Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عودة "بوكيمون"... لعبة محاربة العزلة والملل تحت مطرقة التحريم

اتهامات بالترويج للإلحاد والماسونية والتجسس تلاحق شخصيات المسلسل والعالم ينتظر الحلقات الجديدة بشعف

أصبحت "بوكيمون" مجتمعاً قائماً وهوساً مسيطراً على كثير من العقول حول العالم (أ ف ب)

ملخص

عشاق شخصيات "بوكيمون" على موعد مع عمل درامي جديد يتناول مزيدا من المغامرات المبتكرة، فهل ننتظر موسم آخر من فتاوى التحريم؟

على رغم أنها صممت لتكون مجرد ألعاب للتسلية، لكن في بعض الأوقات تصبح حتى وسائل الترفيه مدعاة للقلق بالنسبة إلى ثقافات بعينها، إذ يعتبر كثر أن الرسوم الملونة تضفي فقط براءة ظاهرية عليها في حين أنها تخفي كثيراً من الأخطار والرسائل البغيضة، فتبدو جذابة وشديدة اللطف بالنسبة إلى مروجيها وكذلك إلى من يقضون أوقاتهم في تجميعها وفي الفوز بتحدياتها، لكنها في نظر جهات أخرى مجرد شرك لاعتناق أفكار تؤدي إلى العزلة والاكتئاب وربما الإلحاد.

القائمة تضم ألعاباً كثيرة بما فيها "الحوت الأزرق" و"تحدي تشارلي" و"ببجي" و"بوكيمون"، فعدد منها صدرت في شأنها فتاوى تحرمها نظراً إلى أخطارها الجمة التي قد تصل إلى الانتحار.

لكن تظل "بوكيمون" عابرة للأجيال ومن أكثر تلك الألعاب استمرارية وانتشاراً، فاللعبة تحافظ على شعبيتها منذ النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي حينما كانت لا تزال قطعاً ورقية وبلاستيكية، وصولاً إلى الطفرة الهائلة بتطبيق "بوكيمون غو" الذي يعتبر في رأي الرافضين من أكثرها خطورة، إضافة إلى سلاسل الحلقات التليفزيونية والأفلام وكثير من نسخ ألعاب الفيديو ونظيرتها الإلكترونية.

وأصبحت شخصيات "بوكيمون" مجتمعاً قائماً وهوساً مسيطراً على كثير من العقول حول العالم، وخلال أسابيع ستبث حلقات جديدة تدور أيضاً حول عالمها، إذ ينتظرها عشاق هذا المجسم الياباني الخرافي المثير للجدل بلونه الأصفر الصارخ وملامحه التي تجمع بين الأرنب والدب وهو الشكل الأشهر لـ "بوكيمون" الذي بات أحد أبرز رموز الثقافة اليابانية، وتنتشر ملامحه في مختلف أنواع ألعاب الأطفال ومقتنياتهم، لتضاهي بقوة رموز الثقافة الأميركية مثل شخصيات "ديزني" وأبطال "مارفل" الخارقين.

عودة الوحش "البريء"

"بوكيمون" هو الوحش المحبوب الذي جرى ابتكار عشرات الأنواع منه، وهو عبارة عن مخلوقات غرائبية أسطورية تمتلك قدرات متنوعة، يقوم المهووسون بها بتجميعها للدخول في تحديات ذات مستويات متدرجة، وهي التيمة التنافسية التي تستند إليها الأعمال الدرامية المقتبسة من سلسلة الشخصيات التي بدأت أولاً كلعبة فيديو من إنتاج شركة "نينتندو" اليابانية عام 1996، بينما بدأ بث مسلسل الأنمي "رسوم متحركة" بعدها بعام واستمر لمدة 26 سنة وعرضت منه أكثر من 1230 حلقة على مدى 25 موسماً.

نجاح ساحق واستثنائي لعمل حقق شعبية وحضور واستمرارية، وودعه الجمهور عبر التليفزيون الياباني في مارس (آذار) الماضي، إلا إنه سيعود قريباً بحلة جديدة وشخصيات مبتكرة، فتستمر رحلة "بوكيمون" على رغم الانتقادات التي تلاحقه من قبل كثير من التيارات المحافظة والهيئات الدينية والأمنية.

ويحاول مطوروه الاستفادة من شعبيته بالطرق شتى، وأبرزها بطولة العالم لـ"بوكيمون" التي يشارك فيها آلاف الأشخاص والتي أقيمت في أغسطس (آب) الماضي في مدينة يوكوهاما باليابان، وشهدت تفاعلاً كبيراً من الزوار الذين أسهموا في التحديات واصطياد الـ"بوكيمون" وحصلوا على جوائز مالية كبيرة، إذ ينقسم الفائزون إلى ثلاث فئات وفقاً لمستوياتهم، ومنهم أيضاً من يحصل على تذاكر سفر لرحلات سياحية ومنح دراسية، وتشهد البطولة عادة إقبال متسابقين من مختلف الأعمار، وإن كانت غالبيتهم ممن هم تحت الـ20 سنة.

اللافت عودة "آفاق بوكيمون (Pokémon Horizons)" وهذه المرة ستكون على نطاق أوسع بكثير، إذ يأتي المسلسل برعاية "نتفليكس" واحدة من أكثر منصات العرض الإلكتروني انتشاراً، بما يزيد على 220 مليوناً في 190 دولة حول العالم، وجرى الإعلان عن الصفقة في صيف 2021.

واشتعلت صفحات فانز المسلسل حول العالم بآلاف المنشورات الحماسية حول المسلسل المنتظر، وبحسب تقارير إعلامية فإن أبرز الشخصيات التي سيتعرض لها المسلسل الذي يبدأ الشهر المقبل "ريكو" و"روي"، إضافة إلى "فريد" و"الكابتن بيكاتشو" أحد أشهر الأسماء في عالم "بوكيمون"، كما من المقرر أن يظهر لاعبون جدد يتمتعون بسمات مرحة ومسلية.

لكن، هل سيصاحب العمل الجديد المتوقع أن يحدث ضجة، مزيداً من الهجوم؟، إذ كل مرة تتجدد فيها رحلة الـ"بوكيمون" سواء عن طريق ألعاب الفيديو أو البطاقات الورقية أو عبر التطبيقات الإلكترونية تتجدد دعاوى المنع والمقاطعة، وتنشط الفتاوى الناهية والمحذرة التي انطلقت مطلع الألفية الثالثة بتحريم تام للعب بالبطاقات، إذ كان الأطفال يحصلون عليها عن طريق بعض المنتجات الغذائية مثل رقائق "التشيبس"، ثم يرصون أكبر عدد ممكن منها فوق بعضها بعضاً، ويختارون واحداً لضرب المجموعة المتراصة فيصبح كل ما سقط نتيجة هذه الضربة من نصيب الخصم.

واعتبرتها دار الإفتاء المصرية في فتوى موثقة بتاريخ السادس من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تشجيعاً للأطفال على لعب القمار والميسر وحرمتها تماماً باعتبارها وسيلة للفساد والإفساد ونشر البغضاء بين الناس ودعت الآباء إلى إبعاد أبناءهم من مثل تلك الأمور.

اتهامات بالترويج للجاسوسية ونظرية التطور

وحينما تطورت الأمور واجتاح تطبيق "بوكيمون غو" العالم في 2016 حتى إن منتجتها شركة "نينتندو" ربحت بسبب انتشار التطبيق وقتها 19 مليار دولار خلال أقل من أسبوعين،  وسببت هوساً وجنوناً لمحبي الـ"بوكيمون" بسبب اعتمادها على الواقع المعزز والدمج بين الواقعي والافتراضي، وفيها يطارد اللاعبون الوحوش بهدف اصطيادها بتوجيه الهواتف ناحيتها، إذ تنتشر في الشوارع والمزارع والمؤسسات، وهم بدورهم يسيرون خلفها مشدودين، وهنا يدخل التطبيق على خريطة تحديد المواقع الخاصة بالهاتف ويخترق كاميرا الهاتف الذكي أيضاً، حيث يتنقل ويتسكشف براً وبحراً وجواً فأينما كان يختفي الـ"بوكيمون" على اللاعب الحصول عليه وتوجيه الكرة نحوه سواء كان "بوكيمون" "مولتريس أو بيدجي أو ستارمي أو غيره".

وهذا التنقل وراء الوحوش الافتراضية كان من أسباب تحريمها مجدداً لدى دار الإفتاء المصرية، فأصدرت حينها فتوى أخرى تستند إلى شروط اللعبة التي يمكن أن تنتهك الخصوصيات وتقتحم المواقع الاستراتيجية مما يصب في خانة التجسس، بل استدراج المراهقين إلى أماكن بعيدة تعرض حياتهم للخطر، ووصفت المؤسسة الدينية المعنية ببتّ الأسئلة المحيرة وإبراز رأي العقيدة بها، رموزها بأنها تدعو إلى الانحراف لتعدد الآلهة وعبادة الحيوانات، ودعت إلى استبدالها بالألعاب الذهنية والرياضية التي تنمي العقل والبدن.

وفي تلك الفترة التي شهدت "ترند" "بوكيمون غو"، قامت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السعودية بالتذكير بفتواها القديمة حول اللعبة فأكدت تحريمها مرة أخرى لاحتوائها على عدد من المحاذير الشرعية، وبحسب موقع "أرقام" فإن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية حذرت كذلك من الألعاب التي تتعلق بالأجهزة الذكية والتي تعتمد على تقنية تحديد المواقع والدخول إلى كاميرا الهواتف الشخصية، وتحذيرات مشابهة أيضاً أطلقتها شرطة أبو ظبي نظراً إلى خاصية جمع البيانات التي يعتمد عليها التطبيق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن التحذيرات في دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأميركية انصبت في معظم الوقت على تنبيه مستخدمي التطبيق من حوادث السير، نظراً إلى اهتمامهم الشديد بمتابعة الخطوات وعدم التركيز على القيادة أو رؤية من يسير إلى جوارهم، ولكن بحسب "رويترز" فإن كثيراً من المؤسسات الصينية اعتبرت أن تلك اللعبة تهدف إلى التجسس على المواقع العسكرية الصينية لمصلحة اليابان والولايات المتحدة مما يشكل خطورة كبيرة، كما منعت دولاً أخرى استخدام التطبيق قرب المواقع الأمنية للأسباب نفسها.

في حين انتشرت أيضاً اجتهادات دينية متعددة تشير إلى أن اللعبة تروج لنظرية التطور لداروين المعروفة بالنشوء والارتقاء المحرمة في رأيهم، إذاعتبرت بعض الاجتهادات أن فكرة "بوكيمون" سواء من خلال المسلسلات أو الأفلام أو الألعاب تقوم على أفكار الصراع والبقاء للأقوى، وتدعو إلى العنف وتعتمد على تطور الأجناس من نوع أدنى لآخر أكثر ذكاء، كما وصفت رموزه مثل النجوم السداسية بأنها وثيقة الصلة بدعوات الماسونية والصهيونية.

عقدة الطفولة

كل تلك الاتهامات تزدهر عاماً بعد عام، على رغم أن ابتكار "بوكيمون" من الأساس جاء كوسيلة للتغلب على حزن طفولي بريء أصاب صانعه الأول ساتوشي تاجيري، مواليد الـ28 من أغسطس 1965، الشاب الياباني الذي أطلق ابتكاره وهو في الـ 30 من عمره بعدما قضى صباه مبتئساً بسبب القضاء على المساحات الخضراء والغابات الواسعة التي كانت تحيط بمنزله، حيث كان يقضي فيها معظم نهاره للبحث عن الحشرات الطائرة ولهذا أصيب بصدمة بعدما اقتلعت الأشجار، وعقب محاولات عدة لإيجاد بديل لممارسة تلك العادة لأطفال الأزمنة الحديثة والمعاصرة جاءته فكرة "بوكيمون" التي وصل إليها بعد تجارب مختلفة، خصوصاً أن تاجيري لم يحب الدراسة النظامية كثيراً وعانى العزلة بعض الشيء، وتردد أنه كان مصاباً ببعض أطياف التوحد، فهل بالفعل نجح في تحقيق ما يسعى إليه وساعد الأطفال على الاستمتاع بحياة الطبيعة؟

اللافت أن هناك تناقضاً كبيراً في ما يتعلق بتأثيرات "بوكيمون" في الصحة العقلية، ففي حين ذكرت تقارير عالمية بعضها استعرضته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن هناك إيجابيات لتلك اللعبة تتعلق بتحسين البيئة النفسية وبحثّ محبي المكوث في المنزل على الخروج بعد أن تضطرهم مطاردة الـ"بوكيمون" إلى التحرك في الهواء الطلق، بذلك تقلل من معدلات العزلة لديهم، يرى آخرون أنها على العكس تماماً قد تسبب الاندماج الشديد والتماهي، بل الإدمان الإلكتروني وبينهم استشارية الصحة النفسية وتعديل السلوك الباحثة صفا أبو العزم التي تؤيد وجهة النظر التي تشير إلى أن الاكتئاب والإحباط والعزلة نتائج أساسية للتوحد مع الألعاب الإلكترونية بما فيها "بوكيمون"، موضحة أنها تسرق حياة الشخص بسبب استحواذها على تفكيره لساعات طويلة، وتحفز لديه الشعور العدواني والعدائي، بخاصة لو تضمنت مشاهد قتل فتثير إحساسه بالتعاسة وتولد لديه اليأس والإحباط بعد الإخفاق في مستويات اللعبة أيضاً.

وتضيف أنه في حال الألعاب التي تتطلب المكوث والتركيز فإنها تسبب أضراراً بدنية أيضاً لقلة الحركة، كما أنها عامل من عوامل ضعف الإنجاز والإنتاجية، ولكنها ترى أن أضرارها النفسية هي الأكثر سوءاً، إذ إن مرافقة الأجهزة اللوحية والدخول في عالم تلك الألعاب واستبداله بالواقع يمكن أن تصيب صاحبها بالفراغ العاطفي بسبب البعد من الناس.

وتابعت أبو العزم أنه "أمر طبيعي أن يعاني مدمن تلك الألعاب ضعف المهارات الاجتماعية فيصبح ضعيفاً في التواصل الواقعي لاعتماده على التواصل الافتراضي حتى إن أفكاره لحلول المشكلات تكون من واقع هذا العالم غير الواقعي المنعزل، بل إنه يشعر بتوتر ورهاب اجتماعي حينما يضطر إلى التعامل مع أشخاص طبيعيين خارج نطاق الفضاء الإلكتروني الذي أسس فيه كيانه البديل".

وتنوه إلى أن مبتكري تلك الألعاب ومطوريها درسوا جيداً علم نفس الإنسان فالأمر ليس عشوائياً، لذا نجحوا في الوصول إلى سبل جذب المستخدمين وخطف تفكيرهم وانتباههم لإنجاز المهمات الموجودة، إذ إنها متعددة ومتشعبة وتخاطب الأطفال والمراهقين والبالغين.

تفسيرات متناقضة

على العكس، هناك وجهات نظر مغايرة، ومنها ما أشارت إليه "بي بي سي" في تقرير لها عام 2017، فأكدت أنه على رغم أن اليابان تصنف على أنها دولة ذات معدلات انتحار عالية، تحديداً مدينة توجينبو الواقعة في مقاطعة فوكوي، إلا أن المفاجأة أنه بعد ما يقارب عام من انتشار تطبيق "بوكيمون غو" بين الجماهير، انخفص معدل الانتحار بالفعل بين سكان تلك المدينة بحسب تصريحات لرجال الشرطة، وكذلك وفقاً لإحصاءت جرى الكشف عنها حينها، ففي 2016 سجلت المدينة 14 حالة انتحار، فيما شهد عام 2017 "صفر حالات".

ونقلت "بي بي سي" عن مديرة جمعية "تل لايفلاين" في اليابان المعنية بالصحة النفسية فيكي سكورجي قولها إن هناك عوامل كثيرة أسهمت في هذا التطور الإيجابي وعلى ما يبدو أن للعبة تأثيراً فعلاً في هذا الأمر، وكذلك ذكر أحد رجال الشرطة المتقاعدين في ذلك الوقت أنه جرت العادة أن يلجأ الناس إلى تنفيذ عمليات قتل أنفسهم في ساحات المدينة، وفي حين أن الحشود منشغلة بلعبة تتطلب خروج الناس إلى الميادين والشوارع ليطاردوا وحوش ألعابهم، فبحسب تفسيره لم تعد المنطقة مكاناً لجذب المنتحرين، ولكن في النهاية هو تفسير اجتهادي لا يمكن الجزم بيقينيته، إذ لا تزال اللعبة منتشرة في أنحاء العالم، بخاصة موطنها اليابان ومعدلات الانتحار لا تزال عالية في هذا البلد، حيث وصل عدد المنتحرين العام الماضي إلى 21881 شخصاً بزيادة قدرها 297 عن 2021 بحسب موقع مؤسسة "Nippon Communications".

وتعتقد أبو العزم بأن الشخص التي يتوحد مع الألعاب الإلكترونية سواء "بوكيمون" أو غيرها، يصبح مدمناً مثله مثل مدمن العقاقير أو المشروبات، لذا يسبب الضرر لنفسه، ويؤذي من يتعامل معه بسبب اكتسابه صفات مزعجة.

وتلفت النظر إلى أن الغالب في تلك الألعاب أنها تجعل من يواظب عليها بصورة مبالغ فيها، شخصاً منغلقاً، حتى إذا تواصل مع غيره فتواصله منقوص وإذا خرج إلى الشارع فإنه يكون في عالم خاص به لا يتفاعل بشكل طبيعي مع المحيطين.

وتتابع أبو العزم أن "جميع طاقة اللاعب مستنفدة في هذه النوعية من الألعاب التي تعتبر محفزات سلبية تؤدي إلى عدم النوم والتقصير في التحصيل الدراسي وصعوبة التحكم في الوقت، مضيفة أنه بصورة عامة يجب معرفة توجهات كل لعبة، كي لا تودي بصاحبها إلى أمور صادمة"، فالترفيه كما ترى استشارية الصحة النفسية أمر جيد ولكن بقدر مناسب وبصورة متوازنة حتى لا يدخل الشخص في دوامة تسبب له أمراضاً نفسية وسلوكية وجسمانية أيضاً.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات