رسالة قديمة لبن لادن أعاد تداولها أميركيون وربطوها بحرب غزة

أعاد مستخدمون لتطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة تداول رسالة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن التي وجهها للأميركيين قبل نحو عقدين، مبرراً أسباب مهاجمة بلادهم في الـ 11 من سبتمبر (أيلول) 2001.

وروّج قسم من متداولي الرسالة إلى رواية "القاعدة" بأن الهجوم كان بمثابة "انتقام على سياسات الولايات المتحدة إبان الحرب الباردة، وموقفها الداعم لسياسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية". 

رسالة إلى أميركا

وانتشرت الوثيقة التي تحمل عنوان "رسالة إلى أميركا" أخيراً لدى المستخدمين الشباب لتطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة، إذ عبر بعضهم عن دعمهم لما ورد فيها من مزاعم حول بلادهم، ووجدوا في النص وسيلة لفهم الأحداث السياسية الأخيرة ومنها الحرب المشتعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وحققت بعض المقاطع التي تناولت الوثيقة مشاهدات تجاوزت المليون.

ودعت إحدى مستخدمات "تيك توك" إلى الاطلاع على الرسالة وقالت، " يجب على الجميع قراءتها"، محذرة من أن الرسالة تركتها "بخيبة أمل شديدة".

وقالت لينيت أدكينز، وهي ناشطة مؤيدة لفلسطين ولديها أكثر من 175 ألف متابع على تطبيق "تيك توك" يوم الثلاثاء، إنها تعرضت لـ "أزمة وجودية" بعد قراءة الرسالة وتغيرت وجهة نظرها بالكامل، وأضافت أنه "على من الجميع أن يتوقفوا عن فعل ما يفعلونه الآن ويذهبوا لقراءة رسالة إلى أميركا".

وكتبت مستخدمة باسم raeyreads "لقد خدعنا طوال حياتنا"، مضيفة "أتذكر رؤية الناس يهتفون عندما عُثر على أسامة وقتل، كنت طفلة وقد أربكني ذلك ولا يزال الأمر يحيرني حتى اليوم، إن العالم يستحق أفضل مما فعلته هذه البلاد لهم ويجب أن يحدث التغيير".

جهل وتطرف

وفي سياق متصل انتقد مستخدمون لمنصة "إكس" جهل بعض الشباب الغربيين بفظاعة الجرائم الإرهابية التي ارتكبها تنظيم "القاعدة" واستباحته دماء آلاف الأبرياء.

ماذا ورد في الرسالة؟

وفي الرسالة المترجمة إلى الإنجليزية يبرر بن لادن الهجمات الإرهابية التي نفذها "تنظيم القاعدة" ضد الولايات المتحدة معتبراً أنها رد على هجومها عليهم وعلى فلسطين، وقال "فلسطين غارقة تحت الاحتلال العسكري منذ أكثر من 80 عاماً، ولقد سلم الإنجليز فلسطين بمساعدتكم ودعمكم لليهود الذين احتلوها لأكثر من 50 عاماً، سنوات مليئة بالظلم والطغيان والجرائم والقتل والطرد والدمار والخراب"، بحسب ما زعم بن لادن.

وتابع، "إن إنشاء إسرائيل واستمرارها من أعظم الجرائم، وأنتم قادة مجرميها، وبالطبع لا داعي لشرح وإثبات درجة الدعم الأميركي لإسرائيل. إن إنشاء إسرائيل جريمة يجب أن تمحى، وكل من تلوثت يداه بالمساهمة في هذه الجريمة يجب أن يدفع ثمنها، ويدفع ثمنها غالياً".

وزعم بن لادن أن "الشعب الأميركي هو الذي يدفع الضرائب التي تمول الطائرات التي تقصفنا في أفغانستان، والدبابات التي تضرب وتدمر بيوتنا في فلسطين، والجيوش التي تحتل أراضينا في الخليج العربي، والأساطيل التي تضمن حصار العراق"، لافتاً إلى أنه "ولهذا السبب لا يمكن للشعب الأميركي أن يكون بريئاً من كل الجرائم التي يرتكبها الأميركيون واليهود ضدنا".

"ذا غارديان" تحذف الرسالة

سارعت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية إلى حذف النص الكامل للرسالة من موقعها الرسمي بعد تداولها في مواقع التواصل، مما أثار جدلاً حول الرقابة على المحتوى وجدوى ذلك.

وتحوي الصفحة الآن التالي، "عرضت هذه الصفحة سابقاً وثيقة مترجمة تحوي النص الكامل لرسالة أسامة بن لادن إلى الشعب الأميركي، كما ورد في صحيفة ’أوبزرفر‘ يوم الأحد 24 نوفمبر 2002. أزيلت الوثيقة التي نشرت هنا في اليوم نفسه في 15 نوفمبر 2023".

وبرر متحدث باسم صحيفة الـ "غارديان" لشبكة "فوكس نيوز" الخطوة قائلاً إن الصحيفة قررت حذف الرسالة وتوجيه القراء إلى التقرير الإخباري الذي تناول النص مع سياقه، وذلك بعدما تم تداول الرسالة في وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع من دون سياقها الكامل.

وسخر نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي من أولئك الذين يدعون إلى قراءة الوثيقة ويدعمون محتواها واصفين ذلك بالسخيف، ولم يستبعد آخرون أن يكون تداولها بهذا التوقيت ضمن حملة ممنهجة للتلاعب بالرأي العام.

وهاجم حساب End Wokeness الذي يمتلك نحو مليوني متابع في "إكس" وينشط في انتقاد اليسار وما يعرف بتيار "اليقظة" تطبيق "تيك توك"، وقال إن التطبيق "أعاد تأهيل صورة أسامة بن لادن. هم يقولون إن أحداث 11 سبتمبر مبررة وكانت عملاً من أعمال المقاومة".