من دون إعلان عن أي خفوضات رسمية، وافق اجتماع وزراء تحالف "أوبك+" المنعقد افتراضياً اليوم الخميس على إجراءات عدة من بينها إعلان مستويات إنتاج أنغولا ونيجيريا والكونغو لعام 2024، فيما كشف عدد من أعضاء التحالف الذي تقوده السعودية وروسيا بصورة منفردة عن خفض طوعي إضافي يطبق في الربع الأول من العام المقبل.
وذكر البيان الصادر عن منظمة "أوبك" أن الاجتماع الوزاري الـ36 لمنظمة "أوبك" والدول غير الأعضاء أكد استمرار التزام الدول المشاركة في إعلان التعاون ضمان سوق نفط مستقرة ومتوازنة وفي ضوء أساسيات سوق النفط الحالية.
وأضاف البيان أنه وفقاً لقرار الاجتماع الوزاري الـ35 لمنظمة "أوبك" والدول غير الأعضاء، أنجز التقييم من قبل المصادر الثلاثة المستقلة وهي "آي إتش إس (IHS)و"وود ماكنزي" و"ريستاد إنيرجي" لمستوى الإنتاج الذي يمكن أن تحققه نيجيريا وأنغولا والكونغو 2024 على النحو التالي، نيجيريا بـ1.5 مليون برميل يومياً وأنغولا بـ1.1 مليون برميل يومياً والكونغو بـ277 ألف برميل يومياً.
ووفق البيان، أعاد الاجتماع أيضاً التأكيد على إطار إعلان التعاون الموقع في الـ10 من ديسمبر (كانون الأول) 2016 الذي اعتُمد مرة أخرى في الاجتماعات اللاحقة بما في ذلك الاجتماع الوزاري الـ35 لمنظمة "أوبك" والدول غير الأعضاء في الرابع من يونيو 2023 وكذلك ميثاق التعاون الموقع في الثاني من يوليو (تموز) 2019.
البرازيل تنضم إلى "أوبك+" بداية 2024
وبحسب البيان، أعلن "أوبك+" عن انضمام البرازيل الدولة الأكبر إنتاجاً للخام في أميركا الجنوبية، إلى التحالف النفطي بدءاً من يناير (كانون الثاني) 2024، إذ حضر وزير المناجم والطاقة في جمهورية البرازيل الاتحادية ألكسندر سيلفيرا دي أوليفيرا الاجتماع.
ومن المقرر عقد الاجتماع الوزاري الـ37 لمنظمة "أوبك" والدول غير الأعضاء في الأول من يونيو 2024 في فيينا.
السعودية تمدد الخفض الطوعي
في سياق موازٍ، أعلنت السعودية تمديد خفضها الطوعي لإنتاج النفط البالغ مليون برميل يومياً الذي بدأ تطبيقه بداية من يوليو الماضي إلى نهاية الربع الأول من 2024.
وقالت وزارة الطاقة السعودية اليوم إنه بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق "أوبك+"، سيقارب إنتاج السعودية 9 ملايين برميل يومياً، حتى نهاية شهر مارس (آذار)، ودعماً لاستقرار السوق، ستتم إعادة كميات الخفض الإضافية هذه تدريجاً وفقاً لظروف السوق.
وأوضح مصدر في وزارة الطاقة ضمن تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية (واس) أن هذا الخفض يُضاف إلى الخفض الطوعي البالغ 500 ألف برميل يومياً الذي سبق أن أعلنت عنه الرياض في أبريل (نيسان) الماضي، والممتد حتى نهاية ديسمبر 2024.
وأكد المصدر أن هذا الخفض الطوعي الإضافي يأتي لتعزيز الجهود الاحترازية التي تبذلها دول "أوبك+" بهدف دعم استقرار أسواق البترول وتوازنها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي خطوة مماثلة، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن بلاده قررت خفض صادرات النفط بواقع نصف مليون برميل يومياً في الربع الأول من عام 2024، وتتوزع هذه الخفوضات على 300 ألف برميل يومياً من النفط الخام، و200 ألف برميل يومياً من صادرات الوقود.
الكويت
وتعتزم الكويت خفض إنتاج النفط بمقدار 135 ألف برميل يومياً ليصل إنتاجها بنهاية الربع الأول من 2024 إلى 2.413 مليون برميل يومياً.
سلطنة عمان
فيما ذكرت وزارة الطاقة في سلطنة عمان خفض إنتاجها الإضافي من النفط بمقدار 42 ألف برميل يومياً في الربع الأول من العام المقبل.
الإمارات تخفض
إلى ذلك أعلنت الإمارات العربية المتحدة أنها ستخفض بصورة طوعية إضافية إنتاجها من النفط بمقدار 163 ألف برميل يومياً، اعتباراً من الأول من يناير (كانون الثاني) 2024 حتى نهاية مارس (آذار) 2024 بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق "أوبك+".
وأضافت في بيان أن إنتاجها النفطي سيصبح 2.9 مليون برميل يومياً حتى نهاية مارس ( آذار) المقبل، ودعماً لاستقرار السوق ستعاد كميات الخفض الإضافي هذه تدريجياً بحسب أوضاعها.
وأشارت دولة الإمارات إلى أن هذا الخفض الطوعي يأتي إضافة إلى الخفض الطوعي البالغ 144 ألف برميل يومياً الذي سبق أن أعلنته في أبريل (نيسان) 2023 والذي سيستمر حتى نهاية ديسمبر (كانون الثاني) 2024.
الجزائر
وأفاد مندوب الجزائر لدى منظمة "أوبك" في تصريحات صحافية بأن بلاده تعتزم خفض إنتاجها الإضافي بمقدار 51 ألف برميل يومياً.
وبذلك يصبح إنتاج الجزائر 908 آلاف برميل يومياً حتى نهاية مارس 2024، ثم ستُعاد هذه الكميات الإضافية من الخفض تدريجاً بحسب أوضاع السوق.
وستخفض قازاخستان إنتاجها النفطي بمقدار 82 ألف برميل يومياً في الربع الأول من 2024، وفق ما نقلته وكالة أنباء "إنترفاكس".
الترقب "سيد الموقف"
وكان الترقب "سيد الموقف" في أسواق النفط خلال الأسابيع الأخيرة في انتظار ما سيؤول إليه اجتماع لجنة المتابعة الوزارية لتحالف "أوبك+" الحاسم الذي تم تأجيله أربعة أيام في ظل تحفظ أنغولا ونيجيريا حيال حصص الإنتاج الأقل، على أن يعقد الاجتماع افتراضياً عبر الإنترنت بدلاً من الحضور الشخصي في مقر "أوبك" في فيينا، وفق ما كان مخططاً في الأصل.
وجاء السبب الرئيس لتأجيل اجتماع "أوبك+" بهدف إعطاء وزراء النفط والطاقة في دول التحالف مزيداً من الوقت لمناقشة الخفوضات الجديدة التي دعت إليها السعودية مع حكوماتهم من أجل التوصل إلى اتفاق لخفض الإنتاج.
ويتزامن اجتماع "أوبك+" أيضاً مع افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب-28) في دبي في الإمارات العربية المتحدة، الدولة العضو في "أوبك".
أسعار الخام تغير اتجاهها
وفي أعقاب الاجتماع غيرت أسعار النفط الخام اتجاهها نحو التراجع في جلسة اليوم بعد صعود دام جلستين متتاليتين.
وهبط خام برنت بنسبة 0.3 في المئة دون مستوى 83 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 17:15 بتوقيت غرينيتش بعد ارتفاعه بنسبة أربعة في المئة تقريباً خلال الجلستين السابقتين.
وتراجع كذلك خام غرب تكساس الوسيط بنحو ثلاثة في المئة إلى 75.60 دولار.
الترقب للقرارات
وكانت الأنباء قد ذكرت مبكراأن منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" توصلت وحلفاؤها في التحالف المعروف باسم "أوبك+"، إلى اتفاق مبدئي لخفض إضافي لإنتاج النفط بأكثر من مليون برميل يومياً، والذي سيتم عرضه خلال الاجتماع الرسمي لأعضاء التحالف الخميس، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
حدوث الركود
وبحسب محللي النفط في "بلومبيرغ الشرق" فإن عوامل عدة قد تسهم في اتخاذ قرار بخفض الإنتاج على رغم التفاؤل بنمو الطلب على النفط، ومن بين هذه العوامل أن الطلب على النفط من الصين لم يصل إلى المستوى المطلوب، والشتاء الأوروبي حتى الآن غير قارس كما هو معتاد، إضافة إلى وجود مخاوف من حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي عام 2024، وعدم اليقين من وضع الاقتصاد العالمي.
خفوض 2024
إلى ذلك كان ل مندوب مشارك في محادثات تحالف "أوبك+" ذكر لوكالة "رويترز" إن اجتماع مجموعة الدول المنتجة للنفط اليوم الخميس لمناقشة مستويات الإنتاج في عام 2024 يركز على خفوض جديدة للربع الأول لا تقل عن 1.3 برميل يومياً، وأضاف مصدر أن إجمال خفوض الإنتاج قد يقترب من مليوني برميل يوميا بناء على نتيجة المفاوضات بين الأعضاء اليوم.
تقييد الإمدادات
وتسعى الرياض لضم أعضاء التحالف إليها في تقييد الإمدادات، من أجل تجنب فائض نفط جديد في العام المقبل، ومع ذلك، لا تزال هناك بعض العقبات أمام التوصل إلى اتفاق، أبرزها الخلاف مع العضوين الأفريقيين أنغولا ونيجيريا حول قبول الأهداف الإنتاجية المخفضة لهما.
وتضخ السعودية وروسيا وأعضاء آخرون في "أوبك+" 43 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل أكثر من 40 في المئة من العرض العالمي.
وكان مقرراً أن تبدأ المحادثات الرسمية يوم الخميس باجتماع لوزراء منظمة أوبك فقط في الساعة الحادية عشر صباحاً بتوقيت غرينتش، على رغم أن المصادر قالت إن الجدول الزمني عرضة لتأخيرات قصيرة.
واضطرت منظمة "أوبك"، أواخر الأسبوع الماضي، إلى تأجيل الاجتماع الحاسم لوزراء دول "أوبك" لمدة أربعة أيام في ظل تحفظ أنغولا ونيجيريا حيال حصص الإنتاج الأقل، على أن يعقد الاجتماع افتراضياً عبر الإنترنت بدلاً من الحضور الشخصي في مقر "أوبك" في فيينا، وفق ما كان مخططاً في الأصل.
وجاء السبب الرئيسي لتأجيل اجتماع "أوبك+" هو لإعطاء وزراء النفط والطاقة في دول التحالف وقتاً أكثر لمناقشة التخفيضات الجديدة التي دعت إليها السعودية مع حكوماتهم من أجل التوصل إلى اتفاق لتخفيض الإنتاج.
حصص الدول الأفريقية
لكن ما جرى هذه المرة هو أن الدول الثلاث الأفريقية (أنغولا ونيجيريا والكونغو) كانت قد اعترضت في آخر اجتماع للمنظمة في الصيف الماضي على الحصص، ثم تمّ تعيين بيوت خبرة خارجية لتقييم قدرة هذه الدول الإنتاجية لعام 2024، ومن ثم مراجعة هذه الأرقام مجدداً للتأكد من صحتها، بحسب ما نقلته "بلومبيرغ".
ويشمل ذلك خفض الإنتاج الطوعي الإضافي للسعودية بمقدار مليون برميل يومياً، الذي من المقرر أن ينتهي في نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وخفض الصادرات الروسية بمقدار 300 ألف برميل يومياً أيضاً حتى نهاية العام.
ويهدف التحالف إلى إنتاج 40.58 مليون برميل يومياً في العام المقبل بعد تعديل الخطوط الأساس والأهداف لعديد الدول مقارنة بالمستويات المعمول بها هذا العام.
تم تخفيض الأهداف لعدد من الأعضاء الأفارقة في 2024 بحيث تتماشى مع خفض مستويات الإنتاج، ويسمح الاتفاق أيضاً لدولة الإمارات التي تعمل على تعزيز طاقتها الإنتاجية بزيادة الإنتاج في 2024.
ووصلت مستويات إنتاج "أوبك+" اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى 38.19 مليون برميل يومياً، وهي تشمل التخفيضات الطوعية الإضافية للسعودية وروسيا بإجمالي 1.3 مليون برميل يومياً.
في اجتماع اليوم، بلا شك تراجع الأسعار يأتي على قمة أجندة "أوبك+" خصوصاً مع القرارات المرتقبة بخصوص مستوى خفض الإنتاج الطوعي، بالاستمرار أو بالعمل على تعميقه أو تأجيله لاجتماع مقبل في العام الجديد.
كانت أسعار النفط الخام تراجعت بنحو الخمس منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، بسبب وفرة الإمدادات والمخاوف في شأن أوضاع الاقتصاد عالمياً، مما يضغط على التحالف المكون من 23 دولة للتدخل في اجتماع هذا الأسبوع.