ملخص
قال البيت الأبيض إن إطلاق هذا الصاروخ يؤجج التوترات وأخطار زعزعة الاستقرار في المنطقة وخارجها مضيفاً أن "باب الدبلوماسية ليس مغلقاً"
ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون اطلع على صور لقواعد عسكرية أميركية رئيسة في جزيرة غوام، أرسلها أول قمر اصطناعي لأغراض التجسس تضعه هذه الدولة في المدار.
وأوضحت الوكالة أن الزعيم الكوري الشمالي "اطلع على الصور الجوية لقاعدة أندرسون الجوية وميناء أبرا وقواعد عسكرية أميركية أخرى ملتقطة من الجو فوق غوام في المحيط الهادئ تم تلقيها عند الساعة 09:21 في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني". وكانت الوكالة أكدت في وقت سابق نجاح إطلاق القمر الاصطناعي "مليغيونغ-1" لأغراض التجسس.
تعليق جزئي
من جهتها، أعلنت كوريا الجنوبية اليوم الأربعاء، أنها علقت جزئياً اتفاقاً عسكرياً مبرماً في 2018 مع كوريا الشمالية وستستأنف عمليات المراقبة على طول الحدود بين البلدين، وذلك رداً على إعلان بيونغ يانغ أنها وضعت في المدار قمراً اصطناعياً للتجسس العسكري.
وقال متحدث باسم الحكومة الكورية الجنوبية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "الاتفاق العسكري تم تعليقه جزئياً"، مشيراً إلى أن "الإجراء المتبقي هو أن تقوم وزارة الدفاع بإخطار كوريا الشمالية، لكن بما أن خطوط الاتصال مع كوريا الشمالية مقطوعة، فإن وزارة الدفاع ستعلن عن ذلك فحسب".
وفي وقت سابق، أعلنت كوريا الشمالية أنها وضعت بنجاح في المدار قمراً اصطناعياً للتجسس متحدية بذلك قرارات الأمم المتحدة التي تحظر عليها استخدام تقنيات الصواريخ الباليستية، في خطوة دانتها بشدة طوكيو وواشنطن.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، إن صاروخاً يحمل القمر الاصطناعي انطلق، ليل الثلاثاء، من مقاطعة شمال فيونغان وحلق على طول مساره المحدد و"وضع بدقة قمر الاستطلاع الاصطناعي ماليجيونغ-1 في مداره".
وكان الجيش الكوري الجنوبي أعلن في وقت سابق أنه "رصد عند الساعة 13:43 توقيت غرينتش ما يفترض أنه قمر اصطناعي للتجسس العسكري".
وأعلنت الوكالة الكورية الشمالية أن جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية (التسمية الرسمية لكوريا الشمالية) تعتزم إطلاق مزيد من الأقمار الاصطناعية "خلال فترة زمنية قصيرة" بغية تعزيز قدراتها على مراقبة كوريا الجنوبية.
وشددت الوكالة على أن "إطلاق قمر اصطناعي للتجسس هو حق مشروع لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بغية تعزيز قدراتها للدفاع عن نفسها" في وقت تواجه فيه البلاد ما تعتبرها تهديدات من جانب كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
"باب الدبلوماسية ليس مغلقاً"
من جهتها، أوضحت هيئة أركان الجيش الكوري الجنوبي أنها بصدد تحليل عملية الإطلاق هذه، مشيرة إلى أنه يتعذر عليها في الحال تأكيد ما إذا وُضع القمر الاصطناعي في المدار أم لا.
واعتبرت رئاسة الأركان أن عملية الإطلاق "تشكل استفزازاً يخرق قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
ونددت طوكيو وواشنطن بعملية الإطلاق هذه. وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا "حتى لو سموه قمراً اصطناعياً، فإن إطلاق شيء يستخدم تكنولوجيا الصواريخ الباليستية يُعد انتهاكاً واضحاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة"، مؤكداً أنه يدين "بأشد العبارات" إطلاق الصاروخ.
وندد البيت الأبيض بشدة بالخطوة الكورية الشمالية، معتبراً إياها "انتهاكاً صارخاً" لعقوبات الامم المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أدريان واتسون، إن إطلاق هذا الصاروخ "يؤجج التوترات وأخطار زعزعة استقرار الوضع الأمني في المنطقة وخارجها"، مضيفة أن "باب الدبلوماسية ليس مغلقاً ولكن على بيونغ يانغ أن تكف فوراً عن أفعالها الاستفزازية".
المحاولة الثالثة
ولاحقاً، أعلنت بيونغ يانغ نجاح عملية إطلاق الصاروخ، بحسب إعلامها الرسمي.
وكانت كوريا الشمالية أبلغت اليابان بنيتها إطلاق قمر اصطناعي، الأربعاء، وفق طوكيو، متحدية بذلك تحذيرات سيول وقرارات الأمم المتحدة التي تحظر على بيونغ يانغ استخدام تقنيات الصواريخ الباليستية.
وهذه المحاولة هي الثالثة التي تقوم بها كوريا الشمالية بعدما فشلت مرتين في وضع قمر عسكري في مداره في مايو (أيار) وأغسطس (آب) الماضيين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تحذير بالإخلاء
وبعيد الإطلاق، أصدرت اليابان تحذيراً بالإخلاء لسكان منطقة أوكيناوا لكنها سرعان ما رفعته قائلة، إن الصاروخ الكوري الشمالي "عبر المحيط الهادئ".
وقال مكتب كيشيدا "مر الصاروخ. يعتقد أن الصاروخ مر فوق المحيط الهادئ قرابة الساعة 22:55 (13:55 توقيت غرينتش). رفع التحذير بالإخلاء". وكان المكتب قال قبيل ذلك على المنصة نفسها "إطلاق صاروخي. إطلاق صاروخي. يبدو أن الصاروخ أُطلق من كوريا الشمالية. يرجى الاحتماء في الملاجئ أو تحت الأرض".
وقال وزير الدولة لشؤون الدفاع هيرويوكي ميازاوا، إن اليابان "تحلل ما إذا كان الأمر فاشلاً أم ناجحاً. لا يمكننا أن نقول أي شيء على وجه اليقين".
وكانت كوريا الشمالية حددت في أغسطس ثلاث مناطق بحرية من المحتمل أن تتأثر بعملية الإطلاق التي كان مخططاً لها في ذلك الوقت، اثنتان منها في البحر الأصفر غرب شبه الجزيرة الكورية، والثالثة في المياه شرق الفيليبين.
ونقلت وكالة يونهاب للأنباء عن مسؤول كوري جنوبي قوله إن "مناطق الخطر التي ذكرتها كوريا الشمالية هذه المرة تتوافق مع تلك التي أعلنت خلال مشروع إطلاق القمر الاصطناعي في أغسطس".
وكانت سيول حذرت منذ أسابيع من أن بيونغ يانغ بلغت "المراحل الأخيرة" من الاستعداد لإطلاق جديد لقمر اصطناعي لأغراض التجسس.
وحذر الجيش الكوري الجنوبي، أول من أمس الإثنين، كوريا الشمالية بأن توقف "على الفور" استعداداتها لإطلاق القمر، مهدداً بيونغ يانغ بأنه سيتخذ "الإجراءات الضرورية" إذا لزم الأمر.
التقارب مع روسيا
ويثير تقارب كوريا الشمالية الأخير مع روسيا قلق الولايات المتحدة وحلفائها في كوريا الجنوبية واليابان. ووفقاً لسيول، فإن بيونغ يانغ تزود موسكو بأسلحة في مقابل حصولها على تكنولوجيات الفضاء الروسية التي تهدف إلى وضع قمر اصطناعي للتجسس العسكري في المدار.
وندد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) بعد زيارته كوريا الجنوبية، بالعلاقات العسكرية "المتنامية والخطرة" بين بيونغ يانغ وموسكو.
وتخشى الدول الغربية من أن تستغل كوريا الشمالية قدرات الإطلاق الفضائية لتطوير قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية التي مُنعت بيونغ يانغ منها بموجب عقوبات الأمم المتحدة.
عدد قياسي من التجارب
وأجرت كوريا الشمالية عدداً قياسياً من تجارب الأسلحة هذا العام، رغم العقوبات الدولية وتحذيرات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وحلفائهما.
والأسبوع الماضي، أعلنت أنها أجرت بنجاح اختبارات أرضية لـ"نوع جديد" من المحركات التي تعمل على الوقود الصلب لصواريخها الباليستية المتوسطة المدى المحظورة، واصفة الأمر بأنه خطوة حاسمة في "السياق الأمني الخطر وغير المستقر".
وعززت سيول وواشنطن وطوكيو تعاونها الدفاعي في مواجهة ذلك.
ووصلت حاملة الطائرات الأميركية "كارل فينسن" التي تعمل بالطاقة النووية إلى قاعدة بوسان البحرية في كوريا الجنوبية الثلاثاء.