Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المخرجة الفلسطينية لينا سوالم: الغوص في تاريخ العائلة أمر مخيف

حاز فيلمها جائزة لجنة التحكيم في مهرجان مراكش ولاقى تصفيقاً حاراً من الجمهور الذي هتف "تحيا فلسطين"

المخرجة لينا سوالم برفقة والدتها الممثلة الفلسطينية هيام عباس (اندبندنت عربية)

ملخص

بعد فوزها بجائزة لجنة التحكيم في "المهرجان الدولي للفيلم بمراكش" تحدثت "اندبندنت عربية" إلى المخرجة الفلسطينية لينا سوالم عن فيلمها "باي باي طبريا"

بلغت النسخة الـ20 من "المهرجان الدولي للفيلم بمراكش" خواتيمها، فبعد تسعة أيام من العروض والتداولات، كشفت لجنة التحكيم التي تترأسها الممثلة الأميركية جيسيكا شاستين عن الفائزين في مهرجان هذا العام الذي شهد عرض 14 فيلماً في منافساته الرسمية.

وللمرة الأولى في تاريخ المهرجان، مُنحت النجمة الذهبية للفيلم المغربي "كذب أبيض" للمخرجة أسماء المدير، فيما توج فيلما "عصابات" لكمال الأزرق (المغرب) و"باي باي طبريا" للينا سوالم (فلسطين)، مناصفة، بجائزة لجنة التحكيم.

ويذكر أن الأفلام الثلاثة الفائزة شاركت في ورشات الأطلس وهي برنامج للصناعة السينمائية وتطوير المواهب تجري على هامش المهرجان وانطلقت للمرة الأولى عام 2018. لذا، تؤكد هذه المنصة دورها الريادي والمهم كحاضنة للمواهب الجديدة من أفريقيا والعالم العربي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي المحصلة، اكتشف جمهور المهرجان 75 فيلماً من 36 بلداً عن فئات مختلفة تضمنت المنافسة الرسمية والعروض الاحتفالية (غالا) والعروض الخاصة والقارة الـ11 وبانوراما السينما المغربية وسينما الجمهور الناشئ، إضافة إلى الأفلام التي تم عرضها في إطار التكريمات.

لينا سوالم

والتقت "اندبندنت عربية" لينا سوالم خلال المهرجان لمناقشة الفيلم الوثائقي الثاني لها بعنوان "باي باي طبريا" الذي يغوص في تاريخ عائلة والدتها منذ عام 1948 ويركز بصورة خاصة على النساء وكيف أن تاريخ بلادهن أثر بشكل عميق في خياراتهن الفردية وذاكرتهن الجماعية بما في ذلك مسيرة والدتها الشهيرة الممثلة الفلسطينية هيام عباس.

لم تكن سوالم دخيلة على نبش الذاكرة، إذ بحث فيلمها الوثائقي الأول بعنوان "جزائرهم" في تاريخ والدها (الممثل الفرنسي- الجزائري زين الدين سوالم) من خلال عدسة جديها وكيف كان انتقالهم إلى فرنسا مرادفاً لقطع العلاقات أمام أي عودة محتملة للجزائر ولكنه في الوقت نفسه يعبّر عن حس قوي بالهوية.

وقالت سوالم لـ"اندبندنت عربية" إن "الغوص في تاريخ العائلة هو أمر مخيف. إن صنع هذين الفيلمين جعلني أنضج بصورة كبيرة، فهناك سبب لدراستي السياسة والتاريخ. لدي أسلاف أقوياء للغاية وقام دوري على ترجمة ذلك".

وتشرح سوالم أنه "في الجزائر يسود الصمت بسبب الصدمة، فيما في فلسطين يستمرون في إحياء التاريخ من خلال سرد قصتهم لأن ذلك لا يتعلق بالأرض فحسب، بل بالعامل النفسي أيضاً!".

وكان العمل على المفردات مهماً للغاية بالنسبة إلى لينا سوالم التي ساعدها الصديق والكاتب الفلسطيني كريم قطان. وقالت: "طلبت من كريم مساعدتي في إضفاء حس من الشعر على هذا الفيلم. ومن خلال تغيير أو إضافة كلمة واحدة فحسب، ساعدني بالفعل على التعبير عن نفسي. إن التاريخ الفلسطيني يزخر بالشعراء. خلال دراستي، كدت أنسى أن إدوار سعيد ومحمود درويش فلسطينيان!".

كما أن الشعر موجود أيضاً في "باي باي طبريا" من خلال صوت هيام عباس التي تقرأ شعر قطان وشعرها الخاص الذي كتبته في شبابها قبل أن تسلك طريقها نحو أوروبا. وتُعتبر هذه طريقة سوالم لتقديم شعرها لعائلتها المشتتة، خصوصاً لجدتها التي تسترجع قصتها من عام 1948. "كل ما أعرفه منها ينطلق من تلك النقطة وما بعدها. كنت بحاجة إلى أن أظهر كيف أن هذه اللحظة التاريخية شرذمت العائلة وغيرت قدر النساء فيها. غالباً ما تُصور المرأة العربية على أنها متمردة أو تقليدية مما يعني أنه يتم تجاهل تشعباتها وتعقيداتها، وتعني هذه التعقيدات بكل بساطة أنكم بشر!"، تضيف سوالم التي تعتبر هدفها مع "باي باي طبريا" على مستوى مختلف في محاربة نزع صفة الإنسانية عن شعبها.

وعندما عُرض فيلم "باي باي طبريا" في مراكش، حصل على تصفيق حار ودعم عاطفي من الجمهور الذي هتف "تحيا فلسطين" وهو أمر أثر بسوالم ودفع عباس إلى شكر الجمهور المغربي بحفاوة. وقالت سوالم: "خلال مختلف العروض في الخارج، شعرت بأن كثيراً من الحاضرين عجزوا عن التكلم، قلوبنا ثكلى ونحن في حال حداد ولكن قدرتنا على مشاركة ذلك مع الجمهور هي لحظة مشاركة وحوار تتيح لنا التواصل وتمنحنا القوة للتحدث عن أنفسنا".

وفي كلمة لها بعد تسلمها الجائزة في الحفل الختامي عبر رسالة مصورة، قالت سوالم "أشكركم على احتفائكم بقصص النساء الفلسطينيات في عائلتي. شكراً لأنكم رأيتم معاناتهن وشعرتم بقوتهن وبكيتم على فقدانهم أشخاصاً أعزاء وتقبلتم تعقيداتهن. أقدم هذه الجائزة لكل الشعب الفلسطيني الذي يحاول إيجاد مكانه في العالم ويحتاج إلى أن يُنظر إليه بكامل إنسانيته. وفيما نشهد على القصف العنيف الذي يتجدد على غزة يبدو أن الوجع الذي أصاب الفلسطينيين ليس كافياً لكي يتحرك المجتمع الدولي للمطالبة بوقف الأعمال العدائية".

وتابعت في كلمتها، "أود أن أستشهد بالكاتب الفلسطيني كريم قطان الذي قال: ’غزة ليست فكرة تجريدية، إنها ساحل وشواطئ وشوارع وأسواق ومدن تحمل أسماء الأزهار والفاكهة. إنها ليست فكرة تجريدية بل أماكن وحياة وشعب تتعرض كلها للقصف والنسيان. وعلى هذا أجيب من خلال سرد القصص بأننا نحارب ضد النسيان والإهمال‘".

المزيد من سينما