Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قرار تاريخي لـ"كوب 28" بتبني "صندوق الخسائر والأضرار"

حياه مندوبو نحو 200 دولة بالتصفيق وقوفاً ويعد ثمرة مؤتمر العام الماضي في مصر والإمارات تعلن مساهمة فورية بـ100 مليون دولار

ملخص

يحضر الإماراتيون للأيام الأولى من المؤتمر بعدد هائل من الالتزامات المناخية الطوعية من جانب الدول مثل زيادة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030

تبنى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ "كوب28" في يومه الأول الخميس في دبي، قرار تنفيذ إنشاء صندوق "الخسائر والأضرار" المناخية للتعويض على الدول الأكثر تضرراً من تغير المناخ، في خطوة إيجابية في اتجاه تخفيف التوترات المتعلقة بالتمويل بين دول الشمال والجنوب.

وهذا القرار التاريخي الذي حياه مندوبو نحو مئتي دولة مشاركة، بالتصفيق وقوفاً، هو ثمرة مؤتمر "كوب27" الذي عقد العام الماضي في مصر، حيث أقر إنشاء الصندوق مبدئياً لكن لم يتم تحديد خطوطه العريضة.

وقال رئيس "كوب28" الإماراتي سلطان الجابر بعد اعتماد قرار "تشغيل" الصندوق الذي أقر إنشاؤه في "كوب27"، "أهنئ الأطراف على هذا القرار التاريخي. إنه يبعث إشارة زخم إيجابية للعالم ولعملنا".

بعد عام من التجاذب، توصلت دول الشمال ودول الجنوب في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) في أبو ظبي خلال اجتماع وزاري تمهيدي لكوب28، إلى تسوية في شأن قواعد تشغيل الصندوق الذي يتوقع إطلاقه بشكل فعلي عام 2024.

ورحبت مادلين ضيوف سار رئيسة مجموعة الدول الأقل تقدماً التي تضم 46 من الدول الأشد فقراً، بالقرار معتبرةً أنه يحمل "معنى كبيراً بالنسبة للعدالة المناخية"، لكنها أضافت أن "صندوقاً فارغاً لا يمكن أن يساعد مواطنينا".

وأوضحت فريدريك رودر، من منظمة "غلوبال سيتيزن" Global Citizen غير الحكومية، أنه "يجب على الدول الغنية الآن أن تعلن عن مساهمات كبيرة"، داعيةً إلى فرض ضرائب دولية جديدة.

واعتبرت أن "الأموال متوافرة، كما تظهر أرباح قطاع النفط والغاز".

وأفاد مفاوضون التقتهم وكالة الصحافة الفرنسية بأن الاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا والدنمارك إضافة إلى الإمارات يفترض أن تخصص بحلول السبت مئات ملايين الدولار لإطلاق الصندوق.

وأعلنت الإمارات فوراً مساهمتها بمئة مليون دولار.

ولا تزال هذه المبالغ قليلة جداً مقارنة بعشرات مليارات الدولار الضرورية لتمويل الأضرار المناخية للدول الضعيفة.

وأوضح دبلوماسي أوروبي من دون الكشف عن اسمه، أن المساهمات الأولى ستتيح "تمويل مشاريع تجريبية" واختبار أداء الصندوق "قبل جولة تمويل أكبر خلال سنة أو سنة ونصف"، بعد أن يثبت مصداقيته في عيون الجهات المانحة.

وبحسب النص المعتمد، سيستضيف البنك الدولي الصندوق موقتاً لمدة أربع سنوات. وفي البداية، كانت الدول النامية تعارض ذلك بشدة، وانتقدت البنك لكونه في أيدي الدول الغربية معتبرةً أن ذلك لا يناسب حاجاتها.

من جانبها، رفضت الدول المتقدمة، في مقدمتها الولايات المتحدة، جعل المساهمات إلزامية، ودعت إلى توسيع قاعدة المانحين لتشمل الدول الناشئة الغنية مثل السعودية والصين.

وافتُتحت الخميس رسمياً في دبي أعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ "كوب28" الذي يُفترض أن يدفع باتجاه خفض أسرع لانبعاثات غازات الدفيئة والتخلي عن الوقود الأحفوري.

وسلّم رئيس "كوب27" وزير الخارجية المصري سامح شكري رئاسة المؤتمر إلى الإماراتي سلطان الجابر. ودعا شكري في مستهل المؤتمر إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح "جميع المدنيين الذين قُتلوا" في غزة.

من جهته، دعا الرئيس الإماراتي لمؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين للمناخ في دبي، سلطان الجابر، الخميس، إلى عدم حذف "أي موضوع" في النصوص التي سيتم التفاوض بشأنها على مدار أسبوعين بين وفود من نحو 200 دولة.

وقال سلطان الجابر "نحن بحاجة إلى التأكد من إدراج دور الوقود الأحفوري. أعلم أن هناك آراء قوية حيال فكرة إدراج صيغ بشأن الطاقة الأحفورية والمتجددة في النص التفاوضي". وأضاف "ليكن مؤتمر كوب هذا الذي نفي خلاله بوعودنا مثل تقديم 100 مليار دولار لصندوق الخسائر والأضرار".

كما دعا الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سايمن ستيل، خلال افتتاح المؤتمر، العالم إلى الدخول في "المرحلة النهائية من عصر الوقود الأحفوري كما نعرفه".

وقال متوجهاً لقادة العالم المشاركين في المؤتمر الذي يستمر أسبوعين وستركز مناقشاته على مستقبل النفط والغاز والفحم، "إذا لم نعط إشارة انطلاق المرحلة النهائية من العصر الأحفوري كما نعرفه، فإننا سنكون نعد أنفسنا لانحدار نهائي".

وسيتحول موقع معرض "إكسبو 2020" الدولي، الواقع على أبواب الصحراء في إمارة دبي، على مدى أسبوعين إلى قلب نابض بدبلوماسية المناخ، إذ تأمل الإمارات، وكذلك الأمم المتحدة، في عقد مؤتمر تاريخي بقدر "مؤتمر باريس" عام 2015 عندما تعهدت الدول حصر الاحترار المناخي بأقل من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات الحرارة في فترة ما قبل الثورة الصناعية.
وأعلن أن منظمة "أوبك" للدول المنتجة للنفط ستشارك في المؤتمر المناخي، وسيكون لها جناحها الخاص.

"أهم كوب منذ باريس"

وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ سيمون ستيل، أمس الأربعاء، "إنه أهم كوب منذ (مؤتمر) باريس"، مضيفاً "نتقدم اليوم بخطوات صغيرة، بينما نتوقع خطوات عملاقة".

وهذه هي المرة الثانية التي تستضيف فيها دولة خليجية مؤتمر المناخ، بعد قطر في عام 2012. وعادةً تعقد مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ كل عام في قارة مختلفة. وقبل عامين، رشحت دول منطقة آسيا - المحيط الهادئ بالإجماع الإمارات لاستضافة هذا المؤتمر.

انتقادات

إلا أن رئيس "كوب 28"، الإماراتي سلطان الجابر، الذي يشغل أيضاً منصب الرئيس التنفيذي لشركة "أدنوك" النفطية الحكومية العملاقة، يتعرض لانتقادات، خصوصاً بعدما كشفت هذا الأسبوع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ومركز التقارير المناخية (CCR) عن "إحاطات داخلية" تضمنت نقاطاً حول مشاريع إماراتية في مجال الطاقة على جدول أعمال اجتماعات "كوب 28" مع عدد من الحكومات.

ودافع الجابر عن نفسه أمس الأربعاء بالقول، "لم أرَ قط النقاط الحوارية المشار إليها، ولم أستخدمها قط في مناقشاتي".

وفي حين رفعت شخصيات عدة ومسؤولون ومنظمات غير حكومية الصوت عقب اللغط المثار، إلا أن مقاطعة "كوب 28" ليست أمراً مطروحاً، لأن أخطار تغير المناخ كارثية، خصوصاً مع توقع أن يكون 2023 العام الأكثر حراً على الإطلاق.

حضور واسع

ومنحت اعتمادات لأكثر من 97 ألف شخص (وفوداً ووسائل إعلام ومنظمات غير حكومية ومجموعات ضغط ومنظمين وعاملين وفنيين)، أي ضعف العدد الذي سجل العام الماضي. ويتوقع حضور نحو 180 رئيس دولة وحكومة بحلول 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، موعد انتهاء المؤتمر، بحسب المنظمين، لكن غالباً ما يتم تمديده يوماً أو يومين.

وألغى البابا فرنسيس مشاركته في المؤتمر بسبب إصابته بالرشح، غير أن أكثر من 140 من قادة العالم سيعتلون المنصة في مدينة "إكسبو دبي"، الجمعة والسبت، بعد افتتاح أعمال المؤتمر، اليوم الخميس، لإلقاء خطابات لا تتجاوز مدتها بضع دقائق، وتهدف إلى إعطاء زخم سياسي للمفاوضات المعقدة التي ستخوضها الوفود على مدى أسبوعين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


أميركا والصين

وسيلقي ملك بريطانيا تشارلز الثالث، غداً الجمعة، كلمته في مستهل "قمة القادة"، فيما سيغيب الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ اللذان يتسبب بلداهما بـ40 في المئة من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في العالم.

وأعلن البيت الأبيض، أمس الأربعاء، أن نائبة الرئيس كمالا هاريس ستشارك في "كوب 28"، بعدما واجه بايدن انتقادات لعدم حضور المؤتمر.

وقال المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري، الأربعاء، "من دون تحرك الصين والولايات المتحدة بشكل قوي لخفض الانبعاثات، لن نفوز في هذه المعركة".

ومع قرب انتهاء مفاعيل الهدنة بين إسرائيل و"حماس"، صباح اليوم الخميس، قد تلتقي نظرات الرئيسين الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ والفلسطيني محمود عباس، الجمعة، في دبي، إذ تفصل بين خطابيهما كلمات ثلاثة قادة فقط، بحسب الترتيب الذي أعلنته الأمم المتحدة.

خطر الفشل
ويحضر الإماراتيون للأيام الأولى من المؤتمر بعدد هائل من الالتزامات المناخية الطوعية من جانب الدول، مثل زيادة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، وزيادة المساعدات المالية من الدول الغنية إلى الدول الأكثر عرضةً لتغير المناخ. كما بدأت الاستعدادات لاستقبال شركات كثيرة ستكثف إعلاناتها في هذا المجال، لكن وحدها النصوص الرسمية التي سيتم تبنيها خلال المؤتمر بالإجماع، وفق آلية الأمم المتحدة، ستتمتع بتأثير مماثل لاتفاق باريس. ولا يمكن استبعاد أن تبوء المفاوضات بفشل ذريع، إذ إن هناك معارضة شرسة من جانب دول منتجة للنفط، لذكر مسألة التخلص من الوقود الأحفوري في القرار النهائي بصورة مباشرة.

ولدى سؤاله عن فرص نجاح "كوب 28" قال كيري، أمس الأربعاء، "من الثمرة نحكم على الشجرة".

إنه سؤال مشروع، لأن منذ "كوب 21" و"اتفاق باريس" استمر تزايد انبعاثات الدفيئة. وفي حين كان العالم يتوقع آنذاك زيادة الانبعاثات بنسبة 16 في المئة بحلول عام 2030، إلا أن الأمم المتحدة خفضت حالياً توقعاتها إلى اثنين في المئة.

ولا يعزى هذا التباطؤ إلى النص وحده، وإنما التحول إلى الطاقات النظيفة لعب دوراً لا يمكن إنكاره، على رغم أن العالم لا يزال على مسار احترار مناخي لا يحتمل.

ومنذ عام 2015 تعهدت نحو 100 دولة الحياد الكربوني، وأصبحت الطاقة الشمسية أرخص طاقة لتوليد الكهرباء فيما تلوح ذروة الطلب على الوقود الأحفوري في أفق العقد الحالي. وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن يصبح أكثر من ثلث السيارات الجديدة في العالم كهربائياً في عام 2030، وهو سيناريو كان لا يمكن تخيله قبل عام 2015.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار