Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحكومة التشادية تطرد 4 دبلوماسيين سودانيين بسبب تصريحات مسؤولين في الخرطوم

تواصل المواجهات في الخرطوم بين الجيش و"الدعم السريع" في مختلف جبهات القتال

نازحون في شاحنة على طريق ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة (أ ف ب)

ملخص

دعا قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو إلى حماية المدنيين وعدم توسيع رقعة الحرب

أعلنت حكومة تشاد اليوم السبت إنها أعلنت أربعة دبلوماسيين سودانيين أشخاصاً غير مرغوب فيهم وأمرتهم بمغادرة البلاد خلال 72 ساعة بسبب ما وصفتها بأنها "تصريحات خطيرة" لمسؤولين سودانيين اتهموها بالتدخل في الصراع في بلدهم.
والدبلوماسيون هم المستشار الأول للسفارة والملحق الدفاعي وقنصلان.
وجاء في البيان الذي وقعه المتحدث باسم الحكومة التشادية أن القرار جاء بعد "تصريحات خطيرة لا أساس لها" أدلى بها القائد الكبير بالجيش السوداني الفريق أول ركن ياسر العطا وكررها وزير الخارجية السوداني على شاشة التلفزيون المحلي.
وقال البيان "تكرار مثل السلطات السودانية لهذه التصريحات فيما يتعلق بتشاد وحكومتها يعد ببساطة أمراً غير مقبول وعدائياً ويغطي على أجندة خفية".

الوضع في السودان

في موازاة ذلك، عاد الهدوء النسبي والحذر إلى مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بوسط السودان والقرى المجاورة لها من الناحية الشرقية، بعد محاولة قوة تابعة لقوات "الدعم السريع" التوغل في المدينة، لكن الطيران الحربي تصدى لها ما أجبرها على التراجع بعد تدمير بعضها.

وفرض والي الجزيرة حظر التجول في الولاية من السادسة مساءً حتى السادسة صباحاً، حيث منع تجول الأشخاص والمركبات، فضلاً عن التجمعات، مع إغلاق جميع المحال التجارية، واستثنى القرار الطواقم الطبية وعربات الإسعاف والقوات المسلحة والنيابة.

وبحسب بيان لوزارة الدفاع السودانية، فإن القوات المسلحة والقوات الجوية دمرت قوة تابعة لـ"الدعم السريع" تسللت من مدينة أم ضوا بأن شرق الخرطوم في طريقها إلى ضواحي ولاية الجزيرة. وأشار البيان إلى أنه تم تدمير عدد كبير من القوة فيما هرب من تبقى منها وتتم مطاردتهم، ونوه البيان إلى أن "الدعم السريع" تحولت إلى عصابات نهب وسرقة وترويع للمواطنين العزل في مناطق تخلو من المعسكرات أو الحاميات".

وأكد قائد الفرقة الأولى مشاة للجيش السوداني بولاية الجزيرة اللواء ركن أحمد الطيب التصدي للهجوم الذي شنته "الدعم السريع" على قرى شرق الجزيرة وتكبيدها خسائر كبيرة في الأفراد والمركبات والأسلحة.

تنديد بالهجوم

وندد تحالف قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) بلوغ "الدعم السريع" تخوم مدينة ود مدني، مما يعد توسيعاً لدائرة الحرب وتحويلها إلى صراع شامل، وهو ما يخدم مخطط الحركة الإسلامية وداعميها من المجموعات التي ترتبط مصالحهم بعودتها للسلطة. وأوضح القيادي في "الحرية والتغيير" شهاب إبراهيم الطيب أن المحافظة على حياة المدنيين وممتلكاتهم تتطلب عدم توسيع رقعة الحرب، وأن يتم إيقافها باستكمال التفاوض في منبر جدة، مطالباً قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان بعدم إهدار الفرص وعدم الانصياع لرغبة الحركة الإسلامية برفض أي تفاوض يقود لإيقاف الحرب.

كما دعا قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" إلى حماية المدنيين، وعدم توسيع رقعة الحرب في المناطق التي لجأ إليها المواطنون تحت أية ذريعة أو مبرر.

وأشار رئيس الحركة الشعبية (التيار الثوري) ياسر عرمان إلى أن الهجوم على ود مدني غير مبرر ويعد انتهاكاً لحقوق المدنيين وحمايتهم. وقال في منشورة على منصة "إكس" إن "ود مدني مدينة تضم الملايين من سكانها والنازحين من الخرطوم وغيرها، والهجوم عليها يأتي بعد النهب الواسع الذي مارسته قوات "الدعم السريع" ضد سكان الخرطوم ومنازلهم وممتلكاتهم".

وأوضح القيادي في حزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف أن "الأفعال التي توسع رقعة الحرب، سواء كانت بالهجوم على ود مدني من قبل قوات "الدعم السريع"، أو بقصف طيران القوات المسلحة نيالا، أو باستمرار تبادل القصف المدفعي الذي يصيب المدنيين العزل في العاصمة وغيرها من المناطق المتأثرة بالقتال، هي أفعال مدانة بأشد عبارات الإدانة". وحض يوسف قيادتي الجيش و"الدعم السريع" على تحكيم صوت العقل.

التحلي بالشجاعة

من جانبه، طالب رئيس وزراء السودان السابق رئيس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم" عبدالله حمدوك قائدي الجيش و"الدعم السريع" بوقف الحرب قبل أن تتمدد وتتوسع وفقدان إمكانية إيقافها. وقال على "فيسبوك" "يتحتم على قيادتي الجيش و(الدعم السريع) أن يلتقيا ويتحليا بالشجاعة والمسؤولية الوطنية في هذه اللحظة التاريخية من عمر هذا الوطن".

معارك الخرطوم

وفي الخرطوم، تواصلت المواجهات البرية وتبادل عمليات القصف المدفعي بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في مختلف جبهات القتال في مدن العاصمة الثلاث. وبحسب شهود عيان، فإن طرفي القتال تبادلا القصف المدفعي حول محيط القيادة العامة للجيش بوسط الخرطوم، ونفذ الطيران الحربي التابع للجيش غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع "الدعم السريع" في مناطق المنشية شرق الخرطوم ومحيط سلاح المدرعات وجنوب الحزام والمجاهدين جنوب الخرطوم. ودارت اشتباكات بين الجانبين المتحاربين بمنطقة سلاح الذخيرة بالخرطوم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي أم درمان، شهدت مناطق غرب الحارات وأمبدة اشتباكات متقطعة بين الجيش و"الدعم السريع"، وقصفت مدفعية الأخيرة مقر سلاح المهندسين جنوب المدينة. وقالت تنسيقيات لجان المقاومة في محلية كرري بأم درمان إن القصف المدفعي طاول بعض أحياء الثورات شمال أم درمان الواقعة تحت سيطرة الجيش، مما أثار الهلع فضلاً عن تسجيل إصابات بين المدنيين، كما استهدفت المدفعية الثقيلة التابعة للجيش السوداني والمنطلقة من قواعده في شمال أم درمان، مواقع يعتقد وجود قوات "الدعم السريع" فيها ولا سيما في وسط وجنوب أم درمان وبحري، فيما ردت مدفعية "الدعم السريع" بقصف مكثف طاول حارات الثورة المختلفة.

وفي الخرطوم بحري، قتل أربعة أشخاص في ضاحية شمبات بمدينة بحري على أثر قصف مدفعي متبادل بين طرفي القتال.

مآلات الحرب

في الأثناء، قال الباحث في مركز "الخرطوم للحوار" اللواء الرشيد معتصم مدني "للوهلة الأولى، وتحديداً في الأسبوع الأول للحرب، خرج بعض قادة الجيش السوداني وبشروا الناس بنهاية الحرب خلال أيام معدودة، ودعم هذا الموقف كثر من المراقبين بعد أن ضرب الجيش أهم معسكرات (الدعم السريع) وقضى على عدد كبير من مقاتليها". وتابع "عليه يبقى التنبؤ بمآلات وتطورات الحرب أمراً بالغ الصعوبة والتعقيد باعتبار أن المتغيرات المتعلقة بالحرب كثيرة وسريعة مثل تحول موقف الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي وفتحه حدود بلاده لدخول عتاد حربي لصالح "الدعم السريع"، وكذلك دخول هذه القوات وإدارة معاركها من داخل الأحياء السكنية لم يكن في الحسبان، لكن المتابع للأحداث يرى أن الجيش اتبع سياسة الاستنزاف والنفس الطويل بالتركيز على المعدات والأسلحة الثقيلة، ومراكز القيادة والسيطرة، ومواقع تمركز القوات والإمداد بمختلف صوره، مما أدى إلى خنق القوات المتمردة وإضعافها لحد كبير، ولكن بكلفة باهظة دفع ثمنها المدنيون من سكان الخرطوم بنزوحهم من منازلهم وفقدانهم مصادر عيشهم".

أضاف مدني "المتتبع لممارسات المتمردين على الأرض في المناطق التي أداروا فيها معاركهم في الخرطوم وكردفان ودارفور، يلاحظ تسجيل كثير من التجاوزات المتمثلة في أعمال السلب والنهب وتحطيم متعمد للمرافق الخدمية العامة وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان مثل قتل النساء والأطفال واغتصاب الفتيات والتمثيل بالجثث كما حدث لوالي غرب دارفور بمدينة الجنينة، ودفن بعض أبناء قبيلة المساليت أحياء إذعانا في اذلالهم. فهذه الممارسات وغيرها وضعت هذه القوات في موضع الشك، كما أن خطابها السياسي المتحرك والمتلون من تبنى دعم الديمقراطية إلى محاولة حشد القبائل عبر النعرة الجهوية والعنصرية أفقدها الكثير".

وواصل مدني، "واضح جداً أن المعركة في الخرطوم ليست لصالح المتمردين وسيسترد الجيش عاصمة بلاده في وقت ليس ببعيد، كما أن فقدان (الدعم السريع) الآلة الحربية الثقيلة والمال سيضعها في كماشة بالمناطق الأخرى، كذلك تبين للمواطنين في مواقع سيطرة (الدعم السريع) غياب مظاهر الحياة المدنية وتعطل المرافق الخدمية ونزوح أعداد كبيرة منهم خارج هذه المناطق ممثلة في ولايات جنوب وغرب وشرق دارفور، وفي حقيقة الأمر بدأ السودانيون عامة والأجيال الجديدة منهم يشعرون بأن هناك مهددات وجودية لوطنهم ومعظمهم متحرر من النزعات الجهوية والقبيلة والانتماءات الأيديولوجية، مما جعلهم يصطفون حول الجيش والقتال إلى جانبه بإعداد كبيرة".

ومضى الباحث في مركز "الخرطوم للحوار" قائلاً "قدرة الجيش على حراسة الحدود الطويلة الممتدة في الصحراء الأفريقية الواسعة، وإيقافه الدعم العسكري والمدد البشري، من ضحايا الفقر والتغيرات المناخية والاضطرابات السياسية بالوسائل السياسية والدبلوماسية والعسكرية، سيحدد مستقبل العمليات الحربية في ولايات دارفور التي بدا واضحاً أن (الدعم السريع) بدأت بثقلها فيها، أما ولايات كردفان التي راهن (الدعم السريع) عليها في حربه ضد الجيش بدأت فيها اصطفافات جديدة لا تصب في مصلحتها، فضلاً عن أن حملها شعارات خارجية أوقد الحمية الوطنية لدى أبناء هذه المناطق، إضافة لاستهدافها كثيراً من المرافق الحيوية غير العسكرية التي ارتبطت بها مصالح الناس وتخريبها".

المزيد من متابعات