Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

احتدام المعارك بالعاصمة السودانية وتعليق جديد لمفاوضات منبر جدة

قصف جوي داخل وخارج الخرطوم والبرهان يحدد شروطه للسلام

تتواصل العمليات الحربية والمعارك بين الجيش وقوات "الدعم السريع" بالعاصمة السودانية الخرطوم (رويترز)

ملخص

قصف جوي ومدفعي وانفجارات بالخرطوم وتعثر مفاوضات جدة

تواصلت العمليات الحربية والمعارك بين الجيش وقوات "الدعم السريع" بالعاصمة السودانية الخرطوم على الوتيرة العنيفة ذاتها، وبينما تابعت المقاتلات الحربية للجيش ترصدها وقصفها المكثف للأهداف التابعة لـ"الدعم السريع"، شهدت مناطق عدة من العاصمة مواجهات وقصفاً مدفعياً عنيفاً بين الطرفين وسط وشرق الخرطوم وفي محيط سلاح المدرعات جنوباً، وكذلك جنوب وغرب أم درمان وشمال الخرطوم بحري.

تكثيف جوي

وواصل سلاح الجو والطيران المسير غاراته واستهدافه مواقع ونقاط تمركز قوات "الدعم السريع" شمال مدينة بحري وحي الأزهري جنوب شرقي العاصمة، وسمع المواطنون دوي انفجارات قوية، فضلاً عن تصاعد سحب وأعمدة الدخان في سماء المنطقة.

وأوضحت مصادر ميدانية أن المقاتلات الحربية التابعة للجيش قصفت أهدافاً لـ"الدعم السريع" في محيط الإذاعة والتلفزيون بأم درمان، كما هاجمت رتلاً من العربات المقاتلة على طريق بارا الأبيض دمر عدد كبير منها إلى جانب خسائر بشرية كبيرة وسط "الدعم السريع". وأشارت المصادر ذاتها إلى أن قوات العمل الخاص دهمت عدداً من أماكن سكن "الدعم السريع" بالخرطوم وبحري جنوب الصافية حيث قتلت وأسرت عدداً منهم، وتمكنت من إلقاء القبض على قناصة في منطقة ودنوباوي بأم درمان القديمة، كما أغرقت مركباً كان تستخدمه هذه القوات لعبور النيل الأبيض بمنطقة خزان جبل أولياء.

قصف عشوائي

وأفاد شهود بتعرض حي شمبات الأراضي بالخرطوم بحري إلى قصف عشوائي من قبل قوات "الدعم السريع" تسبب في مقتل شخصين في الأقل وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة. واتهمت لجان مقاومة منطقة دردوق ونبتة شمال الخرطوم "الدعم السريع" بممارسة الترهيب والترويع ونهب المتاجر والمخابز بالمنطقة تحت تهديد السلاح، وقالت في بيان إن عدداً كبيراً من المخابز توقف عن العمل بسبب نهب هذه القوات الدقيق من معظم مخابز المنطقة تحت تهديد السلاح.

وكشف بيان لهيئة "محامو الطوارئ" عن مقتل 15 مدنياً بينهم أطفال وإصابة آخرين نتيجة قصف الطيران الحربي، خلال اليومين الماضيين، مناطق مأهولة بالمدنيين في الكوكيتي بولاية شمال كردفان والفتيحاب بمدينة أم درمان، مطالباً طرفي القتال بالابتعاد عن مناطق المدنيين ووقف شن الهجمات العشوائية والتزام القانون الدولي الإنساني.

استعدادات ومناورات

وكشف مفوض العون الإنساني بشمال كردفان طارق أبو البشر عن تزايد مراكز ومعسكرات إيواء المتأثرين بالحرب بالولاية تزايداً ملحوظاً، إذ تجاوز 100 مركز من بينها 80 معسكراً في العاصمة الأبيض. وأعلن أبو البشر أن تدخل عدد من المنظمات وجهوداً مشتركة مع وزارة الصحة الولائية أديا إلى انفراج في تقديم الخدمات واستقرار الوضع الصحي في تلك المراكز مقارنة بما كان عليه الوضع سابقاً.

وفي دارفور، بدأت القوة المشتركة للحركات عمليات توسيع نطاق انتشارها فعلياً في ولاية شمال دارفور. وأكد بيان سابق للمتحدث باسم القوة المشتركة الرائد أحمد حسين أنها باتت جاهزة للتصدي لأي انتهاكات أو اعتداءات يتعرض لها المواطنون.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت منطقة أم مراحيك شمال الفاشر قد استقبلت أعداداً كبيرة من مقاتلي الحركات القادمين من الصحراء تحسباً لهجوم محتمل من قوات "الدعم السريع" التي ما زالت تتمركز شرق المدينة. وكشفت مصادر ولائية عن أن الأخيرة بدأت تناور بتحريك بعض قواتها هناك باتجاه الشرق بغرض إعادة تموضعها في مناطق شمال وغرب كردفان على رغم الضربات الجوية التي تعرضت لها، الأسبوع الماضي، محذرة من أن سيطرتها على مدينة أم كدادة تضعها على تخوم ولاية شمال كردفان.

تطبيع الحياة

وفي محاولات لتطبيع الحياة بالولايات التي تقع تحت سيطرتها بإقليم دارفور، أعادت قوات "الدعم السريع" افتتاح مستشفى مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور إلى الخدمة. ونشرت مقاطع فيديو على صفحتها بمنصة "إكس" يظهر في أحدها اللواء علي يعقوب جبريل القائد المكلف للفرقة بزالنجي، وهو يعد المواطنين بتوفر الخدمات الطبية، بينما خاطب العقيد صالح الفوتي القائد المكلف في مدينة نيالا بجنوب دارفور نفير الفعاليات الشعبية لنظافة الولاية، وتفقد قائد فرقة الجنينة سوق المدينة مطالباً الغرفة التجارية بتنظيم السوق وتوفير السلع والمنتجات.

تعليق التفاوض

في غضون ذلك، كشف مصدر دبلوماسي عن تعليق مفاوضات منبر جدة مساء أمس الأحد، بعد انسداد أفق التفاوض واصطدامه من جديد بعقبة التعهدات غير الملتزم بها من قبل الجانبين في الاتفاقات السابقة، مما دفع الوساطة المشتركة إلى رفع جولة التفاوض وعودة الوفدين للتشاور مع قياداتهما. وأوضح المصدر أنه بينما يتمسك وفد الجيش المفاوض بخروج قوات "الدعم السريع" من الأعيان المدنية والمؤسسات الخدمية ومنازل المواطنين وفقاً لما جاء في اتفاق "جدة 1"، يتشدد الطرف الآخر على ضرورة وفاء الجيش بتعهداته في إعلان جدة الأخير في ما يخص إجراءات بناء الثقة، بالقبض على قائمة المطلوبين من قادة نظام عمر البشير الإسلاميين لمواصلة التفاوض.

البرهان يشترط

في الأثناء، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أن ذهاب الحكومة للتفاوض بهدف عزمها على إيجاد حلول جذرية للأزمة السودانية، "لكن أي مفاوضات لا تلبي رغبة الشعب السوداني في خروج الميليشيات من الأعيان المدنية لن تكون مقبولة". وجدد البرهان رغبة السودان في التعاون مع المجتمع الدولي وترحيبه بالمبعوث الأممي الجديد، موضحاً أننا "لا نريد مبعوثاً ينحاز لفئة أو مجموعة معينة، بل يسهم في استقرار وأمن البلاد ووحدتها، وإلا فسيكون مصيره مثل سابقه". وحذر قائد الجيش، في أثناء مخاطبته ضباط وجنود الفرقة الأولى مشاة بمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، القوى السياسية التي تساند "الدعم السريع" وتسعى إلى تحقيق مكاسب شخصية بأنه لا وصول للسلطة على جماجم وأشلاء السودانيين. وتابع "نقول لمن يتسولون في عواصم العالم ويدعون لجلب الحلول، إنه لا حلول ستفرض علينا من الخارج، لكن الحل موجود في الداخل وعليهم التفاوض مع الشعب السوداني الذي سيلفظ التمرد وكل من يتعاون معه".

المعركة مستمرة

وأكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي "استمرار المعركة حتى دحر وهزيمة ميليشيات (الدعم السريع) المتمردة وتطهير الوطن وبسط الأمن والسلام"، معتبراً استنفار ولاية الجزيرة بأكثر من 40 ألف شاب دليلاً على تماسك وحدة الصف الوطني، متهماً، في المقابل، قوات "الدعم السريع" بالاستقطاب الحاد وسط القبائل لضرب هذه الوحدة.

في السياق، رأى أستاذ العلاقات الدولية بشير الفاتح حمزة أن خطاب الفريق البرهان أمام العسكريين بولاية الجزيرة حمل رسائل وتحذيرات قيدت مسار التفاوض في منبر جدة بشرط قاطع هو انسحاب قوات "الدعم السريع" من الأعيان المدنية ومنازل المواطنين. وأشار حمزة إلى أن اللهجة التصعيدية والتحذيرية لقائد الجيش تواكب التصعيد العسكري الجوي والبري في العمليات الحربية المتنوعة التي يقوم بها الجيش منذ أكثر من أسبوع داخل ولاية الخرطوم.

أمل "إيغاد"

وتوقع أستاذ العلاقات الدولية أن تشكل القمة الطارئة للهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد"، المزمع انعقادها خلال هذا الأسبوع بالعاصمة جيبوتي لبحث وقف الحرب في السودان، دفعاً لتجاوز نقاط الخلاف في منبر جدة، لتسريع وقف إطلاق النار وفق تفاهمات سابقة للبرهان في لقاءاته الأخيرة مع كل من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والرئيس الكيني ويليام روتو ورئيس جيبوتي عمر إسماعيل غيلة رئيس الدورة الحالية لمنظمة "إيغاد". وأعرب عن أمله في أن تحرك قمة "إيغاد" خطوات التفاوض الجارية في منبر جدة، بالتركيز على إزالة عثرات التباطؤ المتعلقة بتنفيذ مخرجات جدة الأولى والثانية في شأن إخلاء الأعيان المدنية والتزامات بتعزيز الثقة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بواسطة الطرفين. ولفت الأكاديمي إلى أن أطروحات أجندة القمة تتكامل بشكل واضح مع منبر جدة الذي فرض نفسه كفرصة مواتية للوصول إلى اتفاق جاد لوقف العدائيات وإطلاق النار يكون محمياً بآليات رقابية فعالة، فضلاً عن تقاربها مع خريطة طريق إنهاء الحرب، التي تطرحها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم".

قلق أممي مستمر

أممياً، أوضح ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن فريق الأمم المتحدة سيواصل عمله الأساس في السودان بعد انتهاء ولاية البعثة الأممية المتكاملة لدعم الانتقال الديمقراطي "يونيتامس"، بما في ذلك تقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة. ونوه دوجاريك بأن الأمين العام للأمم المتحدة لا يزال يشعر بقلق عميق إزاء الصراع المتصاعد في السودان وتأثيره المدمر على المدنيين، وسيواصل العمل مع جميع أصحاب المصلحة السودانيين لدعم تطلعات الشعب السوداني إلى مستقبل سلمي وآمن. وأكد المتحدث الرسمي أن المبعوث الأممي الجديد رمطان لعمامرة سيعمل على دعم جهود السلام الجارية بالتنسيق والتعاون الوثيق مع الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية "إيغاد"، مجدداً دعوته الأطراف المتحاربة للتوصل إلى اتفاق في شأن وقف فوري لإطلاق النار والدخول في مناقشات لتحقيق وقف دائم للأعمال العدائية.

طرق جديدة للمساعدات

إنسانياً، وصلت إلى السودان أول شحنة مساعدات كبيرة تنطلق من إثيوبيا، بعبور 4 آلاف مجموعة من مواد الإغاثة الأساسية ودخولها من إثيوبيا إلى الجنوب الشرقي من السودان. وقال إن المواد تكفي لتحسين حياة 20 ألف شخص. وأعرب المدير القطري للمجلس النرويجي للاجئين ويليام كارتر عن سروره لفتح الطريق نتيجة الضغط من أجل دخول المساعدة الإنسانية عبر أكبر عدد ممكن من المعابر الحدودية لزيادة تدفق المساعدات المنقذة للحياة إلى الناس في مختلف أنحاء هذا البلد الشاسع. وأوضح أنه على رغم أن الأمر استغرق أشهراً للتنسيق وتحقيق الإجماع مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين والمضي قدماً في إجراءات مختلفة وجديدة، فإنه أصبح من السهل الآن إعادة تشغيل تلك الطرق، معرباً عن شكره لسلطات محافظات الأمهرا الإثيوبية والقضارف السودانية لتسهيل الحركة داخل أراضيها.

المزيد من متابعات