Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نصر الله يضيف مصطلح "لم أكن أعلم" بعد عبارة "لو كنت أعلم"

خطاب أمين عام "حزب الله" وصفه مراقبون بأنه تبريري على رغم ما تضمنه من "احتمالات مفتوحة" لمواكبة الحرب على غزة

الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله يثني على "حماس" وينفي علاقة إيران بـ"طوفان الأقصى" (الوكالة الوطنية للإعلام)

ملخص

في خطاب وصف بالتبريري أضاف أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله مصطلح "لم أكن أعلم" بعد العبارة الشهيرة في حرب عام 2006 "لو كنت أعلم"

يجمع المراقبون أن خطاب أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، الأول بعد مرور شهر على عملية "طوفان الأقصى" لم يكن متناسباً مع المشاهد التسويقية والدعائية التي سبقته، إذ جاء الترويج أقوى من الخطاب بذاته.

ويرى هؤلاء أن ما رفع سقف توقعات خطاب نصر الله، ما روجه بعض المسؤولين في الحزب بأن "قواعد الاشتباك"، أي المناوشات العسكرية المضبوطة في الجنوب، ستسقط في حال توغل الجيش الإسرائيلي برياً في القطاع، وهو ما لم يحصل.

ثلاث نقاط

ويمكن تلخيص ما جاء في الخطاب بثلاث نقاط أساسية، إذ تبرز النقطة الأولى بالتنصل من التدخل والمعرفة بعملية "طوفان الأقصى"، التي قال إنه علم بها كما علم الجميع، كذلك إبعاد تهمة التدخل الإيراني في العملية، والتشديد على أن "قادة المقاومة هم المسؤولون عن قراراتهم".

في حين تبرز النقطة الثانية بقوله إن "حزب الله" ليس على الحياد وإنه بحالة انخراط في الحرب مع إسرائيل منذ اليوم الثاني لـ"طوفان الأقصى"، معدداً الإنجازات التي برأيه أسهمت في تخفيف الضغط عن غزة من خلال استقطاب ثلث الجيش الإسرائيلي إلى الجبهة الشمالية، بينما تبرز النقطة الثالثة في تغييب أي دور للنظام السوري، وتركيزه على مثلث "المقاومة" في اليمن والعراق ولبنان. وكذلك في ما نشر على لسان بعض قيادات "حماس" من حث "حزب الله" على الانخراط في المعركة، "صعب" مهمة نصر الله في تبرير اكتفائه بالحرب المضبوطة.

فشل الضغط

وفي قراءة لما تضمنه الخطاب أكد الصحافي والمحلل السياسي سمير سكاف أن خطاب نصر الله لم يرض مواليه ولا معارضيه، إذ برأيه "الموالون قد يرون فيه تردداً في المشاركة الفعالة في المعركة، والمعارضون قد يرون فيه مجرد سردية توصيف لما يجري مع إدانة إسرائيل وتحميل الولايات المتحدة الأميركية المسؤولية الأولى لنتائج المعركة".

ولفت إلى أن الخطاب لم يحمل أي إضافة في مساندة غزة و"حماس"، باستثناء المشاركة في المعركة ضمن قواعد الاشتباك، وهذا لن يكون كافياً لإرضاء "حماس"، مضيفاً "يبدو حزب الله لاعباً احتياطاً في المواجهة حتى الآن، من دون أن يتضح في أي مركز، فهل يكون لاعب وسط دفاعي، أو ينتقل إلى مركز قلب الهجوم؟".

ولكن برأي سكاف "مؤشرات (الانزلاق) نحو توسيع المعارك آتية لا محالة، إذ قد يعمد الجيش الإسرائيلي إلى المبادرة لفتح الجبهة الشمالية، وهو من سيطلق الشرارة لحرب إقليمية".

غموض بناء

في المقابل بين الصحافي والمحلل السياسي قاسم قصير أن الخطاب حدد رؤية الحزب واستراتيجية "المقاومة" لما حصل ولما سيحصل في المرحلة المقبلة، كما أنه أبقى على سياسة الغموض على الصعيد الميداني، مؤكداً "خيارات أخرى يمكن اللجوء إليها وأن الذهاب إلى حرب إقليمية أمر وارد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قصير يعتبر أن الخطاب كان عقلانياً، ووجه رسالة للدول العربية، وخصوصاً مصر والأردن، بأنها معنية بما يجري، وقدم تقييماً كاملاً لما أنجزه الحزب حتى الآن مع بقية قوى المقاومة وحدد أهدافاً معينة للمرحلة المقبلة، وهي وقف الحرب على غزة وحتمية انتصار "محور المقاومة"، بحسب رأيه.

