Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تفاصيل معركة غريبة داخل "أوبن أي آي" مع الرجل "الذي يستشرف المستقبل"

ما هي ميزة سام ألتمان – "ألبرت أينشتاين التكنولوجيا" – التي أثارت تفاعلاً متسلسلاً فوضوياً في شركة الذكاء الاصطناعي؟ 

غريزة البقاء: يُوصف الرئيس التنفيذي لـ"أوبن أي آي" سام ألتمان بأنه يمتلك قدرة إقناع هائلة (غيتي/أيستوك)

ملخص

في غضون سبعة أيام، أحرقت قوة الذكاء الاصطناعي هذه ثلاثة رؤساء تنفيذيين ومجلسي إدارة إضافة إلى رئيس فُصِل وأُعِيد إلى منصبه عندما هدد الموظفون بالاستقالة... ما الذي جرى في "أوبن أي آي"؟

قد يُسجل ما جرى كواحدة من أكثر عمليات الاستحواذ على مجالس الإدارة غرابة في تاريخ الشركات الحديث – وربما الأكثر أهمية بالنسبة إلينا جميعاً، نظراً إلى الشركة التي شهدت الحدث.

ومرت "أوبن أي آي" OpenAI، الشركة التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا مقراً لها والتي تقود ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي منذ إصدار "تشات جي بي تي" ChatGPT قبل أقل من سنة واحدة، بخمسة أيام محمومة شهدت تنقل إدارتها بين ثلاثة رؤساء تنفيذيين ومجلسين تنفيذيين – لينتهي بها الأمر مع الرجل المسؤول نفسه الذي بدأت به الدائرة: سام ألتمان، الذي قال مجلس الإدارة في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) فقط إنه طُرِد في شكل مثير لأنه "لم يكن وبشكل ثابت صريحاً" في معاملاته على صعيد الأعمال.

الافتقار إلى الوضوح – وغياب الصراحة ذو الصلة – لم يُفسر سببه في شكل كامل بعد لكنه ساعد في بدء إسقاط سلسلة من أحجار الدومينو، والتكهنات المحمومة على وسائل التواصل الاجتماعي حول مزاعم أكثر فظاعة تتعلق بحياة ألتمان وغذتها جزئياً أخته آني المغتربة عنه والعاملة الآن في مجال الجنس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول نوا جيانسيراكوزا، الأستاذ في جامعة بنتلي الذي يتابع التطورات في عالم الذكاء الاصطناعي: "في غضون خمسة أيام، انتقلت 'أوبن أي آي' من رئيس تنفيذي غير صريح بشكل ثابت إلى مسؤولها التكنولوجي الأول الذي عُين رئيساً تنفيذياً، إلى رئيس تنفيذي آخر غرد حول تفضيله النازيين على الذكاء الاصطناعي المارق، قبل أن تعود إلى الرئيس التنفيذي غير الصريح بشكل ثابت".

وكان تسلسل الأحداث حول عملية الاستحواذ الفاشلة فوضوياً، لكن في نهايته بقي ألتمان، الرئيس التنفيذي الرمز البالغ من العمر 38 سنة والمؤسس المشارك لـ"أوبن أي آي"، الشركة التي تبلغ قيمتها 80 مليار دولار وتقود ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي [ذكاء اصطناعي قادر على إنشاء نصوص أو صور أو وسائط أخريات باستخدام النماذج التوليدية]. كان ألتمان الدعامة الأساسية في الشركة منذ أن ساعد في تأسيسها عام 2015، إذ قاد تطورها من مؤسسة صغيرة غير ربحية تركز على تطوير الذكاء الاصطناعي مع طاقم أكاديمي إلى حد كبير إلى مؤسسة يمكنها جذب ما يزيد على 13 مليار دولار من الاستثمارات من شركات التكنولوجيا العملاقة الكبرى مثل "مايكروسوفت".

 

بدأ ألتمان، صانع الصفقات طوال حياته المهنية، في ترك بصماته في قطاع التكنولوجيا للمرة الأولى عام 2005 بعدما قطع دراسته في جامعة ستانفورد لتأسيس شركة في مجال وسائل التواصل الاجتماعي تستند إلى موقع المستخدم سُميت "لوبت" Loopt. وعلى رغم حصول "لوبت" على تمويل من المؤسسة المرموقة العاملة في مجال تسريع تطور الشركات الناشئة في وادي السيليكون "واي كومبينايتور" Y Combinator، لم تحقق نجاحاً كبيراً. ومع ذلك، أعطته الشركة المهارات اللازمة للنجاح في مجال الأعمال، وشبكة علاقات واسعة، بما في ذلك مع مصممة الأزياء ديان فون فورستنبرغ، التي قارنته بألبرت أينشتاين لقدرته على توقع المستقبل. قالت لأحد الصحافيين: "إنه الرابط الرئيس بين المستقبل والماضي".

وبدأ ألتمان العمل في "واي كومبينايتور"، المؤسسة التي دعمت مالياً شركته الناشئة، وذلك عام 2011، وترقى ليصبح رئيساً للشركة بحلول عام 2014. لأربع سنوات، بين عامي 2015 و2019، وفق ألتمان بين هذا الدور ودوره كمؤسس مشارك لـ"أوبن أي آي"، التي أصبح في نهاية المطاف رئيسها التنفيذي بدوام كامل وذلك عام 2019.

تأسست "أوبن أي آي" عام 2015 رداً على القلق السائد وقتذاك من أن "غوغل" كانت على وشك احتكار سوق الذكاء الاصطناعي السريعة التطور، وكانت "أوبن أي آي" في البداية مؤسسة غير ربحية يمولها إيلون ماسك. ومع ذلك، لم يمر وقت طويل قبل أن تبرز محاذير حول اتجاه هذه التكنولوجيا الثورية، وقطع ماسك الأموال عن الشركة عام 2018 بسبب مخاوف من أن ألتمان كان يولي الأولوية إلى التطوير السريع للذكاء الاصطناعي على حساب الناس.

وجيء بممولين بديلين، بما في ذلك "مايكروسوفت"، وذلك من قبل ألتمان، الذي دعم رؤية جديدة لنموذج الربح المحدود. ويعني النموذج أن المستثمرين يمكنهم تحقيق ربح مرتبط بدخلهم، مع وجود مجلس ملحق بالجهة غير الربحية يتحقق من أن الذراع التي تحقق الربح تطور الذكاء الاصطناعي في شكل مسؤول. وكان استعداد الممولين لدعم ألتمان وشركته انعكاساً لشخصيته الجذابة واللطيفة التي نمت خلال الوقت الذي أمضته في تمويل شركات أخرى. ووصف مؤسس "واي كومبينايتور" ألتمان بأنه يمتلك قدرة على الإقناع لدرجة أن "المرء يستطيع إنزاله بمظلة في جزيرة مليئة بأكلة لحوم البشر ويعود في غضون خمس سنوات ليجد أنه أصبح الملك".

وكشفت "أوبن أي آي" النقاب عن فكرتها الكبيرة – "تشات جي بي تي" – للعالم في 30 نوفمبر 2022. داخلياً، برزت مخاوف من أن الفكرة لن تكون ناجحة (راهن الموظفون على عدد الأشخاص الذين سيستخدمون الأداة، وكان أعلى تخمين هو 100 ألف شخص). وانتهى الأمر بها باكتساب مليون مستخدم في خمسة أيام وحققت نجاحاً وثروة.

تقول إنديرا نيغي، وهي مستثمرة لدى "مؤسسة بيل ومليندا غيتس"، الشركة الاستثمارية التي أنشأها الرئيس التنفيذي السابق لـ"مايكروسوفت" بيل غيتس: "كانت 'أوبن أي آي' تبشر بالثورة التالية، وكان موظفوها يقومون بعملهم في شكل مثالي، وكان سام قائداً محبوباً".

 

لكن بعد مرور سنة تقريباً على ذلك اليوم، طُرِد ألتمان في 17 نوفمبر. شرحت نيغي الأمر حين حدث قائلة: "كان من الصادم للجميع أن يحدث هذا النوع من الانقلابات، بقيادة إيليا [سوتسكيفر] الذي يحترمه معظمنا أيضاً".

وقالت نيغي إن استبدال شخص آخر بألتمان "سيبطئ التقدم قليلاً، لكن ربما كان هناك سبب وجيه لإبطائه وسنكتشف ذلك في الأيام المقبلة".

يبدو أن إبطاء وتيرة التطوير كان الهدف من التدخل الصادم لمجلس إدارة "أوبن أي آي" عندما اختار الإطاحة بألتمان من الرئاسة التنفيذية. وفي حين لا يزال من غير الواضح تماماً بعد، بعد أكثر من أسبوع من هذه الخطوة الصادمة، لماذا قرر مجلس الإدارة التدخل بهذه الطريقة، يُعتقد على نطاق واسع بأن السبب كان خلافاً بين اثنين من أقوى الرجال داخل "أوبن أي آي": ألتمان وكبير علمائه، سوتسكيفر، ووجهتا النظر المختلفتان لتطوير الذكاء الاصطناعي اللتان يمثلانهما.

ينحدر كلا الرجلين من خلفيتين مختلفتين تماماً: في حين كان ألتمان مشغلاً سلساً اعتاد على الاختلاط بالممولين عند جمع التمويل لشركته الناشئة الخاصة ثم حشد المستثمرين لاحقاً لدعم شركات ناشئة أخرى في وادي السيليكون، كان سوتسكيفر المخضرم أكثر والمولود في الاتحاد السوفياتي يعمل على بحوث الذكاء الاصطناعي الصعبة في مختبرات جامعية.

وتتلمذ سوتسكيفر على يد الباحث الشهير و"الأب الروحي للذكاء الاصطناعي" جيفري هينتون، الذي استحدث شركة لبحوث الذكاء الاصطناعي من جامعة تورنتو ما لبثت أن استحوذت عليها "غوغل". وعندما بدأ ألتمان في البحث عن المواهب لإطلاق "أوبن أي آي" عام 2015، كان سوتسكيفر كان محورياً في عملية استقطاب العديد من الباحثين الأكاديميين البارزين إلى الشركة.

 

في وقت سابق من هذا العام، كُلف سوتسكيفر، الذي يشغل أيضاً مقعداً في مجلس إدارة "أوبن أي آي"، بالعمل على ما أصبح فريقاً حيوياً داخل "أوبن أي آي": رئاسة مجموعة المواءمة الفائقة في الشركة، المصممة للعمل كمراقب لضمان عدم تحول الذكاء الاصطناعي إلى نظام ذي تحكم ذاتي يمكن أن يستعبد البشرية ويؤذيها. (يُعد التهديد بأن يصبح ما يُسمى بالذكاء الاصطناعي العام شبيهاً بوحش فرانكنشتاين يضر بخالقه هو اعتقاد فئوي، حتى لو كان راسخاً بقوة داخل هذه الفئة المتخصصة في مجتمع الذكاء الاصطناعي، الذي يدور حول مجموعة تسمى "الإيثار الفاعل" [فلسفة وحركة اجتماعية تستخدم الدليل والمنطق لتحديد أكثر الطرق فعالية لإفادة الآخرين] Effective Altruism).

كانت نتيجة منطقية أن يتولى سوتسكيفر رئاسة الفريق المكلف بالإشراف على تطوير "أوبن أي آي"، نظراً إلى وجهة نظره الحذرة في شكل متزايد في شأن أخطار الذكاء الاصطناعي المحتملة. في فيلم وثائقي تابعه خلال عدد من السنوات، قال سوتسكيفر إن من المحتم "رؤية أنظمة أكثر ذكاء في شكل كبير وأعتقد بأن من المحتمل جداً أن يكون لهذه الأنظمة أثر هائل تماماً في المجتمع". وأضاف أن برمجة معتقدات مفيدة في الأنظمة الأولى التي ستصل إلى الذكاء الاصطناعي العام ستكون مهمة. وشرح قائلاً: "إذا لم يجرِ ذلك، تفضل طبيعة التطور، والانتقاء الطبيعي، تلك الأنظمة التي تعطي الأولوية إلى بقائها قبل كل شيء آخر".

من جانبه، يشارك ألتمان بعضاً من تلك المخاوف المتشائمة. قالت والدته، "المتشائمة" المعروفة، إن ابنها قلق منذ فترة طويلة في شأن الأخطار الوجودية. الرجل نفسه يعترف بذلك أيضاً. قال لـ"النيويوركر" عام 2016: "لدي بنادق، وذهب، ويوديد البوتاسيوم [أقراص تؤخذ في حالات التسرب الإشعاعي]، ومضادات حيوية، وبطاريات، ومياه، وأقنعة واقية من الغازات من الجيش الإسرائيلي، وقطعة أرض كبيرة في بيغ سور يمكنني السفر إليها". وعلى عكس العديد من الرفاق في مجال التكنولوجيا، نفى ألتمان وجود مخبأ يخطط للهروب إليه في حالة وقوع حادث كبير – على رغم قوله إنه يملك "هياكل" يمكن أن تؤدي الغرض نفسه.

ربما يكون هذا الخوف قد أُخمِد منذ الوقت الذي حول فيه "أوبن أي آي" إلى شركة مربحة وقوية للغاية كما يمكن أن يكون هو وراء الانقسام بين الطرفين الذي تسبب في الفوضى التي نشأت قبل أسبوع.

يبدو ربما أن سوتسكيفر قرر أن "أوبن أي آي" تحت قيادة ألتمان كانت تتجاهل الحاجة إلى ترميز الذكاء الاصطناعي بضوابط للسلامة لمنع مخاوف متصورة كهذه، واتخذ إجراءات في هذا الصدد، ما دفع مجلس الإدارة – الذي ينص قانونه على أنه مسؤول عن ضمان تطوير "أوبن أي آي" لذكاء اصطناعي عام "آمن ومفيد للبشرية جمعاء" – إلى التصرف.

ويشير المشككون في مفهوم الذكاء الاصطناعي المميت إلى أن هذا كان رد فعل مبالغاً فيه بسبب القلقين المتشائمين الذين يصدقون ضجيجهم الخاص. تقول نيريت فايس-بلات، مؤلفة الكتاب "التشاؤم بالتكنولوجيا والإبلاغ عن الأزمات" The Techlash and Crisis Communication: "أصبح المتشائمون، بتمويل من 'الإيثار الفاعل'، أبطالاً إعلاميين، وجماعات ضغط سياسي، والآن مدمرين لشركة رائدة في الذكاء الاصطناعي".

جزئياً، قد يكون الرابط مع "مايكروسوفت" – التي استثمرت أكثر من 10 مليارات دولار في "أوبن أي آي" – قد دفع التوترات داخل "أوبن أي آي" إلى شفا الانهيار، وفق اعتقاد برندان بوركي، كبير محللي بحوث التكنولوجيا الناشئة في "بيتش بوك" PitchBook. يقول: "تسببت علاقة 'أوبن أي آي' مع 'مايكروسوفت' في توتر فلسفي وعملي مع الأهداف المعلنة للمؤسسة غير الربحية على صعيد تعزيز الذكاء الاصطناعي العام من أجل المنفعة الاجتماعية وحماية سلامة الذكاء الاصطناعي. لقد شُجعت 'أوبن أي آي' على تحسين النماذج لصالح 'مايكروسوفت' وزيادة تقييمها لتلقي مزيد من التمويل في السعي إلى تحقيق هذه المهمة".

ومع ذلك، يسلط رد الفعل القوي المثير للدهشة داخل صفوف "أوبن أي آي" والمتمثل في إقالة ألتمان الضوء على أن الأخير، على رغم أي مشكلات متصورة، يسيطر على الشركة وعامليها. هذه القدرة على كسب الزملاء وإلهام الولاء ليست مفيدة دائماً، وفق أولئك الذين عملوا معه سابقاً. قال أحد موظفي "أوبن أي آي" السابقين، جيفري إيرفينغ، إن ألتمان لطيف لكن "مخادع" و"متلاعب"، وكذب عليه في عدة مناسبات. وقال مطلع على شؤون قطاع التكنولوجيا كان أجرى مقابلة مع ألتمان قبل سنوات عدة، وطلب عدم الكشف عن اسمه لأن ذلك سيضر باحتمال حصوله على مقابلة لاحقة، إنه شعر بأن ألتمان، على رغم أنه كان لطيفاً، كان غير صادق في محادثتهما.

ومع ذلك، يبدو أن أثر ألتمان كبير – وكافٍ لإقناع مجلس إدارة "أوبن أي آي" باتخاذ منعطف بواقع 180 درجة في شأن قراره بإقالته فأعاد تنصيبه كرئيس تنفيذي في وقت متأخر من يوم 21 نوفمبر.

بعد طرده واستبدال رئيس تنفيذي موقت به، هو إيميت شير، يوم 19 نوفمبر، عُرِضت على ألتمان وظيفة من قبل "مايكروسوفت"، الشركة التي يقال إنها تمتلك حصة تبلغ 49 في المئة في "أوبن أي آي"، إلى جانب نائبه، غريغ بروكمان، الذي استقال عندما علم أن ألتمان قد أُقِيل من منصبه. وكان كلاهما سيحصلان على ميزانية لإنشاء مختبر للذكاء الاصطناعي خاص بهما داخل الشركة.

 

ومع بدء الأسبوع الماضي، كان موظفو "أوبن أي آي" في انتفاضة كاملة. رفضوا حضور اجتماع في مقر الشركة للترحيب بـــــشير، الرئيس التنفيذي الجديد، وأجابوا على رسالة تعلن عن تثبيته على نظام دردشة داخلي بأعداد هائلة من الرموز التعبيرية للإصبع الوسطى. في المجموع، وقع 96 في المئة من موظفي "أوبن أي آي" خطاباً مفتوحاً يهدد باستقالتهم إذا لم يستقل مجلس الإدارة. وزعمت الرسالة أن "مايكروسوفت" لديها عرض قائم لأي من عاملي "أوبن أي آي" الذين يريدون مغادرة هذه الشركة.

وأجبر ذلك المجلس في النهاية على تغيير المسار. وبعدما لم يتمكن المجلس من التوصل إلى اتفاق مع ألتمان في شأن العودة الأحد الماضي، أبدى الثلثاء استعداداً للموافقة على بعض مطالبه، بما في ذلك إصلاح مجلس الإدارة.

وسيقدم مجلس الإدارة استقالته كاملاً باستثناء عضو واحد: آدم دانجيلو، الرئيس التنفيذي لموقع "كورا" المتخصص في الإجابة على الأسئلة. وسينضم عضوان جديدان إلى مجلس الإدارة، الذي سيستمر في العمل وفق مبادئه التوجيهية، التي كُرست للمرة الأولى عندما كانت الشركة غير ربحية. وسيُضاف ما يصل إلى تسعة أعضاء آخرين في الأسابيع والأشهر المقبلة. وسيعود ألتمان كرئيس تنفيذي، وبروكمان كرئيس للشركة، لكن ليس عضواً في مجلس الإدارة. وسيُفتح تحقيق داخلي في السلوك المزعوم الذي تسبب في إقالة مجلس الإدارة ألتمان في المقام الأول.

إنه انتصار لألتمان، الذي يبدو أنه انضم إلى مجموعة من الأشخاص في عالم التكنولوجيا كانت مخصصة سابقاً لأسماء مثل غيتس وستيف جوبز من "أبل"، لديها أثر كبير في اتجاه شركاتها وترعى ولاء كبيراً وشديداً بين الموظفين. ويقال إن ألتمان، وهو مثليّ بشكل علني وعلى علاقة مع مهندس البرمجيات الأسترالي أوليفر مولهيرين، يملك ثروة تساوي حوالي 500 مليون دولار. ويبدو المبلغ قليلاً إلى حد كبير مقارنة بقيمة شركاته، ويرجع ذلك جزئياً إلى النماذج غير الربحية وذات الربحية المحدودة التي تعمل في ظلها.

وأبعد من فوز ألتمان بالحرب واحتفاظه بالسيطرة على شركته، سيستفيد آخرون، وفق نيغي. تقول: "هذه هي أفضل نتيجة ممكنة لاستعادة 'أوبن أي آي' حيث يمكنها العمل مرة أخرى ويمكن للشركات كلها التي تعتمد عليها العمل بفاعلية، بما في ذلك 'مايكروسوفت'. في الواقع، يصح الأمر في شكل خاص على 'مايكروسوفت'".

ولطالما كان ألتمان متأكداً للغاية من مهمته، كتب في مدونته في يناير (كانون الثاني) 2013 منشوراً بعنوان "كيف تكون ناجحاً"، تفاخر فيه قائلاً: "يكمن السر الكبير في أن المرء يستطيع ثني العالم وفق إرادته بنسبة مدهشة من الوقت – معظم الناس لا يحاولون ذلك حتى". قد تكون الأيام القليلة الماضية جيدة لألتمان، وجيدة لموظفي "أوبن أي آي" البالغ عددهم 700 موظف، والذين لا تزال وظائفهم آمنة. ولكن ما إذا كان ذلك جيداً لبقيتنا لا يزال موضع نقاش. مع كون "أوبن أي آي" الشركة المهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي، من المرجح في شكل متزايد أن يشكل ما يقوله ألتمان مستقبلنا بالكامل.

يقول أندرو هانت، الزميل في الابتكار الحوسبي بجامعة كارنيغي ميلون، الذي كان يراقب – مثلنا جميعاً – بحذر كيف تكشفت الأمور: "يبين الاضطراب في 'أوبن أي آي' بوضوح عدم الاستقرار المعروف في نماذج حوكمة الذكاء الاصطناعي إضافة إلى الدور الحالي الكبير لديناميكيات السلطة الشخصية".

ويقول: "نحن بحاجة ماسة إلى إشراف تنظيمي حكومي جوهري ومبتكر – وليس مضبوطاً – لضمان عمل كل من [شركات] تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والمؤسسات التي تقف وراءها بطريقة آمنة وفاعلة ومنصفة". ذلك لأن محاولة واحدة لكبح جماح ألتمان في شأن أخطار متصورة، سواء كانت حقيقية أم لا، فشلت، وهذا يعني أن الحاجز القائم أمام اتخاذ إجراء مماثل في المستقبل أصبح أعلى بكثير.

© The Independent

المزيد من علوم