Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بغداد غارقة في متاهة الزحام المروري

مراقبون يقترحون النقل العام والمترو والمدن الجديدة حلولاً عملية

العراق يسابق الزمن من أجل حل طلاسم الزحام المروري في بغداد (مواقع التواصل الاجتماعي)

ملخص

تغرق العاصمة العراقية في فوضى مرورية خلال أيام الدوام الدراسي في ظل ارتفاع الإقبال على شراء السيارات فما الحل؟

باتت أيام العراقيين المرورية متشابهة تقريباً في ظل ما تعانيه بغداد من زحام شديد تحاصره سوء حالة الشوارع والإقبال الجنوني على شراء السيارات وغياب الخطط العمرانية عن العاصمة، وارتفاع الأصوات بضرورة إيجاد حلول عملية وسريعة لتلك الأزمة المتصاعدة.

وأزاحت أرقام مديرية المرور العامة العراقية، في وقت سابق، الستار عن ارتفاع أعداد السيارات في البلاد – دون إقليم كردستان – إلى 7 ملايين سيارة منها 4 ملايين في بغداد وحدها متجاوزة الطاقة الاستيعابية لشوارع العاصمة بثلاثة ملايين و750 ألف سيارة.

وعلى رغم إعلان السلطات العراقية عن مشاريع استراتيجية لفك الاختناقات المرورية التي تشمل بعض مناطق بغداد إلا أنها باتت في نظر الكثيرين تحل جزءاً من المشكلة وليست المشكلة الأكبر من خلال التوجه إلى إنشاء مشاريع أكثر حاجة للمواطنين على غرار "المترو وتفعيل النقل العام".

وقت مهدر

قضى سالم محمود (40 سنة) مشواراً له كان من المفترض أن يستغرق ربع ساعة من دون زحام إلا أنه بدا صعباً للغاية من ناحية الطريق واستغرق ما يقارب ساعتين وربع الساعة.

محمود الذي بدأ عليه علامات الغضب نتيجة هذا الوقت المهدر تحدث عن أن ساعتين تكفي إلى التنقل من بلد إلى آخر، متسائلا "كيف لمشوار 10 دقائق أو ربع ساعة يستغرق منك أكثر من ساعتين؟، قبل أن يجيب بأن هذا الأمر معتاد عليه في بغداد التي تشهد زحامات خانقة على مدار أيام الأسبوع، وتحديداً الأحد والإثنين والثلاثاء إذ تكون بداية أيام الدوام الرسمي وهناك الكثير من داخل وخارج بغداد لديه معاملات لتكملتها.

 

 

ودعا السلطات العراقية إلى إيجاد حلول أكثر فاعلية فمشكلة الاختناقات المرورية لن تحل الأزمة بالكامل إنما جزء بسيط منها لا سيما "أننا نرى استيراد السيارات مستمر فضلاً عن دخول وسائل النقل الأقل كلفة مثل التوك توك الذي أخذ حيزاً كبيراً".

وتابع، "أن تكمل أي مشوار لا تحتاج إلى النقل بسيارتك إنما بالباصات العامة أو سيارة الأجرة وصولاً إلى التوك توك الذي يستطيع المرور من أماكن صعب على أصحاب السيارات اجتيازها".

ولم يكن حال محمود مختلفاً عن الكثير من العراقيين الذين يضطرون إلى قضاء كثير من الوقت في الشارع نتيجة الازدحام الشديد في سبيل إنهاء مشاويرهم سواء في العمل أو حاجاتهم الخاصة أو مناسباتهم العامة.

فك الاختناقات

أمام تلك الشكاوى المتزايدة، سبق وتحدث وزير الإعمار والإسكان والبلديات العراقي، بنكين ريكاني، عن أن 60 عقدة مرورية ستشهد تنفيذ مشاريع لفك الاختناقات، مؤكداً أنه تم وضع شروط تعاقدية تتيح للدولة سحب أي مشروع ينحرف بنسبة 10٪ أو أكثر كعامل ضغط على المقاولين.

ولفت الانتباه إلى أنه لا يمكن تنفيذ المشاريع ببطء وانتظار إكمال المشروع خلال سنة ونصف السنة كمعدل قبل البدء في مشروع ثانٍ لأن العمل بهذه الطريقة يعني أن المشاريع المخطط لتنفيذها في 60 عقدة ببغداد وحدها لن تنتهي قبل 90 إلى 100 عام.

كانت لجنة النقل والاتصالات النيابية، حددت "قطار بغداد المعلق" و"مترو بغداد" كحلول لمعضلة الزحام المروري في العاصمة، إلا أنه لا توجد جهة معينة تشرع في إنشاء هذه المشاريع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال عضو اللجنة، عقيل الفتلاوي، في تصريحات صحافية، إن "استيراد السيارات بعشوائية إلى البلاد وبشكل كبير، أدى إلى حدوث زحامات خانقة في شوارع المحافظات بخاصة بغداد، ما تسبب بمعاناة للعراقيين الذين يهدرون ساعات طويلة من وقتهم يومياً في الطريق".

وأشار إلى أن "لجنة النقل بدورها، طالبت في أكثر من كتاب إلى أمانة بغداد بتفعيل (قطار بغداد المعلق)، وذلك بوضعه ضمن موازناتها، لكن لا يوجد تحرك بهذا الخصوص".

وأضاف الفتلاوي أن "مشروع (مترو بغداد) يمثل حلاً أيضاً لمشكلة الاختناقات المرورية، لكن المشكلة أن بعض الخبراء يزعم أن المشروع سيكون غير ناجح بسبب تربة بغداد، إلا أنه في الحقيقة سيكون حلاً مميزاً وفقاً لتقرير الشركة الفرنسية التي أكدت إمكانية إنشائه على غرار مترو باريس مع تشابه التربة في العاصمتين".

حلول ترقيعية

يرى الباحث في الشأن العراقي، هاشم جاسم، أنه من أول المشاريع التي عملت عليها حكومة محمد شياع السوداني هو حل مشكلات الزحام المروري وفك الاختناقات عبر إطلاق حزمة من الإجراءات منها جسور علاوة على تطوير مداخل بغداد والساحات والتقاطعات.

ويرى جاسم، أن هذه الحلول وعلى رغم أهميتها لكنها لا تتعدى كونها حلولاً ترقيعية قد تحل المشكلة لسنتين أو ثلاثة وتعود المشكلة أكبر مما كانت، مضيفاً "ستبقى مشكلة الاختناقات والزحام مستمرة ما دام قطاع النقل العام منسياً".

 

 

واقترح استخدام وسائل النقل العام أو خط المترو أو القطار كحل مميز مع نقل كراجات المحافظات إلى أطراف بغداد بما سيسهم في تقليل الزحام والتلوث وتوفير مبالغ كبيرة نتيجة تقليص كميات الوقود المدعوم، فضلاً عن تقليل أسعار السكن في العاصمة وغيرها الكثير من المنافع الاجتماعية.

وختم بالقول، "لذلك التخطيط الحضري والتفكير خارج الصندوق أهم من العمل العشوائي وهدر الأموال بمشاريع قد تصبح بمرور الوقت عائقاً للتنمية".

مشاريع فك الاختناقات

في الأثناء، يرى الباحث العراقي مجاشع محمد، أن مسألة فك الاختناقات المرورية في بغداد عبر إيجاد طرق بديلة غير ممكنة وإن كان ذلك يحد بنسبة قليلة جداً لا تتخطى 5 في المئة من الزحام الحاصل في العاصمة، معتقداً بأن مشاريع فك الاختناقات المرورية التي تشمل 60 مشروعاً مهمة للتخفيف من الأزمة.

ولفت إلى أن شوارع بغداد اكتظت بالزحام المروري وأصبح الوضع لا يطاق وكان لا بد للحكومة من أن تأخذ دورها في هذا المجال رغم أن تنفيذها يتم على ثلاث مراحل، الأولى تمت المباشرة بها وإحالة 80‌ في المئة من مجمل هذه الحزمة للشركات لغرض تنفيذها على وفق توقيتات زمنية محددة وبحسب المواصفات الفنية المطلوبة لكن هذا يعطي أمل في حل هذه الأزمة المرورية.

وبحسب مجاشع فإن بغداد تحتوي على كثافة في السيارات أكثر من قدرتها الاستيعابية بما يصل إلى 5 مرات أو أكثر، بالتالي فإن إيجاد طريق بديلة أو مساعدة لن يحد من الاختناقات المرورية، مبيناً أن الحل يتطلب إيجاد مدن جديدة، وتوسعة عمرانية كاملة بمساعدة الطرق البديلة، وأيضاً بناء جسور في الساحات الحيوية، وهذا فقط من شأنه تقليل نسبة الاختناقات المرورية في العاصمة وتشجيع النقل العام وإنشاء خط مترو.

المزيد من العالم العربي