مدّد مجلس الأمن الدولي لعام مهمة الجنود الأمميين الـ 10 آلاف المنتشرين في جنوب لبنان ضمن قوة اليونيفيل، محذراً من اندلاع نزاع جديد بين هذا البلد وإسرائيل، وتبنّى المجلس بالإجماع مشروع قرار أعدته فرنسا.
ونبّه المجلس في قراره إلى أن "انتهاكات وقف الأعمال القتالية يمكن أن تؤدي إلى نزاع جديد، لا يصبّ في صالح أي من الأطراف أو المنطقة"، مندّداً "بكل انتهاكات الخط الأزرق" الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل سواء "جوية أو برية، ويدعو بحزم جميع الأطراف إلى احترام وقف الأعمال القتالية".
قرار مجلس الأمن أعقب سقوط طائرة مسيرة وانفجار أخرى في الضاحية الجنوبية لبيروت، ليل الأحد 25 أغسطس (آب) الحالي، في تطوّر اعتبره حزب الله بمثابة "أوّل عمل عدواني" من قبل إسرائيل منذ انتهاء حرب تموز في عام 2006. وفي وقت قال حزب الله الذي وضع يده على الطائرتين إثر سقوطهما في معقله، إن احداهما كانت تحمل مواد متفجرة تزن أكثر من خمسة كيلوغرامات ولم تنفجر، نقلت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة للجماعة الشيعية اللبنانية عن مصدر أمني بأن "الحزب" سلّم الجيش اللبناني الطائرتين يوم الجمعة 30 أغسطس.
للحفاظ على السلام
وحضّ المجلس في قراره "جميع الأطراف على عدم توفير أي جهد" للحفاظ على السلام و"التزام أقصى حدّ من الهدوء وضبط النفس والامتناع عن أي عمل أو خطاب من شأنه تقويض وقف الأعمال القتالية أو زعزعة استقرار المنطقة". وبناء على إلحاح الولايات المتحدة كما أفاد دبلوماسيون، طلب مجلس الأمن في قراره من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن يجري قبل الأوّل من يونيو (حزيران) 2020 "تقييماً" لمهمة اليونيفيل وعديدها.
كذلك، يطالب القرار، بناء على طلب واشنطن، بأن يُتاح للقوة الأممية الوصول "إلى كامل الخط الأزرق"، وحتى اليوم، لا يتمتع الجنود الدوليون بسلطة التوجه إلى نقاط معينة تقع شمال الخط الأزرق، حيث عثرت إسرائيل على أنفاق لحزب الله في ديسمبر (كانون الأول). وفي هذا السياق، أسف القرار لعدم تمكن القوة الأممية من دخول الأنفاق من الجانب اللبناني.
إلغاء إجازات الجنود
على الجانب الإسرائيلي، أعلن الجيش إلغاء إجازات جنوده العاملين شمال البلاد، على خلفية التوتر على الحدود مع لبنان، محذّراً في الوقت ذاته لبنان من "خدش" أي عسكري إسرائيلي. وقال قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أمير برعام "إذا ما خُدش جندي واحد، فسنرد بقوة ضد أهداف حزب الله والدولة اللبنانية".
وذكرت القناة الأولى الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي أصدر تعليمات للمزارعين بالابتعاد عن الأراضي القريبة من السياج الحدودي مع لبنان، كما أعلن في سياق متّصل، عمّا سمّاه تفاصيل مشروع اللصواريخ الدقيقة تسلّمه حزب الله من إيران ونشر صوراً وأسماء القائمين عليه من شخصيات لبنانية وإيرانية.
إحباط محاولات نقل صواريخ
وجاء في تقرير إسرائيلي مصوّر أن إيران بدأت محاولات نقل صواريخ دقيقة جاهزة للاستخدام إلى الحزب في لبنان عبر سوريا بين عامي 2013 و2015، وأكد الجيش الإسرائيلي أنه جرى إحباط معظم هذه المحاولات في ضربات جوية.