وأوضح أن نصر الله وجه رسالة واضحة للأميركيين بأنه يمكن استهداف قواتهم، ولم يستبعد قصير الحرب الشاملة في حال قام الإسرائيلي بهجوم على لبنان.

موسم الأعياد

وحول التبعات الاقتصادية التي يواجهها لبنان نتيجة التوتر الحاصل، يشير المحلل الاقتصادي منير يونس إلى أن اقتصاد لبنان ما زال يراوح مكانه، وشبح الحرب ما زال يخيم بدوره على أجواء لبنان، "مما يعني أن اقتصادنا في طريقه نحو الانكماش"، لافتاً إلى أن قطاعات كثيرة ستعاني قريباً نتيجة تفاقم الأزمة الاقتصادية من دون إيجاد أية حلول تخفف وطأة المعاناة المعيشية والمالية على المواطنين.

وأوضح أن السلع الأساسية أي الغذائية والدوائية هي فقط من تحرك عجلة السوق حالياً، وكل الصناعات الأخرى متضررة، إضافة إلى استمرار تضرر القطاع السياحي، مرجحاً التأثير السلبي في موسم الأعياد المقبل، نتيجة استمرار التوتر والأجواء المشحونة واحتمالات التصعيد، مضيفاً "لا مؤشر في خطاب أمين عام حزب الله يبشر بالانفراج القريب".

خطاب صادم

بدوره رأى الصحافي أنطوان غطاس صعب أن خطاب نصر الله يتزامن مع غياب كلي للدولة، وسيادتها على أراضيها، مشيراً إلى أن مضمون خطابه كان صادماً لبيئته التي توقعت أن يكون تصعيدياً، لا سيما بعد سقوط نحو 60 قتيلاً للحزب.

ورأى أن كلمته أكدت البقاء ضمن "قواعد الاشتباك"، على رغم استخدام لغة التهديد.

خطاب محبط

ومن ناحية تقييم الخطاب في الموازين الأمنية، رأى العميد المتقاعد خالد حمادة، أن خطاب نصر الله لم يقفز فوق التصريحات الإيرانية، التي سحبت نفسها من أي دور في هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، لافتاً إلى أن "الخطاب كان محبطاً ولم يتضمن أي رؤية لما يمكن أن يحصل، وما خطة الحزب للرد على ما يجري في غزة"، كما "لم يكن على مستوى من كان يراهن بأن نصر الله قادر على حماية لبنان".

وأشار إلى أنه حاول أن يقدم "صورة رتيبة لما يمكن تسميته مقاومة". ويضيف متسائلاً "هل ما قام به يشكل تكتيكاً أو عملاً عسكرياً يمكن أن ينسب إلى حركات مقاومة؟".

واعتبر حمادة أنه بعد سقوط الصورة النمطية والدور المتوقع من سلاحه، بات على الحزب أن يبحث عن صيغة أخرى يقدم بها نفسه للجمهور اللبناني تختلف عن كل ما كان يطرحه سابقاً.

نجاح واشنطن

وفي مؤشرات تلقف الصحافة العالمية خطاب نصر الله، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن المضمون يعد دليلاً على نجاح واشنطن في غزة، مشيرة إلى أن "الهجمات اليومية التي يشنها الحزب خطرة، لكن نصر الله لم يقل شيئاً يشير إلى الابتعاد عن نمط القتال الانتقامي المنخفض الحدة، ويعد هذا نجاحاً للسياسة الأميركية، التي تسعى إلى منع حزب الله وإسرائيل من التصعيد".

وبحسب الصحيفة، القوة الهجومية المكونة من حاملات الطائرات التي نشرها الرئيس الأميركي جو بايدن في المتوسط حتى الآن، حققت غرضها، كاشفة عن أن "الضغط من أجل هدنة في غزة يمكن أن يأتي بنتائج عكسية من خلال إبقاء (حماس) واقفة على قدميها وإطالة أمد الصراع، على حساب المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين"، موضحة أن مصلحة الولايات المتحدة هي تحقيق نصر إسرائيلي سريع وحاسم.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات