Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مستشفيات شمال غزة خارج الخدمة والجنوب ليس أفضل حالا

700 ألف نسمة بلا حماية صحية والدبابات تفرض الإخلاء القسري

ملخص

الجزء الشمالي من قطاع غزة بلا خدمات طبية والمصابون ينزفون حتى الموت

صوبت الدبابات الإسرائيلية فوهات مدافعها بشكل مباشر باتجاه مستشفى "كمال عدوان" في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وزحفت بسرعة نحو مباني المرفق الصحي الذي قطعت عنه مصادر الطاقة بعدما استهدفت قذائفها المتفجرة مولدات الكهرباء الرئيسة والفرعية والخلايا الشمسية.

 

ويعد هذا المستشفى المرفق الصحي الوحيد الذي كان يعمل بكامل طاقته في الجزء الشمالي من قطاع غزة، وهو آخر مؤسسة طبية في محافظات الشمال بعدما خرجت كل المستشفيات في تلك المنطقة عن الخدمة.

إخلاء من بين الدبابات

وبالقوة العسكرية البرية وكثافة النار الجوية أخرجت إسرائيل الطواقم الطبية وجميع المصابين والنازحين من مباني مستشفى "كمال عدوان"، وتركتهم يسيرون مشياً على الأقدام بين الدبابات والجرافات وناقلات الجند إلى مصير مجهول من دون إجلائهم إلى مرفق صحي آخر أو تأمين مكان يقدم لهم خدمات طبية.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة "فرضت قوات الجيش الإسرائيلي على الطواقم الصحية ترك المرضى، ومنعت ثلاثة أطباء من استكمال إجراء عملية جراحية في قلب أحد الجرحى، وأجبرتهم على إخلاء المستشفى ووقف عملهم". وأضاف القدرة "كان مستشفى كمال عدوان يعالج أكثر من 2000 جريح، ويوفر إيواء ما يزيد على سبعة آلاف نازح كانوا يعتقدون أن المرافق الصحية محمية بموجب الأعراف الدولية، ويعمل فيه نحو 150 عاملاً صحياً، لكن للأسف سقط وخرج عن الخدمة".

في الواقع مستشفى "كمال عدوان" أكبر المرافق الصحية في محافظات الشمال ويخدم أربع مناطق جغرافية (بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا والنزلة)، ويعتمد عليه بعد النزوح القسري لسكان تلك البقعة أكثر من نصف مليون نسمة.

الشمال بلا خدمات طبية

وبحسب وزارة الصحة، فإن هذا المستشفى خرج عن الخدمة بشكل نهائي، وبات أكثر من نصف مليون نسمة بلا خدمات طبية على الإطلاق. وأوضح القدرة أن محافظات الشمال أصبحت بلا خدمات طبية، إذ خرجت المستشفيات ومراكز الصحة الأولية ومقر الهلال الأحمر عن الخدمة، كما توقفت سيارات الإسعاف عن العمل بسبب نفاد الوقود وكثافة النار. ولفت إلى أن حياة آلاف الجرحى في شمال غزة باتت أقرب إلى الموت مع توقف الرعاية الصحية، مشيراً إلى أنه في الدقائق الأولى لإخلاء المصابين وعندما رفع الأطباء أجهزة التنفس فقد 10 مرضى حياتهم.

ووفقاً لمتحدث باسم وزارة الصحة فإن منطقة شمال غزة تتعرض لإبادة بشكل جماعي، "يستهدف الجيش الإسرائيلي مراكز الأحياء السكنية ويسقط البيوت على رؤوس من فيها".

النقل إلى غزة صعب

وفي ظل استمرار القتال العسكري في قطاع غزة، أكد القدرة أنه لا يوجد أي مكان لوصول الجرحى إليه لتلقي الخدمات الصحية، من ثم ستشهد غزة فقداناً للأرواح بشكل كبير خلال هذه الفترة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويبعد أقرب مستشفى عن منطقة الشمال في مدينة غزة، وهناك مستشفيا "الشفاء" و"المعمداني" لكن الطريق بين المحافظتين تقدر بنحو 15 كيلومتراً، وبما أن سيارات الإسعاف توقفت، يتم نقل الجرحى على عربات الحيوانات مما يستغرق نحو ساعة ونصف الساعة.

وبين القدرة أن كل مصاب ميت في شمال غزة، والجرحى سينزفون حتى الموت، حتى وإن نقلوا إلى مدينة غزة لتلقي الرعاية الصحية اللازمة.

"الشفاء" تحول إلى مركز رعاية

ويعيش مستشفيا "الشفاء" و"المعمداني" حالاً سيئة للغاية. وقال الوكيل المساعد في وزارة الصحة ماهر شامية "مجمع الشفاء الطبي تعرض لاقتحام إسرائيلي، وطرد المرضى والأطقم الطبية والنازحين، ولا يوجد فيه كهرباء حتى الآن، وامتلأ بآلاف الهاربين من الأعيرة النارية". وأضاف شامية "حاولنا مواصلة العمل في مستشفى الشفاء من طريق تشغيل أي قسم فيه مثل الطوارئ أو العمليات أو العناية المركزة، لكن نواجه صعوبات في ذلك، وتحول المجمع الطبي الأكبر في القطاع إلى مركز رعاية أولية فقط، يضمد الجروح ويوقف النزف"، وأوضح أنهم نجحوا في افتتاح مركزين للرعاية الصحية في أزقة مستشفى "الشفاء" حتى يلبوا الحاجات الصحية الأولية فقط لكن لم يجدوا أي طواقم طبية، كما أن أنواع الأجهزة الطبية أصبحت تالفة بفعل الاعتداءات الإسرائيلية التي اقتحمت المؤسسات الصحية.

"المعمداني" وحيداً

بقي في الجزء الشمالي من قطاع غزة مستشفى "المعمداني" وحيداً لكنه يعمل بقدرات محدودة للغاية، إذ تنقطع عنه الكهرباء ساعات طويلة، ويقدم خدمات ضئيلة لنحو 400 ألف مواطن ما زالوا في مدينة غزة.

وأشار شامية إلى أن "المعمداني" فقد القدرة الطبية والاستيعابية تماماً، إذ ينزف الجرحى فيه حتى الموت لعدم توفر الخدمات الصحية.

ومن الصعب تحويل المصابين إلى مستشفيات الجزء الجنوبي من القطاع، مما يستدعي تنسيقاً مع منظمة الصحة العالمية وإسرائيل، وهذا الأمر يستغرق وقتاً طويلاً.

الجنوب ينازع

وقال شامية "مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب القطاع أصبح مكتظاً بنحو 1000 جريح، والمصابون يفترشون الأرض، والواقع الصحي في الجنوب كارثي للغاية، حيث يصعد الجيش الإسرائيلي حالياً الهجمات العسكرية".

وعن الواقع الصحي في محافظة رفح أقصى الجنوب، تابع شامية "هذه المنطقة لا تتوفر فيها الخدمات الطبية المناسبة للعدد الهائل من النازحين، وفيها مستشفى واحد صغير ومحدود الخدمات".

ووفقاً لبيانات وزارة الصحة يوجد في قطاع غزة 35 مستشفى، بقي منها أربعة تواصل خدماتها وهي "الأقصى" و"العودة" في دير البلح وسط القطاع و"ناصر" في مدينة خان يونس و"النجار" في محافظة رفح.

من جهة إسرائيل، يقول المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري "لا يوجد خطط مفادها القضاء على المنظومة الصحية، نحن نلتزم قواعد الحرب والقانون الدولي الإنساني، كل ما في الأمر أن حماس استخدمت المستشفيات لأغراض عسكرية ونحن نعمل على تصفية الحركة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات