتي. أسرتي التي لم أرها حتى يوم مقتلها، منذ اندلعت الحرب على قطاع غزة. ودعتهم قبل أن أذهب إلى الحرب، ثم ودعتهم عندما واريتهم الثرى".

وأضاف الدحدوح الذي أصيب، الجمعة، أيضاً في ذراعه خلال الغارة التي قتلت المصور أبو دقة، أن الصحافي الفلسطيني "وجد نفسه في أتون المعركة مرغماً لا راغباً، وبات يدفع ثمناً باهظاً، ومثل أي مواطن فلسطيني عادي بات يخشى على نفسه، على حياته، على عمله وعلى أسرته وأحبابه وأقاربه" وهو عاش مثلهم "حياة النزوح والتشرد والتهجير القسري".

 "افتحوا الأبواب"

منذ بداية الحرب، شجبت منظمة "مراسلون بلا حدود" ما اعتبرته "عجز إسرائيل عن حماية الصحافيين العاملين على الأرض، الذين ليس لديهم ملاذ آمن".

وبينما يعاني الجميع في غزة من نقص الوقود والغذاء والماء، فإن الصحافيين في حاجة ماسة إلى الكهرباء لشحن الهواتف والكاميرات وأجهزة الكمبيوتر. وهم يعانون انقطاع الكهرباء المستمر والانقطاع المتكرر للاتصالات.

وقال داغر من منظمة "مراسلون بلا حدود"، إن "من خلال قطع الإنترنت، تمنع السلطات الإسرائيلية الصحافيين من العمل. إنه انتهاك للحق في الحصول على المعلومات".

واضطر الصحافيون للجوء إلى أساليب مبتكرة لمواصلة العمل، مثل الصعود إلى أسطح المنازل لالتقاط إشارة إلى إرسال موادهم مع تكرر الانقطاع.

وحثت منظمة "مراسلون بلا حدود" السلطات على "فتح أبواب" معبر رفح الحدودي مع مصر، حتى "يتمكن الصحافيون، أخيراً، من الدخول والخروج على جانبي الحدود".

وبعد 73 يوماً من الحرب، يبدو مراسل وكالة الصحافة الفرنسية عادل الزعنون منهكاً. ويقول إن أمنيته الوحيدة هي "إيصال عائلتي إلى بر الأمان".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير