Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقومات الرياض ترجح كفتها بالظفر في سباق "إكسبو 2030"

المؤرخ الفرنسي لوي بلان: وزن السعودية يؤهلها لاستضافة الفعالية العالمية الكبرى

لوحة إعلانية تروج لترشيح الرياض لاستضافة "إكسبو 2030" في العاصمة الفرنسية باريس (رويترز)

ملخص

"استضافة المعرض تأكيد على التقدم المحرز واعتبار السعودية منارة الحداثة"

ساعات قليلة قبل الإعلان عن اسم الدولة المستضيفة لمعرض "إكسبو 2030"، ومع دخول السباق أمتاره الأخيرة، سيتم التصويت النهائي خلال اقتراع سري يجري غداً الثلاثاء 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، خلال اجتماع الجمعية العمومية الـ173 للمكتب الدولي للمعارض، بحضور مندوبي الدول لدى المكتب وعددها 182. وتتنافس على هذه النسخة كل من العاصمة السعودية، الرياض، ومدينة بوزان في كوريا الجنوبية، والعاصمة الإيطالية، روما.

الهيئة الملكية لمدينة الرياض، الجهة المسؤولة عن ملف المملكة لاستضافة معرض "إكسبو 2030"، نظمت فعاليات عدة للتعريف بملف الرياض وقدرتها على استضافة الحدث. وشهدت الأسابيع الأخيرة احتفالات عدة استضافتها العاصمة الفرنسية باريس وضواحيها للتعريف باستعدادات السعودية لاستقبال هذا المعرض الذي خصصت له المملكة مساحة 6 ملايين متر مربع شمال العاصمة الرياض، فيما بلغت موازنته 7.2 مليار دولار.


لغد أفضل

وفي الحفل الختامي الذي استقبلته باريس في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، بحضور شخصيات فرنسية وممثلي المنظمات الدولية، أشار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إلى أن ملف الرياض "يحقق ما التزمت به المملكة من تأكيد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتنظيم نسخة غير مسبوقة من معرض إكسبو، بأعلى مراتب الابتكار وتقديم تجربة استثنائية". وأشاد بالشعار الذي يحمله الملف السعودي، وهو "حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل". وتتمحور موضوعاته الفرعية، حول "غد أفضل"، و"العمل المناخي"، و"الازدهار للجميع"، إلى جانب التقنية والابتكار والاستدامة والتعاون الدولي.

ومن المقرر إقامة المعرض منذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) 2030 وحتى نهاية مارس (آذار) 2031. ويتوقع أن يزور أجنحة المعرض ما لا يقل عن 40 مليون زائر، كما يتوقع أن يبلغ عدد الزوار عن بُعد نحو مليار زائر. وسيبلغ عدد أجنحة المعرض 226 جناحاً للدول والمنظمات الدولية وغير الرسمية.
وبهذه المناسبة نظمت السعودية معرضاً مصاحباً لعملية التصويت في باريس، في بافيون فاندوم، ألقى الضوء على أهم الإنجازات التي حققتها المملكة في إطار رؤية 2030، حيث أرادت أن ينخرط المعرض في إطار تلك الرؤية. ويتزامن تاريخ تنظيم المعرض مع تسليم 80 مشروعاً حكومياً عملاقاً كلفة كل منها 3.7 مليار ريال سعودي.


مهارات سعودية

الدبلوماسي الفرنسي والمؤرخ المتخصص بشؤون الشرق الأوسط لوي بلان Louis Blin  يشير إلى "ثلاثة عوامل ستلعب لمصلحة اختيار الرياض لاستضافة إكسبو 2030، وسيكون لها وزن في عملية التصويت، أولها اقتصادي نظراً لوزن المملكة الاقتصادي، إذ تُعتبر ثاني أكبر منتج للنفط الخام بالعالم. العامل الثاني جيوسياسي، كونها الدولة العربية الوحيدة في مجموعة العشرين G20. وأرى أن حجم السعودية الاقتصادي والجيوسياسي يؤهلها لهذا الترشح كما يعطيها الحظوظ بالفوز، إلى جانب انضمامها إلى مجموعة بريكس، وهذا عامل لا يستهان به أيضاً". ويضيف بلان أن "سياسة الانفتاح التي انطلقت في المملكة منذ عام 2016 والتي قطعت أشواطاً غير متوقعة سيكون لها الأثر في هذا التصويت. إن سياسية الانفتاح على الخارج لتنظيم مثل المعرض الدولي 2030، عامل ضروري لتنظيم مثل هذا الحدث".

المملكة على خريطة السياحة الدولية

ويتابع أن "السعودية التي كانت ينظر الرأي العام الغربي إليها كبلد منغلق، استطاعت تغيير الصورة النمطية التي كانت سائدة. كما أن سياسة الانفتاح على الصعيدين الاجتماعي والسياحي التي أطلقتها رؤية 2030 تحت شعار الانفتاح، وضعت السعودية على خريطة السياحة الدولية، ليس فقط السياحة الدينية، وهذه حجة لها وزنها في التصويت". وبرأي المتحدث ذاته فإن "الخبرة التي تكتسبها السعودية اليوم عبر تنظيم فعاليات ثقافية، وفنية ضخمة، إلى جانب تنظيم المؤتمرات الدولية، ستساعد في ترجيح كفة الرياض لاستضافة إكسبو 2030، إذ لا يستهان بالقدرة على تنظيم فعاليات ضخمة والمهارات المكتسبة في هذا المجال".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الدرعية وإعادة التاريخ إلى مساره الطبيعي

وحول المواضيع التي تناولها المعرض في "بافيون فاندوم" في باريس، لإلقاء الضوء على المسيرة والتحول الذي حققته المملكة منذ انطلاق رؤية 2030 والتي تناولت الدرعية، والرياضة والتكنولوجيا، يقول لوي بلان إن "التركيز على الدرعية يهدف بلا شك إلى ربط الماضي بالحاضر، فالدرعية هي العاصمة التاريخية القديمة وهي مصنفة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي منذ عام 2010، وإعادة تأهيل الدرعية الذي أراده الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود واعتماد يوم التأسيس في (22 فبراير/ شباط 1727) كان لهدف إعادة سردية التاريخ إلى مسارها الطبيعي".
وحول المقاربة التي تجمع بين التاريخ ونظرة مستقبلية سباقة قائمة على المثالية والخيال تمثلت بمشروع "نيوم" و"دا لاين"، يقول لوي بلان، "كل المثاليات، (بمعنى اليوتوبيا)، تستنفر الطاقات، ورؤية 2030 هي أيديولوجيا مادية، وكما في كل أيديولوجيا هناك أشياء صعبة التحقيق، وكانت في البداية خيالية (يوتوبيا). ولكونها تحث على التقدم والارتقاء، فهي تمكن في النهاية من تحقيق التقدم، وهذا ما حصل بالفعل، إذ إن هناك تقدماً مدهشاً، يُشهد له على الصعيدين الاجتماعي والسياحي في المملكة العربية السعودية".
واعتبر بلان أن "الدليل على ذلك ما تحقق على الصعيد الاجتماعي، فهو تجاوز الأهداف التي كانت مرسومة، وأشير هنا إلى انضمام النساء إلى سوق العمل كون المرأة كانت مهمشة، لكن السعودية اليوم تجاوزت الأهداف في هذا الميدان".
على صعيد السياحة يعتبر بلان، أن "الاتجاه في قطاع السياحة العالمي يسجل نمواً مضطرداً بعد فترة الركود الذي لحق بالقطاع بسبب جائحة كورونا. هناك عودة عامة، وهي ستحقق أرقاماً مهمة في السعودية، بخاصة بعد الانتهاء من مشاريع البنية التحتية، التي تدخل ضمن خطة رؤية 2030. أضف إلى ذلك السياحة الدينية التي انخفضت بدورها لكنها أيضاً ستشهد نمواً بفضل إعادة تأهيل وتوسيع المراكز في الأماكن المقدسة، والنمو هنا سيكون سريعاً".

"إكسبو رياض 2030" يكسب شهرة دولية

وسيكون لتنظيم معرض "إكسبو رياض 2030"، انعكاسات جمة يلخصها لوي بلان بالقول إن "استضافة معرض دولي يؤمن واجهة دولية، وظهوراً دولياً من شأنه التأكيد على التقدم الذي حققته السعودية ويعكس هذه الصورة في الخارج". ويتابع "أما على الصعيد الداخلي، فذلك يشكل رسالة إلى المحافظين والمتشددين بأن الحداثة والتقدم هما على قدم وساق، ولا عودة إلى الوراء، وأن الحداثة باتت أمراً مكتسباً".
كما سيكون المعرض الدولي، بحسب بلان، "فرصة لإظهار أن السعودية تعمل بحسب المعايير الدولية، وبمثابة تأكيد على التقدم الذي قطعته والظهور على الساحة الدولية وأنها منارة الحداثة".


مساهمة الثقافة في الناتج المحلي الخام

وحول المجالات الأخرى التي شملتها رؤية 2030، وستكون ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي "إكسبو رياض 2030"، يلفت لوي بلان، إلى "القطاع الثقافي، كمساهم أساسي في الاقتصاد الوطني السعودي". ويضيف أن "الثقافة كقطاع اقتصادي استفادت مما كانت توصلت إليه الدول الأخرى في الغرب التي تعتبر الثقافة قطاعاً اقتصادياً له وزنه في الناتج المحلي الخام، حيث ركزت السعودية على قطاع السينما وألعاب الفيديو، وهو قطاع لها فيه طموحات جمة، فالمملكة استخلصت العبر، واستثمرت بالثقافة كونها قطاعاً اقتصادياً على حدة، إضافة إلى ما تمثله في الناتج المحلي الخام لجعل الثقافة صناعة ثقافية".
كذلك قال بلان إن هناك حاجة إلى تنويع الاقتصاد في مجالات غير تقليدية في استغلال الثروات الباطنية غير النفطية، في حين أنه "في السابق كان التركيز على استغلال الثروات النفطية في حين أن الباطن غني بكنوز وموارد مختلفة أخرى، إضافة إلى صناعة السلاح. والقطاع الأهم هو قطاع التقنيات الصديقة للبيئة كالهيدروجين، المستخدَم كمصدر طاقة بديلة وكل ما يتعلق بتكنولوجيا البيئة".
أما قطاع الرياضة الذي احتل مكانة بارزة بالسعودية في الآونة الأخيرة، فيرى لوي بلان، أن "الهدف من ذلك مزدوج، فهو يسهم بتحسين صورة البلاد بالدرجة الأولى، إضافة إلى المساهمة في القضاء على مشكلات متعلقة بالصحة العامة".

المزيد من حوارات